الإنسان يُزعج البوم بالتصوير الضوئي ويُسلّمها للفرائس الجارحة

إيقاظها نهاراً كإيقاظ شخص ليلاً وإجباره على الانطلاق

رمز الحكمة تقلقه مضايقات البشر (أ.ف.ب)
رمز الحكمة تقلقه مضايقات البشر (أ.ف.ب)
TT

الإنسان يُزعج البوم بالتصوير الضوئي ويُسلّمها للفرائس الجارحة

رمز الحكمة تقلقه مضايقات البشر (أ.ف.ب)
رمز الحكمة تقلقه مضايقات البشر (أ.ف.ب)

تزداد فرص رؤية البوم، رمز الحكمة، والاحتكاك بها، في الشتاء، عندما تتساقط أوراق الأشجار، ويصبح من السهل رصد الطيور، خصوصاً مع بداية موسم التكاثر.

وتنقل «وكالة الأنباء الألمانية» عن «جمعية شيكاغو للطيور»، تحذيرها من أنّ البشر يمكن أن يعرّضوا البوم للضغوط، عن طريق التدخّل في طريقة ممارستها للصيد، مما يعرّضها للإرهاق، ويخوّلها الوقوع فريسة للطيور الجارحة، مثل صقور الشاهين، والصقور ذات الذيول الحمراء.

ويوصي الخبراء، الناس، عند رؤية البوم في البرّية، بالتزام الهدوء قدر المستطاع، والاحتفاظ بمسافة بينهم وبين الطيور، واستخدام منظار مكبّر لتوضيح الرؤية، كما يجب دائماً تجنُّب التصوير بالفلاش الضوئي، خصوصاً بعد حلول الظلام. كما يوصون بعدم بثّ أماكن وجود البوم بالضبط عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكفالة سلامة الطيور.

ويمكن العثور على 4 ملايين من طيور البوم ذات القرون الكبيرة، في مجموعة واسعة من البيئات المختلفة عبر أميركا الشمالية، من بينها ولاية إلينوي، وتُصوَّر غالباً هذه النوعية من الطيور في أشكال توحي بالحكمة في الثقافة الشعبية وكتب الحكايات.

وتوضح الجمعية أنّ طيور البوم ذات القرون الكبيرة، تُعدّ ثاني أكبر أنواع البوم لجهة الكثافة العددية في الولايات المتحدة بعد بوم المناطق الجليدية، وهي تشتهر بمهاراتها في الصيد، وبعيونها الصفراء الواسعة، وبخصل الريش التي تزيّن رؤوسها، ويأتي موسم تزاوجها مع بداية يناير (كانون الثاني) من كل عام.

ويوضح رئيسها إدوارد واردن، أنه «يمكن لطيور البوم القيام بكثير من الأعمال، وتستطيع شقّ طريقها إلى داخل مدينة لتسكن أشجارها، وهي عملية أكثر صعوبة مقارنةً بمحمية مريحة داخل غابة».

من جهته، يقول المدير التنفيذي للجمعية مات ليغلسكي، إنّ إيقاظ هذه الطيور الليلية، مثل البوم ذات القرون الكبيرة في منتصف النهار، يماثل إيقاظ شخص في منتصف الليل، وإجباره على الانطلاق، مع توقُّع أن يؤدّي عمله بشكل جيّد في صباح اليوم التالي.

ويشير واردن إلى أنّ البوم، خصوصاً في الشتاء، «تحاول الاقتصاد في الطاقة التي تخزّنها»، وتحتاج إلى الحفاظ على كل سعرة حرارية لتبقى دافئة وعلى قيد الحياة، وفي حالة تمضية أوقاتها في تجنُّب البشر والطائرات المسيَّرة الصغيرة، فإنها بذلك تحرق سعرات ثمينة، مشدّداً على أنّ البوم وغيرها من الحيوانات مثل الثعالب وذئاب البراري، يمكنها أن تخلّص المدينة من مشكلاتها، مثل انتشار الفئران، التي أدّت إلى إطلاق لقب «أكثر مدينة ازدحاماً بالفئران» على تكساس للعام التاسع توالياً.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق ولادة بمنزلة أمل (غيتي)

طائر فلامنغو نادر يولَد من رحم الحياة

نجحت حديقة الحياة البرية بجزيرة مان، الواقعة في البحر الآيرلندي بين بريطانيا العظمى وآيرلندا بتوليد فرخ لطائر الفلامنغو النادر للمرّة الأولى منذ 18 عاماً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق نهاية الدبّة أحزنت أحبّتها (أ.ب)

سيارة تُنهي حياة الدبّة الأميركية «الأشهر في العالم»

نفقت الدبّة الشهيرة الملقَّبة بـ«غريزلي 399» التي كانت محبوبةً لعقود بعدما صدمتها سيارة في غرب ولاية وايومنغ الأميركية.

«الشرق الأوسط» (وايومنغ (الولايات المتحدة))
يوميات الشرق نقوش للكلب الفرعوني (وزارة السياحة والآثار المصرية)

الكلب البلدي المصري... احتفاء بـ«حفيد أنوبيس» بعد «مطاردته»

بأعدادها الكثيرة وألوانها المتنوعة، تعد الكلاب الهائمة أحد الملامح الرئيسية للشوارع والميادين المصرية.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)
يوميات الشرق معركة الدفاع عن الحياة (مكتب مأمور مقاطعة «لي»)

معركة ثمانينية مع تمساح في فلوريدا: هجم مثل «طوربيد»

أنقذت امرأة تبلغ 84 عاماً في ولاية فلوريدا الأميركية، حياتها، بعدما لكمت تمساحاً عدوانياً في وجهه... فماذا جرى؟

«الشرق الأوسط» (فلوريدا)

أقدم آلة تشيللو أسكوتلندية تعزف للمرّة الأولى منذ القرن الـ18

مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)
مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)
TT

أقدم آلة تشيللو أسكوتلندية تعزف للمرّة الأولى منذ القرن الـ18

مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)
مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)

خضعت آلة تشيللو يُعتقد أنها الأقدم من نوعها في أسكوتلندا لإعادة ترميم، ومن المقرَّر أن تعاود العزف مرّة أخرى في عرض خاص.

ووفق «بي بي سي»، يعود تاريخ صنعها إلى عام 1756، أي قبل 268 عاماً، على يد الحرفي روبرت دنكان في أبردين، وجرى التبرُّع بها لتنضم إلى المجموعات الخاصة بجامعة أبردين، تنفيذاً لوصية من الطالب السابق جيمس بيتي الذي أصبح أستاذاً للفلسفة، من لورانسكيرك بمقاطعة أبردينشاير الأسكوتلندية، وذلك بعد وفاته عام 1803.

الآن، بعد ترميمها، ستعزف التشيللو علناً، ويُعتقد أنها ربما المرّة الأولى التي تعزف فيها الآلة منذ القرن الـ18، وذلك على يد العازفة لوسيا كابيلارو، في محيط كاتدرائية «كينغز كوليدج» المهيب التابع للجامعة، مساء الجمعة.

يعود تاريخ صنعها إلى عام 1756 أي قبل 268 عاماً (جامعة «أبردين»)

بعد وفاة جيمس بيتي عام 1803، جرى التبرُّع بمخطوطاته وخطاباته وآلة التشيللو لمصلحة الجامعة، إذ ظلّت موجودة منذ ذلك الحين. وعزف عليها هذا العام المرمِّم والحرفي وصانع الآلات الوترية، ديفيد راتراي، الذي قال: «الحرفية التي تظهر في هذه الآلة استثنائية. وقد تكون أقدم تشيللو أسكوتلندية باقية على قيد الحياة، ولا تزال في حالة باروكية نقية، وتُظهر براعة أحد أفضل صانعي الكمان في أبردين».

أما العازفة لوسيا، فعلَّقت: «العزف عليها مثير جداً، لم يكن الأمر كما توقّعت على الإطلاق. قد تكون لديك فكرة مسبقة عن صوت الآلات وفق ما تسمعه من كثيرها اليوم. أحياناً، كنتُ أتوقّع أن يكون صوتها أكثر اختناقاً، لكنها رنانة بدرجة لا تُصدَّق. تشعر كأنه لم يُعبَث بها».

وأوضحت: «لتلك الآلة صوت فريد، فهي نقية ومبهجة، وفي الوقت عينه هادئة ودافئة. إنها متعة للعزف؛ تُشعرك كأنها أكثر تميّزاً مما توقَّعت».

بدوره، قال المُحاضر في الأداء الموسيقي بجامعة أبردين، الدكتور آرون ماكغريغور: «مثير جداً أن نتمكن من سماع تشيللو جيمس بيتي يُعزف علناً ربما للمرّة الأولى منذ رحيله، في المكان المناسب تماماً، بكاتدرائية (كينغز كوليدج)».

وأضاف: «الحفل يجمع بين السوناتا الإيطالية وموسيقى الغرف مع إعدادات من الموسيقى الأسكوتلندية، ويعرُض طيفاً من الموسيقى التي استمتع بها جيمس بيتي ومعاصروه».

وختم: «مجموعة (سكوتس باروكي) الأسكوتلندية رائعة، وتجمع بين الموسيقى المُبكرة والأداء على الآلات الموسيقية التاريخية، مع برامج مبتكرة وأداء درامي. لذا؛ يُعدّ هذا الحفل حدثاً فريداً لا يمكن تفويته».