اكتساح نسائيّ لجوائز «غرامي» وتايلور سويفت تحطّم الأرقام

مفاجآت الحدث الموسيقي العالمي تتصدّرها إطلالة لسيلين ديون رغم المرض

جوائز بالجملة لتايلور سويفت وفريق «بويجينويس» النسائي في ليلة الـ«غرامي» (أ.ف.ب)
جوائز بالجملة لتايلور سويفت وفريق «بويجينويس» النسائي في ليلة الـ«غرامي» (أ.ف.ب)
TT

اكتساح نسائيّ لجوائز «غرامي» وتايلور سويفت تحطّم الأرقام

جوائز بالجملة لتايلور سويفت وفريق «بويجينويس» النسائي في ليلة الـ«غرامي» (أ.ف.ب)
جوائز بالجملة لتايلور سويفت وفريق «بويجينويس» النسائي في ليلة الـ«غرامي» (أ.ف.ب)

خلال السنوات الأخيرة، وُجّهت انتقاداتٌ كثيرة إلى القيّمين على جوائز «غرامي» الموسيقيّة، على خلفيّة ما وُصف بالمساحة الضيّقة التي تُمنَح للفنانات الإناث. لكنّ الليلة الـ66 من الحدث الموسيقي العالمي صنعت الفرق، واضعةً الأصوات النسائية في الواجهة والصدارة.

ليس من الضروريّ أن يكون قد حدث ذلك عن سابق تصميم، فالفائزات بالجوائز العالميّة هذه السنة تميّزن بجدارتهنّ وكفاءتهنّ. في طليعتهنّ، المغنّية الأميركية تايلور سويفت التي حطّمت الأرقام القياسيّة حاصدةً جائزة «ألبوم العام» للمرة الرابعة خلال مسيرتها. وبذلك، تكون سويفت قد تجاوزت كلاً من فرانك سيناترا وستيفي ووندر وبول سايمون، الّذين نال كلٌ منهم الجائزة ذاتها 3 مرّات.

تايلور سويفت تحطّم أرقام «غرامي» حاصدةً جائزة ألبوم العام للمرة الرابعة (أ.ف.ب)

تايلور تدخل التاريخ

ألبوم «ميدنايتس» (Midnights) حصانٌ رابح أدخلَ سويفت التاريخ، وهي استحقّت عنه جائزتَي «غرامي». في خطاب الشُكر، توجّهت الفنانة إلى زميلتها لانا دل راي بتحيّة خاصة، واصفةً إياها بشريكة النجاح، كما قارنت فرحة الفوز بشعورها كلّما سجّلت أغنية أو استعدّت لجولة جديدة. وكانت سويفت قد أعلنت عن وضعها اللمسات الأخيرة على ألبوم من المرتقب صدوره في أبريل (نيسان) المقبل.

اكتملت فرحة سويفت بمفاجأةٍ وقف الحضور لأجلها تصفيقاً لدقائق. فبعد أن توارت عن الأنظار لأكثر من 3 أشهر غارقةً في آلامها، أطلّت سيلين ديون على خشبة «كريبتو أرينا» في لوس أنجليس، لتقدّم جائزة «ألبوم العام» لسويفت. بدت الفنانة الكنَديّة أقوى من «متلازمة الشخص المتيبّس» التي تعاني منها، وأقوى كذلك من الأخبار التي أقلقت محبّيها على صحّتها.

بابتسامةٍ عريضة وتأثّرٍ واضح، استندت ديون إلى ابنها رينيه تشارلز معبّرةً عن سرورها بالوقوف على مسرح الـ«غرامي». وفي الكلمة المقتضبة التي ألقتها، طلبت من الحضور ألا يستخفّوا يوماً بالسعادة التي تجلبها الموسيقى إلى حياة الناس.

بعد غياب 3 أشهر بداعي المرض، أطلّت سيلين ديون برفقة ابنها رينيه تشارلز على مسرح الـ«غرامي» (رويترز)

مايلي تستخفّ وفيبي تتصدّر

للمرّة الأولى في تاريخ مسيرتها الموسيقية الممتدة منذ عام 2006، دخلت مايلي سايرس حلبة الـ«غرامي» من الباب العريض، حاصدةً جائزتَين عن أغنيتها «فلاورز» (Flowers). في عبارةٍ بدت وكأنها استخفافٌ بالجائزة، قالت الفنانة الأميركية إنّ حياتها لن تتغيّر كثيراً، فهي كانت سعيدة قبلها وستبقى كذلك بعدها.

في المقابل، لم تُخفِ سايرس حماستَها لتسلّم إحدى الجائزتَين من الفنانة ماريا كاري. وفي تحيّةٍ إلى أيقونة الروك الراحلة تينا ترنر، قدّمت «فلاورز» في نسخة لم تخلُ من بعض الارتجال.

فازت مايلي سايرس بجائزتَي «غرامي» عن أغنيتها «فلاورز» (رويترز)

مع كلّ إعلان عن فائز جديد، اتّضحت أكثر معالم السطوة النسائية على الحدث الموسيقي العالمي. جائزة «أغنية العام» كانت من نصيب بيلي آيليش عن أغنيتها What Was I Made For من فيلم «باربي».

لحظة الإعلان عن اسمها، بدت المغنية الأميركية الشابّة، التي ارتدت سترة الدمية باربي، غيرَ مصدّقة لما تسمع. وإذ صعدت إلى الخشبة برفقة منتج موسيقاها شقيقها فينياس، توجّهت بالشكر لفريق الفيلم ولعائلتها وجمهورها، كما عبّرت عن امتنانهما الكبير للحصول على «غرامي».

جوني ميتشل، نجمة في الـ80

بيدَين ممتلئتَين بالجوائز المذهّبة، خرجت فيبي بريدجرز من قاعة الاحتفال. فقد فازت مغنية «الإندي» الأميركية وفريقها «بويجينيوس» بالعدد الأكبر من الـ«غرامي» عن 4 فئات. وفيما كان من المتوقّع أن تتصدّر «سزا» (SZA) قائمة الفوز، اكتفت المغنية الأميركية بـ3 جوائز من أصل 9 ترشيحات.

المغنية الأميركية فيبي بريدجرز الفائزة بالعدد الأكبر من جوائز «غرامي» (إ.ب.أ)

شهدت الليلة الموسيقية الأطوَل مزيداً من التكريمات النسائية، فعن فئة «أفضل موهبة صاعدة» فازت المغنية الأميركية فيكتوريا مونيه. ومن بين المرشّحين عن فئة «أفضل تسجيل بوب راقص» المستحدثة، ذهبت الجائزة إلى المغنية الأسترالية كايلي مينوغ وأغنيتها «بادام بادام».

ولم يقتصر الحضور النسائي الوازن على الوجوه الشابّة، ففي إطلالة هي الأولى من نوعها في تاريخ الـ«غرامي»، صدح صوت أيقونة الأغنية الفولكلورية الأميركية جوني ميتشل (80 عاماً)، وسط ذهول الحضور. وكانت ميتشل قد تسلّمت جائزة أفضل ألبوم موسيقي عن فئة الفولكلور.

المغنية جوني ميتشل (80 عاماً) في أوّل أداء لها على مسرح الـ«غرامي» (رويترز)

تكريمات مؤثّرة

برع القيّمون على حفل الـ«غرامي» هذا العام في الدمج بين جيل المؤسّسين والمواهب الجديدة. وفي ظهورٍ نادر، أطلّت المغنية الأميركية تريسي تشابمان برفقة الفنان الشاب لوك كومبز، ليقدّما معاً إحدى أشهر أغاني تشابمان Fast Car. وكان كومبز قد نجح في إعادة تلك الأغنية البالغة 35 عاماً، إلى سباق أغاني 2023 بعد أن قدّم نسخة محدثة منها.

بلغ التأثّر ذروته في صفوف الحاضرين خلال الفقرة التكريميّة لذكرى مَن رحلوا. جلس ستيفي ووندر على البيانو والتفتَ إلى الشاشة الضخمة، حيث ظهر طيف الفنان الراحل توني بينيت وهو يغنّي. امتزج الحاضر بالماضي في تحيّةٍ لأحد عمالقة موسيقى الجاز الأميركية، الذي غادر هذا العالم منذ أشهر.

استحضار لتوني بينيت في فقرة تكريم الفنانين الراحلين (رويترز)

ومن بين المكرّمين، الفنانة الراحلة تينا ترنر التي استُحضرَ إيقاعها وأسلوبها الفريد على المسرح من خلال أداء المغنية فانتازيا بارينو. وقد شاركت الإعلامية الأميركية أوبرا ونفري في تقديم التحيّة إلى ترنر، مسترجعةً نصائح وكلمات تلك الشخصية الملهمة التي توفيت في مايو (أيار) 2023.

قدّمت الإعلامية أوبرا ونفري تحيّة إلى الفنانة الراحلة تينا ترنر (رويترز)

كذلك جرى تكريم المغنية الآيرلنديّة سينيد أوكونور، التي أدّت المغنية آني لينوكس إحدى أغانيها، فيما انهمرت الدموع على خدّيها تأثّراً.

«جاي زي» غاضب...

في ليلة الـ«غرامي»، امتزجت دموع الحزن على الراحلين الكبار بأمطار العاصفة التي تضرب ولاية كاليفورنيا. وأدّت أحوال الطقس إلى تأخّر عدد من الفنانين على الحفل، فيما وصل بعضهم مرتدياً المعاطف الواقية من المطر وحاملاً المظلّات.

تحيّة موسيقية لذكرى سينيد أوكونور بصوت آني لينوكس (أ.ف.ب)

وفيما كان الرعد يهدر في الخارج، كاد الحفل أن يخلو من أي عواصف داخليّة لو لم يفقد «جاي زي» بعضاً من أعصابه. فعندما صعد مغنّي الراب والمنتج الأميركي ليتسلّم جائزته عن فئة التأثير العالمي، لم يتمكّن من كتم غضبه حول ما عدَّه ظلماً بحقّ زوجته المغنية بيونسيه.

في كلمته، وجّه جاي زي نقداً لاذعاً إلى القيّمين على الـ«غرامي»، معاتباً إياهم على امتناعهم الدائم عن منح بيونسيه جائزة ألبوم العام. وإذ التفتَ إلى زوجته الجالسة في مقدّمة الحضور، قال: «لا أريد أن أحرج هذه السيّدة الشابّة، لكنها حصلت على غراميز أكثر من أي فنان آخر ورغم ذلك فهي لم تفُز مرةً بألبوم العام. هذا لا يجوز»، وأضاف جاي زي: «عندما أغضب، أقول الحقيقية».

جاي زي يقبّل زوجته بيونسيه بعد الكلمة الغاضبة التي ألقاها (رويترز)

عربياً، وفيما كان يحمل عازف البوق والمؤلف الموسيقي اللبناني إبراهيم معلوف شعلة الحلم إلى الـ«غرامي»، تلاشت الآمال بعد أن لم يحالفه الحظّ عن فئة أفضل أداء موسيقي عالمي.


مقالات ذات صلة

أديل... هل هي النهاية حقاً أم أنها استراحة موسيقية وبداية هوليووديّة؟

يوميات الشرق المغنية البريطانية أديل خلال عرضها الموسيقي في لاس فيغاس والذي استمر سنتين (إنستغرام)

أديل... هل هي النهاية حقاً أم أنها استراحة موسيقية وبداية هوليووديّة؟

ودّعت المغنية البريطانية جمهورها بالدموع من دون تحديد موعد العودة إلى الغناء والمسرح. وتشير مصادر مقرّبة منها إلى أنها قد تتّجه إلى التمثيل.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق الفنان اللبناني نادر الأتات (صور الفنان)

«أنا لبناني»... نادر الأتات يغنّي الأمل فوق ركام البيوت التي دمّرتها الحرب

تهدّم بيت والدَيه، وخسر أحد عناصر فريقه، واختبر تجربة النزوح... الفنان اللبناني نادر الأتات قرر تخطّي الجراح بالغناء لوطنه وللأمل بغدٍ أفضل.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

«مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس، موسيقى ونغمات وأمل».

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

محمد رحيم... رحيل يستدعي حزن جيل التسعينات

ما أن تم الإعلان عن خبر الرحيل المفاجئ للملحن المصري محمد رحيم حتى سيطرت أجواء حزينة على الوسط الفني عامة والموسيقي خاصة بمصر.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)

ألحان وألوان من الموسيقى السعودية تتألق في «طوكيو أوبرا سيتي»

عزفت «الأوركسترا السعودية» أجمل الألحان الموسيقية في ليلة ختامية كان الإبداع عنوانها على مسرح «طوكيو أوبرا سيتي» بالعاصمة اليابانية بمشاركة 100 موسيقي ومؤدٍ.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

إعادة فتح جوهرة «نوتردام» القوطية في باريس

منظر عام لكاتدرائية نوتردام في باريس (أ.ف.ب)
منظر عام لكاتدرائية نوتردام في باريس (أ.ف.ب)
TT

إعادة فتح جوهرة «نوتردام» القوطية في باريس

منظر عام لكاتدرائية نوتردام في باريس (أ.ف.ب)
منظر عام لكاتدرائية نوتردام في باريس (أ.ف.ب)

يلقي العالم، الجمعة، نظرة أولى على كاتدرائية نوتردام الجديدة، في الوقت الذي يجري فيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جولة تلفزيونية بمناسبة إعادة افتتاح الكاتدرائية، حسب «بي بي سي». وبعد مرور 5 سنوات ونصف السنة على الحريق المدمر الذي اندلع عام 2019، تم إنقاذ جوهرة باريس القوطية، وترميم هذه الجوهرة وتجديدها - ما يقدم للزوار ما يعد بأن يكون متعة بصرية مبهرة. ويبدأ الرئيس - رفقة زوجته بريجيت ورئيس أساقفة باريس لوران أولريش - برنامج احتفالات يتوَّج بـ«الدخول» الرسمي إلى الكاتدرائية في 7 ديسمبر (كانون الأول) وأول قداس كاثوليكي في اليوم التالي. وبعد أن يُعرض عليه أبرز ما تم ترميمه في المبنى، بتكلفة بلغت 700 مليون يورو (582 مليون جنيه إسترليني) - بما في ذلك خيوط السقف الهائلة التي تحل محل إطار القرون الوسطى الذي استهلكته النيران - سيلقي كلمة شكر لنحو 1300رجل وامرأة من الحرفيين الذين تجمعوا في صحن الكنيسة. ظلت أعمال التجديد التي شهدتها كاتدرائية نوتردام سرية للغاية - مع نشر بعض الصور فقط على مر السنين التي تشير إلى التقدم المحرز في أعمال التجديد، ولكن الناس الذين كانوا في الكاتدرائية مؤخراً يقولون إن التجربة توحي بالرهبة، وإن الكاتدرائية رفعت بصفاء وبريق جديدين يدل على تباين حاد مع الكآبة السائدة من قبل.