«البطريق الملك» يسبح آلاف الكيلومترات ليُبدِّل ريشه

«مفاجأة كبيرة» أحدثها اقترابه من الإنسان ونداؤه الصاخب

«البطريق الملك» تميّزه صحّته الجيدة (شاترستوك)
«البطريق الملك» تميّزه صحّته الجيدة (شاترستوك)
TT

«البطريق الملك» يسبح آلاف الكيلومترات ليُبدِّل ريشه

«البطريق الملك» تميّزه صحّته الجيدة (شاترستوك)
«البطريق الملك» تميّزه صحّته الجيدة (شاترستوك)

شقَّ «البطريق الملك» طريقه من موطنه في القطب الجنوبي إلى الساحل الجنوبي لأستراليا، حيث يُرجَّح أن يبقى على اليابسة للمرور بعملية الانسلاخ الكامل أو تساقط الريش.

وذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية أنّ أعضاء جمعية محلّية لمراقبة الطيور فوجئوا عندما رأوا الطائر على شاطئ يبعد آلاف الكيلومترات عن موطنه.

في كل سنة، تفقد طيور البطريق ريشها. وخلال أسبوعين أو 3 أسابيع، تستبدلها بأخرى ناعمة ومضادة للماء. أثناء تلك الأسابيع، لا تتمتّع بأي حماية من المياه الجليدية، لذا تبحث عن اليابسة، مع البقاء عادة قريبة من ديارها.

وكان رئيس جمعية «أصدقاء طيور السواحل» جيف كامبل جزءاً من مجموعة تضمّ 8 أشخاص يُجرون مسحاً للطيور على شاطئ كورونغ عندما رصدوا البطريق. قال: «صادفنا بطريقاً يخرج من الماء ويقترب نحو الشاطئ، كان كبيراً! جاء إلينا مباشرة وأطلق نداء صاخباً جداً، ثم انحنى لنا». أضاف: «فعل ذلك مرات عدّة. لقد جاء إلينا مباشرة، بجانبنا تماماً... لا ينبغي الاقتراب من هذه الطيور، لكنه اقترب منا». وصف كامبل ما جرى بـ«المفاجأة الكبيرة»، علماً أنه ليس من المُستغرب تماماً أن يُرصَد «البطريق الملك» في ميناء ماكدونيل بالقرب من جبل جامبير، فقد حدث ذلك عام 2004. وتابع: «يبدو الطائر بصحة جيدة، وبديناً». «البطاريق الملكية» هي أقارب طيور «البطريق الإمبراطور» الأكبر حجماً، لكنها تفضّل الجُزر أسفل القطب الجنوبي على الجرف الجليدي في ذلك القطب. بدورها، تصف مؤسّسة متخصِّصة بالحفاظ على جزيرة ماكواري هذه الطيور بأنها «اجتماعية وتتكاثر في المستعمرات».

ومثل «البطريق الإمبراطور»، تضع أنثى البطريق بيضة واحدة مغطاة بكيس مرن من الجلد. ثمة نحو 120 ألف زوج من «البطريق الملك» في جزيرة ماكواري الواقعة في منتصف الطريق تقريباً بين تسمانيا والقطب الجنوبي.

أما الدكتورة جولي ماكينيس، من معهد الدراسات البحرية والقطبية الجنوبية والبيئة والتنوّع البيولوجي، التابع لجامعة تسمانيا، فقالت: «من وقت إلى آخر، تأتي طيور البطريق إلى البرّ الرئيسي لتنسلخ. إنها تنزل إلى الشاطئ بسبب الانسلاخ الكامل». يُطلَق على العملية «الانسلاخ الكامل» لأنّ طيور البطريق، على عكس الطيور الأخرى التي قد تتخلّص من بعض الريش، تفقد ريشها بأكمله. لذا، تنزل إلى الشاطئ لأسبوعين إلى 3 أسابيع، وتستبدل ريشها بجديد مقاوم للماء. وفسّرت ماكينيس سبب بدانتها «لأنها تصوم في تلك الأسابيع عندما تكون على الشاطئ، كما أنّ الانسلاخ عن الريش مُرهِق، لذلك تحتاج إلى الجلوس بهدوء مع وَضْع قدمَيْها في الماء، وهذا هو النظام المثالي لها».

وقالت إنّ البرّ الرئيسي الأسترالي هو أبعد نقطة في نطاقها، وفي حين أنّ الاحترار العالمي يتسبّب في تغييرات بتوزيع البطاريق، فإنّ ذلك ربما يدفعها للبحث عن مياه أكثر برودة. ومن المُحتمل أيضاً أن البطريق خرج على مساره بحثاً عن اليابسة، بعدما اعتاد الانسلاخ في جزيرة مستعمرته. علّقت ماكينس: «في حالة الانسلاخ، لا يمكن أن يذهب إلى الماء، لذا من المؤسف أنه وجد بقعة مكتظة بالسكان إلى حد ما»، مضيفة أنه على أي شخص يرغب في رؤيته البقاء على مسافة بعيدة، وألا يجازف بإخافته حتى يقفز في الماء.


مقالات ذات صلة

رسالة عمرها 700 عام لويليام والاس تُعرض لـ5 ساعات فقط

يوميات الشرق العرض لساعات فقط (غيتي)

رسالة عمرها 700 عام لويليام والاس تُعرض لـ5 ساعات فقط

تُعرَض رسالة توصية عمرها 700 عام من ملك فرنسا إلى ويليام والاس، في أدنبره، لـ5 ساعات فقط في يوم القديس أندرو.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق للحبّ أشكال عدّة (أ.ب)

سنجاب مشهور على «إنستغرام» في قبضة شرطة نيويورك

شكاوى مجهولة عدّة حول «بينوت» جلبت ما لا يقل عن 6 ضباط من «وكالة حماية البيئة» إلى منزل لونغو بالقرب من حدود بنسلفانيا في مدينة باين الريفية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق أثار الجدل وترك الأثر (أ.ب)

منحوتة اليد العملاقة «المكروهة» تغادر نيوزيلندا إلى أستراليا

يودّع تمثال ضخم يُمثّل يداً تحمل وجهاً مُعارضاً، تصدَّر بشكل مشؤوم ساحة ويلينغتون النيوزيلندية لـ5 سنوات، المدينة نهائياً، باعثاً على الارتياح لدى عمدة العاصمة.

«الشرق الأوسط» (ويلينغتون (نيوزيلندا))
يوميات الشرق خَبِرت التوحُّش الكبير (رويترز)

«مصاصة دماء» بولندية عمرها 400 عام «تعود من الموت»

دُفنت مع قفل على قدمها ومنجل حديد حول رقبتها. لم يُفترض أبداً أن تستطيع «زوسيا» العودة من الموت... فما قصتها؟

«الشرق الأوسط» (بيين (بولندا))
يوميات الشرق قد توجِّه هذه الأنظمة السيارات إلى طرق صعبة جداً (جامعة سانت غالن)

كيف يضلِّل «جي بي إس» السائقين؟

اتباع نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) بشكل أعمى يمكن أن يؤدّي إلى مواقف صعبة على الطريق... ماذا في التفاصيل؟

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«أرزة» ينافس على جائزة «الأوسكار» لعام 2025

المخرجة ميرا شعيب أثناء تصوير الفيلم (ميرا شعيب)
المخرجة ميرا شعيب أثناء تصوير الفيلم (ميرا شعيب)
TT

«أرزة» ينافس على جائزة «الأوسكار» لعام 2025

المخرجة ميرا شعيب أثناء تصوير الفيلم (ميرا شعيب)
المخرجة ميرا شعيب أثناء تصوير الفيلم (ميرا شعيب)

بارقة أمل أحدثها اختيار فيلم «أرزة» ليمثّل لبنان في القائمة الأولية للمنافسة على جائزة «الأوسكار» لعام 2025. وبذلك ينضمّ إلى لائحة طويلة من الأعمال السينمائية اللبنانية التي سبق أن رُشّحت في هذا الحدث العالمي عن فئة «أفضل فيلم أجنبي».

مخرجته والمشاركة في كتابته وإنتاجه، ميرا شعيب، لم تتوقّع هذا الخبر كما تقول لـ«الشرق الأوسط». وتعلّق: «فوجئت بخطوة وزارة الثقافة هذه، رغم الحرب الدائرة في لبنان. فبذلك تكون قد عبّرت عن الإرادة الصلبة التي يتمتع بها لبنان، ليبقي صورته الفنية المتوهجة».

بيتي توتل وديامان بو عبود في مشهد من الفيلم (ميرا شعيب)

وتعلّق شعيب لـ«الشرق الأوسط»: «فخورة بترشيحه، خصوصاً لكونه رَسَم ابتسامة أمل على وجوه اللبنانيين؛ فهذا الخبر الجميل اخترق عتمة حرب يعيشونها ليزوِّدهم بنفحة رجاء. وفرحة أبناء بلدي بمثابة مكافأة لي».

يُقام حفل توزيع جوائز «الأوسكار»، في 5 مارس (آذار) من العام المقبل، على مسرح «دولبي» في لوس أنجليس. وقد باشر أعضاء اللجنة المسؤولة عن اختيار الأسماء المُرَشَّحة لنيل الجوائز عن فئات مختلفة، من بينها فئة «أفضل فيلم أجنبي». وتتنافس أفلام سينمائيّة طويلة (أكثر من 40 دقيقة)، أُنتجت خارج الولايات المتّحدة. وترتكز على لُغة حواريّة لا تكون الإنجليزيّة فيها أساسيّة. ويمكن أن تكون أعمالاً وثائقيّة أو رسوماً متحرّكة. ومن البلدان العربية المتنافسة على هذه الجائزة، الجزائر والمغرب وفلسطين ومصر والعراق.

وفي هذه الأثناء يُنظّم فريق فيلم «أرزة» حملات مكثفة لعرضه في مهرجانات سينمائية تسبق الحدث، للترويج له؛ إن في ولاياتٍ أميركية أو في كندا، وبلدان أوروبية وعربية.

وتشرح ميرا شعيب: «جولات عدّة نُنفّذها في هذا الصدد. وبينها في ولاية كاليفورنيا وضمن مهرجانات لوس أنجليس ومونتريال. واللافت أن الجاليات اللبنانية تقطع مسافات طويلة تفصل بين ولاية وأخرى لحضور العروض، وقد نفُذت معظم بطاقاتها وعروضها صارت كاملة العدد».

وتحكي شعيب عن ردود فعل اللبنانيين الذين التقتهم في عروض الفيلم. «أنا حالياً موجودة في مهرجان (نيوبورت بيتش) بكاليفورنيا. ولا أستطيع وصف فرحة اللبنانيين الذين شاهدوا عرض (أرزة). فهناك من قال لي إنه أخذهم برحلة إلى بيروت التي يفتقدونها، فيما رأى آخرون أنه يمثّل طائفة لبنان الواحد. بعضهم بكى تأثراً وغيرهم خرجوا مبتسمين. إنها مشهديات مختلفة تركت أثرها الكبير داخلي».

لقطة من فيلم «أرزة» (ميرا شعيب)

يحكي «أرزة» عن أم عزباء (ديامان بو عبود) تعيش مع ابنها المراهق الوحيد في بيروت. وتكسب رزقها من توصيل الطعام على دراجة نارية. وفي أحد الأيام، سُرقت دراجتها النارية. وبينما نصحها الجميع بتجاوز الأمر وشراء واحدة جديدة، رفضت أرزة وأصرّت على تطبيق خطتها الرئيسية للعثور على الدراجة واسترجاعها.

صُوّر الفيلم في مناطق عدّة من العاصمة بيروت وضواحيها، من بينها الأوزاعي والطريق الجديدة وبدارو والمنارة. وهو ما ولّد لدى مشاهده هذه العلاقة الدافئة بينه وبين الفيلم. فقصته تنبع من واقع حياة يعيشها اللبنانيون على اختلاف مشاربهم. وهنا تعلّق شعيب: «صحيح أن تنوّعنا يولّد اختلافاً في الآراء والتوجهات السياسية وغيرها، بيد أنه في الوقت نفسه ينمو في ظلّ حبّ نكنّه لبعضنا. هذه الرسالة تلقّفها مُشاهد الفيلم وأفرحته، وولدّت داخله شعور الافتخار ببلده وأهله».

شعيب ابنة إحدى بلدات الجنوب التي دمّرها القصف مؤخراً تقول: «يُحزنني مشهد هذه الحرب كثيراً. عائلتي أيضاً خسرت بيوتها وأرزاقها. ولكن يكفيني أن أستيقظ كل صباحٍ وأسمع أصواتهم؛ بأنهم بخير في بيروت. ولو كنت حالياً في لبنان لحملت كاميرتي لأوثّق ما يحدث بالصوت والصورة».

صُوّر «أرزة» في مناطق بيروتية عدّة (ميرا شعيب)

وعمّا إذا كانت تُعدّ نصّ فيلم يحكي عن لبنان في هذه المرحلة تردّ: «لا مزاج عندي اليوم للكتابة أو لتنفيذ فيلم عن لبنان. علينا الانتظار لبعض الوقت لنصنع أفلاماً عن حقبة الحرب هذه. ولكن في الوقت نفسه نحضّر لأفلام تحكي عن واقعنا وعن دور المرأة اللبنانية في مجتمعاتنا».

فريق الممثلين في فيلم «أرزة» يغيب بعضهم عن عروضه الأجنبية. وعما إذا سيحضرون وقائع حفل «الأوسكار» توضح شعيب: «لا نعرف حتى الآن مَن ستتسّنى له المشاركة في ظل حرب تمنع بعضهم من مغادرة لبنان. فالممثلة بيتي توتل رفضت أن تترك عائلتها في لبنان للمشاركة في العروض السابقة لعرض الفيلم. أما ديامان بوعبود فحضرت في عروض باريس والسويد. ونأمل أن نحضر جميعنا في (مهرجان القاهرة السينمائي). وكذلك في (مهرجان قرطاج السينمائي) الذي دُعينا إليه. ونتوجه (ديامان وأنا) إلى تونس في 14 ديسمبر (كانون الأول) المقبل للمشاركة في عرضه هناك». وتبحث شعيب عن سُبل عرض الفيلم أثناء «مهرجان القاهرة السينمائي»، في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) بدار الأوبرا المصرية.