الحكم بحبس غادة والي في قضية «رسومات مترو القاهرة»

غادة والي (حسابها على «فيسبوك»)
غادة والي (حسابها على «فيسبوك»)
TT

الحكم بحبس غادة والي في قضية «رسومات مترو القاهرة»

غادة والي (حسابها على «فيسبوك»)
غادة والي (حسابها على «فيسبوك»)

أصدرت المحكمة الاقتصادية في مصر، الثلاثاء، حكماً بحبس مصممة الغرافيك المصرية غادة والي 6 أشهر وكفالة 10 آلاف جنيه (الدولار الأميركي يعادل نحو 31 جنيهاً في البنوك المصرية)، وتعويض مؤقت 100 ألف جنيه في قضية «رسومات مترو القاهرة»؛ حسب وسائل إعلام رسمية مصرية.

وكان الفنان الروسي جورجي كوراسوف اتهم المصممة المصرية باستخدام 4 من لوحاته في تصميمات محطة مترو «كلية البنات» في القاهرة من دون إذنه، ما عدّه «تعدياً على حقوقه المالية والأدبية».

وبعد بلاغ من محامي الفنان الروسي في عام 2022، أزالت وزارة النقل المصرية التصميمات الملصقة على جدران محطة مترو «كلية البنات»، وأشار الفنان إلى «استخدام 4 لوحات من أعماله في التصميمات، وأن بعضها يعود استخدام تاريخها لنحو 27 عاماً».

وانتهت تحقيقات النيابة العامة المصرية إلى أن الرسومات المنسوبة لوالي «مقلدة ومنسوخة من لوحات الفنان جورجي كوراسوف»، وأحيلت القضية إلى المحكمة الاقتصادية التي نظرتها في 8 يناير (كانون الثاني) الحالي، وقررت تأجيلها لإصدار الحكم.

وخلال التحقيقات أنكرت والي سرقة لوحات الفنان الروسي، وذكرت أنها تعاقدت على تنفيذ خطة دعائية وترويجية للخط الثالث لمترو أنفاق القاهرة، مع وضع خطة كاملة للأنشطة الفعاليات داخل محطات المترو، وأن الشركة التي تمثلها «واليز ستوديوز» أعدت تصميمات لأربع محطات هي: «العباسية، وباب الشعرية، وهليوبوليس، وكلية البنات».

وذكرت والي في حوارات إعلامية سابقة أنها استوحت تصميمات محطة «كلية البنات» من الفن المصري القديم، وتحديداً من رسومات معابد بالأقصر، واعتبرت أن مرد «التشابه بين التصميمات وبين لوحات الفنان الروسي يعود إلى استلهام الاثنين من الحضارة المصرية القديمة، واعتماد الاثنين على المدرسة التكعيبية».

وقالت في لقاء تلفزيوني سابق: «إذا كان الفنان الروسي يقول إنني سرقت منه التصميم، فيكون هو أيضاً سارقاً من أعمال بيكاسو».

وانتقد الفنان الروسي تصريحات المصممة المصرية، لافتاً إلى أن «إحدى لوحاته التي استخدمت في محطة كلية البنات لا تعود للفن المصري القديم وإنما إلى الحضارة اليونانية وتحديداً قصة بينلوبي وأوديسيوس في الملحمة الشهيرة الأوديسا».

وثمّن الفنان التشكيلي والناقد المصري صلاح بيصار الحكم، مشيراً إلى «وجود جدّية في تفعيل قوانين حقوق الملكية الفكرية»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا الحكم يؤكد شبهة النقل، وشبهة تقمص أعمال فنان آخر عن قصد»، ودعا بيصار الجهات المختصة إلى «تفعيل قوانين حقوق الملكية الفكرية بشكل موسع لحماية الإبداع والإنتاج الفني».

ولفت إلى أن «الموضوع يتضمن إساءتين: الأولى لمترو الأنفاق الذي تضمّ بعض محطات الخط الثالث منه تصاميم موجودة بالفعل نفذها عميد كلية الفنون الجميلة الأسبق محمد مكاوي، فما الدّاعي لوضع رسومات فوق الموزاييك، أما الإساءة الثانية فتتمثل بالنقل من فنان روسي، وهي إساءة في حق الإبداع التشكيلي وفن التصميم المصري».

ونوه بيصار إلى أنه «لا توجد مشكلة في أن يستلهم الفنان من فنان آخر أو يتأثر به، فهذا يقيم حواراً وتفاعلاً بين الفنانين ويؤكد شخصية الفنان الأول المؤثر، لكن حين يتم استنساخ التصميمات تضيع حقوق الملكية الفكرية، لذلك نحيي العدالة لأن هذا الحكم سيكون رادعاً لمن يفكر في تكرار هذا الأمر».

وأشار إلى أن «هذه الواقعة فردية، وأن شباب الفنانين يعملون بجهد، وهذا ما يؤكّده صالون الشباب الموجود حالياً في قصر الفنون بدار الأوبرا المصرية». ودعا بيصار المصممة المصرية «للاستفادة من هذه التجربة التي تعرضت لها، وأن تعمل بشخصيتها وبطريقتها الخاصة».


مقالات ذات صلة

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

يوميات الشرق مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

إهمال الدولة اللبنانية لمجتمع الصمّ يبرز في محطّات عدّة. إن توجّهوا إلى مستشفى مثلاً، فليس هناك من يستطيع مساعدتهم...

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الشيف بوراك في أحد المقاطع الدعائية  (صفحته على فيسبوك)

مطعم تركي يُجدد الجدل بشأن «الفجوة الطبقية» في مصر

جددت أسعار فواتير «باهظة» لمطعم تركي افتُتح حديثاً بمنطقة التجمع الخامس (شرق القاهرة) الجدل بشأن «الفجوة الطبقية» في مصر.

محمد الكفراوي (القاهرة )
رياضة عالمية نادي باريس سان جيرمان (الشرق الأوسط)

سان جيرمان يحتكم إلى الاتحاد الفرنسي في نزاعه مع مبابي

قدّم نادي باريس سان جيرمان طلبا لمناقشة نزاعه المالي مع مهاجمه السابق كيليان مبابي أمام اللجنة التنفيذية للاتحاد الفرنسي لكرة القدم، بعد القرارات المؤيدة للاعب.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الطبيبة المصرية التي نشرت مقطع فيديو أثار جدلاً (جزء من المقطع على يوتيوب)

توقيف طبيبة لـ«إفشاء أسرار المرضى» يثير انقساماً «سوشيالياً» بمصر

أثار توقيف طبيبة مصرية بتهمة «إفشاء أسرار المرضى»، تبايناً وانقساماً «سوشيالياً» في مصر، بعد أن تصدرت «التريند» على «غوغل» و«إكس»، الثلاثاء.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق تشاء الصرخة إعلاء صوت العدالة والدفع قُدماً بقضية المناخ (غرينبيس)

«أحلامنا ليست للبيع والشراء»... صرخة الطفولة العربية لعالَم عادل

يصرخ الأطفال عالياً في الكليب: «أحلامنا ليست للبيع والشراء»، ويعبّرون عن إحباطهم من عالَمٍ لا يكترث لغدهم، ينادون بتغيير جذري يجعل من رفاهيتهم ومستقبلهم أولوية.

فاطمة عبد الله (بيروت)

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.