تلقّت طبيبة بيطرية وجيرانها الثناء لإنقاذهم حياة ضحية سمكة قرش أخرجت نفسها من الماء على شاطئ ميناء سيدني.
حين عضّت سمكة «قرش الثور»، كما يُرجَّح، الشابة العشرينية لورين أونيل من رِجلها اليمنى في خليج إليزابيث؛ كان مايكل بورتر قد وصل إلى منزله عائداً من عمله، فسمع صرخات استغاثة خافتة عبر نافذته المفتوحة. نقلت عنه صحيفة «الغارديان» البريطانية قوله لبرنامج تلفزيوني: «كان الأمر مرعباً، ولم أمرَّ بتجربة مشابهة. حاولت الضحية إخراج نفسها من المياه بحثاً عن ملجأ آمن، بينما رِجلها تبدو كأنها متدلية من خلفها وسط الدماء. المشهد سيريالي ولا أستطيع استيعابه».
سرعان ما لحق به الجيران، ومن بينهم طبيبة بيطرية تُدعى فيونا، هبَّت لنجدتها مستخدمة مهاراتها العلمية. كانت جراح أونيل، البالغة، تعني وجود الدماء في كل مكان، وفي وقت كانت تعاني آلاماً مُحتَملة، حاولت جاهدةً ألا تفقد وعيها قبل وصول موظّفي الإسعاف. يُكمل بورتر شهادته: «فيونا بطلة، وأعتقد أنها أنقذت حياتها. لستُ متأكداً مما كان سيحدث لولا وجودها».
أثنى وزراء في حكومة «نيو ساوث ويلز» على الجيران سريعي البديهة، فقال وزير الصحة ريان بارك: «الطبيبة البيطرية أنقذت حياة تلك المرأة. كذلك أودُّ شكر موظّفي الإسعاف، وأفراد خدمة الطوارئ، إلى جانب الفريق الطبي في المستشفى الذي صنع معجزة».
بدورها، قالت نائبة رئيس الوزراء برو كار، إنها «ترنّحت» من وَقْع نبأ الهجوم، وشكرت الذين ساعدوا الشابة: «أريد تقديم شكر خاص إلى الأسطورة التي تدخّلت وربطت الجرح بعصابة مؤقتة. لقد أنقذت حياة تلك الشابة بعد تعرّضها لحادث صادم».
أما وزيرة الزراعة تارا موريارتي، فقالت إنّ العلماء المتخصّصين بسمك القرش في الحكومة قيّموا الإصابة، ويرجّحون أن سمكة «قرش الثور» هي المسؤولة عن الحادث. وأضافت: «تجنُّب السباحة في الأماكن غير المناسبة هو أفضل طريقة لتفادي التعرُّض لهجوم أسماك القرش»، مشيرةً إلى ضرورة «تفادي السباحة في أوقات الفجر والغسق والليل، والابتعاد عن المياه العكرة، حيث الفضلات السائلة أو الصرف الصحي».
ورُصدت 8 أسماك «قرش الثور» قبالة شواطئ سيدني خلال الأسبوع الماضي، وسط تأكيد حكومي على مواصلة العمل مع المجالس المعنيّة بشأن برامج السلامة من هجماتها والتوعية حيالها.
تُعدّ هذه الهجمات في ميناء سيدني نادرة، لكنّ تلك المنطقة بيئة مهمّة لأسماك «قرش الثور» البالغة، والقريبة من سنّ البلوغ، وهي تفضّل حرارة الماء التي تزيد على 20 درجة مئوية، والمياه التي تكون أعمق قليلاً خلال فترة النهار، والمياه الأكثر ضحالة خلال فترة الليل، وتكون أكثر نشاطاً عند الفجر والغسق.