هل صحيح أن شرب القهوة على معدة فارغة مضرٌّ؟https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/4816821-%D9%87%D9%84-%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D8%AD-%D8%A3%D9%86-%D8%B4%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%87%D9%88%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%B9%D8%AF%D8%A9-%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%BA%D8%A9-%D9%85%D8%B6%D8%B1%D9%91%D9%8C%D8%9F
بالنسبة لمعظم الناس، من غير المرجح أن يسبب شرب فنجان من القهوة على معدة فارغة مشكلات. وأشار التحليل العلمي إلى أن شرب القهوة في الصباح على معدة فارغة يزيد من الأعراض للأشخاص الذين يعانون من معدة حساسة، أو الذين يكونون عرضة لبعض الحالات الهضمية مثل الارتجاع المريئي، أو الذين يعانون بالفعل من تلف في بطانة المعدة، مثل الذين يعانون من تآكل المعدة أو القرح، وفق ما نقلته صحيفة «واشنطن بوست» عن البروفيسور كيم باريت، أستاذ علم الفسيولوجيا وعلم الغشاء الخلوي في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في ديفيس، والعضو في مجلس إدارة الجمعية الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي.
كما يجب أن يؤخذ في الحسبان أيضاً الكافيين.
قالت كورتني ديلبرا، اختصاصية التغذية المسجلة في عيادة كليفلاند: «إن هرمون الإجهاد والتوتر (الكورتيزول)، الذي ينتج رد الفعل الهروب أو القتال، يكون عادة في أعلى مستوى في الصباح، وبالنسبة لبعض الأشخاص، قد يزيد تأثيره بعد تناول كمية من الكافيين».
وأضافت: «يمكن أيضاً أن يرفع الكورتيزول مستويات السكر في الدم، وقد يرغب متناولو القهوة الذين يعانون من السكري في تناول بروتين مع كربوهيدرات في وجبة الصباح لتحقيق توازن في مستويات السكر في الدم».
وتشير الأبحاث إلى أن القهوة يمكن أن تكون حمضية، وتحفز إفراز حمض المعدة، ولكن هذا لن يكون مشكلة بالنسبة لمعظم الأشخاص.
وأظهرت دراسة على 8 آلاف شخص أنه لا يوجد رابط كبير بين استهلاك القهوة و4 اضطرابات هضمية عليا رئيسية، بما في ذلك القرحة ومشكلات الارتداد المريئي.
أما بالنسبة للمعدة، فإنها مجهزة تجهيزاً جيداً لحماية نفسها جيداً جداً، وفقاً لما قالته باريت.
ما تجب عليك معرفته أيضا:
يعتمد مدى حدوث مشكلة الحموضة على كيفية تحضير وتقديم القهوة.
يقول الخبراء:
جرب قهوة ذات نكهة داكنة، حيث تميل إلى تحفيز إفراز حمض المعدة بشكل أقل.
اشرب القهوة الباردة، حيث وجد أن لديها تركيزات أقل من المركبات الحمضية من القهوة الساخنة.
أضف حليباً أو كريمة إلى القهوة، حيث قد تساعد الألبان في تخفيف حمض المعدة.
الختام:
بالنسبة لمعظم الأشخاص، لن يتسبب شرب فنجان قهوة على معدة فارغة في أي ضرر. حتى أولئك الذين يعانون من معدة حساسة قد يكونون قادرين على تقليل خطر الاضطراب المعوي عن طريق تحضير قهوة ذات نكهة داكنة أو إضافة بعض الحليب.
يمكن للقهوة والبروتين تعزيز صحتك بطرق متنوعة، فالقهوة غنية بمضادات الأكسدة ويمكن أن تساعد في مقاومة الإجهاد التأكسدي، الذي يرتبط بالإصابة بالأمراض المزمنة.
وصل هَوَس الكاتب هونوري ده بالزاك بالقهوة حدّ تناول 50 فنجاناً منها يومياً، أما بريتني سبيرز فتشربها بالـ«غالونات». ما سر هذا المشروب الذي أدمنه المشاهير؟
كريستين حبيب (بيروت)
«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنانhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5084244-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%85%D9%91-%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A9-%D8%AA%D9%8F%D8%AB%D9%84%D8%AC-%D9%82%D9%84%D8%A8-%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9-%D9%85%D9%86%D8%B3%D9%8A%D9%91-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86
«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان
مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)
قد ينشغل اللبنانيون في زمن الحرب بأخبارها وأحوال النازحين وكيفية تأمين حاجاتهم. لكنّ قلةً منهم فكّرت بجزء من المجتمع اللبناني؛ هم الأشخاص الصمّ. فهؤلاء يفتقدون القدرة على السمع وسط حرب شرسة. لا أصوات القذائف والصواريخ، ولا الانفجارات والمسيّرات. ولا يدركون إعلانات التحذير المسبقة لمنطقة ستتعرّض للقصف. وقد تكمُن خطورة أوضاعهم في إهمال الدولة الكبير لهم. فهي، كما مراكز رسمية ومستشفيات ووسائل إعلام، لا تعيرهم الاهتمام الكافي. فتغيب لغة الإشارة التي يفهمونها، ليصبح تواصلهم مع العالم الخارجي صعباً.
من هذا المنطلق، ولدت مبادرة «مساعدة الصمّ»، فتولاها فريق من اللبنانيين على رأسهم نائلة الحارس المولودة من أب وأم يعانيان المشكلة عينها. درست لغة الإشارة وتعاملت من خلالها معهما منذ الصغر؛ الأمر الذي دفع بأصدقائها الصمّ، ملاك أرناؤوط، وهشام سلمان، وعبد الله الحكيم، للجوء إليها. معاً، نظّموا مبادرة هدفها الاعتناء بهؤلاء الأشخاص، وتقديم المساعدات المطلوبة لتجاوز المرحلة.
تقول نائلة الحارس لـ«الشرق الأوسط» إنّ القصة بدأت مع صديقتها ملاك بعد نزوح أهلها الصمّ إلى منزلها في بيروت هرباً من القصف في بلدتهم الجنوبية، فتوسّعت، من خلالهم، دائرة الاهتمام بأصدقائهم وجيرانهم. وعندما وجدت ملاك أنّ الأمر بات يستدعي فريقاً لإنجاز المهمّات، أطلقت مع هشام وعبد الله المبادرة: «اتصلوا بي لأكون جسر تواصل مع الجمعيات المهتمّة بتقديم المساعدات. هكذا كبُرت المبادرة ليصبح عدد النازحين الصمّ الذين نهتم بهم نحو 600 شخص».
لا تواصل بين الصمّ والعالم الخارجي. فهم لا يستطيعون سماع أخبار الحرب عبر وسائل الإعلام، ولا يملكون «لاب توب» ولا أدوات تكنولوجية تخوّلهم الاطّلاع عليها لحماية أنفسهم. كما أنّ لا دورات تعليمية تُنظَّم من أجلهم ليتمكّنوا من ذلك.
كي تلبّي نائلة الحارس رغبات الصمّ وتجد فرصاً لمساعدتهم، كان عليها التفكير بحلّ سريع: «لأنني أدرس لغة الإشارة والترجمة، دعوتُ من خلال منشور على حسابي الإلكتروني متطوّعين لهذه المهمّات. عدد من طلابي تجاوب، واستطعتُ معهم الانكباب على هذه القضية على أرض الواقع».
معظم الصمّ الذين تعتني بهم المبادرة في البيوت. بعضهم يلازم منزله أو يحلّ ضيفاً على أبنائه أو جيرانه.
يؤمّن فريق «مساعدة الصمّ» جميع حاجاتهم من مساعدات غذائية وصحية وغيرها. لا تواصل من المبادرة مع جهات رسمية. اعتمادها الأكبر على جمعيات خيرية تعرُض التعاون.
كل ما يستطيع الصمّ الشعور به عند حصول انفجار، هو ارتجاج الأرض بهم. «إنها إشارة مباشرة يتلقّونها، فيدركون أنّ انفجاراً أو اختراقاً لجدار الصوت حدث. ينتابهم قلق دائم لانفصالهم عمّا يجري في الخارج»، مؤكدةً أنْ لا إصابات حدثت حتى اليوم معهم، «عدا حادثة واحدة في مدينة صور، فرغم تبليغ عائلة الشخص الأصمّ بضرورة مغادرة منزلهم، أصرّوا على البقاء، فلاقوا حتفهم جميعاً».
وتشير إلى أنّ لغة الإشارة أسهل مما يظنّه بعضهم: «نحرّك أيدينا عندما نتحدّث، ولغة الاشارة تتألّف من هذه الحركات اليومية التي نؤدّيها خلال الكلام. كما أن تعلّمها يستغرق نحو 10 أسابيع في مرحلة أولى. ويمكن تطويرها وتوسيعها بشكل أفضل مع تكثيف الدروس والتمارين».
عدد الصمّ في لبنان نحو 15 ألف شخص. أما النازحون منهم، فقلّة، بينهم مَن لجأ إلى مراكز إيواء بسبب ندرة المعلومات حول هذا الموضوع. كما أنّ كثيرين منهم لا يزالون يسكنون بيوتهم في بعلبك والبقاع وبيروت.
بالنسبة إلى نائلة الحارس، يتمتّع الأشخاص الصمّ بنسبة ذكاء عالية وإحساس مرهف: «إنهم مستعدّون لبذل أي جهد لفهم ما يقوله الآخر. يقرأون ملامح الوجه وحركات الشفتين والأيدي. وإنْ كانوا لا يعرفون قواعد لغة الإشارة، فيستطيعون تدبُّر أنفسهم».
إهمال الدولة اللبنانية لمجتمع الصمّ يبرز في محطّات عدّة. إن توجّهوا إلى مستشفى مثلاً، فليس هناك من يستطيع مساعدتهم: «ينبغي أن يتوافر في المراكز الرسمية، أسوةً بالخاصة، متخصّصون بلغة الإشارة. المشكلات كثيرة في كيفية تواصلهم مع الآخر. فالممرض في مستشفى قد لا يعرف كيفية سؤالهم عن زمرة دمهم. وليس هناك مَن يساعدهم لتقديم أوراق ووثائق في دعوى قضائية. هذه الثغر وغيرها تحضُر في مراكز ودوائر رسمية».
تختم نائلة الحارس: «التحدّي في الاستمرار بمساعدة الأشخاص الصمّ. فالإعانات التي نتلقّاها اليوم بالكاد تكفينا لأيام وأسابيع. على أي جمعية أو جهة مُساعدة أخذ هؤلاء في الحسبان. فتُدمَج مساعدات الأشخاص العاديين مع مساعدات الصمّ، وبذلك نضمن استمرارهم لأطول وقت».