نهاية العالم تقترب... ماذا نعرف عن «ساعة القيامة» التي تحذرنا من موعد «الفناء»؟

عقارب «ساعة يوم القيامة» قبل 90 ثانية من وقوع الكارثة (أ.ف.ب)
عقارب «ساعة يوم القيامة» قبل 90 ثانية من وقوع الكارثة (أ.ف.ب)
TT

نهاية العالم تقترب... ماذا نعرف عن «ساعة القيامة» التي تحذرنا من موعد «الفناء»؟

عقارب «ساعة يوم القيامة» قبل 90 ثانية من وقوع الكارثة (أ.ف.ب)
عقارب «ساعة يوم القيامة» قبل 90 ثانية من وقوع الكارثة (أ.ف.ب)

أسس فريق علمي قبل عقود نظاماً يرمز للبشرية، بما اعتقدوا أنه أسباب فناء العالم. من خلال الأداة الموجودة حولنا في كل مكان (الساعة). ومع كل اقتراب للعقرب لرأس منتصف الليل، فهذا يعني قرب الكارثة.

«ساعة يوم القيامة»، ويطلق عليها أيضاً اسم «ساعة نهاية العالم» حُددت أمس عند 90 ثانية قبل منتصف الليل، الذي يعني وصولها إلي نشوب حرب نووية تُفني البشريةوهي أقرب نقطة بلغتها الساعة الرمزية، إشارة لموعد اللحظة الكارثية التي ينبغي تجنبها بكل الوسائل.

وقد عدد العلماء الأسباب التي تجعلهم يبقون العقرب في موضعه - لكنهم لم يصلوا إلى حد دفعه إلى الأمام. وقالوا إن خطر حدوث سباق تسلح نووي جديد وحرب أوكرانيا والمخاوف المتعلقة بتغير المناخ كلها عوامل تساهم في ذلك.

وقالت رايتشل برونسون، رئيسة نشرة «بوليتين أوف ذي أكاديميك ساينتيستس» (مجلة علماء الذرة) المسؤولة عن تعديل عقارب هذه الساعة سنوياً: «لا تزال الاتجاهات تشير بشكل مقلق نحو كارثة عالمية»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ومنذ عام 2007، نظر الأعضاء في تأثير المخاطر الجديدة التي من صنع الإنسان مثل الذكاء الاصطناعي وتغير المناخ، فضلاً عن التهديد الأكبر وهو الحرب النووية.

علماء أعضاء نشرة علماء الذرة يقفون لالتقاط صورة مع «ساعة يوم القيامة» (أ.ب)

وقالت النشرة في إعلانها لعام 2024 إن الصين وروسيا والولايات المتحدة تنفق مبالغ ضخمة «لتوسيع أو تحديث ترساناتها النووية» - مما يزيد من «الخطر الدائم للحرب النووية من خلال الخطأ أو سوء التقدير». وأضافت أن الحرب في أوكرانيا خلقت أيضاً «خطراً دائماً بالتصعيد النووي»، حسبما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وتحركت عقارب الساعة 25 مرة. في عام 1947، بدأوا في سبع دقائق حتى منتصف الليل. في نهاية الحرب الباردة، وفي عام 1991، تراجعوا إلى 17 دقيقة حتى منتصف الليل.

ما أصل ساعة «يوم القيامة»؟

تم إنشاء ساعة يوم القيامة في عام 1947 من قبل جي روبرت أوبينهايمر وزملائه العلماء الأميركيين الذين طوروا القنبلة الذرية. ولقد رأوا آثار القنبلة الذرية المدمرة في نهاية الحرب العالمية الثانية، على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين. وأرادوا تحذير الجمهور والضغط على قادة العالم للتأكد من عدم استخدام الأسلحة النووية مرة أخرى، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وأبدى العديد من العلماء الذين عملوا في «مشروع مانهاتن» تحفظات قوية حول قوة الأسلحة التي ساعدوا في صناعتها. وبعد أول محاولة ناجحة لتقسيم الذرة في جامعة شيكاغو عام 1942. التي أكدت القدرة على إطلاق الطاقة، تشتت فريق العلماء العاملين في «مشروع مانهاتن»، وانتقل العديد منهم إلى مختبرات حكومية أخرى لتطوير أسلحة نووية، في حين بقي آخرون في شيكاغو لإجراء أبحاثهم الخاصة، وكثير منهم كانوا مهاجرين إلى الولايات المتحدة.

وعمل من بقي من العلماء على مشروع للحفاظ على مستقبل التكنولوجيا النووية آمناً. وساعدوا في تقديم «تقرير فرانك» في يونيو (حزيران) 1945، الذي توقع حدوث سباق تسلح نووي خطير ومكلف، وعارضوا شن هجوم نووي مفاجئ على اليابان. لكن توصياتهم لم تلق قبولاً من صناع القرار في ذلك الوقت.

رايتشل برونسون، رئيسة نشرة «مجلة علماء الذرة» المسؤولة عن تعديل عقارب «ساعة يوم القيامة» سنوياً (أ.ف.ب)

واصلت هذه المجموعة عملها، وأطلقت ما يسمى بـ«نشرة علماء الذرة» في شيكاغو، التي نُشر عددها الأول بعد أربعة أشهر فقط من إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما وناغازاكي. وبدعم من رئيس جامعة شيكاغو، ومشاركة زملاء في القانون الدولي والعلوم السياسية والمجالات الأخرى ذات الصلة، ساعد هؤلاء العلماء في إطلاق ودعم حركة عالمية تضم مواطنين عاديين وعلماء من أجل التأثير على النظام النووي العالمي.

وبعد عامين من تأسيس «نشرة علماء الذرة» قررت النشرة التحول من رسالة إخبارية مطبوعة إلى الصدور في شكل مجلة من أجل إشراك أكبر عدد ممكن من القراء. وفي هذه المرحلة، طلب المؤسسون من فنانة المناظر الطبيعية، مارتيل لانغسدورف، تصميم رمز لغلاف المجلة الجديدة، وصُممت أول ساعة ليوم القيامة.

سباق نووي محموم

على الرغم من عقود من اتفاقيات الحد من الأسلحة، لا يزال هناك نحو 13 ألف رأس حربي نووي على مستوى العالم، 90 في المائة منها روسية وأميركية. وتم إعلان ست دول أخرى قوى نووية: المملكة المتحدة وفرنسا والصين والهند وباكستان وكوريا الشمالية. ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تمتلك هذه الأسلحة، لكنها لم تؤكد ذلك قط. معظم الأسلحة النووية الحديثة أقوى بعدة مرات من تلك التي دمرت هيروشيما وناغازاكي.

ومنذ بدء الحرب في أوكرانيا، كان هناك خطاب من كبار الشخصيات الروسية يشير إلى أن أسلحة موسكو النووية يمكن أن تستخدم ضد المملكة المتحدة. ولذلك، في عام 2021، رفعت المملكة المتحدة الحد الأقصى لرؤوسها الحربية من 225 إلى 260، وربما 35 رأساً حربياً إضافياً، والقوة النووية للبلاد في حالة تأهب قصوى، وفقاً لـ«بي بي سي».

نظام صواريخ باليستية روسي عابر للقارات من طراز «يارس» يقود في الساحة الحمراء خلال عرض عسكري في يوم النصر مايو الماضي (رويترز)

وفي العقد الماضي، زادت المخاوف من نشوب حرب نووية من قبل كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية، أحدث دولة تنضم إلى النادي النووي. وقد تفاخر باختبار صواريخ ذات قدرة نووية يمكن أن تصل إلى الولايات المتحدة.

وزار سيج هيكر، العضو السابق في نشرة علماء الذرة ومستشار ساعة يوم القيامة، المنشآت النووية في كوريا الشمالية سبع مرات كجزء من برنامج بحث علمي، ويقدر أنه يمكن أن يكون لديها ما بين 50 إلى 60 رأساً حربياً نووياً حتى الآن. ويقول «الأسلحة النووية والإرهاب النووي والانتشار النووي - كلها تسير في الاتجاه الخاطئ».

المحادثة وليس الذعر

وليس المقصود من وقت الساعة قياس التهديدات، بل إثارة المحادثة وتشجيع المشاركة العامة في الموضوعات العلمية مثل تغير المناخ ونزع السلاح النووي.

ويرى مراقبو الساعة المتخصصون أن «ساعة يوم القيامة» لا تهدف لإخبارنا بحجم الخطر الذي تواجهه البشرية فحسب، ولكن أيضاً إخبارنا بمدى نجاحنا في الاستجابة لهذا الخطر. فمثلاً، شهدت معاهدة الحظر الجزئي للتجارب النووية لعام 1963 عودة عقارب الساعة من منتصف الليل لمدة خمس دقائق كاملة.

تشمل المخاطر الرئيسية الأخرى التي حددتها هذه الجمعية من العلماء، أزمة المناخ وتصنيف عام 2023 على أنه الأكثر سخونة على الإطلاق، وتداعي اتفاقيات الحد من الأسلحة النووية، وحتى تهديدات التضليل الإعلامي المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

وشددت برونسون على ضرورة «عدم حصول أي التباس» فيما يتعلق بإبقاء ساعة نهاية العالم هذه في وقتها نفسه كما العام الماضي. وقالت: «هذه ليست علامة على أن العالم مستقر، بل على العكس تماماً، هناك حاجة ملحّة لأن تتحرك الحكومات والشعوب في جميع أنحاء العالم».


مقالات ذات صلة

في عام... آيسلندا تشهد سابع ثوران بركاني (صور)

أوروبا ثوران بركاني بالقرب من جريندافيك بآيسلندا (إ.ب.أ)

في عام... آيسلندا تشهد سابع ثوران بركاني (صور)

ثار بركان ليل الأربعاء - الخميس، في شبه جزيرة ريكيانيس، جنوب غربي آيسلندا، في سابع ثوران تشهده البلاد منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

«الشرق الأوسط» «الشرق الأوسط» (ريكيافيك)
بيئة أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أكدت دراسة جديدة، نُشرت الأربعاء، أن ظاهرة الاحترار المناخي تفاقم القوة التدميرية للعواصف، مسببة زيادة السرعة القصوى لرياح مختلف الأعاصير الأطلسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا رئيس منطقة فالنسيا كارلوس مازون بعد حديثه في البرلمان الإقليمي حول ما حدث في فيضانات 29 أكتوبر 2024 في فالنسيا 15 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

رئيس منطقة فالنسيا الإسبانية يقر بحدوث «أخطاء» في إدارته للفيضانات

برر رئيس منطقة فالنسيا الإسبانية كارلوس مازون، اليوم (الجمعة)، بشكل مسهب إدارته للفيضانات القاتلة في 29 أكتوبر، واعترف بحدوث «أخطاء».

«الشرق الأوسط» (فالنسيا)
أوروبا فتاة تركب دراجة هوائية تحت المطر في فالنسيا بإسبانيا (إ.ب.أ)

إغلاق مدارس وإلغاء رحلات... موجة عواصف جديدة تضرب إسبانيا (صور)

تسببت موجة جديدة من العواصف في إسبانيا في إغلاق مدارس وإلغاء رحلات قطارات، بعد أسبوعين من مقتل أكثر من 220 شخصاً وتدمير آلاف المنازل جراء فيضانات مفاجئة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
أوروبا الناس ينظفون بين السيارات المتراكمة في ألفافار بعد عاصفة دانا في فالنسيا 5 نوفمبر 2024 (د.ب.أ)

إسبانيا تعلن خطة مساعدات بعد فيضانات خلّفت 219 قتيلاً

أعلنت الحكومة الإسبانية، الثلاثاء، عن خطة مساعدات بقيمة 10.6 مليار يورو لدعم آلاف المواطنين والشركات المنكوبة في جنوب شرقي البلاد.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.