نتالي نعوم لـ«الشرق الأوسط»: يصعُب العثور على كوميديا تُضحكني

تستعد لتقديم مسرحية «من كفرشيما للمدفون» ليحيى جابر

نتالي نعوم تقول إنّ أحداً لا يضحكها حالياً (حسابها الشخصي)
نتالي نعوم تقول إنّ أحداً لا يضحكها حالياً (حسابها الشخصي)
TT

نتالي نعوم لـ«الشرق الأوسط»: يصعُب العثور على كوميديا تُضحكني

نتالي نعوم تقول إنّ أحداً لا يضحكها حالياً (حسابها الشخصي)
نتالي نعوم تقول إنّ أحداً لا يضحكها حالياً (حسابها الشخصي)

يرتبط اسم الممثلة ومُعدّة البرامج نتالي نعوم بضحكة اللبنانيين. فهي اشتهرت بأدائها الكوميدي الممتع مع فريق برنامج «إس إل شي»، فانتظرها متابعو الشاشة الصغيرة لترسم الابتسامة على وجوههم.

ابتعدت منذ مدّة عن أجواء الكوميديا والبرامج المتعلّقة بها، متّجهة نحو إعداد البرامج، كما كانت لها تجربة في التقديم التلفزيوني من خلال برنامج «نتالو» عبر محطة «الجديد» المحلّية.

اليوم، تُركز نعوم على مهنتها مُعدّة، وفي الوقت عينه تستعدّ لتقديم مسرحية «من كفرشيما للمدفون». سبق أن قُدِّم هذا العمل عام 2018، لكن ظروفاً مرَّ بها لبنان حالت دون أن يُذاع صيته، كما تقول لـ«الشرق الأوسط».

تستعد للعب بطولة هذا العمل من جديد، بإدارة مؤلّف المسرحية ومخرجها يحيى جابر. وابتداء من 8 فبراير (شباط) المقبل، يستضيفها مسرح «مونو» في بيروت، فتقول عن إعادة العرض: «الوقت مناسب لذلك، بعد أكثر من 5 سنوات على تقديمها سابقاً. المسرحية تستحق مشاهدتها لما فيها من موضوعات منوَّعة وجميلة».

تستعدّ لتقديم مسرحية «من كفرشيما للمدفون» (البوستر الرسمي)

تتناول «من كفرشيما للمدفون» يوميات امرأة تعرّضت للخيانة، فتستعيد شريط حياتها باحثة عما أدّى إلى فشل علاقتها الزوجية. يدخل المُشاهد في يوميات وأحياء الجماعات والطوائف اللبنانية بقالب كوميدي، ويوثّق كاتبها محطات من حقبات لبنان أيام الحرب وغيرها، فيقدّم قصصاً وحكايات شعبية تُذكّر متابعها بأحداث معاصرة.

تجسّد نعوم شخصية «لورا» التي تعيد حساباتها، مُردّدة حوارات وأحاديث مع زوجها. في سياق القصة، تطلّ على مواقف توضح الصورة أمامها، وتكشف أموراً صرفت عنها النظر. تتابع: «تعود بشريط ذكرياتها إلى مرحلة المراهقة عندما كانت في الصفوف المدرسية». كما تتناول ذكريات الحرب اللبنانية وصراع الطوائف. فهي مسيحية تربّت في الجزء «الشرقي» من بيروت، وعند زيارتها الجزء الآخر، استكشفت الأماكن كأنها في حلم.

نتالي نعوم من وجوه الكوميديا العالقة في ذاكرة اللبنانيين (حسابها الشخصي)

تقول نعوم إنّ المسرحية أعادتها إلى فترات عايشتها في واقعها اللبناني: «هناك مراحل أذكرها وأخرى أنساها، لكنها تحاكي جيلاً من اللبنانيين أرخت الحرب ذيولها عليهم».

لا تقتصر المسرحية على شريط ذكريات البطلة (نعوم وحيدة على المسرح لنحو 90 دقيقة) فحسب، بل تطلّ على الفنّ، وتحديداً على أغنيات الراحل ملحم بركات ابن بلدة كفرشيما. وتعقد مقارنات غير مباشرة أيضاً حول حياة فنانة رحلت بعد مصرع ابنها، فتوضح: «نتحدّث عن شعور الوحدة الذي يؤدّي أحياناً إلى الاكتئاب والإحباط. فالفنانة التي نستذكرها بقيت وحيدة في أيامها الأخيرة قبل الانتحار. من هنا، تقارن (لورا) مصيرها بعد الطلاق الذي سيؤدّي بها إلى العيش وحيدة».

تبتعد نتالي نعوم عن مسرح «ستاند أب كوميدي»، فلماذا هذا القرار؟ تردّ: «ربما لأنّ موضوعات هذا النوع الجريئة، ولا تناسبني. لم أشعر أنه يشبهني أو يعبّر عن خطّي الكوميدي. فأنا من جيل الكوميديا النظيفة البعيدة عن ثلاثية الدين، والسياسة، والعلاقات الحميمة. الشطارة الكوميدية تكمن في رسم ضحكة على الوجوه من دون عناصر مبتذلة. وحدُه فادي رعيدي استطاع الحفاظ على هذا الخطّ ولا يزال ناجحاً فيه». وعن الكوميدي الذي في استطاعته أن يُضحكها، تجيب بعفوية: «لا أحد، فالمستوى انحدر عموماً».

ترى في الـ«ستاند أب كوميدي» فناً لا يشبهها (حسابها الشخصي)

تمارس اليوم مهمّة المنتجة المنفّذة في «الدولية للإعلام»، فتُعدّ برامجها وتُسهم في طرح موضوعات تهمّ اللبنانيين. عن هذه التجربة، تقول: «هي منصة رفيعة المستوى تُعنى بموضوعات ثقافية واجتماعية وإحصائية وسياسية وغيرها، وعبرها أمارس مهنتي كما أرغب».

بين المسرح والتلفزيون، تختار نعوم الثاني ملعبَها، «لكن للمسرح نكهته الخاصة التي لا تُضاهي أي عمل فني آخر. التفاعل والتواصل مع الناس يدفعان بالممثل إلى التحليق عالياً، فيشعر كأنه في عالم آخر».

وعن تجربة «البودكاست» التي كفَّت عن تقديمها، تردّ: «يضيع معناه الحقيقي، ويصوّر كل مَن يملك كاميرا حواراً لا يختلف عن مشهدية التلفزيون. (البودكاست) حوار مسموع وليس مرئياً. قدّمتُ نحو 70 حلقة من (بودكاست نتالي معكن)، وأنوي الاستئناف لاحقاً. فمواقع التواصل قضت على التلفزيون، وبعد سنوات سنجد أنّ مَن يتابعونه باتوا قلّة».


مقالات ذات صلة

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

العالم إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

انتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، قانوناً مُقترَحاً في أستراليا لحجب وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
إعلام تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

أثار إعلان شركة «ميتا» تمديد فترة تقييد الإعلانات المتعلقة بالقضايا الاجتماعية أو السياسية لما بعد انتخابات الرئاسة الأميركية، من دون أن تحدّد الشركة وقتاً ...

إيمان مبروك (القاهرة)
يوميات الشرق لوسائل التواصل دور محوري في تشكيل تجارب الشباب (جمعية علم النفس الأميركية)

«لايك» التواصل الاجتماعي يؤثر في مزاج الشباب

كشفت دراسة أن الشباب أكثر حساسية تجاه ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل الإعجابات (لايك)، مقارنةً بالبالغين... ماذا في التفاصيل؟

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
مذاقات الشيف دواش يرى أنه لا يحق للبلوغرز إعطاء آرائهم من دون خلفية علمية (انستغرام)

من يخول بلوغرز الطعام إدلاء ملاحظاتهم السلبية والإيجابية؟

فوضى عارمة تجتاح وسائل التواصل التي تعجّ بأشخاصٍ يدّعون المعرفة من دون أسس علمية، فيطلّون عبر الـ«تيك توك» و«إنستغرام» في منشورات إلكترونية ينتقدون أو ينصحون...

فيفيان حداد (بيروت)
مبنى لجنة التجارة الفيدرالية في واشنطن - 4 مارس 2012 (رويترز)

لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية تتهم وسائل التواصل الاجتماعي العملاقة ﺑ«مراقبة المستخدمين»

أفادت لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية بأن وسائل التواصل الاجتماعي العملاقة انخرطت في «عملية مراقبة واسعة النطاق» لكسب المال من المعلومات الشخصية للأشخاص.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير

تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير
TT

تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير

تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير

في إنجاز عالمي جديد، تُوّج تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، بجائزة «الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير» خلال حفل جوائز «MENA Effie Awards 2024»، تقديراً لإسهاماته البارزة في دعم وتطوير قطاع الترفيه في المملكة.

وتعد جائزة «MENA Effie Awards» من أبرز الجوائز في مجال تقييم التأثير والإنجازات الإبداعية على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تسلط الضوء على الشخصيات التي قدمت مساهمات استثنائية وذات تأثير عميق خلال العقد الأخير.

وقال آل الشيخ عبر حسابه الشخصي على منصة «إكس»: «هذه جائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير خلال حفل (MENA Effie Awards 2024)، في موسم الرياض بدعم القائد الملهم حفظه الله وكل الشكر والتقدير لأبناء وطني الغالي على دعمهم للوصول إلى هذه الجائزة العالمية... هم سر النجاح».

ويُعد فوز آل الشيخ بالجائزة تأكيداً لمكانته بوصفه واحداً من أبرز القيادات المؤثرة عالمياً في قطاع الترفيه، وشهادة على نجاح السعودية في وضع بصمتها في المجالات الثقافية والترفيهية على الساحة الدولية.

وسبق لتركي آل الشيخ أن حقق المركز الأول في تصنيف «ESPN» العالمي، وذلك في إطار تأثيره اللافت في فنون الملاكمة وفنون القتال المختلطة ومصارعة المحترفين، بعدما جعل السعودية مكاناً يحتضن البطولات الرياضية الكبرى، ويستقطبها مثل مباريات المصارعة الحرة (WWE)، بشراكة طويلة الأمد تمتد 10 سنوات مع الاتحاد الدولي للمصارعة.

وجاء نيل آل الشيخ لجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير خلال حفل النسخة الـ15 من الجائزة الذي أُقيم ضمن فعاليات موسم الرياض 2024، وهي المرة الأولى التي يقام فيها الحفل في السعودية للجائزة التي تحتفي بالابتكار والتميز في قطاع التسويق والإعلان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وشهد قطاع الترفيه في السعودية تحت قيادة آل الشيخ، إطلاق مبادرات رائدة، منها موسم الرياض الترفيهي الأكبر عالمياً، الذي استقطب ملايين الزوار من داخل السعودية وخارجها، وحقق أرقاماً قياسية في حجم الفعاليات والعوائد الاقتصادية. كما نجح في استقطاب أبرز الأحداث الفنية والرياضية والثقافية العالمية، مما عزز من صورة السعودية بوصفها عاصمة للترفيه في المنطقة.

وبفضل الجهود التي قادها آل الشيخ في هيئة الترفيه، ساهمت الهيئة في تعزيز جودة الحياة في البلاد، بما يتماشى مع مستهدفات «رؤية السعودية 2030»، من خلال خلق بيئة ترفيهية عالمية المستوى تدعم الاقتصاد الوطني وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة.

ومنذ أن بدأت أعمال موسم الرياض 2024 الذي أطلقه تركي آل الشيخ في أكتوبر (تشرين الأول)، شهد الموسم الترفيهي حضوراً لافتاً من الزوار من مختلف أنحاء العالم، إذ نجح في جذب نحو 6 ملايين زائر في أقل من شهر من انطلاقته، محققاً بذلك رقماً قياسياً يدلل على حجم إقبال الجمهور المحلي والدولي.

وشهد الموسم الترفيهي، تنظيم آلاف الفعاليات المتنوعة، بما في ذلك الحفلات الموسيقية، والمعارض الفنية، والعروض المسرحية، والأنشطة الترفيهية المناسبة لجميع الفئات العمرية في الوقت الذي يضم الموسم 5 مناطق رئيسية، هي: بوليفارد وورلد، والمملكة أرينا، وبوليفارد سيتي، وThe Venue، وحديقة السويدي. وتقدم كل منطقة تجربة فريدة للزوار، في الوقت الذي حقق الموسم رقماً قياسياً في أسبوعه الأول، حيث بلغ عدد الزوار مليونين، مما يعكس الشغف الكبير بالموسم الذي ينتظره الجمهور سنوياً.

ويستمر موسم الرياض 2024 في تقديم المزيد من الفعاليات والأنشطة المميزة، مع توقعات بزيادة أعداد الزوار في الأسابيع المقبلة، مما يعزز مكانة الرياض بوصفها وجهة ترفيهية عالمية.