«روز وليلى» أحداث «غير مترابطة» تفتقد النكهة المصرية

من إخراج البريطاني أدريان شيرغولد وبطولة يسرا ونيللي كريم

نيللي كريم مع يسرا (الشركة المنتجة)
نيللي كريم مع يسرا (الشركة المنتجة)
TT

«روز وليلى» أحداث «غير مترابطة» تفتقد النكهة المصرية

نيللي كريم مع يسرا (الشركة المنتجة)
نيللي كريم مع يسرا (الشركة المنتجة)

تخوض الفنانتان المصريتان يسرا ونيللي كريم تجربة مغايرة من خلال مسلسل «روز وليلى»، من تأليف البريطاني كريس كول، وإخراج مواطنه أدريان شيرغولد.

يضم فريق المسلسل عدداً من الممثلين، من بينهم، أحمد وفيق، وهشام عاشور، والممثلة السعودية رغد الفيصل، وتيام قمر، وعارفة عبد الرسول، وفادي خفاجة، وأمل رزق، وتدور أحداثه في عشر حلقات من خلال «روز» و«ليلى» وهما محققتان تديران شركة تحقيق خاصة «بيورسكيور»، وتتصدى شركتهما لقضية احتيال مصرفي كبرى يجري التخطيط والإعداد لها في مصر، ويظهر من خلال الأحداث افتقاد المحققتين الكفاءة المهنية المطلوبة مما يوقعهما في أزمات عديدة وتتعرضان للمطاردة من عصابة دولية ترصد تحركاتهما.

المسلسل تعرض لانتقادات (الشركة المنتجة)

تعاني كل من (روز) التي تجسدها نيللي كريم، و(ليلى) التي تقدمها يسرا، في حياتهما الخاصة، إذ ينفق زوج (روز) العاطل عن العمل؛ مدخراتهما في لعب القمار ويفشل في العثور على عمل، فيما تفتقد (ليلى) لقدرات تؤهلها للعمل محققة خاصة، وتجد نفسها مضطرة لذلك بعد وفاة زوجها وتدهور أحوالها المالية، وتجمعها قصة مع رجل الأعمال (أحمد وفيق)، الذي يرعى بدوره ابنة شقيقته داليا طالبة الجامعة (تؤدي دورها الممثلة السعودية رغد الفيصل)، وهي تتطلع للغناء وتخشى من والدتها.

وكانت الفنانة يسرا قد قالت ضمن بيان أصدرته مجموعة «إم بي سي» يوم 14 يناير (كانون الثاني) الحالي، إن «المسلسل يتميز بأنه يضم كافة عناصر النجاح، بداية من الكاتب الإنجليزي المعروف السير كريس كول، والمخرج الكبير أدريان شيرغولد، والجهة المنتجة»، بالإضافة إلى علاقة الصداقة التي تربطها بنيللي كريم.

لقطة من مسلسل «روز وليلى» (الشركة المنتجة)

ورأت يسرا أن «المواقف الكوميدية هي المسيطرة والمضحكة بحق، فالشخصيات مكتوبة بطريقة خفيفة الدم، كما أن المخرج نفسه كان في الماضي ممثلاً».

ولفتت إلى أن «العمل يتمتع بحبكته التصاعدية وإيقاعه السريع، فقد تبدو المشاكل التي تقع فيها كل من روز وليلى عميقة جداً وعصيّة على الحل في بعض الأحيان، لكن الحلول تظهر بشكل سريع، لتنقل معها الشخصيتين إلى أماكن مختلفة، وتغرقان في متاعب من نوع جديد، دون إطالة، وبشكل عملي وخفيف على قلب المشاهد، وهنا تكمن قوة القصة واحتراف الإخراج»، وفق تعبيرها.

فيما رأت نيللي أن «المسلسل يتميز بأجوائه الجميلة، وقد جمعت بينها وبين الفنانة يسرا (كيمياء خاصة) خلال التصوير.

وبرغم موهبة الثنائي والحضور الذي تتمتعان به على الشاشة وفق نقاد، فقد احتل المسلسل المركز الثامن ضمن قائمة أكثر الأعمال مشاهدة في مصر عبر منصة «شاهد» بعد عرض أول حلقتين منه.

ورأى الناقد المصري أندرو محسن أن المسلسل حمل جوانب إيجابية في جمعه بين ممثلتين كبيرتين مشهود لهما بالموهبة والتميز، كما أتيح له إنتاجاً كبيراً، لكن ذلك لم يكن كافياً، لأن الحلقات التي عُرضت جاءت أقل من المستوى المتوقع، والكوميديا بدت مقحمة، والأحداث تفتقد المنطق والنكهة المصرية». مضيفاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «الكوميديا لا تعني أن تكون الأحداث خارج المنطق، بداية من فكرة المحقق الخاص غير المعروفة في مصر، ثم البناء الدرامي الضعيف والسيناريو الذي سيطرت عليه حالة من الاستسهال عبر مبالغات غير مقبولة ولا تثير الضحك» وفق تعبيره.

ووفق الناقدة المصرية ماجدة خير الله، فإن «الاستعانة بمؤلف ومخرج بريطاني أفقد المسلسل مصداقيته منذ حلقته الأولى، وقد أفرز كتابة سيئة وعملاً ثقيل الظل».

مضيفة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «أداء الممثلين لم يستطع أن ينقذ العمل»، مشيرة إلى أن أي «مخرج مصري يكون لديه إحساس بتوجيه الممثل وهو ما فشل فيه المخرج البريطاني»، مبررة ذلك بأن «إحساس المخرج في الأعمال الكوميدية مهم جداً».

ووصفت ماجدة خير الله المسلسل بأنه «اختيار غير موفق»، مضيفة: «ربما جذبهما أن العمل كبير والمؤلف والمخرج أجنبي، لكن الأمر لا يحسب بهذه الطريقة»، وأن نجومية بطلتيه لم تشفع له، مقارنة بين أداء يسرا ونيللي في هذا العمل وبين أدائهما في أعمال كوميدية ناجحة سابقة على غرار «أحلام سعيدة» ليسرا الذي كتبته هالة خليل، و«بـ100 وش» للمخرجة كاملة أبو ذكري.

نيللي كريم في إحدى اللقطات (الشركة المنتجة)

ويلفت محسن إلى أن مشكلة «روز وليلى» تتلخص في السيناريو والإخراج، منوهاً بأن «المخرج يجب أن يكون على دراية باللغة العربية لأن الإفيه يعتمد على الكوميديا اللفظية».

ولا تتوقع ماجدة خير الله أن «تنقذ الحلقات المقبلة المسلسل»، مؤكدة أنه «ليس له قواعد درامية يبني عليها أحداثه، ولا يوجد حدث يدفع لمتابعته، بل يدور في حلقة مفرغة»، فيما أكد أندرو أن «المسلسل لم يلق تفاعلاً كما كان متوقعاً».


مقالات ذات صلة

قنوات مصرية تكتفي بعرض مسلسلات قديمة في موسم الصيف

يوميات الشرق بوستر مسلسل «جودر» (الشركة المنتجة)

قنوات مصرية تكتفي بعرض مسلسلات قديمة في موسم الصيف

اكتفت قنوات مصرية كثيرة بإعادة عرض مسلسلات قديمة في موسم الصيف الحالي، بعضها يعود إلى عام 2002، والبعض الآخر سبق تقديمه خلال الموسم الرمضاني الماضي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان المصري أحمد رزق (حسابه على إنستغرام)

أسرة «ضحية نجل أحمد رزق» لقبول «الدية الشرعية»

دخلت قضية «نجل الفنان المصري أحمد رزق» منعطفاً جديداً بوفاة الشاب علاء القاضي (عامل ديلفري) الذي صدمه نجل رزق خلال قيادته «السكوتر» نهاية مايو (أيار) الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق كواليس مسلسل «عودة البارون» (فيسبوك المخرج)

غموض بشأن مصير مسلسلات مصرية توقف تصويرها

تواجه مسلسلات مصرية تم البدء بتصويرها خلال الأشهر الأخيرة مستقبلاً غامضاً بعد تعثّر إنتاجها وأزمات أخرى تخص أبطالها.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق المسلسلات القصيرة تُعيد فرض حضورها على خريطة دراما مصر

المسلسلات القصيرة تُعيد فرض حضورها على خريطة دراما مصر

تفرض المسلسلات القصيرة وجودها مجدداً على الساحة الدرامية المصرية خلال موسم الصيف، بعدما أثبتت حضورها بقوّة في موسم الدراما الرمضانية الماضي.

داليا ماهر (القاهرة )
الوتر السادس صابرين تعود للغناء بعمل فني للأطفال (حسابها على {انستغرام})

صابرين لـ«الشرق الأوسط»: أشتاق للغناء

قالت الفنانة المصرية صابرين إنها تترقب «بشغف» عرض مسلسل «إقامة جبرية» الذي تشارك في بطولته، وكذلك فيلم «الملحد» الذي عدّته خطوة مهمة في مشوارها الفني.

انتصار دردير (القاهرة)

«مهرجان القدس» يوثق مأساة أهالي غزة تحت القصف

جانب من عروض الأفلام (إدارة المهرجان)
جانب من عروض الأفلام (إدارة المهرجان)
TT

«مهرجان القدس» يوثق مأساة أهالي غزة تحت القصف

جانب من عروض الأفلام (إدارة المهرجان)
جانب من عروض الأفلام (إدارة المهرجان)

على عمود خرساني باقٍ من أطلال بيت محطم، انتصبت شاشة عرض «مهرجان القدس السينمائي» في غزة، لتقدّم مشاهد من مأساة يعيشها أهالي القطاع المنكوب منذ نحو 10 أشهر.

يعرض المهرجان، في دورته الثامنة، أفلاماً فلسطينية؛ من بينها مشروع أفلام «من المسافة صفر»، الذي يشرف عليه المخرج رشيد مشهراوي، والذي شهد إقبالاً من سكان مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة.

ويقام مهرجان القدس السينمائي في غزة منذ عام 2009، لكنه توقّف بسبب الحروب التي عاناها القطاع، وعاد مرة أخرى عام 2017، وفق الدكتور عز الدين شلح، رئيس المهرجان، الذي شدّد على حرصه على تنظيم المهرجان رغم الحرب.

وأضاف شلح، لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «يشاهد العالم كلّه حرب الإبادة التي تتعرض لها غزة ويحاصرها الموت من كل الزوايا، ونحن نؤمن بأن السينما حياة، ففكرنا بمواجهة الموت بها».

أفلام المهرجان تحكي معاناة أهالي غزة (إدارة المهرجان)

واختير مكان المهرجان بعد اجتماع إدارته مع عدد من المثقفين والسينمائيين، الذين أجمعوا على إقامة الدورة الثامنة بشكل استثنائي، وبالفعل بدأت الفعاليات يوم 25 يوليو (تموز) الحالي، وتستمر لمدة 4 أيام.

وعن الصعوبات التي واجهها عز الدين شلح ورفاقه في تنظيم هذه الدورة الاستثنائية، يقول: «المقر الذي كنا نعرض فيه كان مدمَّراً، وهناك مكان آخر بديل وجدناه مدمراً أيضاً، حتى (البروجوكتور) الذي نعرض عليه كان في مؤسسة استهدفها القصف، فلا كهرباء أو إمكانيات، ورغم ذلك أصررنا على تنظيم المهرجان».

ولم يغِب عن منظميه أن يستعيدوا بعض مظاهر المهرجانات السينمائية، ولكن بطريقة «مأساوية»، إذ يقول رئيس المهرجان: «فردنا السجادة الحمراء بين الخيام، ولم تكن هناك أي إمكانيات متاحة».

أفلام مهرجان القدس تُعرض وسط الأنقاض (إدارة المهرجان)

وتابع شلح: «اخترنا موقع العرض في مركز إيواء بجواره منزل مدمَّر، وضعنا الشاشة على هذا المنزل، وحضر كل من في المخيّم المهرجان، وهناك أشخاص جاؤوا من خارجه، وافتتحنا المهرجان بأفلام (المسافة صفر)، وهي 22 فيلماً، عرضنا منها 10 أفلام في الافتتاح، وستُعرض الأفلام الباقية في الختام». وأوضح أن «هذه الأفلام لمخرجين من غزة، وصُنعت عن غزة والحرب، فالجمهور الموجود كان يرى نفسه من خلال هذه الأفلام، ولكن بعمق وبصورة مختلفتين، وبرؤية مخرج يفكر بإحساس آخر أكثر عمقاً».

ويضم المهرجان كثيراً من الأفلام الفلسطينية الأخرى التي تُعرَض في مراكز إيواء أخرى بدير البلح، وفق ما يؤكد رئيس المهرجان، ويشير إلى أنهم كانوا جاهزين لإطلاق الدورة الثامنة يوم 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، الذي يصادف اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، و«بسبب الحرب لم نتمكن من إقامة الدورة، إلى أن قررنا تنظيمها، سواء انتهت الحرب أم لم تنتهِ».

المهرجان افتُتح وسط خيام الإيواء (إدارة المهرجان)

ونشر المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي صوراً من المهرجان، على صفحته بـ«فيسبوك»، وكتب معلقاً: «يسعدني عرض أفلام (من المسافة صفر) في غزة، خلال افتتاح (مهرجان القدس السينمائي)، على الرغم من كل ما يحدث هناك. وتُسعدني النقاشات التي تثيرها العروض حول العالم، وموضوعات الأفلام التي تؤكد، بلغة سينمائية، أننا شعبٌ اختار الحياة ويضحّي من أجلها في جميع المجالات، بما في ذلك السينما والفن والثقافة»، كما استعاد جملة شعرية لمحمود درويش تقول: «هزَمَتك يا موت الفنون جميعها».