قاصر لبنانية تُخدَع بالزواج لتسرق خزنة والدها

المُحرِّض سوري الجنسية استعان بزوجته لتنفيذ مخططه

المال يغرّ الإنسان ويوقظ شرَّه (شاترستوك)
المال يغرّ الإنسان ويوقظ شرَّه (شاترستوك)
TT

قاصر لبنانية تُخدَع بالزواج لتسرق خزنة والدها

المال يغرّ الإنسان ويوقظ شرَّه (شاترستوك)
المال يغرّ الإنسان ويوقظ شرَّه (شاترستوك)

لم يكتفِ بالسيطرة على عاطفة الفتاة اللبنانية القاصر والاستئثار بقلبها، بل قرَّر امتلاك أموال والدها، فحرّضها على سرقة مبلغ كبير بحجة الزواج منها.

أغرمت ابنة الـ17 عاماً (س. خ.)، وهي طالبة في إحدى مهنيات مدينة طرابلس الشمالية، بالشاب (م. ح.) السوري الجنسية، وأرادت الزواج منه. فاتحت والدها بالأمر، فرفض، داعياً إلى إنهاء العلاقة. ولإبعادها عنه نهائياً، أرغمها على ترك المهنية خوفاً من تجدُّد لقائهما.

ما إن انقطعت عن المهنية، حتى راحت زميلتها في الصف (إ. ح.)، التي تبيّن أنها زوجة الشاب السوري، تتقرّب منها وتزورها في منزلها مع زوجها بغياب والد الفتاة، لإقناعها بسرقة خزنته في محلّه لبيع الثياب، والتي كانت تعرف المُغرَّر بها الأرقام السرية لفتحها، وذلك بذريعة تسهيل تأمين مصاريف الزواج.

وضع العريس الموعود خطّة مُحكمة لذلك، وتوجّهت الفتاة إلى محل والدها برفقة زميلتها (زوجته)، وادّعتا أخذ بعض الأشياء العائدة للابنة من المحل، فصعدتا إلى الطبقة العلوية منه حيث الخزنة، وفتحتاها وسرقت (س. خ.) منها مبلغ 95 ألف دولار، ثم أعادتا إغلاقها وفرَّتا إلى جهة مجهولة.

فور السطو على المبلغ، غادرت الفتاة المنزل فوراً، وأقفلت هاتفها الجوال، فتقدّم الوالد ببلاغ لدى مديرية الشمال الإقليمية في جهاز أمن الدولة التي سارعت إلى التحرُّك. بعد أقل من 24 ساعة، اكتشفت مكان اختفاء الفتاة والمحرّضَيْن في شقة مُستأجرة بمنطقة ضهر العين في قضاء الكورة (شمال لبنان)، وعلى إثر دهمها، عُثر على المبلغ المسروق، وأوقِف الثلاثة بناءً على إشارة القضاء، وسُلِّموا مع المضبوطات إلى الجهات الرسمية لإجراء المقتضى القانوني.

وإذ يوضح مصدر قضائي أنّ «التحقيق الأولي مع الموقوفين لا يزال في بداياته، ولا يمكن إعطاء معلومات إضافية قبل استكماله»، يلفت لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «المُغرَّر بها قاصر، واستُدعيت مندوبة الأحداث لإجراء الاستجواب في حضورها»، مشيراً إلى أنّ «ما ارتكبه الشاب السوري وزوجته يُعدّ جريمة سرقة موصوفة وجناية تستوجب العقوبة المشدّدة»، ومؤكداً: «ما حصل مثير للانتباه، لكنه ليس حالة فريدة، فالقصص الاجتماعية التي تعجّ بها الدوائر القضائية كثيرة».

ويعلّق مصدر في أمن الدولة: «المراهقون ينجرفون غالباً وراء مشاعرهم المؤذية، خصوصاً في غياب المتابعة، وهذا واقع الفتاة اليتيمة الوالدة»، مؤكداً أنّ الأمر «يستدعي حملات توعية تشارك فيها المؤسّسات الرسمية والأهلية لتجنيب الشباب اللبناني والمراهقين مثل هذه الارتكابات التي يعاقب عليها القانون، حفاظاً على سلامتهم ومستقبلهم».


مقالات ذات صلة

مصر: توقيف «حمو بيكا» بتهمتَي «حيازة سلاح» و«الهروب من أحكام»

يوميات الشرق عصام صاصا وحمو بيكا (حساب بيكا على «فيسبوك»)

مصر: توقيف «حمو بيكا» بتهمتَي «حيازة سلاح» و«الهروب من أحكام»

ألقت أجهزة الأمن في مصر (الخميس) القبض على مؤدي المهرجانات «حمو بيكا» بتهمتَي «حيازة سلاح أبيض»، و«الهروب من 3 أحكام قضائية».

المشرق العربي نتنياهو في قاعة المحكمة بتل أبيب للإدلاء بشهادته في محاكمته بتهم الفساد (أ.ب)

نتنياهو في الجلسة السادسة لمحاكمته: الاتهامات الموجهة ضدي واهية

انطلقت محاكمة نتنياهو قبل نحو أسبوعين، في حدث استثنائي في إسرائيل باعتباره أول رئيس وزراء (في منصبه) يقف متهما في قاعة محكمة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
أوروبا في هذه الصورة المأخوذة من مقطع فيديو يقف رجال الشرطة حراساً وسط أنصار فريق مكابي تل أبيب في ساحة دام في أمستردام بهولندا يوم 7 نوفمبر 2024 (أ.ب)

إدانة 5 أشخاص في أعمال عنف ضد مشجعين إسرائيليين شهدتها أمستردام

دانت محكمة هولندية، اليوم (الثلاثاء)، 5 رجال لضلوعهم في أعمال عنف تعرّض لها مشجّعو كرة قدم إسرائيليون، وقعت الشهر الماضي في أمستردام.

آسيا مؤيدون لرئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان خلال تجمّع في بيشاور (إ.ب.ا)

محكمة عسكرية باكستانية تقضي بسجن 25 مدنياً على خلفية هجمات 2023

قالت القوات المسلحة الباكستانية إن محكمة عسكرية حكمت على 25 مدنيا بالسجن لفترات تتراوح بين سنتين و10 سنوات في ما يتعلق بهجمات على منشآت عسكرية عام 2023.

«الشرق الأوسط» (كراتشي )
الولايات المتحدة​ المشتبه به لويجي مانجيوني يغادر محكمة مقاطعة بلير في هوليدايزبورغ - بنسلفانيا 19 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

توجيه اتهامات فيدرالية للمشتبه بقتله الرئيس التنفيذي لشركة «يونايتد» في نيويورك

وفقاً لشكوى تم الكشف عنها، الخميس، يواجه المشتبه به في مقتل الرئيس التنفيذي لشركة «يونايتد هيلثكير»، اتهامات فيدرالية جديدة بالقتل والمطاردة وحيازة أسلحة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

اللبناني ألان برجي: مجتمعنا الاستهلاكي قضى على الموسيقى الأصيلة

هدفه الخروج من الصندوق التقليدي للعزف (صور ألان برجي)
هدفه الخروج من الصندوق التقليدي للعزف (صور ألان برجي)
TT

اللبناني ألان برجي: مجتمعنا الاستهلاكي قضى على الموسيقى الأصيلة

هدفه الخروج من الصندوق التقليدي للعزف (صور ألان برجي)
هدفه الخروج من الصندوق التقليدي للعزف (صور ألان برجي)

يعزف الموسيقي اللبناني ألان برجي على أكثر من 15 آلة؛ فإضافة إلى الناي (فلوت دي بان) والبيانو والغيتار، تُحرّكه أيضاً آلات الكاليمبا والبانغو والأورغ. وفي لقاء تلفزيوني استضافه مؤخراً، لفت المُشاهد ببراعته في العزف على الناي والأكورديون.

آلته المفضَّلة البيانو، علماً بأنه يسعى دائماً إلى تعلُّم العزف على آلات غير معروفة. يقول: «إنه من الآلات التي تُوسّع فكر الإنسان وتُسهم في تطوّره بالتوزيع والأبعاد الموسيقية».

أما الأكورديون فيعدّه من الآلات التي يصعب العزف عليها: «تقنيته تختلف عن آلات أخرى، وعلى الراغب في تعلُّم العزف عليه إدراك كيفية استعمال أنامل يده اليسرى. فأزرار إيقاعاته الأساسية مُصمَّمة على ناحية اليسار».

يروي لـ«الشرق الأوسط» أن التحاقه بعالم الموسيقى جاء بعد تعمُّق: «عالمٌ لا يرتكز على تعلُّم النوتات الموسيقية فحسب، وإنما تكمن أهميته بمدى التفاعل مع الموسيقى من دون حدود. بحثتُ عن طريق يخرجني من صندوق الموسيقى التقليدية، وأدركتُ أنه بالعلم وحده لا أستطيع التطوّر. كنتُ أجد الموسيقى مجرّد وسيلة تسلية، فترافقني في جلساتي مع الأصدقاء والأصحاب. بعدها نضجت موهبتي لتشمل أكثر من آلة رحتُ أكتشفها بنفسي».

يعزف على نحو 15 آلة مختلفة (صور ألان برجي)

يفاجئك ألان برجي بأسلوب تفكيره وكيفية استخدامه الموسيقى آلةً للعبور نحو الزمن. يُلقَّب بـ«أوركسترا في رجل»، ويقول: «الموسيقى تُحرّكني، ووجود الآخر الذي يُصغي، يُحفّزني». حوّل غرف منزله نماذجَ لبلدان عدّة، فيوضح: «أقسامه خصّصتها لبلدان أحبّها، فيحضر قصر فرساي في باريس مثلاً، كما خصّصتُ إحدى غرفه لمدن الوسترن الأميركية، وأعددتُ غرفة خاصة تُشبه المطعم أستقبل فيها زبائن لا يزيد عددهم على 10 أشخاص. إنه عالمي الذي أركن إليه، والموسيقى تطبعه، فيعبُق بأنغام البيانو والأكورديون وغيرهما».

يتابع بأنّ الموسيقى نادته منذ كان في سنّ الـ11: «لا أحبّذ التمارين، فالألحان تولد معي ارتجالياً من دون التخطيط المسبق لها». ورغم موهبته اللافتة، يفضّل البقاء في الظلّ، فهو أحد الهاربين من الشهرة: «عدو الإنسان: السلطة والمال والشهرة. في مرحلة ما، لامستني الأخيرة ووقعتُ في فخّها، لكنني تخلّصت منها. أفضّل القناعة؛ المسار الحقيقي للسلام مع الذات».

يصف موسيقى اليوم بالتجارية، وأصحابها يلهثون خلف الربح: «لستُ أعمِّم، لكنّ معظم الموسيقيين يفكرون بهذه الطريقة. نفتقد حالياً مظاهر الموسيقى التي رافقتنا في الصغر. فلا حماسة لولادة أغنية جديدة، ولا نلهث للحصول على أسطوانة قبل الآخرين كما اعتدنا أن نفعل. كانت أياماً مفعمة بالبركة والخير، فقضى المجتمع الاستهلاكي عليها. صرنا مجرّد آلات (روبوت) تواكب العصر».

يعزف على نحو 15 آلة مختلفة (صور ألان برجي)

موسيقاه خليط من الغربي والشرقي، فيُعلّق: «لا أحصر نفسي بنمط، وعندما أعزف، أترك لإحساسي حرية الاختيار. البعض يراني أسير بعكس التيار. لكنني، ببساطة، لا أحب الرضوخ لعالم خالٍ من القيم يفتقد الروح. استطعتُ التحرّر من تفاهة الحياة؛ ومع الموسيقى تبدو أجمل».

يستفزّه التقليد اليوم على الساحة الفنّية: «كثيرون ينسخون أعمالاً سبق أن لاقت النجاح. ففرصُ الخلق والإبداع قلّت. وعندما يستعيرون أغنية معروفة، تتراءى بوضوح مشاعرهم الزائفة. تخيّلي أن يغنّي أحدهم للراحل جاك بريل (لا تتركيني Ne me quitte pas)، وهو يبتسم! الأغنية حزينة، فيها معاني الشوق والحنين، ومع ذلك تُقدَّم بقالب لا يشبهها».

يعتب ألان برجي على عدم تمتُّع الموسيقيين الحقيقيين بالتقدير: «مهما بلغ الموسيقيّ من إمكانات وقدرات، فزمننا لا يبالي به إلا إذا نال الشهرة. الأسوأ أنها شهرة ترتكز على أرقام المتابعين ووهم مواقع التواصل». وهو حقَّق الاختلاف في آلة الناي (فلوت دي بان) التي ابتكرها من الرصاص. يختم بإيجاز قصتها: «قصدتُ بلدة عرسال الشمالية بُعيد عملية (فجر الجرود) التي قضى خلالها الجيش اللبناني على معقل الإرهاب. فكّرت بتكريمه على طريقتي. لملمتُ رصاص الأسلحة عن الأرض، وحوّلته إلى آلة نفخ، عزفتُ عليها النشيد الوطني اللبناني».