بعد اكتساحه جوائز «إيمي»... هل يستحق Succession اهتمام المُشاهد العربي؟

عُرض مسلسل Succession الأميركي بمواسمه الـ4 ما بين عامَي 2018 و2023 (HBO)
عُرض مسلسل Succession الأميركي بمواسمه الـ4 ما بين عامَي 2018 و2023 (HBO)
TT

بعد اكتساحه جوائز «إيمي»... هل يستحق Succession اهتمام المُشاهد العربي؟

عُرض مسلسل Succession الأميركي بمواسمه الـ4 ما بين عامَي 2018 و2023 (HBO)
عُرض مسلسل Succession الأميركي بمواسمه الـ4 ما بين عامَي 2018 و2023 (HBO)

ما هذا المسلسل الذي يحلف النقّاد والجمهور باسمِه، الذي حصدَ عشرات الجوائز العالمية من بينها 19 «إيمي» و9 «غولدن غلوب»؟ لماذا يحضر اسم «Succession» (الخِلافة) فوراً، كلّما سأل المُشاهد من حوله عن عملٍ تلفزيونيّ يستحقّ وقتَه؟ وبعد، لماذا صُنّفت رباعيّة الكاتب البريطاني جيسي أرمسترونغ كأحد أهمّ المسلسلات في تاريخ الدراما التلفزيونية؟

داخل العائلة السامّة

تدور الحكاية حول «لوغان روي» وأولاده الأربعة، أصحاب «وايستار رويكو»، أضخم مجموعة إعلامية وترفيهية في الولايات المتحدة الأميركية، وحول صراع الأبناء على إرث الوالد بعد أن تتدهور صحّته.

لكن ليس هذا كل ما في الأمر، فالقصة التي عُرضت وما زالت على منصة HBO، متعدّدةُ الأبعاد وتتفرّع عنها ثيماتٌ كثيرة ومعقّدة؛ من العلاقات العائلية الملتبسة، إلى السلطة والمال، وصولاً إلى التشعّبات النفسية، وليس انتهاءً بالسياسة والإعلام.

أبطال مسلسل Succession، لوغان روي وأولاده الأربعة (HBO)

Succession هو من دون شكّ مسلسل عن العائلة، لكنه ليس حتماً عن العائلة بصيغتها المتعارف عليها. أمام حلقاته الـ39، يكتشف المُشاهد إلى أي درجة يمكن للروابط العائلية أن تكون سامّة. على امتداد المسلسل، يتسابق أولاد «الإمبراطور لوغان» على عرش أبيهم وعلى قلبِه. لكنّ ذاك القلب ليس مريضاً فحسب، بل هو الأقسى على الإطلاق؛ فغالباً ما يتساءل المتفرّج ما إذا كان هذا الأب يحمل ولو قليلاً من الحب لأبنائه.

إنه الوالد الديكتاتور الذي لم يورث «كيندال»، و«شيف»، و«رومان»، و«كونور» عزاً ومالاً، بقدر ما أورثَهم عقداً نفسيةً عميقة. كمَن يسير في ظلّ طاغية، تتحرّك شخصيات الأولاد. لكن رغم تحطيم الوالد لطموحهم، وإشعارهم الدائم بالفشل، والتفضيل المزاجيّ فيما بينهم، فإنّ هذا لا يثنيهم عن السعي للوصول، وإن اضطرّوا إلى زرع الخناجر في ظهور بعضهم بعضاً.

الإخوة روي والصراع الدائم على عرش الوالد (HBO)

بطاقة عبور إلى القصور التعيسة

من بين عناصر تَميُّز Succession أنه يقول الأمور كما هي ولا يوارب. يشكّل هذا الأسلوب المباشر ورقةً رابحة بالنسبة إلى المسلسل، وهو يتحصّن بنصٍ ذكيّ ولاذع، وبلهجةٍ تهكّمية ساخرة لا تخلو من الكوميديا السوداء. لكن في المقابل، قد تنحو اللغة العنيفة باتّجاه الشتيمة الكفيلة ببَتر الروابط العائلية. فحتى العواطف الأبويّة يعبّر عنها لوغان بالشتائم، وكذلك الأمر عندما يتبادل الإخوة المزاح.

أبعد من النص الحادّ، لعلّ أبرز أسباب نجاح المسلسل وجماهيريّته، أنه يأخذ مُشاهديه إلى المقلب الآخر من عالم المال والسلطة، ليكتشفوا التصدّعات النفسية والتعاسة المختبئة خلف الثراء. ففيما تراقب عينٌ القصور واليخوت والشركات العملاقة، تُبصر العين الأخرى النفوس المحطّمة، وعقَد النقص لدى أصحاب المال.

تتّسم متابعة يوميات عائلة «روي»، المتأرجحة بين الجاه والأسى، بكثيرٍ من الجاذبية. صحيحٌ أن الشخصيات بغيضة وتسكنها الضغينة والوصولية، إلا أنه من الصعب مقاومة التعلّق بها. ثمّة ما هو آسرٌ ومُرضٍ في التلصّص على أشخاصٍ يبدو وكأنّهم يملكون كل شيء، إلا أنهم في الواقع لا يملكون شيئاً.

هم الأغنياء التعساء، والأقوياء التائهون. يتحصّنون بطائرات خاصة وبسيارات فارهة وبملابس باهظة، فيما حياتهم مجرّدة من أي معنى أو أخلاقيات أو مشاعر إنسانية صافية. كلّها شخصياتٌ مثيرة للإعجاب والشفقة في آنٍ معاً. لكن مهما بلغت التراجيديا ذروتها، فإنّ ما يميّز Succession كذلك هي تلك المساحة الدائمة للخفّة والابتسامة.

شيف روي تتوسط والدها وزوجها في حفل زفافها (HBO)

تقمّص آسر للشخصيات

حصدَ ممثّلو Succession جوائز عدّة، تكريماً لأدائهم الاستثنائي الذي طبعه الكثير من الارتجال المحترف. كبيرُهم الفنان الأسكوتلندي براين كوكس، بدور لوغان روي، الذي قدّم شخصيةً أبويّة توحي لوهلةٍ بأنها طالعة من مسرحية شكسبيريّة. يزرع الفتنة بين أولاده ليبقى في الريادة، متمسّكاً برئاسة مجلس إدارة «وايستار» حتى النفس الأخير. يوهمُ أحدَهم بالعطف والثقة، ليعود ويصفعه بفائضٍ من الأذى.

أكثر الصفعات إيلاماً يتلقّاها كيندال، الموعود بالمنصب والمنقلب فجأةً على والده في إحدى أبرز انعطافات الحبكة الدرامية. تضاعفت شعبية الممثل الأميركي جيرمي سترونغ بعد الدور الذي قدّمه، إذ شكّل كيندال إحدى أقرب الشخصيات إلى قلوب المشاهدين، نظراً لهشاشته. هو المدمن التائب، والوالد المهمِل، ورجل الأعمال التائه بين إرث أبيه وطموحاته التكنولوجية وتلك الموسيقية. ولعلّ قبّعات البيسبول التي ينسّقها مع بزّاته الرسمية خيرُ تعبيرٍ عن ذاك الضياع.

شيف، الأخت الوحيدة بين 3 شبّان، أكثر تشدُّداً من شقيقها عندما يتعلّق الأمر بأناقة بزّاتها الرسمية التي لا تبارحها. هي امرأةٌ تصارع وحيدةً وسط مجتمع ذكوريّ، لكنها سرعان ما تدخل في لعبة الرجال، فتتقن فنّ الأذيّة كوالدها، وتحترف التسلّق كإخوتها، لا بل تسبقهم. تقمّصت الممثلة الأسترالية ساره سنوك شخصية شيف، فجعلت منها قضيّتها على مدى 5 سنوات من تصوير المسلسل وعرضه (2018 – 2023). وفي طليعة مَن يتلقّى الضربات والخيبات من شيف، زوجها طوم (ماثيو ماك فايدن) الذي يستأسر بالأحداث في الموسم الرابع والأخير من المسلسل.

الممثلة الأسترالية ساره سنوك بدور شيف روي (HBO)

أما الشقيق الأصغر رومان فيؤدّي دوره الممثل الأميركي كيران كالكن، الحاصل مؤخراً على جائزة «إيمي». يأخذ كالكن الكثير من طِباعه الحقيقية إلى مواقع التصوير، فيتجلّى ذلك ارتجالاً، وشغباً، ومزاحاً من العيار الثقيل. لكن خلف شخصية المهرّج الساخر صاحب اللسان السليط، يحتفظ رومان بالحصّة الأكبر من العقد النفسية، لا سيّما تلك المرتبطة بالعلاقات العاطفية والجنسية، وبالثقة بالنفس، وبالهروب من المسؤوليات.

الممثل الأميركي كيران كالكن بدور الأخ الأصغر رومان روي (HBO)

تبقى شخصية الأخ الأكبر غير الشقيق، التي يؤدّيها الممثل الأميركي آلان راك. يقف كونور على الهامش ولا يسعى إلى السلطة كما أشقّائه، فنُصبَ عينَيه عرشٌ من نوعٍ آخر هو رئاسة الجمهورية الأميركية.

وحدَه ما يجمع بين الإخوة روي، رعبُهم الشديد من والدهم، وفشلُهم في الانتقال من المراهقة إلى النُضج. كل ما بين هؤلاء حربٌ ضروس على السلطة، تُطيح بالروابط العائلية، وتكاد أن تقضي على الإرث.

آلان راك بدور كونور الأخ غير الشقيق الطامح إلى الرئاسة الأميركية (HBO)

أسباب إضافية لمشاهدة Succession

تغيب عن Succession عناصر التشويق والإثارة المتعارف عليها؛ لا جرائم فيه ولا محاولات اغتيال ولا مطاردات. لكنّ ذلك لا يُفقد العملَ شيئاً من سطوته التلفزيونية، فالوحوش هنا ليسوا خياليّين، بل على هيئة بشرٍ حقيقيين، وصراع العروش فيه على درجة عالية من الصدق والواقعية. أما انعطافات الحبكة فأشبهُ بلعبة شطرنج، بطيئة إنما صادمة.

محبّو الدراما النفسية العميقة والنصوص اللمّاحة والحكايات العائلية العارية من أي تجميلٍ ولفٍّ ودوَران، سيجدون حتماً ضالّتهم في Succession. جرى تشبيه المسلسل بكثيرٍ من الأعمال المتمحورة حول العائلات الثرية والسياسة، مثل «The Sopranos»، و«Mad Men»، و«House of Cards»، و«White Lotus»، إلّا أن Succession غرّد وحيداً خارج هذا السرب، وعرف كيف ينسحب من الشاشة، تاركاً خلفه أثَراً تلفزيونياً سيكون من الصعب خلافتُه.


مقالات ذات صلة

جدل حول «تعيين» ممثل مصري في هيئة تدريس جامعة حكومية

يوميات الشرق ندوة سامح حسين في إحدى الجامعات الحكومية المصرية (حساب الجامعة على فيسبوك)

جدل حول «تعيين» ممثل مصري في هيئة تدريس جامعة حكومية

أثار خبر تعيين الممثل المصري سامح حسين بهيئة تدريس جامعة حكومية، جدلاً واسعاً في مصر، وتصدر اسمه «الترند»، على موقعي «إكس» و«غوغل»، الثلاثاء.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق فهد البتيري في دور الطبيب النفسي من مسلسل «حالات نادرة» («شاهد»)

صعود الطبيب النفسي في الدراما السعودية... من «هزاع» إلى «حالات نادرة»

قبل نحو عقدين من الزمان، كانت زيارة الطبيب النفسي أمراً محرجاً في السعودية، وتتم في غالب الأحيان بالخفاء توجساً من وصمة «العيب».

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق الفنان التونسي لمين النهدي (الشرق الأوسط)

لمين النهدي لـ«الشرق الأوسط»: أنحاز للمسرح لأنه يمنحني الحرية

أكد الممثل التونسي لمين النهدي أنه انحاز للمسرح منذ بداية مسيرته الفنية لأنه يجد حريته في مواجهة الجمهور أكثر من السينما والدراما التلفزيونية.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق استمرت عملية تبريد النيران عدة ساعات (محافظة الجيزة)

حريق ديكور «ستوديو مصر» يربك تصوير «الكينج»

أخمدت قوات الحماية المدنية في مصر، الجمعة، حريقاً نشب في منطقة التصوير المفتوحة بـ«ستوديو مصر».

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة صابرين أعلنت تحضيرها لمسلسل جديد (صفحتها على «فيسبوك»)

هل تنجح سير قارئات القرآن الكريم في النفاذ للدراما المصرية؟

أعلنت الفنانة صابرين تحضيرها لمسلسل «العدلية» عن أول قارئة للقرآن الكريم في الإذاعة المصرية كريمة العدلية.

محمد الكفراوي (القاهرة )

عمل فني صادم: رؤوس مشاهير التكنولوجيا على كلاب روبوتية (فيديو)

روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)
روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)
TT

عمل فني صادم: رؤوس مشاهير التكنولوجيا على كلاب روبوتية (فيديو)

روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)
روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)

انتشر عمل فني من معرض «آرت بازل» يضم كلاباً آلية تحمل رؤوساً شمعية لوجوه شخصيات بارزة؛ مثل جيف بيزوس وإيلون ماسك ومارك زوكربيرغ، انتشاراً واسعاً، إذ يتناول تأثير رواد التكنولوجيا على الطريقة التي نرى بها العالم.

وتتجول الكلاب الروبوتية ذات اللون الجلدي، والمزوّدة برؤوس شمعية دقيقة تشبه مستوى متحف «مدام توسو» لعدد من المليارديرات والفنانين - من بينهم جيف بيزوس، وإيلون ماسك، ومارك زوكربيرغ، وآندي وارهول، وبابلو بيكاسو - داخل حظيرة صغيرة، وتقوم بـ«إخراج» صور فوتوغرافية.

ويحمل العمل الفني عنوان «حيوانات عادية» من إنتاج استوديو «بيبِل» في تشارلستون، وقد عُرض هذا العام في «آرت بازل» خلال انطلاق الفعالية السنوية في ميامي بولاية فلوريدا.

وقال مايك وينكلمان، المعروف باسم «بيبِل»، في مقطع نُشر من بورتوريكو على «تيك توك»: «الصورة التي يلتقطونها، يعيدون تفسير الطريقة التي يرون بها العالم. لذا فهي تضم فنانين، ولديها أيضاً إيلون وزوكربيرغ». وأضاف: «وبشكل متزايد، هؤلاء التقنيون والأشخاص الذين يتحكمون في هذه الخوارزميات هم الذين يقررون ما نراه، وكيف نرى العالم».

وتتجول الكلاب الروبوتية، وتجلس، وتصطدم بعضها ببعض، وبين الحين والآخر يومض ظهرها بكلمة «poop mode» قبل أن تُخرج صورة رقمية تُترك على الأرض، وفق ما أفادت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية.

وكتب أحد مستخدمي «تيك توك»: «شكراً، لم أكن أخطط للنوم الليلة على أي حال»، وقال آخر: «هؤلاء مقلقون تقريباً مثل الأشخاص الفعليين»، وعلّق مستخدم على حساب «آرت بازل» في «إنستغرام»: «هذا عبقري ومرعب في الوقت نفسه»، فيما تساءل آخر: «هل هذا حقيقي أم ذكاء اصطناعي؟».

مشهد من معرض «حيوانات عادية» في ميامي (أ.ف.ب)

ويهدف العمل الفني، بحسب الناقد الفني إيلي شاينمان الذي تحدث لـ«فوكس نيوز»، إلى إعادة النظر في كيفية تمكّن الفنانين العاملين في البيئات الرقمية من إحياء مفاهيمهم وأفكارهم عبر الروبوتات، والنحت، والرسم، والطباعة، والأنظمة التوليدية، والأعمال الرقمية البحتة.

وقال وينكلمان لشبكة «سي إن إن»، إن الروبوتات صُممت للتوقف عن العمل بعد 3 سنوات، على أن تكون مهمتها الأساسية تسجيل الصور وتخزينها على سلسلة الكتل (البلوك تشين). وأكد معرض «آرت بازل» لـ«فوكس نيوز ديجيتال»، أن كل نسخة من روبوت «حيوانات عادية» بيعت بالفعل مقابل 100 ألف دولار.

وقال فينتشنزو دي بيليس، المدير العالمي والمدير الفني الرئيسي لمعارض «آرت بازل»، لـ«فوكس نيوز ديجيتال»: «نهدف من خلال معرض (زيرو 10) إلى منح ممارسات العصر الرقمي سياقاً تنظيمياً مدروساً، وخلق مساحة للحوار بين الجمهور الجديد والحالي، مع الإسهام في بناء بيئة مستدامة للفنانين والمعارض وهواة الجمع على حدٍ سواء».


نقابات هوليوود تنتفض ضد صفقة «نتفليكس - وارنر» البالغة 72 ملياراً

«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)
«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)
TT

نقابات هوليوود تنتفض ضد صفقة «نتفليكس - وارنر» البالغة 72 ملياراً

«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)
«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)

دقَّت نقابات هوليوود وأصحاب دُور العرض ناقوس الخطر بشأن صفقة الاستحواذ المُقترحة من «نتفليكس» على شركة «وارنر براذرز ديسكفري» بقيمة 72 مليار دولار، مُحذّرين من أنّ الصفقة ستؤدي إلى خفض الوظائف، وتركيز السلطة، وتقليل طرح الأفلام في دُور العرض إذا اجتازت مراجعة الجهات التنظيمية.

ووفق «رويترز»، من شأن الصفقة أن تضع العلامات التجارية التابعة لشركة البثّ العملاقة «إتش بي أو» تحت مظلّة «نتفليكس»، وأن تسلّم أيضاً السيطرة على استوديو «وارنر براذرز» التاريخي إلى منصة البثّ التي قلبت بالفعل هوليوود رأساً على عقب، عبر تسريع التحوّل من مشاهدة الأفلام في دُور السينما إلى مشاهدتها عبر المنصة.

وقد تؤدّي الصفقة إلى سيطرة «نتفليكس»، المُنتِجة لأعمال شهيرة مثل «سترينجر ثينغز» و«سكويد غيم»، على أبرز أعمال «وارنر براذرز»؛ مثل «باتمان» و«كازابلانكا».

وقالت نقابة الكتّاب الأميركيين في بيان: «يجب منع هذا الاندماج. قيام أكبر شركة بثّ في العالم بابتلاع أحد أكبر منافسيها، هو ما صُمّمت قوانين مكافحة الاحتكار لمنعه».

وتُواجه الصفقة مراجعات لمكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة وأوروبا، وقد عبَّر سياسيون أميركيون بالفعل عن شكوكهم.

الصفقة تواجه أصعب امتحان تنظيمي (د.ب.أ)

وتُمثّل النقابة الكتّاب في مجالات الأفلام السينمائية والتلفزيون والقنوات الخاصة والأخبار الإذاعية والبودكاست ووسائل الإعلام عبر الإنترنت. وأشارت إلى مخاوف تتعلَّق بخفض الوظائف وتخفيض الأجور وارتفاع الأسعار بالنسبة إلى المستهلكين، وتدهور ظروف العاملين في مجال الترفيه.

وقالت «نتفليكس» إنها تتوقع خفض التكاليف السنوية بما يتراوح بين مليارَي دولار و3 مليارات دولار على الأقل، بحلول السنة الثالثة بعد إتمام الصفقة.

وحذّرت كذلك «سينما يونايتد»، وهي منظمة تجارية تُمثّل 30 ألف شاشة عرض سينمائي في الولايات المتحدة و26 ألف شاشة حول العالم، من أنّ الصفقة قد تقضي على 25 في المائة من أعمال دور العرض محلّياً.

وتُصدر «نتفليكس» بعض الأفلام في دور العرض قبل إتاحتها للمشتركين على المنصة، وقالت الشركة إنها ستحافظ على طرح أفلام «وارنر براذرز» في دُور السينما، وتدعم محترفي الإبداع في هوليوود. ووصف رئيس منظمة «سينما يونايتد» مايكل أوليري، الاندماج بأنه «تهديد لم يسبق له مثيل»، مُتسائلاً عمّا إذا كانت «نتفليكس» ستحافظ على مستوى التوزيع الحالي.

وقالت نقابة المخرجين الأميركيين إنّ لديها مخاوف كبيرة ستناقشها مع «نتفليكس». وأضافت: «سنجتمع مع (نتفليكس) لتوضيح مخاوفنا وفَهْم رؤيتهم لمستقبل الشركة بشكل أفضل. وفي الوقت الذي نقوم فيه بهذه العناية الواجبة، لن نصدر مزيداً من التعليقات».


8 علامات تشير إلى أن وظيفتك تضر بصحتك العقلية

الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)
الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)
TT

8 علامات تشير إلى أن وظيفتك تضر بصحتك العقلية

الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)
الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)

يُعبر كثير من الموظفين عن عدم رضاهم عن ظروف العمل في معظم الأحيان، فهناك دائماً جوانب في المكتب تُشعرك بالإرهاق. ولكن في بعض الأحيان، قد تكون وظيفتك ليست مُرهقة فحسب؛ بل سامة بالفعل وتستنزف طاقتك.

قد تكون الوظائف سامة لأسباب عديدة، ومُملة بشكل لا يُطاق. قد يكون الزبائن هم من يجعلونها سامة؛ مثل رواد المطاعم المُتطلبين، أو ربما يكون السبب المدير أو الزملاء غير المتعاونين، وفقاً لموقع «ويب ميد».

من المهم هنا التمييز بين الوظيفة السامة والإرهاق. يحدث الإرهاق عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل، ونُنهك تدريجياً. مع قسط كافٍ من الراحة، وربما منظور مختلف لعملنا، يمكننا التعافي من الإرهاق. ولكن إذا كانت الوظيفة بالفعل سامة، فلن تكفي أي راحة أو وقت فراغ بعد عودتك.

وإذا كنت تشعر حقاً بعدم السعادة في العمل، فابحث عن العلامات التالية التي تشير إلى أن وظيفتك سامة لصحتك النفسية والعقلية:

1. اختفاء المشاعر الإيجابية في العمل

تشعر بكثير من الفرح والراحة بعيداً عن العمل، لكن هذه المشاعر تختفي بمجرد دخولك مكان العمل. بدلاً من ذلك، تشعر دائماً بعدم الارتياح، أو التوتر، أو مجرد إرهاق عاطفي. ربما ينصحك زملاؤك بالتفاؤل، لكنك لا تستطيع سوى إجبار نفسك على الابتسام.

2. يستغرق الأمر عطلة نهاية الأسبوع بأكملها للتعافي

تتدهور صحتك النفسية طوال الأسبوع. بحلول يوم الثلاثاء، تكون مرهقاً، ولا تتخيل كيف ستصمد حتى يوم الجمعة. عندما تأتي عطلة نهاية الأسبوع أخيراً، بالكاد تتطلع إليها لأنك منهك للغاية. عندما تبدأ بالتعافي أخيراً، يحين وقت العودة إلى العمل.

3. تشعر بالتوتر والانزعاج ليلة الأحد

في ليالي الجمعة والسبت، يمكنك إبعاد العمل عن ذهنك، ولكن بحلول يوم الأحد، لن تتمكن من إنكار قدومه. من الصعب عليك التفاعل مع من حولك، ولا تستمتع بآخر يوم في عطلة نهاية الأسبوع، كما تترقب صباح الاثنين.

4. تحلم بالتقاعد - الذي قد يكون على بُعد عقود

لا يتوقف الأمر على عطلة نهاية الأسبوع - بل تحلم بإجازة دائمة من العمل. قد تبدأ حتى بالتخطيط لتقاعدك، أو التفكير في طرق للثراء حتى لا تضطر للعمل.

5. نوعية نومك تكون أسوأ بكثير في أيام العمل

العمل الضار يمكن أن يُفسد نومك تماماً. يشعر بعض الناس بالآثار في أيام عملهم (عادةً من الاثنين إلى الجمعة)، بينما قد يلاحظها آخرون تحسباً للعمل (من الأحد إلى الخميس).

6. تشعر بالمرض الجسدي

أظهرت دراسات لا حصر لها آثار التوتر المزمن على جهاز المناعة. إذا كنتَ مُسَمَّماً ببيئة عملٍ سيئة، فستشعر بآثارها ليس فقط على عقلك وروحك؛ بل على جسدك أيضاً. يبدو الأمر كأنك تُصاب بكل فيروسٍ منتشر، وتستغرق وقتاً أطول للتعافي من المعتاد.

7. تأخذ كثيراً من الإجازات الشخصية

حتى عندما لا تكون مريضاً جسدياً، قد تختار البقاء في المنزل قدر الإمكان. في بعض الأيام، تستيقظ وتبدو فكرة الذهاب إلى العمل مستحيلة. ربما تصل إلى حد ارتداء ملابسك وتناول الفطور، لكن فكرة القيادة إلى العمل تُشعرك بالغثيان.

8. لا تحب الشخص الذي أنت عليه في العمل

ربما يكون أبرز دليل على أن وظيفتك سامة أنها تُغيرك بطرق لا تُحبها. قد تجد نفسك منعزلاً، ومُركزاً على نفسك، ومتشائماً. وقد يمتد هذا إلى وقتك في المنزل مع عائلتك، وهو الجزء الأكثر إزعاجاً لك.

إذا كانت بعض هذه الأعراض تُؤثر عليك، ففكّر ملياً في مستقبلك بهذا المنصب. هل هناك طريقة لتغيير الوظيفة لتقليل تأثيرها عليك؟ أم أن الوقت قد حان لتغيير وظيفة أخرى؟ ناقش هذه الأفكار مع شخص تحبه وتثق به، وانتبه لمن تتواصل معه، خصوصاً من له مصلحة في قرارك. على سبيل المثال، زميل العمل الذي لا يريدك أن تترك الوظيفة، من المرجح أن يُعطيك تقييماً متحيزاً.