«سحر الطبيعة» في معرض سكندري بالمتحف اليوناني الروماني
أفكار تجريدية متنوعة (الشرق الأوسط)
تحتفظ الطبيعة بالعديد من الأسرار والرموز التي يحاول الفنانون توظيفها في أعمالهم بطرق عدة، وفي معرضه الذي يستضيفه المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية حتى 31 يناير (كانون الثاني) الحالي، يستدعي الفنان التشكيلي المصري محمد برطش سحر الطبيعة من خلال رمزية الألوان وتداخلها على سطح الأشجار.
وعبر 43 لوحة يضمها المعرض، يستخدم الفنان اللونَ بطريقة مكثفة، في محاولة لصنع جسر من التواصل بين الأفكار المختلفة، باعتبار أن الألوان تحمل رموزاً، كما تأتي الشخوص داخل اللوحات مستوحاةً من تكوينات الأشجار وألونها، ويعدُّ الفنان أن معرضه يتبنى فلسفة الفن للمجتمع، وأنه بطريقة أو بأخرى يرتبط بالمجتمع والتعليم، حسب ما ذكره في الورقة التعريفية للمعرض.
وعن معرضه الذي يحمل عنوان «التوحيد وسطح الأشجار»، يقول الفنان محمد برطش لـ«الشرق الأوسط» إن فكرة المعرض جاءته خلال زيارة قام بها لدولة تايلاند، مضيفاً: «أثناء تجولي في إحدى الغابات وجدت شجرة عليها نحت مميز، ثم سافرت إلى أوروبا وتجولت داخل غاباتها ووجدت أن سطح الأشجار يمكن أن يكون مادة غنية على المستوى الثقافي والفني لتناول فكرة التوحيد الموجودة في الأديان الثلاثة».
ويتابع: «بعد ذلك قرأت موسوعة الأديان، وظللت عامين أفكر في طريقة نقل الفكرة النظرية عن التوحيد إلى حالة فنية في اللوحات».
تأتي اللوحات أقرب للمدرسة التجريدية في الفن، وتلعب الألوان دور البطولة في تقديم حالة تعبر عن فلسفة المعرض، أو عما يمكن رؤيته من تكوينات لونية على سطح الأشجار، وفقاً لفلسفة المعرض.
يذكر برطش أن مشواره الفني بدأ منذ أكثر من 20 عاماً، وأنه تتلمذ على يد الفنان الكبير صبري راغب، وتعلم منه الرسم الكلاسيكي مثل البورتريه والمناظر الطبيعية قبل أن يتجه إلى التجريد.
ويقول: «رأيت أن اللون يلعب دوراً مهماً في كل ديانة من الديانات التوحيدية، الأزرق يشير إلى المسيحية، والأخضر يشير للإسلام، والأبيض والرمادي والأسود والأحمر الداكن يرتبطون بالديانة اليهودية، كما أدخلت فكرة التوحيد عند المصريين القدماء في المعرض، مستدعياً دعوة إخناتون للتوحيد، باعتبارها من أقدم الدعوات التي عرفتها البشرية في هذا الصدد».
ويضيف: «كي نرسم لا نحتاج سوى التأمل، فالأعمال الفنية موجودة حولنا من صنع الخالق، كل شيء حولنا ملهم لجميع الفنانين، سواء النحات أو الرسام أو الموسيقي».
وعن رؤيته للفن ودوره في المجتمع يقول: «لا أؤمن بمبدأ الفن للفن، بل بأن الفن للمجتمع؛ حتى الأوبرا بدايتها كانت قصصاً شعبية تقدم للجمهور في الشارع، كما أن الفنانين التشكيليين كانوا يرسمون في الشارع الطبيعة والبورتريه».
وأشار إلى أنه لا يوجد فنان يقدم معرضاً إلا يكون وراءه رسالة أو فكرة أو موضوع.
برطش الذي قرر توجيه عوائد معرضه لأطفال غزة عبر مؤسسة الهلال الأحمر، قال «إن فكرة التبرع لصالح أطفال غزة تؤكد أننا كفنانين لسنا منفصلين عن قضايا مجتمعنا، ولا نكتفي فقط بمعالجتها فنياً بل يمكن أيضاً دعم القضايا الإنسانية بطرق شتى».
ولفت إلى أنه نظم معرضاً في فرنسا بالتعاون مع اليونسيف لصالح أطفال سوريا التي كانت تمر بأزمة كبيرة وقتها.
وشهد افتتاح المعرض، مساء الاثنين، ندوة حول أعمال الفنان حضرها وتحدث خلالها عدد من الفنانين والنقاد ومديري المتاحف بالإسكندرية، وقال الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف مكتبة الإسكندرية، إن المعرض يطرح فكرة إنسانية تعبر عن «التوحيد عبر العصور ومن خلال الأديان السماوية فضلاً عن التماس الواضح مع فكرة التوحيد في مصر القديمة».
وأشار عبد البصير لـ«الشرق الأوسط» إلى «أن الفنان نجح في الربط بين الأفكار الفلسفية من جانب، وبين روعة وجمال الطبيعة من جانب آخر».
وتابع: «عبّر الفنان بأسلوب تجريدي عن التناغم اللوني بطريقة منحت اللوحات أبعاداً جمالية مميزة، ليصنع ما يمكن تسميته بموسيقى الألوان».
لا يتيح السفر مَشاهد وأصواتاً وثقافات جديدة للفنانين فحسب، وإنما يوفّر أيضاً لحظات من التأمّل والعزلة، وثروة من اللحظات ما بين عظمة الطبيعة والتفاعل بين البشر.
يعايش الزائر لـ«معرض جدة للكتاب 2024» مزيجاً غنياً من المعرفة والإبداع يستكشف عبره أحدث الإصدارات الأدبية، ويشهد العديد من الندوات وورش العمل والجلسات الحوارية.
إبراهيم القرشي (جدة)
حفل «موريكس دور»... مسك الختام لعام صعب تُوّج بالأملhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5094173-%D8%AD%D9%81%D9%84-%D9%85%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%B3-%D8%AF%D9%88%D8%B1-%D9%85%D8%B3%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D9%85-%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D8%B5%D8%B9%D8%A8-%D8%AA%D9%8F%D9%88%D9%91%D8%AC-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%84
حفل «موريكس دور»... مسك الختام لعام صعب تُوّج بالأمل
حفل «موريكس دور» 2024
بعد فترة حرب دامية وضع منظمو «موريكس دور» نهاية سعيدة لعامٍ حزين شهدته البلاد. وتحت عنوان: «اشفِ جراح العالم بالفن والموسيقى»، سطع دور لبنان الثقافي من جديد. وتوافد النجوم بأعداد كبيرة من لبنان والعالم العربي احتفالاً بالمناسبة. وعلى مدى 5 ساعات متتالية جرى الحفل حتى ساعات ما بعد منتصف الليل. ولُوحظ بقاءُ كلٍّ من ماغي بوغصن وزوجها جمال سنان، والفنانة عبير نعمة حتى نهايته.
لبنان يحصد معظم الجوائز
سجّلت النسخة الـ24 من الحفل اختلافاً، فطغى عليها جوائز تكريمية لنجوم غالبيتهم من لبنان. وغاب عنها النجوم الأتراك الذين كانوا يشاركون في نسخ سابقة. وحصدت نجمات مصر لقب «سفيرات السّلام».
أما السياسة فحضرت بامتياز من خلال كلمات المكرّمين. وكما حال الممثلين طلال الجردي وإيلي متري، كذلك تلوّنت كلمات نجوم سوريين بآرائهم عن «سوريا الحرّة». ولم يخلُ الحفل من «تلطيشات» مباشرة لفنانين سوريين لم يلبّوا الدعوة لتكريمهم. ففتحت الإعلامية هالة المر النار على كل من سلافة معمار ومحمود نصر أثناء تسليمها جائزة الفنان السوري خالد شباط، وتوجّهت إليهما بالقول: «أنتما الخاسران بالنهاية».
ولوحظ دعم منظمَي الحفل الطبيبين فادي وزاهي الحلو لمواهب فنية شابة، شملت فلسطين من خلال المغنية إيمان منصور. ومن سوريا اختارا الممثل خالد شباط والمغني «الشامي». ومن لبنان حيث كانت الحصة الكبرى التي توزعت على ماريلين نعمان، ومدرب الرقص شارل مكريس، والمنتج المنفِّذ رالف معتوق، والموسيقي بسّام شليطا، والمغني الصاعد فادي فتّال.
افتُتح الحفل بلوحة غنائية تصدّرتها فاديا طنب، لينضم إليها مجموعة من الفنانين لينشدوا معاً: «we are the world». ومن ثَمّ ألقى منظما الحفل كلمة مختصرة رحّبا فيها بالحضور. وشدّدا على أهمية إقامة الحفل تحت عنوان: «اشفِ جراح العالم بالفن والموسيقى».
وكان قد سبق موعد افتتاح سهرة الحفل المرور على السجادة الحمراء. وبرزت فيها أسماءُ مصممي أزياء لبنانيين اختارتهم نجمات توافدن إلى الحفل؛ من بينهن ورد الخال، وناقدة الأزياء هاديا سنّو. فتألقن بتصاميم لـ«قزّي وقسطا»، وجان لوي صبجي، ورامي سلمون، وأنطوان القارح، وغيرهم.
«موريكس دور» يكرّم الإبداع الفني
وبمجموعة من الجوائز التكريمية عن الإبداع في التمثيل والمشوار الغنائي والنجاح الجماهيريّ، استُهلّ الحفل. وتسلّمتها كلٌّ من: جوليا قصار عن دورها في مسلسل «عرّابة بيروت»، وسُميّة بعلبكي عن مشوارها الغنائي. وكذلك وسام حنا عن النجاح الجماهيري الذي حققه في برنامج «أكرم من مين» في موسم رمضان الماضي. وممّن حصدوا هذه الجائزة التكريمية، الفنان ملحم زين عن فئة «الصوت اللبناني المميز»، والمنتج جمال سنان عن أفضل مسلسل لبناني مشترك «ع أمل».
وبعدها كرّت سبحة الجوائز الفنية لمغنين وممثلين لبنانيين وعرب. فحصدها الفنان العراقي سيف نبيل عن فئة «نجم الغناء العربي». وماغي بوغصن بوصفها أفضل ممثلة لبنانية في دورٍ أول عن مسلسل «ع أمل». في حين حصدت الفنانة عبير نعمة جائزة «موريكس دور» عن فئة «نجمة الغناء اللبنانية». وغنّت نعمة على المسرح «بصراحة» التي تفاعل معها الحضور في صالة «السفراء» بـ«كازينو لبنان» حيث استُضيف الحفل.
ومن الجوائز التي خُصّصت لنجمات من مصر تلك التكريمية التي أعلنت كلاً من: يسرا، وإلهام شاهين، وصفية العمري، سفيرات سلام. وأطلّت الأولى في مقطع مصوّر تعتذر عن عدم تسلمها هذه الدرع مباشرة لارتباطها بأعمال في مصر. في حين وقفت كلٌّ من إلهام شاهين وصفية العمري على المسرح لتتسلّما درعَي التكريم.
وسقط قناع باميلا الكيك
طيلة مجريات الحفل لفت الحضور نجمة لبنانية تضع قناعاً برّاقاً على وجهها. وتَنافس أهل الصحافة والإعلام لمعرفة شخصيتها. وصبّت معظم التخمينات على بطلة مسلسل «كريستال» باميلا الكيك. كما ركّزت كاميرا مخرج الحفل شربل يوسف على حضورها منذ اللحظات الأولى. فتصدّرت صورتها الشاشات العملاقة الموزعة في الصالة. وبقيت تُخفي ملامحها إلى حين اعتلائها المسرح لتسلّم جائزتها التكريمية. فخلعت القناع عن وجهها ليتبين أنها باميلا الكيك. وتسلّمت جائزة «أفضل ممثلة لبنانية بالدراما العربية المشتركة».
وحصدت السينما اللبنانية من خلال المخرج كارلوس شاهين جائزة «أفضل فيلم لبناني» عن شريطه السينمائي «أرض الوهم»، وتسلّمها بطل الفيلم الممثل طلال الجردي لوجود شاهين في باريس.
وليد توفيق ومايا دياب أبرز المكرّمين من عالم الغناء
حصد الفنان وليد توفيق جائزة «موريكس دور» لمشواره الفني، وعمره 50 عاماً من النجاح. وتفاعل معه الحضور بشكل لافت عندما قدّم «كوكتيل» من أغنياته المعروفة.
وشكّلت إطلالة الفنانة مايا دياب بفستانين، محطّ أنظار الحضور؛ إذ ارتدت الأسود وهي تمرّ على السجادة الحمراء. في حين اعتلت المسرح لتتسلم جائزتها بالأبيض. وعَكْسَ زملائها من الفنانين، استبقت لحظة التكريم بوصلة غنائية. وحازت جائزة «أفضل مغنية بوب ستار» في لبنان.
ولم ينسَ منظمو الحفل تقديم لفتة تكريمية لنجوم إعلام ودراما لبنانيين وعرب وأجانب رحلوا في عام 2024. وبشريط مصوّرٍ وسريعٍ استُذكر الرّاحلون: فادي إبراهيم، وسمير شمص، وفؤاد شرف الدين، وكميل منسى، وحسن يوسف، وألان ديلون، وغيرهم.
الأوائل في الدراما والغناء
وعن فئة أفضل مخرج لبناني لكليب غنائي، حصد جائزة «موريكس دور» شربل يوسف، وذلك عن أغنية ماجدة الرومي «عندما ترجع بيروت».
بدورها، نالت الممثلة المصرية مي عمر جائزة «أفضل ممثلة دراما مصرية» عن دورها في المسلسل الرمضاني «نعمة الأفوكاتو»، وبالتالي نال زوجها محمد سامي جائزة أفضل مخرج مصري عن المسلسل نفسه.
وحصد كلٌّ من الكاتبة نادين جابر، والمخرج فيليب أسمر، جائزتين تكريميتين. فأُعلنت الأولى بوصفها «أفضل كاتبة سيناريو» عن مسلسل «ع أمل»، في حين كُرّم الثاني على إخراجه لمسلسلَي «عرابة بيروت» و«024».
واستُقبل الممثل عمّار شلق بتصفيقٍ حارٍّ إثر تسلّمه جائزة «أفضل ممثل لبناني - دور أول» عن شخصيتَيه في مسلسلَي «ع أمل»، و«عرابة بيروت».
ومن المغنين الشباب الذين كُرّموا بجوائز «موريكس دور»، اللبناني جورج نعمة، والسوري صاحب اللقب الفني «الشامي». كما حازت الممثلة ميرفا القاضي جائزة «التميّز بتجسيد شخصية الراحلة داليدا».
وقدّمت وصلات غنائية من استعراضها الفني الذي كَرّمت فيه هذه الشخصية وتقمصتها غناءً ورقصاً في عرضٍ فنيٍّ حمل اسم «داليدا». وألقت كلمة تحدّثت فيها عن حبها وإعجابها بشخصية الراحلة، وأنها حقّقت حلمها من خلال تقديمها هذا العرض، وشخصية الفنانة الراحلة.