ليلة الـ«إيمي»... Succession نافسَ نفسَه وفاز بالغالبيّة الساحقة

الجوائز التلفزيونية الأميركية كرّمت القديم والجديد في احتفاليّة لم تخلُ من دموع الحزن والفرح

TT

ليلة الـ«إيمي»... Succession نافسَ نفسَه وفاز بالغالبيّة الساحقة

فريق مسلسل Succession محتفلاً بفوزه الكبير في ليلة ال"إيمي" (رويترز)
فريق مسلسل Succession محتفلاً بفوزه الكبير في ليلة ال"إيمي" (رويترز)

بعد تأجيلٍ استمرّ 4 أشهر بسبب إضراب الكتّاب والممثلين في هوليوود، اجتمع شمل نجوم التلفزيون في مسرح "بيكوك" (Peacock) في لوس أنجلس الأميركية للاحتفاء بالنسخة ال75 من جوائز "إيمي".

الاحتفالية التي استمرت 3 ساعات وقدّمها الممثل الأميركي أنطوني أندرسون بالتعاون مع والدته، أفردت مساحة كبرى للنوستالجيا، فقدّمت التحيّة إلى نجومٍ غادروا هذا العالم، وإلى مسلسلاتٍ بارزة غابت عن الشاشة. أما التركيز الأكبر فكان بطبيعة الحال، على الأعمال التلفزيونية التي طبعت شاشة العام الماضي، وتحديداً تلك التي عُرضت ما بين يونيو (حزيران) 2022 ومايو (أيار) 2023.

مسرح بيكوك في لوس أنجليس الذي استضاف النسخة 75 من جوائز إيمي (إ.ب.أ)

كبار الفائزين

بجوائزَ بالجُملة، متوقَّعة إنما مستحَقّة، جاءت الصدارة لكلٍ من “Succession” عن فئة الدراما، و”The Bear” عن فئة الكوميديا، و”Beef” عن فئة المسلسلات القصيرة، وقد حصد كلٌ من تلك الأعمال العدد الأكبر من جوائز "إيمي".

كما سبق أن أشارت الترشيحات التي نالها، حصد الموسم الرابع والأخير من مسلسل “Succession” (الخلافة)، 6 جوائز من أصل 27 ترشيحاً عن فئة الدراما. جاء هذا الإجماع على العمل الذي تعرضه منصة HBO، بمثابة تكريمٍ له بعد 4 مواسم من النجاح التلفزيوني المنقطع النظير.

ودّع نجوم “Succession” جمهورَهم رافعين جوائز ال"إيمي" عن فئات: أفضل مسلسل درامي، أفضل ممثلة بدور رئيسي (ساره سنوك)، أفضل ممثل بدور رئيسي (كيران كالكن)، أفضل ممثل بدور مساعد (ماثيو ماك فايدن)، أفضل سيناريو (جيسي أرمسترونغ)، وأفضل إخراج (مارك ميلود).

وفيما أهدت سنوك جائزتها إلى ابنتها التي كانت حاملاً بها خلال التصوير، وجّه كالكن جزءاً من خطاب الفوز إلى زوجته مطالباً إياها بطفلٍ ثالث. أما الكاتب أرمسترونغ فقد خصّ الممثّل المخضرم براين كوكس بلفتةٍ قائلاً إن المسلسل دار حوله، حتى بعد وفاة شخصيته "لوغان روي" في الموسم الأخير.

الممثلان كيران كالكن وسارة سنوك مع جائزتَي أفضل تمثيل عن فئة الدراما (رويترز)

أما عن فئة الأعمال الكوميدية، فقد كانت الحصة الأكبر من الجوائز من نصيب “The Bear” (الدبّ). وقد تعادل الموسم الثاني من المسلسل مع “Succession”، حاصداً 6 جوائز هي: أفضل مسلسل كوميدي، إلى جانب جوائز أفضل ممثل بدور رئيسي لجيريمي ألان وايت، وأفضل ممثل بدور مساعد لإيبون موس باكراك، وأفضل ممثلة بدور مساعد لآيو إديبيري، وأفضل سيناريو وإخراج لمسلسل كوميدي.

الدراما العائلية التي تدور أحداثها في مطبخ مطعمٍ مغمور، نالت إعجاب النقّاد والمشاهدين على حدٍ سواء. وللغاية، قررت منصة “FX” تجديد المسلسل لموسمٍ ثالث يُعرض في وقت لاحق من هذه السنة.

فريق عمل مسلسل The Bear الذي حصد غالبية الجوائز عن فئة الكوميديا (أ.ف.ب)

بالانتقال إلى فئة المسلسلات القصيرة، وعلى غرار ما حصل في حفل جوائز ال"غولدن غلوب"، فقد تكرّر الإجماع على “Beef” (شكوى) الذي عرضته منصة "نتفليكس". إلى جانب فوزه ب"إيمي" أفضل مسلسل عن فئته، مُنحت كذلك جائزتا أفضل تمثيل لبطلَيه ستيفن يون وآلي وونغ. كما حصل المسلسل على جائزتَي أفضل سيناريو وإخراج، ليحلّ بذلك ثانياً بعد “Succession” و”The Bear” على مستوى عدد الجوائز.

تبلّل خطاب الممثلة الكورية – الأميركية وونغ بالدموع، تحديداً في اللحظة التي أهدت فيها الجائزة إلى ابنتَيها. أما زميلها يون فلم يبدُ أقلّ تأثراً، إذ شكر شخصية "داني" التي أدّاها في المسلسل قائلاً: "شكراً داني لأنك علّمتني أنّ إطلاق الأحكام على الناس وتعييرهم هو أشبَه بمكان ملؤه الوحدة، أما التعاطف مع الآخرين فهو المكان الذي يمكن أن نلتقي فيه جميعاً".

جوائز بالجملة للمسلسل القصير Beef الذي عرضته نتفليكس (إ.ب.أ)

مسلسلاتٌ أقلّ إجماعاً

رغم شعبيته الواسعة التي استدعت تجديده لموسمٍ ثانٍ، إلا أنّ “The Last of Us” (آخرُنا) اكتفى بجائزتَين عن فئتَي أفضل ممثلَين ضيفَين لكلٍ من ستورم ريد ونيك أوفرمان.

أما محبوبة الجماهير الأميركية الممثلة جنيفر كوليدج، فقد نالت جائزة أفضل ممثلة بدور مساعد ضمن فئة الدراما، عن دورها في مسلسل “The White Lotus” (زهرة اللوتس البيضاء).

الممثلة الأميركية جنيفر كوليدج وجائزة أفضل ممثلة بدور مساعد عن فئة الدراما (أ.ب)

بتأثّر كبير، تسلّمت الممثلة الشابة كوينتا برنسون "إيمي" أفضل أداء ضمن فئة الكوميديا، عن دورها في مسلسل “Abbott Elementary” (مدرسة أبوت الابتدائية).

وضمن باقي الفئات، فازت جوديث لايت بجائزة أفضل ممثلة ضيفة في الكوميديا عن إطلالتها ضمن “Poker Face” (وجه بلا تعبيرات). وعن الفئة ذاتها، فاز سام ريتشاردسون عن دوره في مسلسل “Ted Lasso” (تيد لاسو).

غلبت الدموع الممثلة كوينتا برنسون خلال استلامها جائزة أفضل ممثلة في مسلسل كوميدي (رويترز)

عن فئة الدور المساعد في مسلسل قصير، فاز كل من بول والتر هاوزر عن دوره في "Black Bird" (طير أسود)، ونيسي ناش بيتس عن مسلسل "وحش: قصة جيفري دامر". ولم يخلُ خطاب بيتس من التلميحات، إذ قالت إنها ترفع جائزتها نيابةً عن "النساء السوداوات اللواتي لم يسمعهنّ أحد وواجهن فائضاً من القمع".

نيسي ناش بيتس فازت بأفضل أداء ضمن عمل تلفزيوني قصير في مسلسل «دامر» (إ.ب.أ)

مزيدٌ من النوستالجيا والدموع

شهدت ليلة ال"إيمي" تكريم الفنان العالمي إلتون جون بجائزة أفضل عرض غنائي مباشر، عن جولته الموسيقية الوداعية في استاد دودجر في لوس أنجلس. ورغم غياب جون عن الحفل، إلا أنه نال تصفيقاً طويلاً من الحضور. وبهذه الجائزة، يكون جون قد جمع مجد الجوائز الفنية العالمية من أطرافها، هو الذي بات في حوزته "إيمي"، و"غرامي"، و"أوسكار"، و"توني".

ومن بين اللحظات الموسيقية المؤثّرة خلال الحفل، المقطع الغنائي الذي قدّمه تشارلي بوث، حيث أدّى شارة مسلسل "Friends" (فريندز)، في تحيّة إلى الممثل الراحل ماثيو بيري.

متّكئةً على عصاها، أطلّت الممثلة كريستينا آبلغيت على مسرح "إيمي" بعد أن كانت قد أعلنت اعتزالها جرّاء إصابتها بمرض التصلّب المتعدّد. لاقاها الجمهور بدقائق طويلة من التصفيق وقوفاً، أما هي فبادلتهم التحيّة بالمزاح، قبل أن تقدّم جائزة أفضل ممثلة كوميدية بدور مساعد.

الممثلة المعتزلة بداعي المرض كريستينا آبلغيت برفقة مقدّم الحفل أنطوني أندرسون (رويترز)

في يوبيلها الماسيّ، استرجعت احتفاليّة ال"إيمي" لحظات تلفزيونية خالدة من خلال دعوة مجموعة كبيرة من ممثّلي اشهر المسلسلات، مثل "Grey’s Anatomy"، و”The Sopranos”، و”Ally McBeal”، وغيرها.


مقالات ذات صلة

زافين قيومجيان في برنامج «شو قولك» ينقل رؤية جيل الغد

يوميات الشرق برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)

زافين قيومجيان في برنامج «شو قولك» ينقل رؤية جيل الغد

«يهدف البرنامج إلى خلق مساحة حوار مريحة للشباب. ومهمتي أن أدير هذا الحوار بعيداً عن التوتر. فلا نلهث وراء الـ(تريند)».

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق «البلوغر» والمذيعة المصرية داليا فؤاد بقبضة الشرطة (صفحتها في «فيسبوك»)

توقيف «بلوغر» مصرية لحيازتها مخدرات يجدّد أزمات صانعات المحتوى

جدَّدت واقعة توقيف «بلوغر» أزمات صانعات المحتوى في مصر، وتصدَّرت أنباء القبض على داليا فؤاد «التريند» عبر «غوغل» و«إكس».

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل كيليان مورفي يعود إلى شخصية تومي شلبي في فيلم «The Immortal Man» (نتفليكس)

عصابة آل شلبي عائدة... من باب السينما هذه المرة

يعود المسلسل المحبوب «Peaky Blinders» بعد 6 مواسم ناجحة، إنما هذه المرة على هيئة فيلم من بطولة كيليان مورفي المعروف بشخصية تومي شلبي.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق جود السفياني (الشرق الأوسط)

جود السفياني... نجمة سعودية صاعدة تثبّت خطواتها في «خريف القلب»

على الرغم من أن الممثلة جود السفياني ما زالت في بداية العقد الثاني من عمرها، فإنها استطاعت أن تلفت الأنظار إليها من خلال مسلسلات محليّة حققت نسب مشاهدة عالية.

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق تضم المنطقة المتكاملة 7 مباني استوديوهات على مساحة 10.500 متر مربع (تصوير: تركي العقيلي)

الرياض تحتضن أكبر وأحدث استوديوهات الإنتاج في الشرق الأوسط

بحضور نخبة من فناني ومنتجي العالم العربي، افتتحت الاستوديوهات التي بنيت في فترة قياسية قصيرة تقدر بـ120 يوماً، كواحدة من أكبر وأحدث الاستوديوهات للإنتاج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
TT

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)

كشفت دراسة أميركية عن استراتيجية بديلة تلجأ إليها الخفافيش عندما تفقد قدرتها على السمع، وهي حاسة أساسية تستخدمها للتوجيه عبر تقنية الصدى الصوتي.

وأوضح الباحثون من جامعة جونز هوبكنز أن النتائج تثير تساؤلات في إمكانية وجود استجابات مشابهة لدى البشر أو الحيوانات الأخرى، مما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات المستقبلية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Current Biology).

وتعتمد الخفافيش بشكل أساسي على حاسة السمع للتنقل والتواصل عبر نظام تحديد المواقع بالصدى (Echolocation)، إذ تُصدر إشارات صوتية عالية التّردد وتستمع إلى صدى ارتدادها عن الأشياء المحيطة لتحديد موقعها واتجاهها. وتعد هذه القدرة إحدى الحواس الأساسية لها.

وشملت الدراسة تدريب الخفافيش على الطيران في مسار محدد للحصول على مكافأة، ومن ثم تكرار التجربة بعد تعطيل مسار سمعي مهمٍّ في الدماغ باستخدام تقنية قابلة للعكس لمدة 90 دقيقة.

وعلى الرغم من تعطيل السمع، تمكنت الخفافيش من إتمام المسار، لكنها واجهت بعض الصعوبات مثل التصادم بالأشياء.

وأوضح الفريق البحثي أن الخفافيش تكيفت بسرعة بتغيير مسار طيرانها وزيادة عدد وطول إشاراتها الصوتية، مما عزّز قوة الإشارات الصدوية التي تعتمد عليها. كما وسّعت الخفافيش نطاق الترددات الصوتية لهذه الإشارات، وهي استجابة عادةً ما تحدث للتعويض عن الضوضاء الخارجية، لكنها في هذه الحالة كانت لمعالجة نقص داخلي في الدماغ.

وأظهرت النتائج أن هذه الاستجابات لم تكن مكتسبة، بل كانت فطرية ومبرمجة في دوائر الدماغ العصبية للخفافيش.

وأشار الباحثون إلى أن هذه المرونة «المذهلة» قد تعكس وجود مسارات غير معروفة مسبقاً تعزّز معالجة السمع في الدماغ.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة، الدكتورة سينثيا موس، من جامعة جونز هوبكنز: «هذا السلوك التكيفي المذهل يعكس مدى مرونة دماغ الخفافيش في مواجهة التحديات».

وأضافت عبر موقع الجامعة، أن النتائج قد تفتح آفاقاً جديدة لفهم استجابات البشر والحيوانات الأخرى لفقدان السمع أو ضعف الإدراك الحسي.

ويخطط الفريق لإجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة مدى تطبيق هذه النتائج على الحيوانات الأخرى والبشر، واستكشاف احتمال وجود مسارات سمعية غير معروفة في الدماغ يمكن أن تُستخدم في تطوير علاجات مبتكرة لمشكلات السمع لدى البشر.