صناع «جولة أخيرة» ينفون اقتباس المسلسل من أعمال أجنبية

تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» عن كواليس تصوير العمل في لبنان

السقا مع أسماء أبو اليزيد في لقطة من برومو المسلسل (الشركة المنتجة)
السقا مع أسماء أبو اليزيد في لقطة من برومو المسلسل (الشركة المنتجة)
TT

صناع «جولة أخيرة» ينفون اقتباس المسلسل من أعمال أجنبية

السقا مع أسماء أبو اليزيد في لقطة من برومو المسلسل (الشركة المنتجة)
السقا مع أسماء أبو اليزيد في لقطة من برومو المسلسل (الشركة المنتجة)

أثار البرومو الدعائي لمسلسل «جولة أخيرة» اهتمام الجمهور بالعمل الذي يدور في أجواء من الحركة التي يتميز بها بطل المسلسل النجم المصري أحمد السقا.

وأعلن صناع مسلسل «جولة أخيرة»، عن عرضه عبر إحدى المنصات يوم 25 يناير (كانون الثاني) الجاري، وتدور أحداثه حول «يحيى» الذي ابتعد فترة عن ممارسة فنون الرياضة المختلفة «MMA»، لكن مدربه القديم يظهر في حياته محاولاً إقناعه للعودة مجدداً رغم معارضة ابنته.

«جولة أخيرة» بطولة أحمد السقا، وأشرف عبد الباقي، وأسماء أبو اليزيد، ورشدي الشامي، وسحر رامي، وتأليف أحمد ندا، وإخراج مريم أحمدي.

الفنان أحمد السقا على البوستر الدعائي للعمل (الشركة المنتجة)

ويحكي المؤلف أحمد ندا كواليس خروج العمل للنور قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «في البداية تواصلت معي المخرجة وطلبت أن نتعاون في تقديم عمل فني رياضي للسقا»، وأشار ندا إلى أنه يعد «متابعاً جيداً لكل تفاصيل رياضة mma التي بدأت تنتشر في مصر بشكل واسع في السنوات الأخيرة».

ولفت إلى أن الدراما «تسلط الضوء على جوانب خفية لكل الموضوعات لكنها لا تشجع الناس على الإقدام لفعل شيء سلبي، لا سيما أن رياضة mma عنيفة بالفعل لكن تحكمها قواعد وقوانين وعقوبات حال تجاوزها».

وكشف ندا أن 70 في المائة من تصوير العمل تم في لبنان، مؤكداً أن «السقا سيظهر بشكل مختلف من ناحية الأكشن بجانب الجهد الدرامي الذي بذله».

ونفى مؤلف العمل اقتباس أحداث المسلسل الجديد من فيلمي «محارب» الأميركي، و«الأخوة» الهندي، وقال إن «هذه الاتهامات تعد استباقاً للأحداث»، مضيفاً: «هل يعقل الحكم على مسلسل من 9 حلقات بمجرد رؤية برومو دعائي لا يتعدى دقيقة؟!».

وعن الربط بين مسلسل «وزن الريشة»، الذي أعلن عن تقديمه العام الماضي من بطولة أحمد السقا أيضاً، بمسلسل «جولة أخيرة»، أكد ندا أن ما يشاع حول هذا الأمر لا أساس له من الصحة، فكل منهما عمل منفصل عن الآخر.

المخرجة المصرية مريم أحمدي (الشرق الأوسط)

من جانبها، قالت المخرجة مريم أحمدي إن مسلسل «جولة أخيرة» بدأ بالتنسيق مع شركة الإنتاج من أجل التعاون مع الفنان أحمد السقا في عمل فني رياضي، لا سيما أن أعمال المنصات أصبحت تتنوع ما بين الدراما أو الكوميدي، ونادراً ما نجد أعمالاً فنية رياضية، مؤكدة أنها كانت تحضر لمسلسل بعنوان «وزن الريشة»، لكنه تأجل لضيق الوقت، مشيرة إلى أنه من الوارد تقديم مسلسل «وزن الريشة» أيضاً خلال الفترة المقبلة.

وتضيف أحمدي لـ«الشرق الأوسط» أن تصنيف نوعية «جولة أخيرة» أكشن وإثارة فقط ليس صحيحاً: «المسلسل (ناعم)، عبارة عن توليفة اجتماعية إنسانية»، مؤكدة أن «الناس سترى مفاجآت كثيرة على مدار حلقات العمل».

وتوضح أحمدي أنها تخيلت شكل الشخصيات قبل اختيار الممثلين، وأن العمل عليها أخد وقتاً كبيراً للخروج بهذا الشكل بداية من مناقشات الطاولة مروراً بشكلها، خصوصاً أنها غنية ومتنوعة على المستوى الإنساني، وتؤكد أحمدي أن «العمل خطوة جديدة وجريئة لكل المشاركين به خصوصاً السقا وأشرف عبد الباقي، لا سيما بعد ظهور الأخير عبر البرومو الترويجي بشكل مغاير لما اعتاد عليه الناس»، مشيرة إلى أنه «سيقدم بعض اللقطات الخفيفة العابرة لكنها ليست كوميدية».

وكشفت المخرجة المصرية أن السقا قدم ما يقرب من 99 في المائة من مشاهد الأكشن من دون الاستعانة ببديل وقت التصوير، موضحة أن بديله قدم 4 مشاهد فقط، وهو ما دعاها لإطلاق لقب «مجنون التمثيل» على السقا؛ لحرصه على الإلمام بكل التفاصيل بدقة ورفضه الاستعانة بـ«دوبلير» رغم تعرضه لأزمة صحية حادة واستئصال المرارة قبل بداية التصوير بفترة قصيرة، بالإضافة لإجراء عدة جراحات أثناء التصوير.

أشرف عبد الباقي في لقطة من العمل (الشركة المنتجة)

ونوهت أحمدي بأن السقا كان يرفض التوقف أو التأجيل رغم تعرضه للإجهاد، وعلى النقيض تماماً كان «الفايتر» الحقيقي يشعر بالتعب من ساعات التصوير الطويلة، ولفتت أحمدي إلى أنهم «استعانوا بفريق متخصص في تنسيق بعض المشاهد الخاصة بالرياضة من جنوب أفريقيا ونيجيريا».

وتؤكد أحمدي أن السقا رغم نجوميته لم يتدخل في عملها مطلقاً، ولم تكن له متطلبات «خرافية»، والتجربة معه كانت ممتعة، وتدخله كان فكراً وطرحاً وليس فرض رأي. وتشير إلى «أن المشاركة النسائية كانت هي الاختيارات الأولى وأنها سعيدة بعودة الفنانة سحر رامي التي تجسد شخصية سيدة تدعى (سعدة)».


مقالات ذات صلة

«إقامة جبرية» يراهن على جاذبية «دراما الجريمة»

يوميات الشرق هنا الزاهد بطلة المسلسل (الشركة المنتجة)

«إقامة جبرية» يراهن على جاذبية «دراما الجريمة»

يراهن صناع مسلسل «إقامة جبرية» على جاذبية دراما الجريمة والغموض لتحقيق مشاهدات مرتفعة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق خالد النبوي ويسرا اللوزي مع المخرج أحمد خالد خلال التصوير (الشركة المنتجة)

خالد النبوي يعوّل على غموض أحداث «سراب»

يؤدي خالد النبوي في مسلسل «سراب» شخصية «طارق حسيب» الذي يتمتّع بحاسّة تجعله يتوقع الأحداث قبل تحققها.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق أحمد زكي مجسداً شخصية عبد الحليم حافظ (يوتيوب)

دراما السيرة الذاتية للمشاهير حق عام أم خاص؟

تصبح المهمة أسهل حين تكتب شخصية مشهورة مذكراتها قبل وفاتها، وهذا ما حدث في فيلم «أيام السادات» الذي كتب السيناريو له من واقع مذكراته الكاتب الراحل أحمد بهجت.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق أحمد مكي يقدم شخصية «شمس الغاوي» في رمضان 2025 (حسابه بموقع فيسبوك)

«الغاوي» رهان أحمد مكي الجديد في الدراما الرمضانية

يراهن الفنان المصري أحمد مكي على خوض ماراثون «الدراما الرمضانية» المقبل بمسلسل «الغاوي» الذي يشهد ظهوره بشخصية مختلفة عما اعتاد تقديمه من قبل.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق تخرج أمل بوشوشة من ذلك الصندوق الذي يصوّر الحياة بحجم أصغر (حسابها في «فيسبوك»)

أمل بوشوشة... «شوطٌ كبير» نحو الذات

تعلم أمل بوشوشة أنّ المهنة قد تبدو جاحدة أسوة بمجالات تتعدَّد؛ ولا تنتظر دائماً ما يُشبع الأعماق. أتاح «المهرّج» مساحة لعب أوسع. منحها إحساساً بالخروج من نفسها.

فاطمة عبد الله (بيروت)

«مخبأ» و«حكايات سميرة»... قصص حياة على الخشبة

المخرج شادي الهبر (شادي الهبر)
المخرج شادي الهبر (شادي الهبر)
TT

«مخبأ» و«حكايات سميرة»... قصص حياة على الخشبة

المخرج شادي الهبر (شادي الهبر)
المخرج شادي الهبر (شادي الهبر)

كان من المقرر أن يحتفل «مسرح شغل بيت» بذكرى تأسيسه الثامنة في سبتمبر (أيلول) الماضي، بيد أن اندلاع الحرب في لبنان حال دون إقامة الحفل، فأُلغيت البرمجة التي كانت مقررة حتى إشعار آخر.

ممثلون هواة تابعون لـ«مسرح شغل بيت» (شادي الهبر)

اليوم يستعيد «مسرح شغل بيت» نشاطاته الثقافية ويستهلها بمسرحيتي «مخبأ» و«حكايات سميرة». ويعلّق مخرجهما شادي الهبر لـ«الشرق الأوسط»: «كانتا من ضمن نشاطات روزنامة الاحتفال بسنتنا الثامنة، فقررنا نقلهما إلى الشهر الحالي، ونعرضهما على التوالي في (مسرح مونو) خلال 16 و17 و18 و19 يناير (كانون الثاني) الحالي». لكل مسرحية عرضان فقط، تشارك فيهما مواهب تمثيلية جديدة متخرّجة من ورش عمل ينظمها «مسرح شغل بيت». ويوضح الهبر: «الهدف من هاتين المسرحيتين هو إعطاء الفرص لطلابنا. فهم يتابعون ورش عمل على مدى سنتين متتاليتين. ومن هذا المُنطلق كتب هؤلاء نص العملين من خلال تجارب حياة عاشوها. وما سنراه في المسرحيتين هو نتاج كل ما تعلّموه في تلك الورش».

* «مخبأ»: البوح متاح للرجال والنساء

تُعدّ المسرحية مساحة آمنة اختارتها مجموعة من النساء والرجال للبوح بمكنوناتهم. فلجأوا إلى مخبأ يتيح لهم التّعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بحرية. وفي هذا المكان الصغير بمساحته والواسع بأجوائه تجري أحداث العمل. ويشارك فيه 4 نساء و4 رجال. وتتراوح أعمارهم ما بين 20 و65 عاماً. وقد كتب محتوى النص كل واحد منهم انطلاقاً من تجاربه الحياتية. ويعلّق شادي الهبر: «إنها تجارب تنبع من واقع يشبه في موضوعاته وظروفه ما عاشه ناس كثر. وقد طلبت من عيسى بيلون أحد الممثلين فيها أن يضع لها التوليفة المناسبة. وخرج بفكرة محورها المخبأ. فحملت المسرحية هذا الاسم للإشارة إلى مشاعر نخبئها في أعماقنا».

يشارك في هذا العمل إيرما مجدلاني وكريستين مطر ومحمد علي بيلوني وغيرهم. وتتناول موضوعات اجتماعية مختلفة، من بينها ما يتعلّق بالعُقم والقلق والعمل بمهنة غير مرغوب بها. كما تطلّ على موضوع الحرب التي عاشها لبنان مؤخراً. فتحكي قصة شاب لبناني تعرّض منزله في الضاحية للقصف، فيقف أمام ما تبقّى منه ليتحدث عن ذكرياته.

مسرحية «مخبأ» تحكي عن مساحة أمان يتوق لها الناس (شادي الهبر)

ويتابع شادي الهبر: «تحمل المسرحية معاني كثيرة، لا سيما المتعلقة بما نخفيه عمّن هم حولنا، وأحياناً عن أنفسنا محاولين غضّ الطّرف عن مشاعر ومواقف تؤلمنا. فتكشف عن أحداث مرّ بها كلٌّ من الممثلين الثمانية، وتكون بمثابة أسرار يبوحون بها لأول مرة في هذا المكان (المخبأ). ويأتي المسرح كجلسة علاج تداوي الجراح وتبلسمها».

* «حكايات سميرة»: علاقات اجتماعية تحت المجهر

في المسرحية التي تُعرض خلال 18 و19 يناير على «خشبة مونو»، يلتقي الحضور بالممثلة لين جمّال بطلتها الرئيسة. فهي تملك كمية هائلة من القصص التي تحدث في منزلها. فتدعو الحضور بصورة غير مباشرة لمعايشتها بدورهم. وتُدخلهم إلى أفكارها الدفينة في عقلها الذي يعجّ بزحمة قصصٍ اختبرتها.

ويشارك في «حكايات سميرة» مجموعة كبيرة من الممثلين ليجسّدوا بطولة حكايات سميرة الخيالية. ومن الموضوعات التي تتناولها المسرحية سنّ الأربعين والصراعات التي يعيشها صاحبها. وكذلك تحكي عن علاقات الحماة والكنّة والعروس الشابة. فتفتح باب التحدث عن موروثات وتقاليد تتقيّد بها النساء. كما يطرح العمل قضية التحرّش عند الرجال ومدى تأثيره على شخصيتهم.

مسرحية «حكايات سميرة» عن العلاقات الاجتماعية (شادي الهبر)

مجموعة قصص صغيرة تلوّن المسرحيتين لتشكّل الحبكة الأساسية للنص المُتّبع فيها. ويشير الهبر إلى أنه اختار هذا الأسلوب كونه ينبع من بنية «مسرح شغل بيت».

ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «مسرحنا قائم على المختبر التمثيلي والتجارب فيه. وأردت أن أعطي الفرصة لأكبر عددٍ ممكن من متابعي ورش العمل فيه. فبذلك يختبرون العمل المسرحي ويُبرزون مواهب حرفية يتحلّون بها. وما حضّني على اتباع الأسلوب القصصي هو اتّسام قصصهم بخبراتهم الشخصية. فيضعونها تحت الضوء ضمن تجربة مسرحية جديدة من نوعها. فأنا من المخرجين المسرحيين الباحثين باستمرار عن التّجدد على الخشبة. لا أخاف الإخفاق فيه لأني أُخزّن الخبرة من أي نتيجة أحصدها».

ويوضح شادي الهبر أنه انطلاقاً من موقعه مُخرجاً يرمي إلى تطوير أي عمل مكتوب يتلقاه من طلّابه. «أطّلع عليه لأهندسه على طريقتي، فأبتعد عن السطحية. كما أرنو من خلال هذا التّطوير لجذب أكبر عدد ممكن من المجتمع اللبناني على اختلاف مشاربه». ويتابع: «وكلما استطعت تمكين هؤلاء الطلاب ووضعهم على الخط المسرحي المطلوب، شعرت بفرح الإضافة إلى خبراتهم».

ويختم الهبر حديثه مشجعاً أيّ هاوي مسرح على ارتياد ورش عمل «مسرح شغل بيت»، «إنها تزوده بخبرة العمل المسرحي، وبفُرص الوقوف على الخشبة، لأنني أتمسك بكل موهبة أكتشفها».