يفتح «مركز سرد الثقافي» أبوابه، مقدماً نفسه نموذجاً مبتكراً يلتقي مع مشهد ثقافي سعودي مزدهر ومتطلع، وينخرط في مهمة لتعزيز البعد الثقافي نمطاً معيشاً في الفضاء العام، وصناعة تجارب إبداعية استثنائية، واحتضان المبدعين، وتنظيم فعاليات فنية وإثرائية من شأنها دعم الفنون والاهتمامات الثقافية لدى المجتمع السعودي.
وقال عبد الله الحضيف، المدير العام للمركز، إن «مركز سرد» ينطلق لبناء مجتمع حيّ يربط الفنانين والموسيقيين وعشاق الأدب في كل المدن السعودية ببعضهم، مشيراً إلى أن الفكرة جاءت انطلاقاً من الطموح لبناء كوادر موهوبة تصنع الفرق في قطاعات ثقافية مختلفة، مثل الموسيقى والسينما والأدب والفنون البصرية.
وينطلق «مركز سرد»، بدعم من «الصندوق الثقافي السعودي»، حاضنةً للموهوبين ولإثراء مجالات الموسيقى والفنون وتعزيز المحتوى الفني، عبر بناء كوادر متميزة تصنع فرقاً نوعياً في جودة مخرجات القطاع الثقافي السعودي، ويستهدف تدريب نحو 2000 موسيقي سنوياً، واستقبال 5 آلاف زائر شهرياً.
تعرّف على سرد..مركزٌ ثقافي للمبدعين ومجتمع للفن والفنانين.@SardCulturalCبدعم من #الصندوق_الثقافي#صوت_الصناع pic.twitter.com/WmoCcunAR4
— الصندوق الثقافي | CDF (@cdf_sa) January 10, 2024
يأتي تدشين «سرد» ضمن برنامج «تحفيز المشاريع الثقافية» بالشراكة مع «برنامج جودة الحياة»، وخُصِّصت له ميزانية إجمالية بلغت 181 مليون ريال سعودي، بهدف توفير الدعم والحوافز المالية غير المسترَدة لمشاريع القطاع الثقافي، حيث موّل «الصندوق» من خلاله 36 مشروعاً ثقافياً تتنوع أنشطتها ومجالاتها في مختلف القطاعات الثقافية الـ16.
وكشف الحضيف أن المشروع واجه تحديات على عدة مستويات، خلال العام الماضي، إلا أن دعم «الصندوق الثقافي» أعاد الأمل للمشروع، ولطموحه في إطلاق العنان للجوهر الثقافي في مدينة الرياض، وخلق مركز ثقافي يتسع للإبداع، ويعزز المواهب المحلية.
ريادة الأعمال الثقافية
ويقود عبد الله بن صالح الحضيف تحدياً جديداً في إطلاق المركز الجديد، ويمثل الحضيف نموذجاً لرائد أعمال متطلع في القطاع الثقافي، اختبر تحديات المجال ونهض بطموحاته من خلال تجربته الثريّة التي قضى فيها نحو عقد تقريباً في مجال ريادة الأعمال الثقافية، منذ أن أطلق أول مشاريعه عام 2016 «أرباب الحرف» في مدينة جدة، الذي وفَّر بقعة مضيئة وسط شحّ الأماكن والإمكانات، ووفد إليه الشباب من أصحاب الهوايات بوصفه ملتقى تلتئم تحت سقفه اهتماماتهم المشتركة، فكانت البداية بمحل صغير في شارع اليمامة بمدينة جدة.
وفي عام 2018، افتتح الحضيف الفرع الثاني لأرباب الحرف في حي البساتين بجدة، ثم في عام 2019 قام بتأسيس 10 بيوت تاريخية في جدة القديمة وتحويلها إلى مراكز ثقافية، تميز كل بيت بهويته الفريدة ولمسته الساحرة، من بينها «بيت زرياب»، و«متحف الحضيف»، و«البيت البوهيمي»، و«بيت الحجاز»، و«بيت الحضيف»، ويجتمع نشاط هذه البيوت حول الثقافة والفن.
وفي عام 2020، توسعت مبادراته لتشمل مشروع «لاثريبو» في المدينة المنورة، وفي عام 2021، أنشأ مركزاً ثقافياً شمال جدة، وفي عام 2022، أطلق منصة «يمام الثقافية» في الرياض بالتعاون مع مكتبة الملك عبد العزيز العامة، ليكون واحداً من رواد الفن والموسيقى المؤثرين في السعودية.
ويشير عبد الله الحضيف إلى أن القطاع الثقافي السعودي مليء بالفرص التي تنتظر رواد الأعمال، والمستثمرين، ويضيف: «تجربتنا في (سرد) تعطي نموذجاً لهذه العلاقة المثمرة بين الطرفين، في خوض هذه التجربة وصناعة الفرق والمساهمة في تلبية احتياجات سوق العمل بالقطاع الثقافي».
«سرد» فضاء حيوي للمبدعين
ويقول عبد الله الحضيف إن «كل فرد في (سرد) يؤمن بأن الفن لغة عالمية تتجاوز الحدود وتلامس القلوب، ونسعى انطلاقاً من هذا الوعي بقيمة وتأثير الفنون، إلى توفير بيئة إبداعية داعمة لكل مَن يرغب في تطوير مهاراته الفنية والتعبير عن ذاته من خلال الفن، وأن يكون (سرد) من بين الوجهات الأولى المفضلة، لكل مَن يبحث عن تحفيز لإبداعه وتطوير مهاراته الفنية، والمساهمة في بناء مجتمع فني مبتكر يجمع بين شتى المواهب ويسهم في تنمية الفن والثقافة وازدهار مجتمع فني متنامٍ يجمع بين الشغف والموهبة».
وترتكز مهمة المركز، بالإضافة إلى تحويل مقره إلى فضاء حيوي لرعاية المبدعين والفنانين، على تقديم دورات وفعاليات فنية عالية الجودة تستهدف مختلف مستويات الفنانين، من المبتدئين إلى المحترفين، كما يسعى لتوفير التوجيه والدعم اللازم لكل فرد ليحقق إمكاناته الكاملة في عالم الفن، وخلق بيئة محفزة وداعمة لكل مَن يرغب في استكشاف وتعزيز مهاراته الفنية، والحث على تقديم أرقى الحفلات الكلاسيكية التي تشمل مختلف ميادين الفن، بهدف تلبية تطلعات كل فرد وتحفيزه على الابتكار والتعبير.