تطوير بكتيريا قادرة على علاج «حَب الشباب»

البكتيريا الجديدة تفرز بروتيناً مهماً لعلاج حب الشباب (جامعة بومبيو فابرا)
البكتيريا الجديدة تفرز بروتيناً مهماً لعلاج حب الشباب (جامعة بومبيو فابرا)
TT

تطوير بكتيريا قادرة على علاج «حَب الشباب»

البكتيريا الجديدة تفرز بروتيناً مهماً لعلاج حب الشباب (جامعة بومبيو فابرا)
البكتيريا الجديدة تفرز بروتيناً مهماً لعلاج حب الشباب (جامعة بومبيو فابرا)

تمكن فريق دولي بقيادة باحثين ​​من جامعة بومبيو فابرا في إسبانيا، من تطوير نوع من بكتيريا الجلد المُعدلة وراثياً، يعمل بكفاءة لإفراز جزيء علاجي مناسب لعلاج أعراض حَب الشباب. وأوضح الباحثون أن هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام توسيع الطريق أمام البكتيريا المُهندسة وراثياً لمعالجة الأمراض الجلدية، ونشرت النتائج، الثلاثاء، بدورية «نيتشر بيوتكنولوجي».

والتعديل الوراثي للبكتيريا يتم عن طريق تغيير جيناتها باستخدام تقنيات الهندسة الوراثية؛ ما يؤدي لتغيير خصائصها البيولوجية وتزويدها بقدرات جديدة، مثل القدرة على إنتاج بروتينات معينة مفيدة للجسم وتساعد في علاج أمراض بعينها.

وحب الشباب هو حالة جلدية شائعة ناجمة عن انسداد أو التهاب البصيلات الشعرية الدهنية. ويمكن أن يختلف مظهرها، بدءاً من الرؤوس البيضاء والسوداء إلى البثرات والعقيدات، خصوصاً على الوجه والجبهة. ورغم أن حَب الشباب أكثر شيوعاً بين المراهقين، فإنه يمكن أن يؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار.

ويتم علاج الحالات الشديدة من حب الشباب بالمضادات الحيوية لقتل البكتيريا التي تعيش في البصيلات، أو بعقار «الإيزوتريتينوين»، وهو أحد مشتقات فيتامين «أ»، الذي يحفز موت الخلايا الدهنية على الجلد. ومع ذلك، يمكن أن تسبب هذه العلاجات آثاراً جانبية خطيرة في حالة المضادات الحيوية مثل كسر التوازن الميكروبيومي للجلد، لأنها لا تقتل البكتيريا بشكل انتقائي، كما يمكن أن تسبب التقشر الشديد للجلد، في حالة العلاج بـ«الإيزوتريتينوين».

وخلال الدراسة الجديدة، نجح الفريق في تحرير جينوم بكتيريا «البروبيونية العدية» (C.acnes) المسببة لحب الشباب، ما ساعد هذه البكتيريا على إفراز وإنتاج بروتين يسمى (NGAL) الذي ثبت أنه يقلل الخلايا الدهنية المُسببة لحب الشباب، على الجلد عن طريق تحفيز موت تلك الخلايا الدهنية، وذلك في دراسة أجريت على الفئران.

من جانبها، قالت الباحثة الرئيسية للدراسة ​​في جامعة بومبيو فابرا الدكتورة ناستاسيا كنودلسيدر: «قمنا بتطوير علاج موضعي بنهج مستهدف، باستخدام ما تمتلكه الطبيعة بالفعل... صممنا بكتيريا تعيش في الجلد وجعلناها تنتج ما تحتاج إليه بشرتنا من بروتينات مهمة». وأضافت عبر موقع الجامعة: «الدراسة تركز على علاج حب الشباب، لكن يمكن توسيع هذا النهج ليشمل أمراضاً جلدية أخرى».

وبالاستراتيجية عينها المستخدمة بالدراسة، أشار الباحثون إلى أنهم سيستمرون في تصميم أشكال أخرى مهندسة وراثياً لبكتيريا «البروبيونية العدية» لمعالجة التهاب الجلد التأتبي أو «الإكزيما»، وهي حالة التهابية جلدية مزمنة تتميز بجفاف الجلد والطفح الجلدي والتهيج الشديد بالجلد، خصوصاً بين الأطفال الصغار. وعبّر الباحثون عن تفاؤلهم بإمكانية تطبيق هذا النهج على البشر، لأن بكتيريا «البروبيونية العدية» غير المعدلة وراثياً قد تم اختبارها بالفعل على جلد المرضى بأمان وفاعلية.


مقالات ذات صلة

أمراض اللثة تفاقم خطر سرطانات الرأس والرقبة

صحتك البكتيريا المسؤولة عن أمراض اللثة تفاقم خطر سرطانات الرأس والرقبة (نيويورك لانغون هيلث)

أمراض اللثة تفاقم خطر سرطانات الرأس والرقبة

كشفت دراسة أميركية أنّ أنواعاً من البكتيريا في الفم قد تفاقم خطر الإصابة بسرطانات الرأس والرقبة بنسبة تصل إلى 50 في المائة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الأميرة البريطانية كيت ميدلتون (رويترز)

بعد معركتها مع السرطان... شقيق كيت ميدلتون يعلّق على حالتها الصحية

بعد أسابيع من إعلان أميرة ويلز أنها أنهت العلاج الكيميائي، أكد جيمس ميدلتون أنها بخير.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أجهزة الاستشعار الورقية الجديدة سريعة وسهلة الاستخدام (جامعة كرانفيلد)

تقنية جديدة تكشف أمراضاً معدية بالصرف الصحي

توصّل باحثون في بريطانيا إلى طريقة لتحديد العلامات البيولوجية للأمراض المعدية في مياه الصرف الصحي باستخدام أجهزة استشعار ورقية بتقنية الأوريغامي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الرضاعة الطبيعية توفر دعماً مناعياً للأطفال (جامعة لوما ليندا)

الفطام المبكر يُفاقم خطر إصابة الرضّع بالربو

كشفت دراسة أميركية أنّ إقدام الأمهات على الفطام المبكر يُفاقم خطر إصابة الأطفال الرضّع بمرض الربو.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق أصابع روبوتية تعيد حاسة اللمس للمصابين بفقدان الإحساس

أصابع روبوتية تعيد حاسة اللمس للمصابين بفقدان الإحساس

تمكن باحثون في جامعة كلية لندن (UCL) من تحقيق اختراق علمي جديد قد يُحدِث تحولاً كبيراً في علاج الأشخاص الذين يعانون فقدان حاسة اللمس، مثل مرضى متلازمة النفق…

«الشرق الأوسط» (لندن)

عيّنات توثّق التاريخ البركاني للجانب البعيد من القمر

رسم توضيحي للمسبار «تشانغ إيه - 5» الصيني (شبكة تلفزيون الصين الدولية)
رسم توضيحي للمسبار «تشانغ إيه - 5» الصيني (شبكة تلفزيون الصين الدولية)
TT

عيّنات توثّق التاريخ البركاني للجانب البعيد من القمر

رسم توضيحي للمسبار «تشانغ إيه - 5» الصيني (شبكة تلفزيون الصين الدولية)
رسم توضيحي للمسبار «تشانغ إيه - 5» الصيني (شبكة تلفزيون الصين الدولية)

أعلن فريق من العلماء الصينيين عن تحليل ودراسة عينات قمرية، جُمعت بواسطة مهمة «تشانغ إيه - 6»، وهي أول عينات تحلَّل من الجانب البعيد للقمر.

وأوضح الباحثون في المرصد الفلكي الوطني التابع للأكاديمية الصينية للعلوم في بكين، أن هذا يُعدّ إنجازاً كبيراً في مجال علوم استكشاف القمر والقدرات التقنية، وقد نُشرت الدراسة، الجمعة، في دورية «National Science Review».

تاريخياً، جُمعت عينات القمر من خلال مهمات عديدة، بما في ذلك 6 مهمات لبرنامج «أبولو» الأميركي، و3 مهمات سوفيتية من مركبة «لونا»، ومهمة «تشانغ إيه - 5» الصينية، وبلغ إجمالي العينات التي جُمعت نحو 382.9812 كيلوجراماً، وقد وفّرت هذه العينات معلومات قيّمة حول تاريخ تكوين القمر وتطوّره.

وتُعدّ العينات القمرية العائدة أساسية لبحوث علم الكواكب؛ إذ توفر بيانات مختبرية رئيسية لربط الملاحظات الاستشعارية المدارية في الواقع الميداني على السطح.

وساهمت هذه العيّنات في تطوير فرضيات، مثل نشأة القمر نتيجة تصادُم كبير مع الأرض البدائية، ومحيط الصهّارة القمرية، والقصف الشديد المتأخّر. وحتى الآن جُمعت هذه العينات من الجانب القريب للقمر، ولم يُكتشَف الجانب البعيد إلا حديثاً.

ولا يمكن لعينات الجانب القريب وحدها، دون جمع عينات كافية من سطح القمر بأكمله، خصوصاً من الجانب البعيد، أن تعكس التنوع الجيولوجي الكامل للقمر، وهذا القصور يعوق فهمنا لنشأة القمر وتطوّره.

وتمكّن علماء الفضاء في الصين من الحصول على عينات الجانب البعيد اللازمة عندما جمعت مهمة «تشانغ إيه - 6» نحو 1935.3 غراماً من العينات القمرية من حوض القطب الجنوبي - آيتكين، في 25 يونيو (حزيران) 2024.

وجُمعت العينات من سطح القمر باستخدام تقنيات الحفر والتجريف، وحلَّل الفريق الخصائص الفيزيائية والمعدنية والبتروغرافية والجيوكيميائية للعينات.

وأظهرت التحليلات أن العينات التي جُمِعت تعكس مزيجاً من المواد «البازلتية المحلية»، والمواد «غير القمرية» الغريبة، وفق نتائج الدراسة.

وتتكوّن شظايا الصخور في عينات «تشانغ إيه - 6» بشكل أساسي من البازلت، والصخور البركانية، والركام، أما المعادن الأساسية للتربة القمرية فهي الفلسبار، والبيروكسين، والإلمينيت، مع وجود ضئيل للأوليفين.

وتتكوّن التربة القمرية في عينات «تشانغ إيه - 6» بشكل رئيسي من خليط من البازلت المحلي والمواد المقذوفة غير البازلتية.

ووفق الباحثين، تُوثق البازلتات المحلية في العينات التاريخَ البركاني للجانب البعيد للقمر، في حين قد توفر الشظايا غير البازلتية رؤى مهمة عن القشرة المرتفعة القمرية، وذوبان تصادُم حوض القطب الجنوبي - آيتكين، وربما الوشاح العميق للقمر، مما يجعل هذه العينات ذات أهمية كبيرة للأبحاث العلمية.

ويعتقد العلماء أن حوض القطب الجنوبي - آيتكين تَشكَّل قبل 4.2 إلى 4.3 مليار سنة خلال فترة ما قبل النكتارية، نسبةً إلى بحر نكتار، أو بحر الرحيق الواقع في الجزء الجنوبي الغربي من الجانب القريب للقمر.