ليلى البياتي لـ«الشرق الأوسط»: بالغناء اكتشفت جذوري

المخرجة والمطربة العراقية حاز فيلمها جائزة «نيتباك» في الجونة

ليلى البياتي (الشرق الأوسط)
ليلى البياتي (الشرق الأوسط)
TT

ليلى البياتي لـ«الشرق الأوسط»: بالغناء اكتشفت جذوري

ليلى البياتي (الشرق الأوسط)
ليلى البياتي (الشرق الأوسط)

في تجربتها الثانية مع الأفلام الطويلة «من عبدول إلى ليلى»، الحائز جائزة «نيتباك» بمهرجان «الجونة» السينمائي، اختارت المغنية والمخرجة الفرنسية (عراقية الأصل) ليلى البياتي أن تبحث عن جذورها من خلال الغناء قائلة لـ«الشرق الأوسط» إنها توجهت للسينما الوثائقية للتعبير عن مشاعر الاغتراب التي تعيشها، فهي ابنة لأب عراقي بعثي أجبر على الغربة في فرنسا لأسباب سياسية.

في بداية الفيلم تطرح المخرجة سؤالاً عن طريق الغناء الذي قالت إنها تفضله عن الكلام، لتنطلق من خلاله في رحلة بعيني فتاة فرنسية بحثاً عن أصولها وجذورها العربية، ولتعلّم اللغة العربية التي لا تجيدها.

تدور الأحداث حول تعرضها لحادث يجعلها تفقد الذاكرة، لتنطلق في سرد تجربة ذاتية شديدة الخصوصية متنقلة بين دول عدّة، تكتشف فيها أصولها التي حرمت منها، بل وتعايش قصصاً وحكايات لأشخاص لم تلتقهم من قبل.

خلال تسلم جائزة مهرجان الجونة (الشرق الأوسط)

وتوضح المخرجة أن فكرة الفيلم جاءتها مع ترجمة والدها كلمات أغاني فيلمها الأول (برقية برلين - إنتاج 2012) للعربية، ما دفعها للتعمق في موضوعات الحرية والمنفى والمصائر، الأمر الذي شجعها على بلورة الفكرة والبدء في تصوير الفيلم من داخل منزلها.

تبدأ ليلى البحث عن جذورها بالحديث مع والدها عبد الله أو «عبدول» داخل منزل عائلتها في الجنوب الفرنسي، لتحكي قصة استخدمت المخرجة الغناء والموسيقى للتعمق فيها، خصوصاً أن والدها الذي تفرغ للعمل السياسي وترك الكتابة منذ نحو 50 عاماً يعود للكتابة والشعر مجدداً.

حكايات كثيرة يفصح عنها الأب لابنته، من بينها حديثه عن الفترة التي سبقت هروبه من العراق، عندما أوقفت السلطات زملاءه نتيجة ثورتهم، وهروبه إلى فرنسا والاستقرار فيها، مروراً بمواقف صعبة أخرى أفصح عنها لابنته للمرة الأولى، منها قصة صديقه الذي أُجبر على ترك العراق بعد تعرضه للتعذيب الشديد.

تصف البياتي رحلة صناعة الفيلم بـ«الصعبة للغاية»، خصوصاً في مراحلها الأولى، وقالت: «لم يقتصر الأمر على توفير دعم إنتاجي للفيلم فقط، ولكن أيضاً على المستوى النفسي من خلال طرح تجربة فقدان الذاكرة بعد حادث السيارة، ليكون الفيلم وسيلة لاستكشاف جزء من الماضي».

الملصق الدعائي للفيلم (الشرق الأوسط)

صورت ليلى ساعات طويلة في أماكن الأحداث، لكن الفترة التي أعقبت حادث السيارة جعلتها تستقر على بلورة رؤية واضحة للفيلم، ربطت فيها بين ما تريد أن تنقله وبين الموسيقى والأغنيات، ولعب فريق العمل المصاحب لها دوراً كبيراً في اختيار المشاهد التي تعرض للجمهور، وفق حديثها.

تعود المخرجة الفرنسية للحديث عن صعوبات التمويل التي جعلتها دائماً تبحث عن مصادر متعددة، خصوصاً مع كثرة مواقع التصوير وصعوبته في فرنسا من دون تمويل فرنسي، قبل أن تحصل على دعم للمشروع من جهات عدة على فترات.

من الصعوبات الأخرى التي تعتقد ليلى أنها تغلّبت عليها قدرتها على الاعتراف أمام الكاميرا وتقبل نفسها، وفق قولها، وأبدت رغبتها في خوض تجربة التمثيل في أفلام أخرى لا تكون من إخراجها.

وتحدثت البياتي عن مشروع سيناريو جديد تعمل عليه، تدور أحداثه حول شابة فرنسية من أصل عراقي تفقد والدها وتضطر لإخفاء هويتها الحقيقية حتى عن الشخص الذي تقع في حبه وهو مراسل حربي عراقي.


مقالات ذات صلة

«الشاطر» يخوض سباق موسم الصيف السينمائي في مصر

يوميات الشرق أمير كرارة في العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)

«الشاطر» يخوض سباق موسم الصيف السينمائي في مصر

يُعد فيلم «الشاطر» تجربة سينمائية تجمع بين الأكشن والكوميديا والرومانسية، نالت استحسان النقاد.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق لوسيان بو رجيلي مخرج فيلم «المجموعة» (لوسيان بو رجيلي)

«مشقلب»... أربع حكايات لبنانية في مرآة الكوميديا السوداء

«مشقلب» يسلّط الضوء على واقع الشباب اللبناني بين فقدان الأمل ورغبة التغيير، من خلال 4 قصص قصيرة تمزج الكوميديا السوداء بالواقع المرير.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق ديفيد كورنسويت في مشهد من فيلم «سوبرمان» (أ.ب)

حقق 122 مليون دولار... «سوبرمان» يحلق في صدارة شباك التذاكر الأميركي

تصدّر فيلم «سوبرمان»، الجزء الجديد ذو الميزانية الضخمة من سلسلة أفلام البطل الخارق الشهير، شباك التذاكر في أميركا محققاً إيرادات طائلة بلغت 122 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الناقد الفني السعودي أحمد العياد (الشرق الأوسط)

الموسم الثاني من «بودكاست فاصلة» يوسّع دائرة اهتماماته عربياً

أكّد الناقد السينمائي السعودي ومقدم برنامج «بودكاست فاصلة»، أحمد العياد، أن تحضيرات الموسم الثاني من برنامجه قد بدأت فعلياً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق فيلم «درويش» ينافس في موسم الصيف (الشركة المنتجة)

أفلام جديدة للمنافسة بموسم الصيف السينمائي في مصر

تستعد دور العرض لاستقبال أفلام جديدة للمنافسة في موسم الصيف السينمائي 2025 في مصر.

داليا ماهر (القاهرة )

«السياحة» المصرية تطلق حملة لاجتذاب مليون مسافر عربي

جانب من الحملة الترويجية (وزارة السياحة المصرية)
جانب من الحملة الترويجية (وزارة السياحة المصرية)
TT

«السياحة» المصرية تطلق حملة لاجتذاب مليون مسافر عربي

جانب من الحملة الترويجية (وزارة السياحة المصرية)
جانب من الحملة الترويجية (وزارة السياحة المصرية)

تحت شعار «مصر... تنوّع لا يُضاهى»، أطلقت وزارة السياحة والآثار المصرية، حملة إلكترونية جديدة للترويج للمقصد السياحي المصري في السوق العربية، لاجتذاب أكثر من مليون مسافر عربي، بالتعاون مع منصة «WEGO » العالمية، التي تعدّ من أبرز محركات البحث والحجز الإلكتروني في منطقة الشرق الأوسط.

الحملة التي تمتد حتى يونيو (حزيران) 2026. تستهدف زيادة الاعتماد على أدوات التسويق الإلكتروني والمنصات الرقمية الدولية المتخصصة في الترويج السياحي، لما لها من فاعلية عالية في الوصول إلى شرائح متنوعة من السائحين في مختلف الأسواق السياحية، وتحقيق التأثير المطلوب بشكل مباشر وسريع، مع تسليط الضوء على ما يتمتع به المقصد المصري من مقومات سياحية ومنتجات متنوعة وتنوّع غني في التجارب السياحية. وفق تكليفات وزير السياحة والآثار، شريف فتحي.

وتستهدف الحملة زيادة الحركة السياحية الوافدة من السوق العربية لمصر خلال العام المالي 2025- 2026، عبر تعزيز الحضور الرقمي للمقصد السياحي المصري على المنصات الإلكترونية الدولية المتخصصة في السياحة والسفر، وإبراز صورة عصرية وجاذبة تعكس ثراء المقصد المصري وتطوره المستمر، وفق تصريحات لمساعد وزير السياحة، أحمد يوسف، القائم بأعمال الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي.

جانب من الحملة الترويجية مع منصة «ويجو» (وزارة السياحة المصرية)

وأشار يوسف في بيان للوزارة، الأربعاء، إلى أن «المحتوى الترويجي للحملة يسلط الضوء على مجموعة واسعة من المنتجات والأنماط السياحية التي تلائم اهتمامات السائح العربي، سواء المهتمين بالاستجمام على الشواطئ الخلابة، أو عشاق المغامرة والرياضات البحرية، أو الباحثين عن التجارب الثقافية والتاريخية، فضلاً عن الترفيه والتسوق، مع تسليط الضوء على الوجهات السياحية الجديدة مثل مدينة العلمين الجديدة، التي أصبحت من المقاصد الواعدة بفضل ما تشهده من تطور عمراني وسياحي يجعلها مؤهلة لاستقبال السائحين من مختلف الجنسيات».

مؤكداً أن الهيئة تسير وفق خطة طموح لتوسيع قاعدة السائحين من السوق العربية، عبر استخدام أدوات ترويجية ذكية، تضمن الوصول إلى الجمهور المستهدف، وتعمل على تعزيز معدلات الإشغال بالفنادق والمنتجعات السياحية، بما يساهم في دعم الاقتصاد الوطني وزيادة العائد من القطاع السياحي.

وتتضمن الحملة خطة إعلامية متكاملة تشمل إعلانات فيديو عبر منصة «YouTube»، وحملات إعلانية عبر محرك البحث «Google»، ومحتوى ترويجياً باللغتين العربية والإنجليزية، وإعلانات ذكية (OOH) في دور السينما والمراكز التجارية بالدول العربية، بالإضافة إلى موجات دعائية مكثفة خلال فترات الذروة مثل العطلات الرسمية والأعياد، بحسب تصريحات، مديرة الترويج السياحي بالهيئة، سوزان مصطفى، التي أكدت أن الحملة تستهدف تحقيق أكثر من 500 ألف حجز سياحي، واستقطاب ما لا يقل عن مليون مسافر من السوق العربية إلى المقصد المصري.

وعدّ الخبير السياحي المصري، بسام الشماع، هذه الحملة من شأنها أن تجذب العديد من السائحين العرب إلى مصر، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الجذب السياحي يتطلب الحرص على التعامل الرسمي مع المنصات المعتبرة والمدروسة، لمعرفة آيديولوجيتها وتوجهها وشعبيتها ومدى انتشارها».

وتابع: «لكنني أرى رقم مليون قليل بالنسبة لعدد السائحين من الدول العربية، التي يجب أن تضاف إليها دول أخرى من آسيا مثل ماليزيا وإندونيسيا، خصوصاً أن مصر جاذبة للسياحة الدينية، بما فيها من آثار مثل الجامع الأزهر والمساجد الأثرية وشارع المعز لدين الله الفاطمي».

وتراهن مصر على تنوع مقاصدها السياحية مثل السياحة الثقافية والدينية وسياحة الشواطئ والمنتجعات والاستشفاء وسياحة السفاري والسياحة الترفيهية، وغيرها من الأنماط، لتصل إلى جذب 30 مليون سائح بحلول عام 2031، وفق ما أعلنته وزارة السياحة والآثار سابقاً.

ويلفت الشماع إلى أهمية مراعاة الطرق التي يتم تنفيذ الإعلانات بها في هذه المنصات العالمية، موضحاً: «يجب مراعاة العادات والتقاليد العربية في الإعلانات»، مشيراً إلى أن هذه الحملة تستوجب أن تكون هناك معاملة خاصة للسائح العربي، لقربه من طباعنا ومن عاداتنا وتقاليدنا.