أكدت دراسة أميركية أنّ «إضافة مزيد من الملح إلى الطعام ترفع بشكل كبير خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن». وأوضح باحثون في دراسة نشرت نتائجها، الخميس، في دورية «غاما نتورك»، أنه يمكن تقليل خطر الإصابة بالأمراض الناجمة عن الملح الزائد، منها ارتفاع ضغط الدم، وما ينتج عنه من مخاطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية، عبر إبقاء الملح بعيداً عن متناول اليد على المائدة.
ويمكن للأشخاص أن يحصلوا على الملح الزائد أيضاً من خلال تناول الأطعمة المحفوظة والمُصنّعة، مثل المخللات واللانشون والبسطرمة، والنقانق، والأسماك المحفوظة، فالملح يدخل مكوّناً أساسياً لحفظ هذه الأطعمة من التلف.
خلال الدراسة، راجع الباحثون سجلات 465 ألف شخص تتراوح أعمارهم ما بين 37 و73 عاماً، وسُئل المشاركون عما إذا كانوا يضيفون الملح إلى طعامهم على المائدة نادراً، أو أحياناً، أو عادة، أو دائماً، أو لا يضيفونه مُطلقاً. وهم سُجِّلوا من عام 2006 إلى 2010، وجرت متابعتهم مستقبلياً لتشخيص المرض. كما فُحصت أسباب عدّة يمكن أن ترتبط بخطر الإصابة بمرض الكلى المزمن، بما فيها العمر، والجنس، والعرق، ومؤشر كتلة الجسم، وحالة التدخين، وحالة شرب الكحول، والنشاط البدني المنتظم، وارتفاع نسبة الكوليسترول، ومرض السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والأمراض المعدية، وأمراض المناعة، والأدوية التي يمكن أن تتداخل مع وظائف الكلى.
ووجد الباحثون أنّ تكرار إضافة الملح إلى الأطعمة على المادة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن، وهو حالة تصيب الكلى بالتلف، وتؤدّي مع الوقت إلى تراجع تدريجي ودائم في وظائفها، يُطلق عليه طبياً الفشل الكلوي المزمن.
ويؤدّي المرض إلى التوقّف التدريجي لوظائف الكلى المسؤولة عن تنقية الدم عن طريق «فلترة» المخلفات والسوائل الزائدة، والتخلّص منها في البول، وقد يتطلّب في النهاية غسيل الكلى أو زرعها.
ووجد الباحثون أنّ «أولئك الذين أضافوا الملح إلى طعامهم بكثرة، كانوا أكثر عرضة لارتفاع مؤشر كتلة الجسم وتراجع كفاءة الكليتين، بالإضافة إلى معاناة السكري أو أمراض القلب والأوعية الدموية». إلى ذلك، وجدوا أنّ انخفاض مؤشر كتلة الجسم والنشاط البدني المنتظم يقلّل بشكل كبير من خطر الإصابة بالفشل الكلوي المزمن.
ومن جانبه، قال الباحث الرئيسي في الدراسة من جامعة تولين الأميركية، الدكتور لو تشي: «هذه الدراسة الأولى التي تشير إلى أنّ ارتفاع وتيرة إضافة الملح إلى الأطعمة يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن لدى عامة السكان». وأضاف: «تقليل وتيرة إضافة الملح إلى الأطعمة على المائدة قد يكون استراتيجية قيّمة لخفض خطر الإصابة بهذا المرض مدى الحياة».