الملح الزائد في الطعام يُسبّب مرض الكلى المزمن

أبقوه بعيداً عن متناول اليد على المائدة!

الملح الزائد بالطعام يضرّ صحة الكلى (ستوك فود)
الملح الزائد بالطعام يضرّ صحة الكلى (ستوك فود)
TT
20

الملح الزائد في الطعام يُسبّب مرض الكلى المزمن

الملح الزائد بالطعام يضرّ صحة الكلى (ستوك فود)
الملح الزائد بالطعام يضرّ صحة الكلى (ستوك فود)

أكدت دراسة أميركية أنّ «إضافة مزيد من الملح إلى الطعام ترفع بشكل كبير خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن». وأوضح باحثون في دراسة نشرت نتائجها، الخميس، في دورية «غاما نتورك»، أنه يمكن تقليل خطر الإصابة بالأمراض الناجمة عن الملح الزائد، منها ارتفاع ضغط الدم، وما ينتج عنه من مخاطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية، عبر إبقاء الملح بعيداً عن متناول اليد على المائدة.

ويمكن للأشخاص أن يحصلوا على الملح الزائد أيضاً من خلال تناول الأطعمة المحفوظة والمُصنّعة، مثل المخللات واللانشون والبسطرمة، والنقانق، والأسماك المحفوظة، فالملح يدخل مكوّناً أساسياً لحفظ هذه الأطعمة من التلف.

خلال الدراسة، راجع الباحثون سجلات 465 ألف شخص تتراوح أعمارهم ما بين 37 و73 عاماً، وسُئل المشاركون عما إذا كانوا يضيفون الملح إلى طعامهم على المائدة نادراً، أو أحياناً، أو عادة، أو دائماً، أو لا يضيفونه مُطلقاً. وهم سُجِّلوا من عام 2006 إلى 2010، وجرت متابعتهم مستقبلياً لتشخيص المرض. كما فُحصت أسباب عدّة يمكن أن ترتبط بخطر الإصابة بمرض الكلى المزمن، بما فيها العمر، والجنس، والعرق، ومؤشر كتلة الجسم، وحالة التدخين، وحالة شرب الكحول، والنشاط البدني المنتظم، وارتفاع نسبة الكوليسترول، ومرض السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والأمراض المعدية، وأمراض المناعة، والأدوية التي يمكن أن تتداخل مع وظائف الكلى.

ووجد الباحثون أنّ تكرار إضافة الملح إلى الأطعمة على المادة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن، وهو حالة تصيب الكلى بالتلف، وتؤدّي مع الوقت إلى تراجع تدريجي ودائم في وظائفها، يُطلق عليه طبياً الفشل الكلوي المزمن.

ويؤدّي المرض إلى التوقّف التدريجي لوظائف الكلى المسؤولة عن تنقية الدم عن طريق «فلترة» المخلفات والسوائل الزائدة، والتخلّص منها في البول، وقد يتطلّب في النهاية غسيل الكلى أو زرعها.

ووجد الباحثون أنّ «أولئك الذين أضافوا الملح إلى طعامهم بكثرة، كانوا أكثر عرضة لارتفاع مؤشر كتلة الجسم وتراجع كفاءة الكليتين، بالإضافة إلى معاناة السكري أو أمراض القلب والأوعية الدموية». إلى ذلك، وجدوا أنّ انخفاض مؤشر كتلة الجسم والنشاط البدني المنتظم يقلّل بشكل كبير من خطر الإصابة بالفشل الكلوي المزمن.

ومن جانبه، قال الباحث الرئيسي في الدراسة من جامعة تولين الأميركية، الدكتور لو تشي: «هذه الدراسة الأولى التي تشير إلى أنّ ارتفاع وتيرة إضافة الملح إلى الأطعمة يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن لدى عامة السكان». وأضاف: «تقليل وتيرة إضافة الملح إلى الأطعمة على المائدة قد يكون استراتيجية قيّمة لخفض خطر الإصابة بهذا المرض مدى الحياة».


مقالات ذات صلة

«أوزمبيك» و«ويغوفي» قد يتسببان في تساقط الشعر

صحتك لقاحا إنقاص الوزن «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

«أوزمبيك» و«ويغوفي» قد يتسببان في تساقط الشعر

كشفت دراسة جديدة أن علاجات إنقاص الوزن الشهيرة، مثل «أوزمبيك» و«ويغوفي»، قد تتسبب في زيادة خطر تساقط الشعر، وخصوصاً بين النساء.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك الفيروس اكتُشف في الخفافيش بمدينة فورتاليزا شمال شرقي البرازيل (رويترز)

اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في البرازيل

أعلن عدد من الباحثين عن اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في البرازيل، يتشابه مع فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) القاتل.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
صحتك قضاء وقت في الفضاء يُشكّل تحدياً جسدياً حقيقياً (رويترز)

كيف يؤثر السفر إلى الفضاء في جسم الإنسان؟

إن قضاء وقت في الفضاء، مع انعدام الجاذبية، وانعدام ضوء الشمس، ومستويات الإشعاع المختلفة، يُشكّل تحدياً جسدياً حقيقياً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك المشي يعزز الصحة العقلية والجسدية ويحسن المزاج وجودة النوم والدورة الدموية... ويقلل من آلام المفاصل (أ.ب)

7 عادات بسيطة لتحسين الصحة بعد سن الخمسين

يمكن للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً تحسين صحتهم بشكل كبير وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة عبر تبني 7 تغييرات بسيطة في نمط الحياة...

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك أثناء إطلاق حملة تطعيم ضد سلالة من فيروس الإيبولا بلقاح تجريبي في كامبالا 3 فبراير 2025 (رويترز)

ابتكار حبوب لعلاج الإيبولا... خطوة كبيرة لاحتواء التفشيات المستقبلية للمرض

تمكّن علماء من تطوير دواء فموي مضاد للفيروسات، يُدعى «أوبيلديسيفير» (ODV)، يمنع بشكل ناجح وفاة القرود المصابة بفيروس الإيبولا.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

رندة حشمي تلفت الأنظار بدور «سهى بركات» في «بالدم»

تقول إن تحوُّل ملامح وجهها كان ضرورياً (إنستغرام الفنانة)
تقول إن تحوُّل ملامح وجهها كان ضرورياً (إنستغرام الفنانة)
TT
20

رندة حشمي تلفت الأنظار بدور «سهى بركات» في «بالدم»

تقول إن تحوُّل ملامح وجهها كان ضرورياً (إنستغرام الفنانة)
تقول إن تحوُّل ملامح وجهها كان ضرورياً (إنستغرام الفنانة)

«كنتُ منسية، بيد أن شخصية (سهى بركات) في مسلسل (بالدم) أعادتني إلى الساحة بقوة». بهذه الكلمات تستهل الممثلة رندة حشمي حديثها مع «الشرق الأوسط». تعبّر عن سعادتها بنجاحها في تجسيد هذه الشخصية، وتُعدّها محطة مضيئة في مشوارها الذي بدأته منذ سنوات طويلة. «ممثلون كثيرون مثلي يقبعون في منازلهم لأن أحداً لا يتذكّرهم. ومعظمهم حملوا الدراما المحلية على أكتافهم. تعبوا وجاهدوا وتحمّلوا كثيراً ليتركوا بصمتهم على الساحة. ولعلّ فضل عودتي هذه يرجع إلى المُخرج فيليب أسمر. فقد أصرّ عليَّ لأجسد شخصية (سهى بركات). رسمني في خياله ورآني مناسبة جداً لترجمتها على المستوى المطلوب».

تملك رندة حشمي خبرات متراكمة في مجال التمثيل (إنستغرام الفنانة)
تملك رندة حشمي خبرات متراكمة في مجال التمثيل (إنستغرام الفنانة)

قدّمت الممثلة رندة حشمي دور «سهى بركات»، الذي تؤدي فيه دور الأم المفترضة لبطلة العمل ماغي بو غصن (غالية)، فكانت ضيفة الشرف لثلاث حلقات متتالية في دورٍ مساحته صغيرة. لكن احترافها في تقديم الدور جعلها تلفت نظر المشاهد، في لبنان وخارجه. أشادت أقلام الصحافة والكتّاب، والمنتجون والمخرجون، بتجسيدها الدور. و«فلتة الشوط» لها كانت في مسلسل لبناني يحقّق أعلى نسب مشاهدة في موسم رمضان.

تروي رندة حشمي حكايتها مع هذا الدور، وقد عُرض عليها مع دور آخر لتختار ما ترغب منهما لتمثيله. بيد أن مخرج العمل فيليب أسمر أصرّ على أن تتقمَّص شخصية «سهى»... «اطّلعتُ على محتوى الشخصية فأغرتني كثيراً. وعلى الرغم من صغر مساحة الدور، فإنه يحمل التحدّي لصاحبه. قد يُخيَّل للبعض أنه دور صغير يقتصر على مشاهد قليلة جداً سيكون من السَّهل تقمصَّه، بيد أن العكس صحيح؛ لأنه يتطلّب كمية من كبيرة الأحاسيس، وهنا تكمن الصعوبة».

رندة في دور «سهى بركات» بمسلسل «بالدم»... (إنستغرام الفنانة)
رندة في دور «سهى بركات» بمسلسل «بالدم»... (إنستغرام الفنانة)

تبدّلت ملامح وجه رندة تبدلاً جذرياً بفعل الماكياج المتقّن الذي غطّى وجهها، فبدت متقدِّمة في السِّن وارتدت ملابس رثَّة. لم يتعرّف إليها المشاهد للوهلة الأولى. وتُعلّق: «في الحقيقة أنا أيضاً لم أعرف نفسي عندما نظرتُ إلى المرآة. كان الأمر مفاجئاً لي، ولكنني سعدت جداً بهذا التَّحول. وعندما تابعت المَشاهد لدى عرض الحلقات بكيت، ونسيت تماماً أنني أنا من يلعب هذا الدور. والأهم أنه أثَّر في الناس طبقاً لمقولة (خير الكلام ما قلّ ودل)، فلا حوار أقدّمه، بل تجسيدُ مشاعر وأحاسيس. كنت أرغب في هذا التَّحول في شكلي الخارجي لأنجح في الدور. الممثلة الحقيقية لا تبحث عن جمالها في دور ما، بل العكس... لا بدّ من أن تذوب في الدور حتى آخر نفس».

المخرج أعاد تصوير مشاهد «سهى بركات» أكثر من مرة، مما اضطرها إلى مطالبته بالتوقف عن ذلك... «فالأحاسيس قد يخفُّ وهجها عندما نُكثر من الإعادات. وتبقى تقنية الممثل هي البارزة، وتمنيّت على فيليب أسمر التوقف عن التكرار. وهكذا حصل وصَوَّر المخرج المَشاهد بحرفيته المعهودة. فلقد سبق أن تعاونت معه في دورٍ صغير بمسلسل (2020). وأُدرك أنه يصيب بنظرته الثاقبة. فالدور لم يتطلّب مني التحضير، بل كانت المشاعر تولد في اللحظة نفسها».

تعتب رندة حشمي على القيِّمين من مخرجين ومنتجين، تقول: «في مصر وسوريا يَعدّون الممثل القدير عموداً فقرياً في أي عمل درامي... يلجأون إليه ليسند الممثلين الشباب. وللأسف في لبنان يغضّون النظر عن الممثل المتقدم في العمر، ويركِّزون على الجيل الشاب. علماً بأنه لا بأس في أن يجتمع الجيلان؛ لأن ذلك يُثري أي عمل درامي».

تصف الساحة التمثيلية في الماضي بـ«الأجمل»... (إنستغرام الفنانة)
تصف الساحة التمثيلية في الماضي بـ«الأجمل»... (إنستغرام الفنانة)

وترى رندة حشمي أن الممثل الذي لا سند له لا يمكن أن يستمر... «في حال غياب هذا السند تبقى إطلالاته تمرُّ مرور الكرام. وغالبية نجوم اليوم تسندهم أسماء كبيرة لتبقى أسماؤهم لامعة. فهناك دائماً من يفتح الباب أمامك. ولا بدّ من أن تعرف كيف تغتنم الفرصة وتؤدي العمل على المستوى المطلوب».

تستعيد رندة حشمي شريط مشوارها التمثيلي، وتقول: «يا ليتني حظيت بسند أو أي مساعدة خلال مسيرتي الفنية، أو مدير أعمال، لكانت الأمور تبدّلت تماماً».

من مسرح نبيه أبو الحسن في السبعينات، انطلقت رندة حشمي في أولى تجاربها التمثيلية... «دخلت المجال صدفة، عندما رآني المخرج والكاتب المسرحي الراحل نبيه أبو الحسن خلال دعوة إلى العشاء، وطلب مني التمثيل في مسرحية له بدلاً من ممثلة اضطرت إلى مغادرته. وهكذا كان، وكرّت السّبحة... واكتشفتُ موهبتي التمثيلية التي كانت في أعماقي من دون أن أدرك ذلك».

وفي مقارنة بين السَّاحة التمثيلية اليوم والبارحة، تقول: «لا أتمنى مطلقاً لو أني بدأت التمثيل في هذا الزمن لسرعة انتشار نجومه. زمن الماضي كان جميلاً ينبض بالمحبة والجهد والتعاون الصحيح بين الممثلين، فلا غيرة ولا حساسيات... ولا أي شيء مما نراه اليوم في أجواء الساحة عامة».

وتنهي رندة حشمي حديثها واصفة دورها في «بالدم» بـ«المحطة الفارقة»... «إنها أول مرة يُقدَّر فيها تمثيلي ويُوضع تحت المجهر. سبق أن نلت فرصاً كثيرة، ولكن اليوم وبعد غيابٍ طويل، حُفر دوري في ذاكرة الناس. وهنا لا بد من التنويه بحرفية الشركة المنتجة للعمل (إيغل فيلمز)، وكذلك بالمخرج فيليب أسمر وفريق العمل، فجميعهم كانوا رائعين ويعملون متّحدين من أجل إنجاح المسلسل».