«قصر المنيل» في القاهرة يحتفي بمرور 120 عاماً على إنشائه

 عبر معرض مؤقت يضم قطعاً ولوحات أثرية ومجوهرات لمحمد علي

جانب من احتفالية قصر الأمير محمد علي بمصر (وزارة السياحة والآثار المصرية)
جانب من احتفالية قصر الأمير محمد علي بمصر (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

«قصر المنيل» في القاهرة يحتفي بمرور 120 عاماً على إنشائه

جانب من احتفالية قصر الأمير محمد علي بمصر (وزارة السياحة والآثار المصرية)
جانب من احتفالية قصر الأمير محمد علي بمصر (وزارة السياحة والآثار المصرية)

احتفى قصر الأمير محمد علي في المنيل (الأربعاء)، بمرور 120 عاماً على إنشائه، عبر معرض «كنوز مخفية»، الذي يضمّ مقتنيات نادرة من القطع الأثرية واللوحات والصور الفوتوغرافية، وكذلك المجوهرات والحُلي الخاصة بالأسرة العلوية، بالإضافة إلى حفل تضمّن فقرات فنية واستعراضية متنوعة.

بوستر معرض «كنوز مخفية» (متحف قصر المنيل)

وأشار رئيس قطاع المتاحف في المجلس الأعلى للآثار، التابع لوزارة السياحة والآثار المصرية الدكتور مؤمن عثمان، إلى أن هذا المعرض يستمر لمدة 30 يوماً، ويضم 20 قطعة أثرية. وأوضح، في بيان مساء الأربعاء، أن «من بين تلك القطع مجموعة أطقم فضية، وبعض المجوهرات الخاصة بأسرة الأمير محمد علي توفيق، إلى جانب مجموعة من اللوحات الفنية من نتاج ورشة تعليمية للتصوير أقامها المتحف تحت عنوان (مهرجان الصور المصرية)».

متحف قصر المنيل يضم مساحة كبيرة من المسطحات الخضراء (تصوير: عبد الفتاح فرج)

ويعدّ الأمير محمد علي باشا توفيق (1875 - 1954) من أشهر أمراء الأسرة العلوية في مصر، فهو ابن الخديو توفيق، وشقيق الخديو عباس حلمي الثاني، وشغل منصب ولي العهد أكثر من مرة، كما كان وصياً على عرش مصر بعد وفاة الملك فؤاد عام 1936 وحتى بلوغ الملك فاروق السن القانونية.

تضمّنت الاحتفالية عديداً من الفعاليات، وفقاً لمديرة متحف قصر المنيل آمال صدّيق، التي أوضحت لـ«الشرق الأوسط»، أنهم أقاموا مهرجاناً كبيراً مع إحدى الجمعيات التي ترعى ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى فعاليات للقسم التعليمي وإدارة الموهوبين.

جانب من معرض المقتنيات النادرة بقصر المنيل (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وعن المعارض التي افتُتحت في المتحف أخيراً، قالت: «نظّمنا معرضين، الأول يضم مقتنيات الأمير محمد علي توفيق، منها بعض الصور الأرشيفية التي تصور المراحل المختلفة في حياة الأمير منذ الطفولة، وهي من المقتنيات الأثرية الخاصة بالمتحف وتعرض لأول مرة، والجزء الثاني منه يضمّ بعض المجوهرات والمقتنيات الثمينة، من الذهب واللؤلؤ والألماس التي كانت تخصّ أسرة الأمير محمد علي وتُعرض أيضاً لأول مرة».

وعُرضت أيضاً بعض الأواني الفضية والمباخر والقناني البللورية، إضافة لمعرض للصور الفوتوغرافية نتاج ورشة تصوير في المتحف.

وبدأ إنشاء قصر الأمير محمد علي توفيق عام 1901، ويقع في جزيرة منيل الروضة بوسط القاهرة، ويشغل نحو 14 فداناً، (أكثر من 61 ألف متر مربع)، ويضمّ عديداً من السرايات والوحدات البنائية ذات الطرز المميزة، وكان قد أُغلق لأغراض الترميم، وافتُتح مجدداً عام 2015، وهو يجمع بين الطرز المعمارية الإسلامية من الشام إلى المغرب، ومن العصر الفاطمي إلى العثماني.

إحدى الرقصات الهندية باحتفالية متحف قصر المنيل (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وشهد الاحتفال عروضاً فنية واستعراضية لفرق من الهيئات الثقافية التي تعاونت مع المتحف على مدار العام، حيث قدمت المراكز الثقافية من الهند والصين وتركيا عروضاً نالت إعجاب الحضور خلال الاحتفال.

ووفق صدّيق فإن «المتحف به عدد من السرايات مثل سرايا الاستقبال التي كان يستقبل فيها الأمير ضيوفه خلال صلاة الجمعة أو صلاة العيد، وهناك سرايا الإقامة التي يوجد بها مكتب الأمير وغرف النوم، وسرايا العرش، حيث كان الأمير ولياً للعهد ووصياً على عرش مصر 3 مرات». وتابعت أنه يوجد أيضاً داخل أسوار القصر، المسجد الأثري، ومتحف الصيد الذي أُقيم عام 1963 بعد قيام الثورة، وتُعرض فيه بعض الحيوانات والطيور المحنطة، بعضها جاء هدايا للأمير محمد علي من حكام الأقاليم الأفريقية، والبعض الآخر يخص الملك فاروق والأمير يوسف كمال اللذين كانا معروفَين بولعهما بالصيد.

أحد أركان القصر الأثري (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وتحدثت مديرة القصر عن المتحف الخاص به قائلة: «إنه مغلق حالياً للتطوير»، موضحة أنه «يضمّ باقي مقتنيات الأمير، الذي جمع عدداً كبيراً من التحف الإسلامية لم تستوعبها سرايا القصر، فقرر إقامة متحف داخل القصر لعرض هذه المقتنيات».


مقالات ذات صلة

بينالي الفنون الإسلامية في جدة... حوار المقدس والمعاصر

يوميات الشرق جانب من بينالي الفنون الإسلامية بجدة في نسخته الأولى (واس)

بينالي الفنون الإسلامية في جدة... حوار المقدس والمعاصر

يجري العمل على قدم وساق لتقديم النسخة الثانية من بينالي الفنون الإسلامية بجدة في 25 من يناير القادم، ما الذي يتم إعداده للزائر؟

عبير مشخص (لندن)
يوميات الشرق المعرض يشهد استحداث ممر تكريمي للشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن (وزارة الثقافة)

تجلّيات الثقافة والفكر تُزيّن معرض الرياض الدولي للكتاب

المعرض يُعدّ تظاهرة ثقافية وفكرية سنوية بارزة بالمنطقة تجسّد منذ عقود الإرث الثقافي للمملكة وترسّخ ريادتها في صناعة الثقافة وتصدير المعرفة.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق أحد الأعمال في المعرض الاستعادي لعبد الهادي الوشاحي (الشرق الأوسط)

«فانتازيا الوشاحي»... معرض استعادي لـ«سلطان النحت الطائر»

جاء العرض البصري لـ«فانتازيا الوشاحي» بشكل يُتيح الاقتراب من عالم النحّات الراحل، إذ تُجاور أعماله الجوائز الدولية والمحلّية التي حصل عليها على مدى مشواره.

منى أبو النصر (القاهرة )
يوميات الشرق زائرات يشاهدن بعض لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

«سبيل الغاب» يناجي الصحراء في أبوظبي

يتقاطر محبو الفن التشكيلي، زرافاتٍ وفرادى، إلى «مَجمع 421 للفنون» في أبوظبي لمشاهدة لوحات وأعمال 19 فناناً من جنوب آسيا، وجنوب غربي آسيا، وأفريقيا.

مالك القعقور (أبوظبي)
يوميات الشرق الرئيس الفرنسي والمصوّر عمار عبد ربه

المصوّر السوري عمار عبد ربه يشارك في «نظرات على الإليزيه»

المصور السوري الفرنسي عمار عبد ربه مساهم منتظم مع «الشرق الأوسط»، يشتهر بقدرته على التقاط لحظات قوية بوضوح مدهش، وامتدت مسيرته المهنية لأكثر من 3 عقود.

«الشرق الأوسط» (باريس)

مصر تراهن على مشروع «التجلي الأعظم» في سيناء لاجتذاب السائحين

رئيس الوزراء المصري يتفقّد مشروع «التجلي الأعظم» (مجلس الوزراء المصري)
رئيس الوزراء المصري يتفقّد مشروع «التجلي الأعظم» (مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر تراهن على مشروع «التجلي الأعظم» في سيناء لاجتذاب السائحين

رئيس الوزراء المصري يتفقّد مشروع «التجلي الأعظم» (مجلس الوزراء المصري)
رئيس الوزراء المصري يتفقّد مشروع «التجلي الأعظم» (مجلس الوزراء المصري)

تُولي مصر أهمية كبيرة بمشروع «التجلي الأعظم» في مدينة سانت كاترين (جنوب سيناء)، حيث تسابق الحكومة المصرية الزمن للانتهاء منه وافتتاحه ووضعه على الخريطة السياحية في البلاد.

وبعد مرور أقل من 3 أعوام على بدء تنفيذ المشروع الذي تفقّده رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، صباح اليوم (السبت)، رفقة عدد من الوزراء والمسؤولين، فقد أوشك على الاكتمال.

ووضعت وزارة الإسكان مخططاً متكاملاً لمشروع «التجلي الأعظم»، بهدف «إنشاء مزار روحاني على الجبال المحيطة بالوادي المقدس؛ لتكون مقصداً للسياحة الروحانية والجبلية والاستشفائية والبيئية على مستوى العالم، بجانب توفير جميع الخدمات السياحية والترفيهية للزوار، وتنمية المدينة ومحيطها، مع الحفاظ على الطابع البيئي والبصري والتراثي للطبيعة البكر»، وفق وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، شريف الشربيني.

ويتضمّن المشروع إنشاء مركز الزوار الجديد في مدخل المدينة بموقع ميدان الوادي المقدس، بجانب إنشاء ساحة للاحتفالات الخارجية، ومبنى عرض متحفي متنوع، بالإضافة إلى مسرح، وقاعة مؤتمرات، وكافتيريا، وغرف اجتماعات في مبنى تحت الأرض؛ لعدم التأثير على البيئة الطبيعية للمنطقة.

جانب من المشروع (مجلس الوزراء المصري)

ويشمل المشروع فندقاً جبلياً يتمتع بإطلالات متعددة على دير سانت كاترين، وهضبة التجلي، ووادي الراحة، مع حديقة جبلية خلفية ذات تكوينات صخرية نادرة.

واستغلّ المشروع التجويف الكبير في الجبل بوادي الراحة لإنشاء الفندق الجبلي؛ ليضم مختلف المقومات التي تجعله فندقاً عالمياً يتمتع بإطلالات متعددة، وفق بيان مجلس الوزراء، اليوم (السبت).

وتراهن مصر على المشروع لتنشيط السياحة، فوفق مصطفى مدبولي فإن «الدولة المصرية بجميع وزاراتها وأجهزتها المعنية بذلت جهوداً كبيرة لتحويل هذه البقعة المقدسة التي شرّفها المولى -عز وجل- بالتجلي فوقها، وذلك من أجل تقديمها إلى الإنسانية وشعوب العالم أجمع، على النحو الذي يليق بها؛ تقديراً لقيمتها الروحية الفريدة التي تنبع من كونها حاضنة للأديان السماوية الثلاثة».

ويتضمّن المشروع إنشاء النُّزل البيئي الجديد «الامتداد» بمنطقة وادي الراحة، ويتكوّن من 7 مبانٍ، فضلاً عن إنشاء الحديقة الصحراوية بمحاذاة سفح الجبل، وتربط النُّزل البيئي الجديد بالفندق الجبلي وإنشاء ممشى «درب موسى»؛ ليحاكي المسار التاريخي لسيدنا موسى -عليه السلام- عبر وادي الراحة وصولاً لجبل التجلي، بالإضافة إلى تطوير «74 شاليه» بالنُّزل البيئي القائم.

ولاستيعاب الكثافة السكانية الجديدة المتوقعة في المدينة، تواصل وزارة الإسكان إنشاء الحي السكني الجديد في الزيتونة. كما يضم المشروع تطوير المنطقة السياحية، وإنشاء بازارات تجارية لدعم القاعدة الاقتصادية في المدينة.

تطوير «مطار سانت كاترين» (مجلس الوزراء المصري)

في السياق نفسه، يتضمّن المشروع تطوير منطقة وادي الدير -وهي إحدى أهم مناطق سانت كاترين- التي أُنشئ بها دير سانت كاترين الذي يظلّ مزاراً روحانياً وأثرياً على المستوى العالمي.

وتوفّر الحكومة المصرية جميع الخدمات والمرافق لإنجاح هذا المشروع الطموح، من خلال تمهيد الطرقات وتطوير «مطار سانت كاترين» لاستيعاب حركة الطيران المتوقعة والتوسعات المستقبلية للمدينة، بوصفها واجهة سياحية ودينية عالمية.

وتتضمن أعمال تطوير المطار إنشاء مبنى للركاب بسعة 600 راكب في الساعة بدلاً من 300، بجانب رفع كفاءة الممر القائم، ليكون إجمالي سعة المطار 11 طائرة.

وتهدف مصر إلى الترويج لسانت كاترين لتكون جزءاً من التجربة السياحية المتكاملة التي يقدّمها المقصد السياحي المصري، وهي: سياحة المغامرات، والسياحة الثقافية، وسياحة الاستجمام، وسياحة العائلات، بجانب جذب شرائح جديدة من السائحين في العالم من المهتمين بالسياحة الروحانية، والسياحة الاستشفائية؛ لما تتميز به المنطقة من مكانة وقيمة متفردة من حيث الموقع المتميز والمقومات السياحية والطبيعية.

«الفندق الجبلي» في سانت كاترين (مجلس الوزراء المصري)

مدينة سانت كاترين الواقعة بالقرب من منتجعات شرم الشيخ، ونويبع، ودهب، يبلغ ارتفاعها 1600 متر فوق سطح البحر، وتحيط بها جبال عدّة هي الأعلى في سيناء ومصر، مثل: سانت كاترين، وموسى، والصفصافة.

وأُعلنت سانت كاترين «محمية طبيعية» تزخر بمقومات سياحية فريدة، فضلاً عن الحياة البرية والحيوانات مثل: الغزلان والذئاب.

وتتولّى وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية تنفيذ مشروع «التجلي الأعظم» من خلال «الجهاز المركزي للتعمير»، بتكلفة إجمالية تُقدّر بنحو 4 مليارات جنيه (الدولار الأميركي يعادل 48.3 جنيه مصري).