كشفت دراسة حديثة، عن أن 9 من كل 10 من النساء الحوامل لديهن انخفاض في مستويات الدم للكثير من الفيتامينات المهمة، بما فيها حمض الفوليك، والريبوفلافين، وفيتامين ب12، وفيتامين د، وهي فيتامينات ضرورية لدعم صحة الأم أثناء الحمل وبعده، وتطوّر الجنين والطفل بعد الولادة.
وأظهرت النتائج، أن معظم النساء اللاتي يعشن حتى في البلدان ذات الدخل المرتفع، لا يحصلن على ما يكفي من الفيتامينات الأساسية في نظامهن الغذائي، حتى قبل الحمل. وهو ما علّق عليه أستاذ علم الأوبئة في جامعة ساوثامبتون الإنجليزية، كيث جودفري، والباحث الرئيسي للدراسة بالقول: «انتشار نقص الفيتامينات بين النساء اللاتي يحاولن الحمل في البلدان الغنية يُعدّ مصدر قلق بالغ».
وأضاف في بيان نُشر، الثلاثاء، في موقع «ميديكال إكسبريس»: «الضغط من أجل تقليل اعتمادنا على اللحوم ومنتجات الألبان، من المرجَّح أن يؤدّي إلى استنفاد رصيد الأمهات الحوامل من العناصر الغذائية الحيوية؛ الأمر الذي يمكن أن تكون له آثار دائمة على الأجنّة»، متوقّعاً أن «يزداد هذا الأمر سوءاً مع تحرُّك العالم نحو الأنظمة الغذائية النباتية».
شملت الدراسة المنشورة في دورية «بلوس» أكثر من 1700 امرأة تتراوح أعمارهن ما بين 18 و38 عاماً في بريطانيا وسنغافورة ونيوزيلندا، وهي 3 بلدان ذات خلفيات عرقية مختلفة، فدرس الباحثون صحتهن قبل الحمل وأثنائه وبعده. كما ضُمِّن عدد قليل من النساء السود والهنود الأميركيين في البحث. وهذا يعني أن النتائج قد لا تمثل تجارب النساء من هذه المجموعات العرقية فقط.
وتحتاج أجسامنا إلى كثير من الفيتامينات والمعادن المهمة لتعمل بشكل جيد. كما أنّ كثيراً من هذه الفيتامينات ضرورية لنمو الأجنّة في الرحم. إذ تصبح أكثر أهمية عندما تكون الأم حاملاً؛ إذ يرتبط انخفاض مستويات بعض الفيتامينات (مثل حمض الفوليك، المعروف أيضاً باسم فيتامين ب9) بنتائج صحية سيئة أثناء الحمل وللرضيع بعد الولادة.
وبما أنّ جسمنا لا يصنع كثيراً من هذه المغذيات الدقيقة إلا بكميات صغيرة (إن وجدت)، فإننا نحصل على الجزء الأكبر منها من نظامنا الغذائي.
المكملات الغذائية المعزّزة
وأظهرت بحوث أخرى سابقة لفريق الدراسة، أنّ النساء اللواتي تناولن المكملات الغذائية المعزّزة كانت لديهن معدلات أقل للولادة المبكرة، وكذلك انخفاض خطر الإصابة بنزيف كبير بعد الولادة.
ووجد باحثو الدراسة الأخيرة، أن المكملات المعزّزة ساعدت في تحسين مستويات فيتامينات الدم وتقليل انتشار نقص الفيتامينات أثناء الحمل، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بالريبوفلافين، وفيتامين ب6، وفيتامين د.
والريبوفلافين مهم أثناء الحمل؛ لأن المستويات المنخفضة منه يمكن أن تعني زيادة احتمال الإصابة بفقر الدم.
وأظهرت النتائج انخفاضاً في مستويات الهوموسيستين، ويشير ذلك إلى انخفاض احتمالية الإصابة بنقص الفيتامينات. كما ترتبط مستويات الهوموسيستين المرتفعة بفقدان الحمل المبكر، ومجموعة أخرى من مضاعفات الحمل، بما فيها التسمّم.
واستمر تأثير فوائد المكملات المعزّزة في مستويات فيتامين ب12 لدى المشاركات لستة أشهر بعد إنجاب الطفل. ربما يكون هذا مهماً لقدرة الأم على تزويد طفلها بفيتامين ب12 إذا كانت مرضِعة. ويساعد ب12 في تطوّر أدمغة الأطفال ونموّها.
وأظهرت بحوث سابقة لفريق الدراسة، أن النساء اللواتي تناولن المكملات المعزّزة عينها كانت لديهن معدلات أقل للولادة المبكرة، إلى انخفاض خطر الإصابة بنزيف كبير بعد الولادة. ومن المعروف أيضاً أنّ حمض الفوليك يساعد في منع حدوث عيوب كبيرة في دماغ الطفل والعمود الفقري.
ويوصى بشكل روتيني بتناول مكملات حمض الفوليك قبل الحمل وفي الجزء الأول منه.
ومن المفيد تناول مكملات فيتامين د، قبل الحمل وأثنائه، بما في ذلك تقليل فرص الإصابة بالأكزيما التأتبية عند الأطفال (وهي حالة تسبّب بقعاً من الجلد مثيرة للحكة والمتشقّقة والمتقرحة)، وتحسين صحة العظام لديهم.
لكن حالات حمل عدّة لا يُخطَّط لها، ولا يتناول عدد كبير من النساء مكملات حمض الفوليك في البداية. لهذا؛ أدخلت نحو 80 دولة التحصين الإلزامي للأغذية الأساسية. لكنّ خبراء عدّة يشعرون بأنّ مستوى التحصين في الأطعمة قد لا يكون كافياً للنساء الحوامل؛ ولهذا ستظل المكملات الغذائية مهمة.