الأرقام التفصيلية لنسب المشاهدة على «نتفليكس» تُنشر للمرة الأولىhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/4725441-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D9%82%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%B5%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%86%D8%B3%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%C2%AB%D9%86%D8%AA%D9%81%D9%84%D9%8A%D9%83%D8%B3%C2%BB-%D8%AA%D9%8F%D9%86%D8%B4%D8%B1-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%89
الأرقام التفصيلية لنسب المشاهدة على «نتفليكس» تُنشر للمرة الأولى
تغيير كبير في منظور شركة فضَّلت الاحتفاظ بالبيانات لنفسها
تعرّضت المنصة لضغوط هذا العام لزيادة شفافيتها (أ.ف.ب)
لوس أنجليس:«الشرق الأوسط»
TT
لوس أنجليس:«الشرق الأوسط»
TT
الأرقام التفصيلية لنسب المشاهدة على «نتفليكس» تُنشر للمرة الأولى
تعرّضت المنصة لضغوط هذا العام لزيادة شفافيتها (أ.ف.ب)
للمرة الأولى منذ تأسيسها، نشرت مجموعة «نتفليكس» العملاقة في مجال البثّ التدفّقي، الثلاثاء، أرقام مشاهدة تفصيلية، معلنةً أنّ مسلسل «ذي نايت إيجنت» كان الأكثر مشاهدة عبر منصاتها في الربع الأول من 2023.
وحقّق الموسم الأول من هذا المسلسل الأميركي أكثر من 812 مليون ساعة مشاهدة في جميع أنحاء العالم بين يناير (كانون الثاني) ويونيو (حزيران)، وفق وثيقة تجمع بيانات من البرامج التي شوهِدت لأكثر من 50 ألف ساعة، أي 18 ألف عرض مختلف تمثل مجتمعة 99 في المائة من جمهور «نتفليكس»، نقلتها «وكالة الصحافة الفرنسية».
ومن بين المحتويات الناجحة الأخرى، «وينزداي»، و«يو»، و«كوين شارلوت: إيه بريدجيرتون ستوري»، كما ضمّت القائمة إنتاجات كثيرة بغير اللغة الإنجليزية، مُحقّقة 30 في المائة من المشاهدات، خصوصاً الأعمال باللغتين الكورية والإسبانية.
والتزمت «نتفليكس» نشر هذه المعلومات كل 6 أشهر، وهو تغيير كبير في منظور الشركة التي تفضّل عادةً الاحتفاظ بهذه البيانات لنفسها.
ومع ذلك، تنشر الشركة باستمرار منذ عام 2021 تصنيفات مختلفة، بما يشمل قائمة بالمحتويات «الأكثر شعبية»، بناءً على أداء البرامج خلال أول 91 يوماً لها على المنصة. لكن هذا التقرير الجديد يذهب إلى أبعد من ذلك.
وتعرّضت المنصة لضغوط هذا العام لزيادة شفافيتها، في حين اهتزّت هوليوود بسبب الإضرابات التي نظمتها نقابتا كتّاب السيناريو والممثلين، للمطالبة بشكل خاص بحصة أكبر من الأرباح الناتجة عن الطفرة في خدمات البثّ التدفّقي.
وقالت الشركة في بيان: «هذه خطوة كبيرة إلى الأمام بالنسبة إلى (نتفليكس) وإلى صناعتنا».
وفي حديث إلى الصحافيين، نفى الرئيس التنفيذي المشارك لـ«نتفليكس» تيد ساراندوس، أن تكون المبادرة مدفوعة بالمناقشات مع النقابات في القطاع. وقال إنّ سياسة «نتفليكس» المتمثلة في عدم الكشف عن بيانات المشاهدة هدفت إلى تفادي تقديم معلومات من شأنها مساعدة المنافسين المحتملين، لكنها «أرْخَت جواً من عدم الثقة بمرور الوقت».
وأضافت الشركة: «نعتقد أنّ معلومات المشاهدة (الواردة) في هذا التقرير (...) ستمنح صناع المحتوى وصناعتنا رؤية أكثر دقة لجمهورنا وما يثير اهتمامهم».
أطلق الشقيقان مينينديز النار على والدَيهما حتى الموت عام 1989 في جريمة هزت الرأي العام الأميركي، وها هي القصة تعود إلى الضوء مع مسلسل «وحوش» على «نتفليكس».
انفتحت جبهة جديدة في التاريخ الطويل والمتشابك والمثير للحقد في بعض الأحيان للعلاقات بين إيطاليا وفرنسا، والأمر يدور هذه المرة حول مسلسل «إميلي في باريس».
يخرج فيلم «His Three Daughters» عن المألوف على مستوى المعالجة الدرامية، وبساطة التصوير، والسرد العالي الواقعية. أما أبرز نفاط قوته فنجماته الثلاث.
كريستين حبيب (بيروت)
«المرايا» رؤية جديدة لمعاناة الإنسان وقدرته على الصمودhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5084909-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D8%B1%D8%A4%D9%8A%D8%A9-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D9%88%D9%82%D8%AF%D8%B1%D8%AA%D9%87-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%85%D9%88%D8%AF
«المرايا» رؤية جديدة لمعاناة الإنسان وقدرته على الصمود
شخوص اللوحات تفترش الأرض من شدة المعاناة (الشرق الأوسط)
في النسيج الواسع لتاريخ الفن التشكيلي، تبرز بعض الأعمال الفنية وتكتسب شهرة عالمية، ليس بسبب مفرداتها وصياغاتها الجمالية، ولكن لقدرتها العميقة على استحضار المشاعر الإنسانية، وفي هذا السياق تُعدّ لوحات الفنان السوري ماهر البارودي بمنزلة «شهادة دائمة على معاناة الإنسان وقدرته على الصمود»، وهي كذلك شهادة على «قوة الفن في استكشاف أعماق النفس، وصراعاتها الداخلية».
هذه المعالجة التشكيلية لهموم البشر وضغوط الحياة استشعرها الجمهور المصري في أول معرض خاص لماهر البارودي في مصر؛ حيث تعمّقت 32 لوحة له في الجوانب الأكثر قتامة من النفس البشرية، وعبّرت عن مشاعر الحزن والوحدة والوجع، لكنها في الوقت ذاته أتاحت الفرصة لقيمة التأمل واستكشاف الذات، وذلك عبر مواجهة هذه العواطف المعقدة من خلال الفن.
ومن خلال لوحات معرض «المرايا» بغاليري «مصر» بالزمالك، يمكن للمشاهدين اكتساب فهم أفضل لحالتهم النفسية الخاصة، وتحقيق شعور أكبر بالوعي الذاتي والنمو الشخصي، وهكذا يمكن القول إن أعمال البارودي إنما تعمل بمثابة تذكير قوي بالإمكانات العلاجية للفن، وقدرته على تعزيز الصحة النفسية، والسلام، والهدوء الداخلي للمتلقي.
إذا كان الفن وسيلة للفنان والمتلقي للتعامل مع المشاعر، سواء كانت إيجابية أو سلبية، فإن البارودي اختار أن يعبِّر عن المشاعر الموجعة.
يقول البارودي لـ«الشرق الأوسط»: «يجد المتلقي نفسه داخل اللوحات، كل وفق ثقافته وبيئته وخبراته السابقة، لكنها في النهاية تعكس أحوال الجميع، المعاناة نفسها؛ فالصراعات والأحزان باتت تسود العالم كله». الفن موجود إذن بحسب رؤية البارودي حتى يتمكّن البشر من التواصل مع بعضهم بعضاً. يوضح: «لا توجد تجربة أكثر عالمية من تجربة الألم. إنها تجعلهم يتجاوزون السن واللغة والثقافة والجنس لتعتصرهم المشاعر ذاتها».
لكن ماذا عن السعادة، ألا تؤدي بالبشر إلى الإحساس نفسه؟، يجيب البارودي قائلاً: «لا شك أن السعادة إحساس عظيم، إلا أننا نكون في أقصى حالاتنا الإنسانية عندما نتعامل مع الألم والمعاناة». ويتابع: «أستطيع التأكيد على أن المعاناة هي المعادل الحقيقي الوحيد لحقيقة الإنسان، ومن هنا فإن هدف المعرض أن يفهم المتلقي نفسه، ويفهم الآخرين أيضاً عبر عرض لحظات مشتركة من المعاناة».
وصل الوجع بشخوص لوحاته إلى درجة لم يعد في استطاعتهم أمامه سوى الاستسلام والاستلقاء على الأرض في الشوارع، أو الاستناد إلى الجدران، أو السماح لعلامات ومضاعفات الحزن والأسى أن تتغلغل في كل خلايا أجسادهم، بينما جاءت الخلفية في معظم اللوحات مظلمةً؛ ليجذب الفنان عين المشاهد إلى الوجوه الشاحبة، والأجساد المهملة الضعيفة في المقدمة، بينما يساعد استخدامه الفحم في كثير من الأعمال، وسيطرة الأبيض والأسود عليها، على تعزيز الشعور بالمعاناة، والحداد على العُمر الذي ضاع هباءً.
وربما يبذل زائر معرض البارودي جهداً كبيراً عند تأمل اللوحات؛ محاولاً أن يصل إلى أي لمسات أو دلالات للجمال، ولكنه لن يعثر إلا على القبح «الشكلي» والشخوص الدميمة «ظاهرياً»؛ وكأنه تعمّد أن يأتي بوجوه ذات ملامح ضخمة، صادمة، وأحياناً مشوهة؛ ليعمِّق من التأثير النفسي في المشاهد، ويبرز المخاوف والمشاعر المكبوتة، ولعلها مستقرة داخله هو نفسه قبل أن تكون داخل شخوص أعماله، ولمَ لا وهو الفنان المهاجر إلى فرنسا منذ نحو 40 عاماً، وصاحب تجربة الغربة والخوف على وطنه الأم، سوريا.
وهنا تأخذك أعمال البارودي إلى لوحات فرنسيس بيكون المزعجة، التي تفعل كثيراً داخل المشاهد؛ فنحن أمام لوحة مثل «ثلاث دراسات لشخصيات عند قاعدة صلب المسيح»، نكتشف أن الـ3 شخصيات المشوهة الوحشية بها إنما تدفعنا إلى لمس أوجاعنا وآلامنا الدفينة، وتفسير مخاوفنا وترقُّبنا تجاه ما هو آتٍ في طريقنا، وهو نفسه ما تفعله لوحات الفنان السوري داخلنا.
ولا يعبأ البارودي بهذا القبح في لوحاته، فيوضح: «لا أحتفي بالجمال في أعمالي، ولا أهدف إلى بيع فني. لا أهتم بتقديم امرأة جميلة، ولا مشهد من الطبيعة الخلابة، فقط ما يعنيني التعبير عن أفكاري ومشاعري، وإظهار المعاناة الحقيقية التي يمر بها البشر في العالم كله».
الخروف يكاد يكون مفردة أساسية في أعمال البارودي؛ فتأتي رؤوس الخرفان بخطوط إنسانية تُكسب المشهد التصويري دراما تراجيدية مكثفة، إنه يعتمدها رمزيةً يرى فيها تعبيراً خاصاً عن الضعف.
يقول الفنان السوري: «الخروف هو الحيوان الذي يذهب بسهولة لمكان ذبحه، من دون مقاومة، من دون تخطيط للمواجهة أو التحدي أو حتى الهرب، ولكم يتماهى ذلك مع بعض البشر»، لكن الفنان لا يكتفي بتجسيد الخروف في هذه الحالة فقط، فيفاجئك به ثائراً أحياناً، فمن فرط الألم ومعاناة البشر قد يولد التغيير.