مساعٍ مصرية لمواجهة تراجع إقبال السائحين الإسبان

الآونة الأخيرة شهدت تراجعاً في أعداد السائحين الإسبان (تصوير: عبد الفتاح فرج)
الآونة الأخيرة شهدت تراجعاً في أعداد السائحين الإسبان (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مساعٍ مصرية لمواجهة تراجع إقبال السائحين الإسبان

الآونة الأخيرة شهدت تراجعاً في أعداد السائحين الإسبان (تصوير: عبد الفتاح فرج)
الآونة الأخيرة شهدت تراجعاً في أعداد السائحين الإسبان (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تسعى وزارة السياحة والآثار المصرية لمواجهة «تراجع» إقبال السائحين الإسبان على المقصد السياحي المصري بالآونة الأخيرة، عبر برامج تحفيزية وتسويقية جديدة.

واجتمع وزير السياحة والآثار المصري، أحمد عيسى، الاثنين، مع وفد يضم مسؤولي أكبر 3 شركات سياحية في إسبانيا، تعمل في السوق المصرية، وناقش معهم الخطط المستقبلية التي يمكن الاعتماد عليها لزيادة الحركة الوافدة من السوق الإسبانية إلى مصر.

آثار الجنوب المصري تستهوي السائحين الإسبان (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وعدّ الخبير السياحي إيهاب عبد العال، عضو غرفة شركات السياحة المصرية «اجتماع الوزير مع ممثلي الشركات الإسبانية أمرا مهما جداً نظراً لانخفاض أعداد السائحين الإسبان في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ على غير المتوقع»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا الاجتماع جاء لبثّ رسالة للسائحين الإسبان مفادها أن مصر آمنة وبعيدة عن دائرة الصراع في غزة».

واستعرض الوزير خلال الاجتماع مؤشرات الحركة السياحية الإسبانية الوافدة إلى مصر، وآليات زيادة تلك الحركة، كما بحث مع الجانب الإسباني إمكانية تنفيذ حملة ترويجية مشتركة للمقاصد السياحية المصرية في عدد من المدن الإسبانية، وفق بيان أصدرته الوزارة، الاثنين.

وكان وزير السياحة قد صرح على هامش المشاركة المصرية في بورصة لندن السياحية، خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بارتفاع معدلات السياحة الوافدة إلى مصر في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بنسبة 8 في المائة عن الفترة نفسها من العام السابق، وقال إن المقصد السياحي المصري لم يتأثر بالعدوان الإسرائيلى على غزة، وأوضح أن ما حدث هو تأجيل الحجوزات وليس الإلغاء خلال الفترة من ديسمبر (كانون الأول) 2023 حتى فبراير (شباط) 2024.

مصر تسعى لمواجهة تراجع السائحين الإسبان (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وعدّ رئيس غرفة السياحة بالأقصر ثروت العجمي اجتماع الوزير مع شركات السياحة الإسبانية «خطوة مهمة لاستعادة السياحة الإسبانية بطاقتها الكاملة» وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «إلغاء بعض رحلات (الشارتر) أو الطيران العارض خلال شهر ديسمبر، بالإضافة إلى حرب غزة، كان لهما أثر كبير في تراجع أعداد السائحين بشكل عام، والإسبان بشكل خاص».

وأضاف العجمي أن «الوزارة أوضحت للشركات الإسبانية أن المقاصد السياحية المهمة مثل الأقصر وأسوان والقاهرة بعيدة عن مناطق الحرب»، ولفت إلى «زيارة قامت بها شركات السياحة الإسبانية على أرض الواقع إلى الأقصر، وتأكدوا من الأمان الكامل».

وخلال الاجتماع، استمع وزير السياحة المصري إلى آراء وأفكار الوفد الإسباني لزيادة أعداد الوافدين إلى مصر، وتنفيذ برامج تحفيزية لهذا الغرض، والعمل على زيادة عدد رحلات الطيران القادمة من إسبانيا إلى مصر.

مصر تراهن على تجاوز تداعيات حرب غزة على قطاع السياحة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأشار عضو غرفة شركات السياحة المصرية إلى أن «إسبانيا والبرتغال ودول أميركا اللاتينية تُعدّ كتلة واحدة»، وقال إن «السياحة الوافدة من هذه الكتلة تهتم كثيراً بالسياحة الثقافية، ومن المهم طرح حزمة تسهيلات لعودتهم بشكل قوي».

ووفق عيسى فإن مصر استقبلت في النصف الأول من العام الحالي 2023، نحو 7 ملايين سائح، وهو معدل يُعد الأعلى في تاريخ البلاد خلال تلك الفترة، ما يشير إلى أن ذلك يساهم في الاقتراب من الرقم المستهدف خلال العام، بأن يصل عدد السائحين إلى 15 مليون سائح، رغم تأثيرات حرب غزة على قطاع السياحة المصري.

معبد رمسيس الثاني بأقصى جنوب مصر (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وناقش عيسى مع الوفد الإسباني المشاركة المصرية في الدورة المقبلة للمعرض الدّولي للسياحة والسفر، التي من المقرر عقدها في العاصمة الإسبانية مدريد تحت عنوان «FITURE»، وتنظيم لقاءات مع منظمي الرحلات من إسبانيا، ومعرفة آرائهم بخصوص زيادة عدد الوافدين إلى مصر.

ودعا عضو غرفة شركات السياحة، هيئة تنشيط السياحة إلى «عقد اجتماعات مماثلة لتنشيط حركة السياحة مع باقي الأسواق حتى تتأكد جميع دول العالم أن مصر ما زالت على الخريطة السياحية».


مقالات ذات صلة

إنقاذ 28 شخصاً والبحث عن 17 آخرين بعد غرق مركب سياحي في مصر

شمال افريقيا اللنش السياحي «سي ستوري» (محافظة البحر الأحمر - فيسبوك)

إنقاذ 28 شخصاً والبحث عن 17 آخرين بعد غرق مركب سياحي في مصر

أفادت وسائل إعلام مصرية، اليوم (الاثنين)، بغرق أحد اللنشات السياحية بأحد مناطق الشعاب المرجانية بمرسي علم بالبحر الأحمر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق ستقدم للزوار رحلة فريدة لمعايشة أجواء استثنائية مشابهة لسلسلة الأفلام الأيقونية الشهيرة (منصة ويبوك)

تركي آل الشيخ و«براذرز ديسكفري» يكشفان عن «هاري بوتر: مغامرة موسم الرياض»

في حدث يجمع المتعة والإثارة، سيكون زوار موسم الرياض 2024 على موعد لمعايشة أجواء استثنائية مشابهة لسلسلة الأفلام الأيقونية الشهيرة «هاري بوتر: موسم الرياض».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

هولندي يروّج للسياحة المصرية بالتجديف في النيل لمدة أسبوع

دشن المجدف الهولندي المحترف، روب فان دير آر، مشروع «التجديف من أجل مصر 2024»، بهدف الترويج لمنتج السياحة الرياضية المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
سفر وسياحة قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

في الخلف من البقع السياحية السحرية بأنحاء مصر توجد قرى مصرية تجذب السائحين من باب آخر حيث يقصدونها للتعرف على الحرف التقليدية العتيقة والصناعات المحلية التي تنتجها هذه القرى وتتخصص فيها منذ عشرات السنوات وفاقت شهرتها حدود البلاد

محمد عجم (القاهرة)
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

عقود من الرّيادة السعودية في فصل التوائم

جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)
جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)
TT

عقود من الرّيادة السعودية في فصل التوائم

جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)
جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)

بينما تتواصل جلسات «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»، بالعاصمة السعودية الرياض لليوم الثاني، أظهرت ردهات المكان، والمعرض المصاحب للمؤتمر بما يحتويه، تاريخاً من الريادة السعودية في هذا المجال على مدى 3 عقود، وفقاً لردود الفعل من شخصيات حاضرة وزوّار ومهتمّين.

جانب من المعرض المصاحب لـ«المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)

على الجهة اليُمنى من مدخل مقر المؤتمر، يكتظ المعرض المصاحب له بالزائرين، ويعرّج تجاهه معظم الداخلين إلى المؤتمر، قُبيل توجّههم لحضور الجلسات الحوارية، وبين مَن يلتقط الصور مع بعض التوائم الموجودين ويستمع لحديثٍ مع الأطباء والطواقم الطبية، برزت كثير من المشاعر التي باح بها لـ«الشرق الأوسط» عددٌ من أشهر حالات التوائم السياميّة التي نجحت السعودية في عمليات فصلها خلال السنوات الأخيرة.

«أعمل في المستشفى حيث أُجريت عملية فصلنا»

السودانيتان التوأم هبة وسماح، من أوائل التوائم الذين أُجريت لهم عمليات الفصل قبل 3 عقود، وقد عبّرتا لـ«الشرق الأوسط» عن فخرهما بأنهما من أولى الحالات الذين أُجريت عملية فصلهما في السعودية.

قالت هبة عمر: «مَدّتنا عائلتنا بالقوة والعزيمة منذ إجرائنا العملية، وهذا الإنجاز الطبي العظيم ليس أمراً طارئاً على السعودية، وأرجو أن يجعل الله ذلك في ميزان حسنات قيادتها وشعبها».

التوأم السيامي السوداني هبة وسماح (تصوير: تركي العقيلي)

أما شقيقتها سماح عمر فتضيف فصلاً آخر من القصة :«لم نكن نعرف أننا توأم سيامي إلّا في وقت لاحق بعد تجاوزنا عمر الـ10 سنوات وبعدما رأينا عن طريق الصّدفة صورة قديمة لنا وأخبرنا والدنا، الذي كافح معنا، بذلك وعاملنا معاملة الأطفال الطبيعيين»، وتابعت: «فخورون نحن بتجربتنا، وقد واصلنا حياتنا بشكل طبيعي في السعودية، وتعلّمنا فيها حتى أنهينا الدراسة الجامعية بجامعة المجمعة، وعُدنا إلى السودان عام 2020 شوقاً إلى العائلة ولوالدتنا»، وبعد اندلاع الحرب في السودان عادت سماح إلى السعودية لتعمل في «مستشفى الملك فيصل ومركز الأبحاث»، وهو المستشفى نفسه الذي أُجريت لها ولشقيقتها فيه عملية الفصل.

ووجهت سماح عبر «الشرق الأوسط» رسالةً إلى التوائم السيامية طالبتهم فيها باستكمال حياتهم بشكل طبيعي: «اهتموا بتعليمكم وصحتكم؛ لأن التعليم على وجه الخصوص هو الذي سيقوّيكم لمواجهة صعوبة الحياة».

«وجدتُ العلاج في السعودية»

بوجهين تغشاهما البراءة، ويشع منهما نور الحياة، بينما لا يتوقع من يراهما أن هاتين الطفلتين قد أجرتا عملية فصل؛ إذ تظهرا بصحة جيدة جداً، تقف الباكستانيتان التوأم فاطمة ومشاعل مع أبيهما الذي يتحدث نيابةً عنهما قائلاً :«بحثت في 8 مستشفيات عن علاج للحالة النادرة لفاطمة ومشاعل، ولم أنجح في مسعاي، وعندما رفعت طلباً إلى الجهات الصحية في السعودية، جاء أمر العلاج بعد شهرين، وتوجهت إلى السعودية مع تأشيرة وتذاكر سفر بالإضافة إلى العلاج المجاني. رافقتني حينها دعوات العائلة والأصدقاء من باكستان للسعودية وقيادتها على ما قدمته لنا».

التوأم السيامي الباكستاني فاطمة ومشاعل (تصوير: تركي العقيلي)

«السعودية بلد الخير (...) فاطمة ومشاعل الآن بأفضل صحة، وأصبحتا تعيشان بشكل طبيعي مثل أخواتهما الثلاث الأخريات»؛ يقول الوالد الباكستاني... «أشكر القيادة السعودية والشعب السعودي الطيب والدكتور عبد الله الربيعة على الرعاية التي تلقيناها منذ كان عمر ابنتيّ عاماً واحداً في 2016».

وقبل أن تغادرا الكاميرا، فاضت مشاعر فاطمة ومشاعل بصوتٍ واحد لميكروفون «الشرق الأوسط»: «نحن فاطمة ومشاعل من باكستان، ونشكر السعودية والملك سلمان والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، والدكتور عبد الله الربيعة».

عُماني فخور بالسعودية

أما محمد الجرداني، والد العُمانيتين التوأم صفا ومروة، فلم يُخفِ شعوره العارم بالفخر بما وصلت إليه السعودية من استخدام التقنيات الحديثة في المجال الطبي حتى أصبحت رائدة في هذا المجال ومجالات أخرى، مضيفاً أن «صفا ومروة وُلد معهما شقيقهما يحيى، غير أنه كان منفرداً».

الجرداني وهو يسهب في الحديث لـ«الشرق الأوسط»، وسط اختلاط المشاعر الإنسانية على وجهه، أكّد أن صحة ابنتيه اليوم «في أفضل حالٍ بعدما أُجريت لهما عملية الفصل في السعودية عام 2007، وأصبحتا تمارسان حياتهما بأفضل طريقة، ووصلتا في دراستهما إلى المرحلة الثانوية»، وأضاف: «نعزو الفضل في ذلك بعد الله إلى الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، ثم الملك سلمان، والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، اللذين واصلا المسيرة الإنسانية للسعودية... وصولاً إلى هذا المؤتمر، وتحديد يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عامٍ (يوماً للتوائم الملتصقة)».

الجرداني أشاد بجهود الدكتور عبد الله الربيعة في قيادة الفرق الطبية المختصة، وقال إنه «مدين بالشكر والعرفان لهذا المسؤول والطبيب والإنسان الرائع».

المؤتمر الذي يُسدَل الستار على أعماله الاثنين ينتشر في مقرّه وبالمعرض المصاحب له عدد من الزوايا التي تسلّط الضوء على تاريخ عمليات فصل التوائم، والتقنيات الطبية المستخدمة فيها، بالإضافة إلى استعراضٍ للقدرات والإمكانات الطبية الحديثة المرتبطة بهذا النوع من العمليات وبأنشطة «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية».