بعد دعوات للمقاطعة... «زارا» تسحب حملة إعلانية اعتُبرت مسيئة لقتلى غزة

ملصق من الحملة الإعلانية لشركة «زارا» لعارضة تحمل ما عدَّه مؤيدون لفلسطين تمثيلاً لجثة وسخرية من مأساة الحرب في غزة (إنستغرام)
ملصق من الحملة الإعلانية لشركة «زارا» لعارضة تحمل ما عدَّه مؤيدون لفلسطين تمثيلاً لجثة وسخرية من مأساة الحرب في غزة (إنستغرام)
TT

بعد دعوات للمقاطعة... «زارا» تسحب حملة إعلانية اعتُبرت مسيئة لقتلى غزة

ملصق من الحملة الإعلانية لشركة «زارا» لعارضة تحمل ما عدَّه مؤيدون لفلسطين تمثيلاً لجثة وسخرية من مأساة الحرب في غزة (إنستغرام)
ملصق من الحملة الإعلانية لشركة «زارا» لعارضة تحمل ما عدَّه مؤيدون لفلسطين تمثيلاً لجثة وسخرية من مأساة الحرب في غزة (إنستغرام)

أثارت شركة «زارا» للأزياء العالمية انتقادات بعد حملة إعلانية جديدة، ظهر فيها عارضون بأطراف مفقودة وتماثيل ملفوفة باللون الأبيض، ما أثار دعوات لمقاطعة الشركة، أطلقها نشطاء داعمون للفلسطينيين. وقال منتقدون إن الصور تشبه الجثامين الملفوفة بأكفان بيضاء في غزة، وسط مطالب عالمية بمقاطعة منتجات الشركة.

وسحبت الشركة العملاقة حملة إعلانية أطلقتها قبل أيام، نافيةً أنها تستهزئ بقتلى الحرب في قطاع غزة.
وقالت العلامة التجارية الشهيرة التابعة لمجموعة «إنديتكس» الرائدة عالمياً في قطاع الألبسة الجاهزة، في بيان نشرته الثلاثاء عبر الشبكات الاجتماعية إن «بعض العملاء شعروا بالإهانة من هذه الصور، التي باتت محذوفة، وأعطوها تفسيرات بعيدة جداً عما كان مقصوداً منها عند إنشائها».
وأظهرت هذه الحملة الإعلانية بشكل خاص عارضة أزياء تقف حاملة على كتفها تمثالاً بحجم شخص بالغ ملفوفاً بملاءة بيضاء، أمام ما يشبه ورشة للأعمال الفنية، وسط غرفة يمكن فيها رؤية قطع من الجص أو أجزاء من الجدران المدمرة.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، اتهم البعض هذه الحملة بأنها مستوحاة من صور واردة من الحرب في غزة.

وبيّنت رسالة نُشرت على منصة إكس خصوصاً صورة لعارضة الأزياء في حملة «زارا»، بجانب أخرى لأمّ من غزة تعانق جثمان ابنها ملفوفاً بكفن أبيض، مع تعليق انتقد صاحبه استخدام «الأنقاض والأكفان ديكوراً» لحملة إعلانية.
وانتشرت دعوات كثيرة لمقاطعة العلامة التجارية على شبكات التواصل الاجتماعي تحت وسم #BoycottZara («قاطعوا زارا»).

وأوضحت «زارا» في بيانها أن حملتها الإعلانية «صُممت في يوليو (تموز) وصُوّرت في سبتمبر(أيلول)»، أي قبل بدء الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس»، والتي اندلعت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وبحسب العلامة التجارية الإسبانية، فإن هذه الحملة «تقدّم سلسلة صور لمنحوتات غير مكتملة في ورشة نحاتين»، و«أُنشئت بهدف وحيد يتمثل في تقديم الملابس الحرفية في سياق فني».
واختتمت العلامة التجارية بيانها قائلة «تأسف زارا لسوء الفهم هذا، ونؤكد من جديد احترامنا العميق للجميع».

في بداية الحرب، أعلنت شركة «إنديتكس» أنها ستغلق «موقتاً» متاجرها البالغ عددها 84 في إسرائيل حتى إشعار آخر.
وأدى هجوم «حماس» الى مقتل 1200 شخص في إسرائيل غالبيتهم من المدنيين قضى معظمهم في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية. وتردّ إسرائيل منذ أكثر من شهرين بقصف مدمّر على قطاع غزة يترافق مع عمليات برية منذ 27 أكتوبر. وأدى القصف الإسرائيلي الى مقتل 18205 أشخاص على الأقل، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة في قطاع غزة أمس.


مقالات ذات صلة

عائلات محتجزين في غزة يتهمون نتنياهو بتضليل ترمب للتهرب من صفقة تبادل

المشرق العربي إسرائيليون يقفون في ساحة بتل أبيب حيث تم وضع صور وتذكارات للأسرى المحتجزين لدى «حماس» الاثنين (رويترز)

عائلات محتجزين في غزة يتهمون نتنياهو بتضليل ترمب للتهرب من صفقة تبادل

اتهمت عائلات عدد من هؤلاء المحتجزين، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته، بتقديم معلومات مضللة إلى ترمب حول مصير الأسرى.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي جانب من الأضرار التي سببها التفجير في حي المزة في 14 الحالي (الشرق الأوسط)

دمشق تشدّد إجراءات تسجيل عقود الإيجارات

شدَّدت وزارة الداخلية السورية إجراءات تسجيل عقود الإيجار، ومنحت الشرطة صلاحية إخلاء العقارات في ظل تنامي المخاوف من تأجير المنازل لأشخاص مرتبطين بـ«حزب الله».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)

مجموعة السبع تسعى لاتخاذ موقف موحد بشأن أمر اعتقال نتنياهو

قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، اليوم، إن دول مجموعة السبع تسعى لاتخاذ موقف موحد بشأن أمر الاعتقال الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو.

«الشرق الأوسط» (فيوجي (إيطاليا))
شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي فلسطينيات يستخدمن طريقاً جافاً لنقل المياه إلى خيمتهن بعد هطول أمطار غزيرة بدير البلح وسط قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)

الأمطار تزيد معاناة الغزيين... وتحرمهم من المصدر الوحيد للكهرباء

منذ أن قطعت الحكومة الإسرائيلية الكهرباء عن غزة بفعل حربها المستمرة ضد القطاع منذ نحو 14 شهراً، اعتمد السكان على البديل الوحيد المتوفر، وهو الطاقة الشمسية.

«الشرق الأوسط» (غزة)

يوناني في الثمانينات من عمره يبدأ الدراسة بعد حياة كادحة

اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة (موقع بانايوتاروبولوس)
اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة (موقع بانايوتاروبولوس)
TT

يوناني في الثمانينات من عمره يبدأ الدراسة بعد حياة كادحة

اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة (موقع بانايوتاروبولوس)
اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة (موقع بانايوتاروبولوس)

كثيراً ما كان اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة، لكنه اضطُر لترك التعليم عندما كان في الثانية عشرة من عمره لمساعدة والده في العمل بالحقل.

ويقول بانايوتاروبولوس: «كل شيء أتعلمه مثير للاهتمام، ووجودي هنا أمر ينير العقل».

وفي تمام الساعة 7:45 مساءً، رن الجرس في فصل آخر، وها هو عالَم اليونان الكلاسيكي يستدعي الرجل المتقاعد الذي وضع حقيبته المدرسية وكتبه على مكتب خشبي صغير.

وببدلته الداكنة وحذائه اللامع، لا يبدو بانايوتاروبولوس أنيقاً فحسب في الغرفة التي تزين جدرانها رسومات الجرافيتي، بل هو أيضاً أكبر طالب يحضر في المدرسة الليلية الثانية في وسط أثينا.

فعلى الأقل نصف زملائه في الصف هم في عمر أحفاده، وقد مر ما يقرب من 70 عاماً منذ آخر مرة ذهب فيها الرجل الثمانيني إلى المدرسة.

ويقول التلميذ الكبير وهو يسترجع ذكريات طفولته في إحدى قرى بيلوبونيز: «تركت المدرسة في سن الثانية عشرة لمساعدة والدي في الحقل، لكن كان لدي دائماً في عقلي وروحي رغبة في العودة، وتلك الرغبة لم تتلاشَ قط».

وعندما بلغ الثمانين، أخبر التلميذ الحالي وصاحب المطعم السابق زوجته ماريا، وهي خياطة متقاعدة، بأنه أخيراً سيحقق رغبته، فبعد ما يقرب من 5 عقود من العمل طاهياً وفي إدارة مطعم وعمل شاق وحياة شاقة في العاصمة اليونانية، دخل من بوابات المدرسة الليلية الثانية في العام الماضي.

واليوم هو مُسجَّل في صف من المفترض أن يحضره المراهقون في سن الخامسة عشرة من عمرهم، وهي الفكرة التي جعله يبتسم قبل أن يضحك بشدة ويقول: «آه، لو عاد بي الزمن للخامسة عشرة مرة أخرى، كثيراً ما كان لديَّ هذا الحلم بأن أنهل من نبع المعرفة، لكنني لم أتخيل أن يأتي اليوم الذي أعيش الحلم بالفعل».