«الوفيات المفاجئة» تُربك صناع الدراما في مصر

تعديلات بدورَي أشرف عبد الغفور وطارق عبد العزيز بعد رحيلهما

الفنان الراحل طارق عبد العزيز (حسابه على «فيسبوك»)
الفنان الراحل طارق عبد العزيز (حسابه على «فيسبوك»)
TT

«الوفيات المفاجئة» تُربك صناع الدراما في مصر

الفنان الراحل طارق عبد العزيز (حسابه على «فيسبوك»)
الفنان الراحل طارق عبد العزيز (حسابه على «فيسبوك»)

أربكت الوفاة المفاجئة لكل من الفنانَين أشرف عبد الغفور وطارق عبد العزيز صناع أعمال درامية بمصر؛ بسبب ارتباط الراحلَين بدورَين محوريَين في عملَين تقرر عرضهما على الشاشة خلال الأسابيع المقبلة.

ويواجه صناع مسلسل «نقطة سودا» أزمة بعد الوفاة المفاجئة للفنان أشرف عبد الغفور، الذي كان يجسد شخصية «سراج» في أحداث العمل، وصور بالفعل نحو 80 في المائة من مشاهده في بيروت خلال الفترة الماضية، وكان مقرراً الانتهاء من بقية مشاهده بعد يومين فقط من الحادث الذي أودى بحياته (الأحد) في القاهرة.

الفنان الراحل أشرف عبد الغفور مع ابنته ريهام (حسابها على «فيسبوك»)

وطلبت الشركة المنتجة للمسلسل من السيناريست أمين جمال مؤلف العمل «إيجاد معالجة درامية تبرر غيابه، وهو الأمر الذي سيساعد فيه بشكل كبير إنجاز الفنان الراحل الجزء الأكبر من مشاهده قبل الوفاة»، وفق مصدر من أسرة المسلسل، أضاف لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «مخرج المسلسل محمد أسامة كان قد انتهى من تصوير نحو 70 في المائة من الأحداث، لكن ثمة مشاهد مهمة سيتم إرجاء تصويرها للفترة المقبلة، خصوصاً بعد اضطرار بطلة العمل ناهد السباعي لإيقاف التصوير بعد وفاة والدتها المنتجة ناهد فريد شوقي (الثلاثاء) وعودتها إلى القاهرة».

في السياق نفسه، اضطر صناع مسلسل «وبقينا اتنين» لتأجيل عرض العمل الذي كان مقرراً عرضه مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عقب وفاة الفنان طارق عبد العزيز خلال تصوير أحد المشاهد أمام الفنان شريف منير في السادس والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

تعديلات على دور الفنان الراحل طارق عبد العزيز (حسابه على «فيسبوك»)

ويجسد طارق عبد العزيز في المسلسل شخصية «شريف»، صديق البطل، المليء بالحيوية والرافض للزواج، وصوّر نحو 50 في المائة من مشاهده قبل رحيله، وهو ما دفع كاتبة العمل أماني التونسي للبحث عن معالجة درامية تحتفظ فيها بمشاهد الراحل خلال الحلقات، مع اتفاق صناع العمل على إهداء المسلسل لاسمه تقديراً له.

وتقول التونسي لـ«الشرق الأوسط» إنها انتهت بالفعل من كتابة المعالجة الدرامية التي سيتم استئناف التصوير على أساسها، التي تضمنت الاحتفاظ بالمشاهد التي صورها الراحل بالكامل مع وضع نهاية مناسبة لدوره، لافتة إلى أن ظهوره سيستمر حتى الحلقة العشرين والأخيرة.

السيناريست أماني التونسي (الشرق الأوسط)

وأضافت أن شخصية «شريف» منتشرة في جميع الحلقات نظراً لأهمية الدور، وهو ما استلزم إجراء تعديلات أيضاً طالت أدوار ممثلين آخرين حتى تتوافق مع النهاية الجديدة التي كتبتها.

بدوره، أكد طارق رفعت، مخرج مسلسل «وبقينا اتنين» أن «التعديلات التي جرى إدخالها على الأحداث أدت لخلق شخصية درامية جديدة سيتم الاستقرار على مَن سيقدمها خلال الأيام القليلة المقبلة، وهي شخصية سيكون وجودها بالأحداث لملء فراغ غياب طارق عبد العزيز في ظل المساحة الكبيرة التي كان يتسم بها دوره».

المخرج طارق رفعت (الشرق الأوسط)

وأضاف، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «فريق العمل عاد لاستئناف التصوير، وبحلول منتصف الأسبوع المقبل ستكون هناك رؤية واضحة حول المدة الزمنية اللازمة للانتهاء من التصوير والمشاهد المتبقية بشكل كامل، تمهيداً لإعلان الموعد النهائي لعرض المسلسل على الشاشات».

وسبق أن واجه صناع الجزء الثاني من مسلسل «الاختيار» مشكلة مماثلة بعد وفاة الفنان هادي الجيار في 2021 قبل الانتهاء من تصوير مشاهده، حيث كان يجسد شخصية والد أحمد مكي في الأحداث، لتتم معالجة الأزمة درامياً بإبلاغ نجله بوفاته بعد نقله للمستشفى مع عرض غالبية المشاهد التي صورها قبل رحيله.

تُحدّد المشاهد التي صورها الممثلون الذين يدركهم الموت فجأة، مدى قدرة صناع العمل على إظهار مشاهدهم من عدمها، وفق تقدير أحمد سعد الدين، الناقد الفني الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «شهدت الدراما المصرية على مدار تاريخها مواقف عديدة مشابهة، من أشهرها ما حدث خلال تصوير مسلسل (ذئاب الجبل) عندما صور الفنان الراحل صلاح قابيل 17 مشهداً من العمل، قبيل رحيله، من دور (علوان أبو البكري) واضطر المخرج مجدي أبو عميرة لاستبعادها بالكامل، وإعادة تصويرها مع الفنان عبد الله غيث الذي توفي أيضاً بعد تصوير 80 في المائة من الأحداث».

وأضاف أن «أبو عميرة لجأ هذه المرة لمعالجة الأزمة بشكل درامي لاستحالة إعادة جميع المشاهد مجدداً، من خلال الاستعانة بمؤلف العمل محمد صفاء عامر، وكاتب الأشعار في العمل عبد الرحمن الأبنودي، وتم الاستقرار على شخصية الراوي مَخرجاً للمَشاهد التي لم تُصوّر لتجعل مَن يشاهد العمل لا يشعر بأن هناك مشكلة درامية».


مقالات ذات صلة

قنوات مصرية تكتفي بعرض مسلسلات قديمة في موسم الصيف

يوميات الشرق بوستر مسلسل «جودر» (الشركة المنتجة)

قنوات مصرية تكتفي بعرض مسلسلات قديمة في موسم الصيف

اكتفت قنوات مصرية كثيرة بإعادة عرض مسلسلات قديمة في موسم الصيف الحالي، بعضها يعود إلى عام 2002، والبعض الآخر سبق تقديمه خلال الموسم الرمضاني الماضي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان المصري أحمد رزق (حسابه على إنستغرام)

أسرة «ضحية نجل أحمد رزق» لقبول «الدية الشرعية»

دخلت قضية «نجل الفنان المصري أحمد رزق» منعطفاً جديداً بوفاة الشاب علاء القاضي (عامل ديلفري) الذي صدمه نجل رزق خلال قيادته «السكوتر» نهاية مايو (أيار) الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق كواليس مسلسل «عودة البارون» (فيسبوك المخرج)

غموض بشأن مصير مسلسلات مصرية توقف تصويرها

تواجه مسلسلات مصرية تم البدء بتصويرها خلال الأشهر الأخيرة مستقبلاً غامضاً بعد تعثّر إنتاجها وأزمات أخرى تخص أبطالها.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق المسلسلات القصيرة تُعيد فرض حضورها على خريطة دراما مصر

المسلسلات القصيرة تُعيد فرض حضورها على خريطة دراما مصر

تفرض المسلسلات القصيرة وجودها مجدداً على الساحة الدرامية المصرية خلال موسم الصيف، بعدما أثبتت حضورها بقوّة في موسم الدراما الرمضانية الماضي.

داليا ماهر (القاهرة )
الوتر السادس صابرين تعود للغناء بعمل فني للأطفال (حسابها على {انستغرام})

صابرين لـ«الشرق الأوسط»: أشتاق للغناء

قالت الفنانة المصرية صابرين إنها تترقب «بشغف» عرض مسلسل «إقامة جبرية» الذي تشارك في بطولته، وكذلك فيلم «الملحد» الذي عدّته خطوة مهمة في مشوارها الفني.

انتصار دردير (القاهرة)

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.