إشراق ونور... ممثلتان تونسيتان تنطلقان من «بنات أُلفة»

قالتا لـ«الشرق الأوسط» إن الفيلم وضعهما على الطريق الصحيحة

الملصق الدعائي لفيلم «بنات ألفة» (الشركة المنتجة)
الملصق الدعائي لفيلم «بنات ألفة» (الشركة المنتجة)
TT

إشراق ونور... ممثلتان تونسيتان تنطلقان من «بنات أُلفة»

الملصق الدعائي لفيلم «بنات ألفة» (الشركة المنتجة)
الملصق الدعائي لفيلم «بنات ألفة» (الشركة المنتجة)

قالت الممثلتان التونسيتان إشراق مطر ونور قروي إنهما حظيتا بفرصة مهمة ستشكل علامة فارقة في مسيرتهما الفنية بمشاركتهما في فيلم «بنات أُلفة» للمخرجة كوثر به هنية، الذي عرض ضمن برنامج «روائع عربية» بالدورة الثالثة لمهرجان «البحر الأحمر السينمائي»، وأكدتا أنهما تم اختيارهما عن طريق Casting وأنهما شاهدتا شرائط مصورة للفتاتين الحقيقيتين «رحمة وغفران الشيخاوي» قبل أن تبدآ التصوير.

ويتناول الفيلم التونسي قصة حقيقية وقعت عام 2016 لسيدة تونسية تدعى «أُلفة» لديها 4 بنات، تُفاجأ بانخراط اثنتين منهما للقتال في صفوف «تنظيم داعش» بليبيا، ويمزج الفيلم بين التوثيق والدراما، حيث تشارك به ألفة وابنتاها الأصغر، آية وتيسير الشيخاوي، فيما تؤدي دور الأم في مشاهد درامية الفنانة هند صبري، بالفيلم الذي يمثل تونس في منافسات الأوسكار المقبلة.

تلعب إشراق مطر شخصية غفران الشيخاوي، فيما تؤدي نور قروي شخصية شقيقتها رحمة، ويعدّ الفيلم العمل الأهم في بداية مسيرتهما الفنية، إذ لا تزال كل منهما تستكمل دراستها، فبينما تدرس إشراق السيناريو والإخراج، فإن نور تدرس اللغة الإنجليزية والعلاقات الدولية، ولكل منهما تجارب عديدة بالمسرح التونسي.

تقول إشراق: «هذا ثالث فيلم يجمعني بالمخرجة التونسية الكبيرة، فقد اختارتني لدور صغير في فيلمها السابق (الرجل الذي باع ظهره) وجمعني مشهد بالنجمة الإيطالية مونيكا بيلوتشي، كما شاركت بدور آخر في فيلم قصير لها بعنوان (مسرح السعادة) يعرض حالياً عبر منصة (نتفليكس)، وشاركت في أفلام أخرى لم تعرض بعد، وقدمت عروضاً مسرحية عديدة»، فيما تؤكد نور أنها قدمت ثلاث مسرحيات ويعد «ألفة» أول أعمالها السينمائية.

إشراق ونور خلال في «مهرجان البحر الأحمر» (الشرق الأوسط)

تجمع إشراق ونور مشاهد عديدة وهما ترتديان النقاب الأسود وتواجهان الأم ألفة وتسترجعان انضمامها للتنظيم وكيف حاولتا التأثير على شقيقتيهما الصغرى للانضمام لهما.

تكشف نور: «لم نتمكن من مقابلة الفتاتين لوجودهما في السجن، لكننا شاهدنا الفيديوهات التي تتحدثان فيها عن كيفية انضمامهما إلى صفوف (داعش)، وقد ساعدتني لكي أفهم الشخصية وأعرف دوافعها، فقد انضمت رحمة للتنظيمات الإرهابية وعمرها 14 سنة، لذا فقد كانت صغيرة، بل طفلة من السهل التأثير عليها».

وتضيف إشراق: «صورنا كثيراً من المشاهد التي جمعتنا بكل من ألفة الأم الحقيقية والفنانة هند صبري التي تؤدي دورها، وكنت متشوقة لأشاهد الفيلم الذي أعجبني حين شاهدته وأعجبني أكثر تأثيره في حياة ألفة وبناتها منذ كنا في التصوير، فقد كان بمنزلة (مختبر علاجي)، وأذهلتني ردود فعل الجمهور من مهرجان (كان) وفي (البحر الأحمر)، حيث حظي بإعجاب رجال ونساء أشادوا بالفيلم بعد عرضه».

فيما تقول نور: «صورنا لثلاثة أسابيع، في تجربة مختلفة فنياً وإنسانياً، وكنا نشعر بمسؤولية كبيرة تجاه الفيلم، ورغم أنني لا أشبه رحمة شكلاً فإنني اقتربت من شخصيتها، بينما إشراق تشبه غفران، وقد كانت أصعب مشاهدي مع الأم ألفة وأنا أتهمها بأن (مصيرها إلى جهنم إذا لم تنضم معنا إلى التنظيم الإرهابي)».

يُعدّ العمل مع المخرجة كوثر بن هنية فرصة كبيرة لكل من إشراق ونور إذ تؤكد إشراق: «سعدت بالعمل معها لأنها مخرجة كبيرة وذكية، وحين أخبروني بقبولي لأداء الدور فرحت كثيراً لأنني كنت أعرف أنه ليس فيلماً عادياً ويعد مغامرة فنية كبيرة، وهو الأمر الذي تؤكده نور: كوثر بن هنية مخرجة لديها ذكاء إنساني، فهي لا تسبب ضغطاً نفسياً للممثل، بل تتعامل برفق إذا شعرت بتوتر الممثل وخوفه، وتعمل على تهدئته، وقد حدث لي هذا التوتر قبل تصوير أول مشهد مع الفنانة هند صبري فهدّأت من قلقي».

لقطة من فيلم «بنات ألفة» (الشركة المنتجة)

وتؤكد كل من إشراق ونور أن الفيلم يمثل تجربة فارقة في بداية مسيرتهما الفنية، وهو ما تعبر عنه إشراق بقولها: «فخورة جداً بالمشاركة في هذا الفيلم وأنا عادة أختار أدواري بدقة ولا أعمل سوى ما أقتنع به، لذا سأواصل طالما كانت الأدوار مهمة وبها إضافة للإنسانية، وأتمنى أن أحظى بفرص مماثلة مستقبلاً لأنني أحب التمثيل والفن عموماً»، وتضيف نور: «بعد (بنات أُلفة) أنتظر أعمالاً في مستوى هذا الفيلم، وأجد أفلاماً تحمل قضايا مهمة، لكن هذا لا يحدث دائماً للممثل، فهذا حلم وليس طموحاً».

وكان فيلم «بنات ألفة» قد شارك بالمسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي في دورته الـ76 وفاز بجائزة «العين الذهبية» لأفضل فيلم، كما فاز بجائزتي «السينما الإيجابية»، وحصل على تنويه خاص من لجنة جائزة الناقد «فرنسوا شالي» بالمهرجان نفسه، كما حاز جائزة أفضل فيلم دولي في مهرجان «ميونيخ» وجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان «جوثام الدّولي».


مقالات ذات صلة

مشعل المطيري: لا أفضّل مشاهدة أفلامي في غرف المونتاج

يوميات الشرق مشعل المطيري (حسابه على «إنستغرام»)

مشعل المطيري: لا أفضّل مشاهدة أفلامي في غرف المونتاج

أبدى الفنان السعودي مشعل المطيري سعادته بعرض فيلمَيْن يشارك في بطولتهما بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، الذي يُقام من 5 إلى 14 ديسمبر الحالي.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق فريق عمل الفيلم في صورة جماعية على «الرد كاربت» (إدارة مهرجان البحر الأحمر)

«البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» يحقق «المعادلة الصعبة» سينمائياً

حظي الفيلم المصري «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» بحضور لافت في عرضه الأول بالمنطقة ضمن أفلام المسابقة الرسمية بمهرجان البحر الأحمر السينمائي.

انتصار دردير (جدة)
يوميات الشرق دوغلاس خلال حديثه في المسرح الرئيسي للمهرجان (البحر الأحمر)

مايكل دوغلاس نجمُ «البحر الأحمر»: في عامي الـ80 أنعمُ بإجازة للمرة الأولى!

قدَّم دوغلاس، خلال الحوار في جدة السعودية، ومضات من خلاصة تجربته السينمائية، قائلاً: «الكاميرا دائماً تفضحك حين تكذب!».

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق فن التحطيب منتشر في جنوب مصر (وزارة الثقافة المصرية)

مصر تحتفي بـ«التحطيب» في ساحة أثرية بالأقصر

تحتفي مصر بفن التحطيب الذي يعتمد على اللعب بالعصي وينتشر في محافظات الجنوب بوصفه تقليداً احتفالياً شعبياً، عبر افتتاح الدورة الـ14 للمهرجان القومي للتحطيب.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة مجلس أمناء مؤسسة «البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد تُلقي كلمتها (غيتي) play-circle 05:20

«البحر الأحمر السينمائي»: منصة عالمية تُعزّز مكانة السعودية في صناعة الفنّ السابع

جسَّدت الكلمة المُلهمة لرئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي»، جمانا الراشد، رؤية المهرجان في الإضاءة على مكانة السعودية في صناعة السينما العالمية.

أسماء الغابري (جدة)

احتفالية استثنائية بعودة كاتدرائية «نوتردام» في باريس

ضيوف الاحتفالية يتجمعون داخل الكاتدرائية أمس (إ.ب.أ)
ضيوف الاحتفالية يتجمعون داخل الكاتدرائية أمس (إ.ب.أ)
TT

احتفالية استثنائية بعودة كاتدرائية «نوتردام» في باريس

ضيوف الاحتفالية يتجمعون داخل الكاتدرائية أمس (إ.ب.أ)
ضيوف الاحتفالية يتجمعون داخل الكاتدرائية أمس (إ.ب.أ)

في احتفالية استثنائية تليق بمكانة كاتدرائية نوتردام، عادت «السيدة العجوز» إلى العالم مرة أخرى بعد 5 أعوام من حريق مدمر.

وتحولت باريس خلال اليومين الماضيين إلى «عاصمة العالم»، ليس فقط لأن قصر الإليزيه وجّه دعوات لعشرات من الملوك ورؤساء الدول والحكومات الذين حضر منهم نحو خمسين، ولكن أيضاً لأن الاحتفالية حظيت بنقل مباشر إلى مئات الملايين عبر العالم. وقادة الدول الذين قدموا إلى «عاصمة النور» جاؤوا إليها من القارات الخمس.

وبسبب هذا الجمع الدولي، فإن شرطة العاصمة ووزارة الداخلية عمدتا إلى تشكيل طوق أمني محكم لتجنب أي إخلال بالأمن، خصوصاً أن سلطاتها دأبت على التحذير من أعمال قد تكون ذات طابع إرهابي.