يردُّ متحف «متروبوليتان» في نيويورك، ضمن معرضه الجديد المُخصَّص للموضة، الاعتبار إلى مصممات هُمِّشن، ويسعى إلى تجاوز بعض الصور النمطية، والإضاءة على شخصيات لم تحظَ بالاهتمام الكافي.
ومن أبرز القطع المشاركة في معرض «ويمِن دريسينغ ويمِن» (نساء يُلبسن نساء)، فستان للمصمّمة الأميركية - الأفريقية الرائدة آن لوي التي لم تلقَ اهتماماً كبيراً، رغم أنها صمّمت فستان زفاف جاكي كيندي عام 1953، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».
ويتميّز الفستان المصنوع من الموسلين بتفاصيله الرائعة، ووروده الحريرية، ونسيج التفتا المتشابك.
وقبل 3 عقود من ظهور جاكي كيندي في الفستان الذي صمّمته لوي، أصدرت دار الأزياء الفرنسية «بروميه» فستاناً من تصميم «السيدة شارلوت»، أُطلق عليه «لا غارسون».
من خلال 80 قطعة لـ70 مصمّمة أزياء، يقدّم المعرض أيضاً لمحة عن فنّ الملابس النسائية من القرن العشرين حتى العصر الحديث، بالإضافة إلى رسائل الدفاع عن البيئة لمصمّمات، مثل غابرييلا هيرست وهيلاري تايمور.
وقالت الأمينة المشاركة لمعهد «كوستيوم إنستيتيوت» التابع للمتحف، ميليسا هوبر: «الأمر الأكثر أهمية هو إظهار التنوّع المذهل للمصمّمات اللواتي كنَّ حاضرات عبر التاريخ، وقدّمن كل هذه المساهمات القيّمة في مجال الموضة».
وأضافت: «نطمح إلى تبديد الصور النمطية، ومفادها أنّ النساء عمليات أكثر من الرجال، وأنهن يأتين بابتكاراتهن وهن يفكّرن بأنفسهن».
بدأت قصة عديد من المصمّمات في ورش الخياطة التي عادة ما كانت النساء يرسلن إليها. لكنّ عدداً منهن تركن بصمتهن مطلع القرن العشرين، من بينهن المصمّمات الفرنسيات مادلين فيونيه، وجان لانفان، وغابرييل شانيل.
وغاص المعهد في مجموعته التي تضم 33 ألف قطعة تمثل 7 قرون من الملابس مع اختياره ملابس صمّمتها إلسا سكياباريلي، ونينا ريتشي، وفيفيان ويستوود.
كذلك، يتطرّق المعرض الذي كان تنظيمه مقرراً في عام 2020 للاحتفال بمرور قرن على حصول المرأة على الحق في التصويت بالولايات المتحدة، لكنه أرجئ بسبب الجائحة، إلى مسألة «الغياب» أو «الإغفال» في مجموعات المتاحف، مثل الأزياء الكبيرة المقاس.
وسيُضاء بشكل أكبر على المجموعة خلال معرض الأزياء الرئيسي للمتحف في ربيع عام 2024، حين تُعرض أكثر القطع ندرة وهشاشة.
وستقام حفلة «ميت غالا»، التي تستضيف قائمة من أبرز المشاهير في مانهاتن يوم 6 مايو (أيار) المقبل، للاحتفال بافتتاح المعرض الذي تتاح للعامة زيارته من 10 مايو حتى 2 سبتمبر (أيلول).
وسيضمّ المعرض الانغماسي الشامل نحو 250 قطعة من الملابس والإكسسوارات تمتد على 4 قرون، من أرشيفات «معهد الأزياء» الواسعة التي تضمّ 33 ألف قطعة، من سترة مطرّزة من القرن السابع عشر إلى فستان مصنوع من الصدف من تشكيلة ألكسندر ماكوين لربيع وصيف 2001.
ويُعدّ «ميت غالا» المصدر الرئيسي لتمويل معهد «كوستيوم إنستيتيوت». وتولّت رئيسة تحرير مجلة «فوغ» آنا وينتور إدارة هذه الحفلة الخيرية في التسعينات، وحوّلتها واحدة من أكثر الحفلات صخباً في العالم.