«وعي ذاتي» لدى الفئران يطرح تساؤلات أخلاقية حول استخدامها في التجارب

علماء: القوارض يمكنها التعرّف على نفسها في المرآة

الفئران تظهر علامات التعرف على الذات مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان من الأخلاقي استخدامها في التجارب (رويترز)
الفئران تظهر علامات التعرف على الذات مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان من الأخلاقي استخدامها في التجارب (رويترز)
TT

«وعي ذاتي» لدى الفئران يطرح تساؤلات أخلاقية حول استخدامها في التجارب

الفئران تظهر علامات التعرف على الذات مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان من الأخلاقي استخدامها في التجارب (رويترز)
الفئران تظهر علامات التعرف على الذات مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان من الأخلاقي استخدامها في التجارب (رويترز)

وجد العلماء أن الفئران قد تكون واعية ذاتياً بعد اجتيازها اختبار المرآة. وهناك عدد قليل فقط من الحيوانات مثل القردة والدلافين وبعض الطيور التي يمكنها التعرف على نفسها في المرآة، وستحاول إزالة العلامات على جلدها بعد ملاحظتها في الانعكاس.

من المفترض أن يثبت الاختبار أن الحيوان يتعرف على نفسه، وهي قدرة تتطلب ذكاءً أعلى، وهو أمر لا يُرى لدى الأطفال قبل سن 18 شهراً، وفقاً لصحيفة «التلغراف».

وقد وجد العلماء الآن أن الفئران تظهر أيضاً علامات التعرف على الذات؛ مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان من الأخلاقي استخدامها في التجارب.

عندما وضع الباحثون علامة من الحبر الأبيض على جباه فئران المختبر ذات الفراء الأسود، أمضت الحيوانات وقتاً أطول في تنظيف رؤوسها أمام المرآة - على ما يبدو لمحاولة غسل بقعة الحبر.

وينقسم العلماء حول ما إذا كان اختبار المرآة يثبت الوعي الذاتي، لكن خبراء من جامعة تكساس الذين أجروا التجربة قالوا: إنه أظهر أن المخلوقات يمكنها اكتشاف التغيير في مظهرها.

وقال جون يوكوس، المؤلف الأول للدراسة، من جامعة تكساس: «تطلبت الفئران إشارات حسية خارجية كبيرة لاجتياز اختبار المرآة - علينا أن نضع الكثير من الحبر على رؤوسها، ومن ثم فإن التحفيز اللمسي القادم من الحبر يمكّن الحيوان بطريقة ما من اكتشاف الحبر عبر انعكاس المرآة. لا يحتاج الشمبانزي والبشر إلى أي من هذا التحفيز الحسي الإضافي».

ووجد الفريق أن الفئران أظهرت سلوكاً شبيهاً بالتعرف على الذات فقط في ظروف معينة. كان عليهم أن يعتادوا بالفعل على المرايا وأن يكونوا اجتماعيين مع الفئران الأخرى التي تشبههم، في حين أن بقعة الحبر يجب أن تكون كبيرة نسبياً.

ولم تنخرط الفئران في زيادة العناية بالرأس عندما كان الحبر أسود - وهو نفس لون فرائها - أو عندما كانت علامة الحبر صغيرة.

واكتشف العلماء أيضاً، أن بعض الخلايا العصبية في أدمغة الفئران تنشط عندما «تعرفت» على نفسها في المرآة.

عندما قام الباحثون بهندسة الفئران بحيث لا تعمل هذه الخلايا العصبية، لم تعد الفئران تنتبه لنفسها في المرآة عندما تم وضع نقطة الحبر على رؤوسها.

ويعتقد الفريق أن الأمر قد يقدم أول لمحة عن منطقة الدماغ المسؤولة عن خلق الوعي الذاتي وتخزين صورة الذات. كما أن المنطقة نفسها من الخلايا العصبية تنشط أيضاً عندما تتلامس الفئران مع فئران أخرى ذات صلة؛ مما يشير إلى أن هذا الجزء من الدماغ يتعرف أيضاً على الألفة والتشابه.

ويثير البحث الجديد احتمال أن يكون هناك عدد أكبر بكثير من الحيوانات التي لديها وعي ذاتي أكثر مما يُعتقد.


مقالات ذات صلة

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
يوميات الشرق بإمكان الجميع بدء حياة أخرى (أ.ب)

شبل الأسد «سارة» أُجليت من لبنان إلى جنوب أفريقيا لحياة أفضل

بعد قضاء شهرين في شقّة صغيرة ببيروت مع جمعية للدفاع عن حقوق الحيوان، وصلت أنثى شبل الأسد إلى محمية للحيوانات البرّية بجنوب أفريقيا... هذه قصتها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق الضوء الاصطناعي يهدد قدرة النحل على تلقيح المحاصيل (رويترز)

الضوء الاصطناعي يهدد نوم النحل

توصَّل الباحثون إلى أن الضوء الاصطناعي يمكن أن يعطل دورات النوم لدى نحل العسل، وهو ما يؤثر سلباً على دوره الحيوي بصفته مُلقحاً للنباتات والمحاصيل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق مهارة مذهلة (إكس)

فِيلة تُذهل العلماء... «ملكة الاستحمام» عن جدارة! (فيديو)

أذهلت فِيلةٌ آسيويةٌ العلماءَ لاستحمامها بنفسها، مُستخدمةً خرطوماً مرناً في حديقة حيوان ألمانية، مما يدلّ على «مهارة رائعة».

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق الجمهور يُحفّز الشمبانزي على أداء أفضل في المهمّات الصعبة (جامعة كيوتو)

الشمبانزي يُحسِّن أداءه عندما يراقبه البشر!

كشفت دراسة يابانية أن أداء الشمبانزي في المهمّات الصعبة يتحسّن عندما يراقبه عدد من البشر، وهو ما يُعرف بـ«تأثير الجمهور».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

هولندي يروّج للسياحة المصرية بالتجديف في النيل لمدة أسبوع

المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

هولندي يروّج للسياحة المصرية بالتجديف في النيل لمدة أسبوع

المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

دشن المجدف الهولندي المحترف، روب فان دير آر، مشروع «التجديف من أجل مصر 2024»، بهدف الترويج لمنتج السياحة الرياضية المصرية، حيث تستمر الرحلة لمدة أسبوع، وتبدأ من بني سويف (115 كيلومتراً جنوب القاهرة)، وحتى العاصمة القاهرة.

ويهدف المشروع إلى تسليط الضوء على جمال مصر وتراثها الطبيعي والثقافي المتميز، بالإضافة إلى الترويج لمقوماتها السياحية والأثرية المتنوعة، ورفع الوعى بأهمية الحفاظ على نهر النيل.

المُجدّف الهولندي المحترف روب فان دير آر (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووفق عمرو القاضي، الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، فإن مشاركة الهيئة في هذا الحدث تأتي في إطار حرص الدولة المصرية على التعاون مع سفارات الدول الأجنبية بمصر، ولا سيما في الفعاليات والأحداث التي تلقي الضوء على المقصد السياحي المصري والترويج لمقوماته ومنتجاته السياحية المتنوعة والمختلفة.

ولفت القاضي إلى أن «هذه النوعية من الأحداث تخاطب شريحة من المهتمين بمنتج السياحة الرياضية بصفة عامة ومنتج سياحة المغامرات بصفة خاصة، كما أنها تتماشى مع الاستراتيجية الترويجية للهيئة التي تهدف إلى الترويج لمقومات مصر السياحية، علاوة على الدور المجتمعي الذي تقوم به الهيئة في التعاون مع المؤسسات الخيرية».

جدير بالذكر أن هذا المشروع يتم تنفيذه بالتعاون والتنسيق بين سفارة دولة هولندا في القاهرة، ومؤسسة مجدي يعقوب للقلب، وشركة Aspire، وتحت رعاية عدد من الوزارات.

مشروع «التجديف من أجل مصر 2024» يهدف إلى الترويج للسياحة الرياضية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويتوقع وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، الوصول إلى هدف «30 مليون سائح سنوياً» بحلول عام 2031 إذا لم تحدث متغيرات جيوسياسية جديدة بالمنطقة»، وفق تعبيره.

وقال إن «الاستراتيجية التي أعلنتها الحكومة المصرية خلال الفترة الماضية -30 مليون سائح بحلول عام 2028- كانت طَموحة للغاية، ولم تضع في حسبانها الأزمات السياسية والعسكرية التي أثّرت تداعياتها على دول المنطقة والعالم».

ورغم ذلك توقع الوزير أن يشهد العام الحالي زيادة في أعداد السائحين القادمين إلى مصر، ليكون 15.2 مليون سائح في 2024، مقارنةً بـ14.906 مليون سائح عام 2023.