برنامج للتأمّل يحسّن وعي كبار السنّ ورفاهيتهم

يجمع بين العقل والجسم ويُهيّئ لحالة عميقة من الاسترخاء

التأمّل يُستخدم للاسترخاء وتقليل التوتر (أدوبي ستوك)
التأمّل يُستخدم للاسترخاء وتقليل التوتر (أدوبي ستوك)
TT

برنامج للتأمّل يحسّن وعي كبار السنّ ورفاهيتهم

التأمّل يُستخدم للاسترخاء وتقليل التوتر (أدوبي ستوك)
التأمّل يُستخدم للاسترخاء وتقليل التوتر (أدوبي ستوك)

توصّلت دراسة قادها باحثون في بريطانيا إلى أنّ اتباع برنامج للتأمّل مدّة 18 شهراً يمكن أن يحسّن الرفاهية والوعي لدى كبار السنّ.

وأوضحوا أنّ التأمّل يمكن أن يحسّن درجة وعي كبار السن وبصيرتهم، واتصالهم بالآخرين، ونُشرت الدراسة، الجمعة، في دورية «بلوس وان».

والتأمّل من الممارسات القديمة منذ آلاف السنين، ويُستخدم عادة للاسترخاء وتقليل التوتر. ويُعدّ نوعاً من الطبّ التكميلي يجمع بين العقل والجسم، ويمكنه تهيئة حالة عميقة من الاسترخاء والشعور بالطمأنينة.

وفي أثناء التأمّل، تُصفِّي ذهنك، وتتخلّى عن تدفق الأفكار المشوّشة التي قد تشغل عقلك وتجعلك تشعر بالتوتر. وقد تؤدّي هذه العملية إلى تحسين الصحة الجسدية والعاطفية.

ووفق الباحثين، فإنّ دراستهم، هي أطول تجربة تدريب عشوائية على التأمّل أُجريَت حتى الآن، لاكتشاف تأثير برنامج تأمّل مدّته 18 شهراً في الصحة النفسية لأكثر من 130 شخصاً يتمتّعون بصحة جيدة، ويتحدّثون الفرنسية، وتتراوح أعمارهم ما بين 65 و84 عاماً.

وتضمّن البرنامج جزءاً لتعزيز اليقظة الذهنية مدّته 9 أشهر، يليه جزء لتعزيز العطف والرحمة مدّته 9 أشهر، يُقدَّمان من خلال جلسات جماعية أسبوعية (مدّتها ساعتان)، وجلسة تأمّل منزلية يومية مدّتها 20 دقيقة على الأقل.

وأثبتت النتائج أنّ التدريب على التأمّل أثّر بشكل كبير في النتيجة التي تقيس أبعاد الرفاهية للوعي والاتصال والبصيرة لدى المشاركين.

ويتيح الوعي الانتباه غير المشتّت لأفكار الفرد ومشاعره ومحيطه، بما يمكن أن يدعم الشعور بالهدوء والرضا العميق، بينما يجسّد الاتصال مشاعرَ مثل الاحترام والامتنان والقرابة التي يمكن أن تدعم علاقات أكثر إيجابية مع الآخرين. أما البصيرة، فتشير إلى معرفة الذات وفهم كيفية مشاركة الأفكار والمشاعر في تشكيل إدراكنا، وكيفية التعرّف إلى أنماط التفكير غير المفيدة المتعلّقة بأنفسنا وبالعالم.

في هذا السياق، قال الباحث الرئيسي للدراسة، وأستاذ الطب النفسي بكلية لندن الجامعية في بريطانيا، الدكتور ماركو شلوسر: «تشير النتائج إلى أنّ التأمّل هو نهج غير دوائي واعد لدعم ازدهار الإنسان في أواخر الحياة». وأضاف عبر موقع الجامعة: «من الأهمية أن نفهم كيف يمكننا دعم كبار السنّ في الحفاظ على صحتهم النفسية وتعميقها».

ويأمل الفريق في مواصلة البحوث حول برامج التأمّل المحدّدة وإمكان الاستفادة منها بوصفها منهجاً شاملاً يساعد في جميع مجالات رفاهية الإنسان، ومنع المرض، واعتلال الصحة.


مقالات ذات صلة

فيروس الهربس قد يزيد خطر الإصابة بألزهايمر

صحتك فحوص تصوير مقطعي لشخص مصاب بألزهايمر (رويترز)

فيروس الهربس قد يزيد خطر الإصابة بألزهايمر

كشفت دراسة جديدة عن أن مرض ألزهايمر قد يكون ناجماً في بعض الأحيان عن فيروس الهربس الذي ينتقل من الأمعاء إلى الدماغ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تتم إزالة اللوزتين جراحياً لمئات الآلاف من الأطفال حول العالم كل عام (رويترز)

استئصال اللوزتين قد يزيد فرص إصابتك بالاضطرابات العقلية

كشفت دراسة جديدة أن استئصال اللوزتين يمكن أن يزيد من خطر إصابة المريض باضطرابات عقلية في وقت لاحق من الحياة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك طفل يعاني من التوحد (أرشيفية - رويترز)

جين مسؤول عن نمو الدماغ ربما يكون على صلة بمرض التوحد

من المعروف علمياً أن تحديد سبب التوحد أمر صعب، ويرجع ذلك إلى حدّ كبير إلى أنه عبارة عن مجموعة معقدة من اضطرابات النمو، وليس حالة واحدة.

صحتك السمنة مشكلة تنتشر بصورة متزايدة ولها تأثير ضار في الصحة وسلامة الجسم (أرشيفية-أ.ف.ب)

منظمة الصحة: أدوية إنقاص الوزن قد تساعد في القضاء على السمنة

قالت منظمة الصحة العالمية، هذا الأسبوع، إن فئة جديدة من أدوية إنقاص الوزن، طوّرتها شركتا نوفو نورديسك وإيلي ليلي، «تفتح الباب أمام إمكانية إنهاء وباء السمنة».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق العزلة المعتدلة تشمل أنشطة مثل قراءة كتاب في مقهى (جامعة ريدنج)

«العزلة المعتدلة» قد تعزّز الصحة العامة

كشفت دراسة أميركية أن «العزلة المعتدلة» قد تعزّز الصحة العامة عبر استعادة الطاقة والمساعدة على بناء الروابط الاجتماعية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

3 أكاذيب تُقنع بها نفسك قد تتسبب في فشلك

يغوص الشخص في حالة من الإنكار حين يمر بموقف محبط (رويترز)
يغوص الشخص في حالة من الإنكار حين يمر بموقف محبط (رويترز)
TT

3 أكاذيب تُقنع بها نفسك قد تتسبب في فشلك

يغوص الشخص في حالة من الإنكار حين يمر بموقف محبط (رويترز)
يغوص الشخص في حالة من الإنكار حين يمر بموقف محبط (رويترز)

أحياناً، حين يمر الشخص بموقف محبط، فإنه قد يغوص في حالة من الإنكار، ظناً منه أنه يحمي نفسه.

لكن في بعض الأحيان، تكون الأشياء التي نرويها لأنفسنا لإنكار الموقف أو تجاوزه هي السلاسل التي تقيدنا وتقيد نجاحنا، حسبما أكده عالم النفس جيفري بيرنستاين، لموقع «سيكولوجي توداي».

وقال بيرنستاين: «هذه الأكاذيب المريحة التي يراد بها حماية الذات، تبقينا عالقين في الفشل، وفي أنماط غير صحية، وعلاقات غير مُرضية، وفي وظائف لا تضمن لنا تحقيق طموحاتنا».

وأكد أن هناك 3 أكاذيب شهيرة يُقنع بها الأشخاص أنفسهم وتتسبب في فشلهم؛ مشيراً إلى أن مواجهة هذه الأكاذيب هي الخطوة الأولى نحو النجاح.

وهذه الأكاذيب هي:

الكذبة الأولى: «ليس الأمر بهذا السوء»

إن قبول عيوب شخص أو وظيفة ما بزعم أن هذه العيوب لا تجعل الأمور سيئة للغاية، وقد تكون محتملة، هو من أسوأ الأشياء التي قد يفعلها الشخص، وفقاً لبيرنستاين.

وأضاف أن هذه الكذبة تتسبب في فشل الشخص، وتؤثر سلباً على ثقته بنفسه وتقديره لذاته بمرور الوقت.

الكذبة الثانية: «سأتعامل مع الأمر لاحقاً»

يقول بيرنستاين: «إذا كنت تكره وظيفتك على سبيل المثال، إلى درجة تجعلك تشعر في كل صباح وكأنك ذاهب إلى معركة؛ لكنك تقول لنفسك: «سأستمر في العمل لمدة عام آخر، ثم سأبدأ في البحث عن شيء جديد»، ففي الأغلب ستظل عالقاً في الوظيفة نفسها أعواماً عدة، وستصبح أكثر بؤساً بمرور الوقت».

ويضيف: «التسويف ليس مجرد مضيعة للوقت؛ بل إنه قاتل للأحلام والتطور والرخاء».

الكذبة الثالثة: «أنا كبير في السن» أو «أنا صغير في السن»

يقول بيرنستاين: «أحياناً أرى أشخاصاً تخطوا سن الخمسين، يطمحون لتحقيق حلم ما أو تعلم مهارة ما؛ لكنهم يشعرون بأنهم كبار في السن، وبأن الوقت قد فات لتحقيق حلمهم. وأحياناً أخرى أرى أشخاصاً صغاراً في السن يرون أنهم أصغر من تحقيق أمر ما».

وأشار إلى أنه في كلتا الحالتين، لن تؤدي هذه المخاوف إلا إلى الفشل؛ لأنها ستمنع الأشخاص من المحاولة في حياتهم بشكل عام.