اكتشاف حاسة جديدة لدى الدلافين

تمكنها من استشعار المجالات الكهربائية الضعيفة في المياه

الدلافين قارورية الأنف هي الأكثر شهرة (شاترستوك)
الدلافين قارورية الأنف هي الأكثر شهرة (شاترستوك)
TT

اكتشاف حاسة جديدة لدى الدلافين

الدلافين قارورية الأنف هي الأكثر شهرة (شاترستوك)
الدلافين قارورية الأنف هي الأكثر شهرة (شاترستوك)

اكتشف باحثون من ألمانيا حاسة جديدة لدى الدلافين قارورية الأنف «تمكّنها من استشعار المجالات الكهربائية الضعيفة في المياه». وأوضحوا، في دراسة نشرت نتائجها في دورية «البيولوجيا التجريبية»، الخميس، أنّ «استشعار المجالات الكهربائية الضعيفة يمكن أن يساعد الدلافين على تحديد مواقع فريستها بدقة والتنقل حول العالم بسهولة».

والدلافين قارورية الأنف، هي أكثر الأنواع شهرة، موجودة في جميع أنحاء العالم وسط المياه الساحلية والمحيطية، وتتغذّى على الأسماك والحبار. وعند ولادتها، تظهر صغار الدلافين قارورية الأنف مجهّزة بصفّين رفيعين من الشعيرات على طول أنفها الذي يشبه المنقار، وإلى حد كبير شوارب الفقمات. لكن تلك الشعيرات تسقط بعد الولادة مباشرة، ما يترك لدى الصغار سلسلة من الدمامل.

وفي الآونة الأخيرة، بدأ الباحثون استكشاف أنّ تلك الدمامل قد تكون أكثر من مجرد بقايا للشعيرات المتساقطة. وبإلقاء نظرة من كثب على تلك الدلافين بحديقة حيوان نورمبرغ بألمانيا، اكتشف الفريق البحثي أنّ «هذه البقايا تشبه الهياكل التي تسمح لأسماك القرش باكتشاف المجالات الكهربائية، وعندما تحققوا مما إذا كانت الدلافين قارورية الأنف يمكنها الشعور بالمجال الكهربائي في الماء، وجدوا أنّ جميع الحيوانات شعرت بالمجال الكهربائي». ووصف الفريق هذه النتيجة بأنها «مثيرة للإعجاب»، وهو توصّل إليها بعد اختبار حساسية الدلافين قارورية الأنف تجاه المجالات الكهربائية المختلفة، واستخدامها لاكتشاف سمكة مدفونة في قاع البحر الرملي.

في هذا السياق، يقول الباحث الرئيسي في الدراسة بجامعة روستوك الألمانية الدكتور تيم هوتنر، لـ«الشرق الأوسط»: «أظهرت دراستنا للمرة الأولى أنّ الدلافين قارورية الأنف قادرة على اكتشاف المجالات الكهربائية الضعيفة التي تصل إلى 2.4 ميكروفولت/سم، ما يؤدّي إلى استنتاج مفاده أنّ استشعار المجالات الكهربائية قد يكون حاسة راسخة بين الدلافين الأخرى وأنواع الحيتان المسننة أيضاً».

عن أهمية هذه الحاسة لدى الدلافين، يضيف هوتنر: «لا يمكن لاستشعار المجالات الكهربائية أن يساعد الدلافين على صيد الأسماك المختبئة في الرمال فحسب؛ بل يساعدها أيضاً على نطاق أوسع في اكتشاف المجال المغناطيسي للأرض عند السباحة عبر المحيط، ما يسمح لها بالتنقل بسهولة حول العالم»، موضحاً أنّ «اكتشاف استشعار المجالات الكهربائية كطريقة حسية لدى الدلافين، ينبئنا بأنه حتى بعد عقود من البحث في سلوكيات الدلافين قارورية الأنف، ما زلنا لا نعرف كل شيء عن هذا النوع، والمجال متاح لاكتشاف المزيد».


مقالات ذات صلة

كالاس تعليقاً على تصريحات ترمب: سيادة الدنمارك يجب أن تحترم

العالم كايا كالاس الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية تتحدث في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي - 12 ديسمبر 2024 (د.ب.أ)

كالاس تعليقاً على تصريحات ترمب: سيادة الدنمارك يجب أن تحترم

أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، اليوم (الخميس)، أنه ينبغي احترام سيادة غرينلاند ووحدة أراضيها، رداً على مطالبات ترمب بضم الجزيرة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم أليس فايدل زعيمة حزب «البديل لأجل ألمانيا» اليميني الشعبوي (رويترز)

إيلون ماسك يجري مقابلة اليوم مع زعيمة حزب ألماني شعبوي على منصة «إكس»

يعتزم رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك إجراء مقابلة مع أليس فايدل زعيمة حزب «البديل لأجل ألمانيا» اليميني الشعبوي على منصة «إكس»، اليوم (الخميس).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا تظهر هذه الصورة غير المؤرخة المقدمة من شركة «فايرفلاي آيروسبايس» مركبة الهبوط القمرية «بلو غوست ميشين» المجمعة بالكامل (أ.ف.ب)

شركة أميركية خاصة سترسل قريباً مركبة إلى القمر

سترسل شركة «فايرفلاي آيروسبايس» الأميركية مركبة فضائية إلى القمر في منتصف يناير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال مؤتمر صحافي في مار إيه لاغو 7 يناير 2024... في بالم بيتش بولاية فلوريدا الأميركية (رويترز)

ترمب يرفض استبعاد التحرّك العسكري للسيطرة على جزيرة غرينلاند وقناة بنما

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، اليوم (الثلاثاء)، إنه لا يستبعد استخدام القوة العسكرية أو الاقتصادية لإنهاء مخاوفه المتعلقة بقناة بنما وجزيرة غرينلاند.

شادي عبد الساتر (بيروت)
العالم الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)

البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

عيّن البابا فرنسيس أول امرأة لقيادة إحدى الدوائر الرئيسية في الفاتيكان، وهي راهبة إيطالية ستتولى مكتباً يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم.

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)

الإمارات تطور مركبة هبوط لاستكشاف كويكب «جوستيشيا»

الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي وزير الدفاع والدكتور أحمد الفلاسي وزير الرياضة رئيس وكالة الإمارات للفضاء وفيصل البناي مستشار رئيس الإمارات للأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة ممثل معهد الابتكار التكنولوجي خلال توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي وزير الدفاع والدكتور أحمد الفلاسي وزير الرياضة رئيس وكالة الإمارات للفضاء وفيصل البناي مستشار رئيس الإمارات للأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة ممثل معهد الابتكار التكنولوجي خلال توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
TT

الإمارات تطور مركبة هبوط لاستكشاف كويكب «جوستيشيا»

الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي وزير الدفاع والدكتور أحمد الفلاسي وزير الرياضة رئيس وكالة الإمارات للفضاء وفيصل البناي مستشار رئيس الإمارات للأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة ممثل معهد الابتكار التكنولوجي خلال توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي وزير الدفاع والدكتور أحمد الفلاسي وزير الرياضة رئيس وكالة الإمارات للفضاء وفيصل البناي مستشار رئيس الإمارات للأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة ممثل معهد الابتكار التكنولوجي خلال توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)

أُعلن في الإمارات توقيع اتفاقية تطوير مركبة الهبوط لمهمة استكشاف حزام الكويكبات، حيث تأتي هذه المهمة لتنفيذ وتطوير مركبة الهبوط على كويكب «جوستيشيا» ضمن مساعي البلاد إلى جمع بيانات لأول مرة عن 7 كويكبات في الحزام الرئيسي.

وأكد الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس الأعلى للفضاء، أن اتفاق تطوير مركبة الهبوط على كويكب «جوستيشيا» ضمن مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات يعدّ ثمرة تعاون استثنائي بين المؤسسات الوطنية، ويعكس فلسفة البلاد في تحويل التحديات إلى فرص لبناء مستقبل مشرق تقوده المعرفة.

وقال خلال حضوره توقيع الاتفاقية: «مسيرة الإمارات في استكشاف الفضاء تُعدّ تجسيداً لرؤية قيادتنا لجعل دولة الإمارات مركزاً عالمياً للابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، وشريكاً رائداً في قطاع الفضاء. الإنجازات المتتالية التي نحققها في قطاع الفضاء، تعكس طموحنا اللامحدود نحو تعزيز تنافسية الدولة عبر خطوات رائدة تجمع بين الرؤية الوثابة للمستقبل والابتكار العلمي».

وأضاف: «إننا اليوم نضع بصمةً إماراتيةً خالصةً في رحلة استكشاف الفضاء، ونؤكد التزامنا بمواصلة دعم العقول الإماراتية الواعدة، وتحفيز القطاع الخاص ليكون شريكاً استراتيجياً في مشروعاتنا المستقبلية، بما يُجسِّد طموحاتنا الكبيرة في تحويل أحلامنا إلى إنجازات تُسهم في تقدم البشرية، ونؤمن بأن هذا الإنجاز الجديد سيُلهِم أجيال المستقبل في الإمارات للوصول بها إلى قمم تنافسية جديدة».

وكانت «وكالة الإمارات للفضاء» قد اختارت «معهد الابتكار التكنولوجي (TII)» لتنفيذ وتطوير مركبة الهبوط على كويكب «جوستيشيا»، التي ستقلّها مركبة «المستكشف محمد بن راشد» الخاصة بمهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات.

وقالت: «هذه الاتفاقية تتماشى مع استراتيجية وكالة الإمارات للفضاء لتمكين الشركات الخاصة والناشئة، وفتح آفاق اقتصادية واسعة من خلال خلق مجالات جديدة للشركات الإماراتية والدولية العاملة في الدولة؛ وذلك ضمن خطتها لتخصيص 50 في المائة من مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات لصالح شركات القطاع الخاص».

وسيتولى «معهد الابتكار التكنولوجي» الإشراف على مراحل تصميم وتطوير واختبار مركبة الهبوط، مع توزيع المهام على الشركات الناشئة المشارِكة وفقاً للأهداف الاستراتيجية للمشروع. وسيتم تطوير المركبة داخل دولة الإمارات بمساهمة مؤسسات أكاديمية، وعدد من الشركات الناشئة في القطاع الخاص.

يذكر أن مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات تمتد على مدار 13 عاماً، تنقسم إلى 6 سنوات لتصميم وتطوير المركبة الفضائية، و7 سنوات لاستكشاف حزام الكويكبات الرئيسي بين المريخ والمشتري، وإجراء سلسلة من المناورات القريبة لجمع بيانات لأول مرة عن 7 كويكبات في حزام الكويكبات الرئيسي مع إنزال مركبة هبوط على الكويكب السابع «جوستيشيا».