فريد صباغ لـ«الشرق الأوسط»: «مش بس عالميلاد» عودة الكوميديا والميوزيكال إلى المسرح

تدور قصتها خارج إطار الزمن الحالي في ضيعة لبنانية

تنطلق عروض «مش بس عالميلاد» في 7 ديسمبر (الشرق الأوسط)
تنطلق عروض «مش بس عالميلاد» في 7 ديسمبر (الشرق الأوسط)
TT

فريد صباغ لـ«الشرق الأوسط»: «مش بس عالميلاد» عودة الكوميديا والميوزيكال إلى المسرح

تنطلق عروض «مش بس عالميلاد» في 7 ديسمبر (الشرق الأوسط)
تنطلق عروض «مش بس عالميلاد» في 7 ديسمبر (الشرق الأوسط)

منذ مسرحية «حركة 6 أيار» التي قدماها خلال عامي 2017 و2018، انقطع الأخوان فريد وماهر صباغ عن الخشبة. هذه الغيبة يبررها فريد صباغ في حديث لـ«الشرق الأوسط» بعوامل عدة أسهمت فيها؛ من بينها انتشار الجائحة، والأزمة الاقتصادية، وانفجار بيروت... وغيرها. اليوم اتخذ الشقيقان صبّاغ قرارهما وينطلقان بدءاً من 7 ديسمبر (كانون الأول) بعروض مسرحيتهما الجديدة «مش بس عالميلاد». وعلى مسرح «جورج الخامس أدونيس» يطل أبطالها يوسف الخال، وكارين رميا، وريمون صليبا، وأنطوانيت عقيقي. وكذلك يشارك فيها كل من بولين حداد و ألان العايلة وطارق شاهين وجوزف آصاف... وغيرهم.

«مش بس عالميلاد» حبكة فنية اشتاق لها اللبناني (الشرق الأوسط)

ويوضح فريد صباغ أنه كان لا بدّ من هذه العودة التي تساهم في تحريك عجلة الحياة... «لا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي ننتظر الفرج، ولذلك قررنا المجازفة والسير بالمسرحية. وهي تميل إلى الكوميديا والميوزيكال التي يحتاجها اللبناني اليوم كبقعة ضوء في يومياته المعتمة. ومن خلال المسرحية نعبّر عن تمسكنا ببيروت منارة الثقافة. فنحن أيضاً نقاوم بأسلوبنا وعلى طريقتنا».

تصب «مش بس عالميلاد» في خانة المسرح الغنائي. وهو من النوع المكلف جداً ويتطلب عناصر جمة لتنفيذه. كما تنطوي على فنون مختلفة فتجمعها في إطار اجتماعي وغنائي في آن. وتتلون بلوحات راقصة ومحتوى تغلب عليه الطرافة لكنه يحمل رسائل إنسانية كثيرة.

الأخوان صبّاغ وحوار بين الشر والخير (الشرق الأوسط)

المسرحية عن ضيعة لبنانية تشتهر بتحضيراتها لأعياد الميلاد. فيقصدها اللبنانيون والسيّاح من كل حدب وصوب ليستمتعوا بأجوائها. فأهل هذه القرية يتّحدون فيما بينهم لهذه المناسبة التي تطلّ لشهر واحد. فيما يتحاربون خلال الأشهر الـ11 الباقية من السنة. وسيستمتع مشاهدوها بساحة الضيعة اللبنانية الأصيلة وبتقاليدها. كما تجذبهم حوارات تجري بين أهاليها تحكي عن خلافات تحصل بين رئيس البلدية والمختار وبين أجيال يتوارثون معتقدات أهاليهم تلقائياً من دون أن يعرفوا طبيعتها، فتوقعهم في مشكلات يزيد عمرها على 70 عاماً وهي في الحقيقة غير موجودة.

اللوحات المغناة تؤلف نحو 60 في المائة من مجمل العمل. وتكتنفه أيضاً مواقف تمثيلية واسكتشات تدور في إطار الضيعة الحديثة. كما تتخللها قصص حب تأخذ الحضور إلى أجواء رومانسية.

وعن سبب اختيار الشقيقين صباغ موضوعاً كوميديا وغنياً بالموسيقى والرقص، يوضح فريد: «رغبنا في ظل الأوضاع التي نمر بها أن نقدم للناس ما لا يشبه واقعهم وهمومهم. فهم ما عادوا يتحملون التحليل والتمحيص بقضايا ومشاكل ملوا منها. كما أننا في أعمالنا السابقة طرحنا أفكاراً كثيرة تناولنا فيها واقعنا. وفي موسم الميلاد تحلو الأعمال الموسيقية والمطرزة بتابلوهات فنية مختلفة. فهي ترضي جميع الأعمار وترفه عن أفراد العائلة من كبار وصغار».

بطلا العمل يوسف الخال وكارين رميا خلال التمرينات (الشرق الأوسط)

صحيح أن المسرحية خالية من «القفشات» السياسية كما يقول فريد صبّاغ، ولكن تحضر فيها إسقاطات عدة... «يمكنها أن تؤلف واقعاً لبلدان مختلفة بحيث لا يقتصر فقط على لبنان. فقصصها تشبه تلك التي يمكن أن تحصل في كل العالم، سيما أن موضوعاتها اجتماعية بامتياز».

يبلغ عدد أغاني المسرحية نحو 18 أغنية؛ بينها واحدة ميلادية بعنوان «دقت ساعة نص الليل». قد تصبح هذه الأغنية تقليداً رائجاً يتّبعه اللبنانيون في سهرة العيد تماماً كما أهل القرية في المسرحية. فهم يتحلقون حول شجرة الميلاد في الساحة ليغنوها مرة في السنة.

يطل الأخوان صبّاغ في المسرحية بشخصيتي عازفي بيانو... «سنعزف أخي وأنا على آلتي بيانو؛ إحداهما سوداء، والأخرى بيضاء. ونستحدث جوقة خاصة بالضيعة ضمن شخصيات تتراوح بين الشر والخير وتناقضات الحياة».

أنطوانيت عقيقي تشارك في المسرحية (الشرق الأوسط)

المسرحية من تأليف وإخراج الأخوين فريد وماهر صباغ، ويجتمع معهما رامي شقيقهما الأصغر وهو مصمم السينوغرافيا للمسرحية. ولأن الـ12 عائلة في القرية يمارس أفرادها مهناً مختلفة كالسنغري والحداد والنجار والكهربجي، فقد صُمّمت أزياء خاصة بهم تعرّف عن مهنهم بسرعة. «نفّذت كلير شرف هذه المهمة وهي ترافقنا منذ مهرجانات بعلبك. كما صمّمت أزياء أهل القرية وثياب العيد التي تلوّن العمل. في حين تولّت غابرييلا المر مهمة تصميم الرقصات».

تستمر عروض المسرحية حتى نهاية شهر ديسمبر ليختتم معها اللبناني عاماً من المآسي بابتسامة عريضة.


مقالات ذات صلة

«فريكة» هبة نجم... طَعْمٌ آخر للمسرح اللبناني

يوميات الشرق مسرح هبة نجم تذوّقي يُشغِل الحواس بالتقاط رائحة الطعام المنبعثة من «المطبخ» (الشرق الأوسط)

«فريكة» هبة نجم... طَعْمٌ آخر للمسرح اللبناني

علاقة الأنثى بالعمّة شائكة بحجم عمقها إنْ حكمها ودٌّ خاص. في المسرحية تغدو مفتاحاً إلى الآخر، مما يُجرّدها من الشخصانية نحو احتمال إسقاطها على علاقات عاطفية.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق منصور الرحباني في عيون نجوم مسرحه

منصور الرحباني في عيون نجوم مسرحه

في ذكرى رحيل منصور الرحباني يتحدّث غسان صليبا ورفيق علي أحمد وهبة طوجي عن ذكرياتهم مع أحد عباقرة لبنان والشرق وما تعلّموا من العمل على مسرحه

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق أبطال «البقاء للأصيع» يبحثون عن كوكب آخر (فيسبوك)

زخم مسرحي مصري واسع بموسم الرياض خلال يناير

حققت العروض المسرحية المصرية زخماً كبيراً في موسم الرياض خلال شهر يناير الحالي الذي شهد 3 عروض حتى الآن، استهلتها الفنانة دنيا سمير غانم.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق «الأشباح» تجربة برختية تعكس الواقع النفسي والاجتماعي (الشرق الأوسط)

«الأشباح»... رحلة مبتعثين بين الطموح والوهم

تُسلِّط المسرحية الضوء بأسلوب درامي على التحديات التي تواجه الإنسان في حياته اليومية، وتطرح تساؤلات حول الصراع بين الطموح والقيود النفسية التي قد تُعيقه.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)

مسرحية «5 دقايق» تختصر زمن الوفاء للأهل بـ50 دقيقة

بحوارات تميل إلى الكوميديا رغبت مايا سعيد في إيصال رسالتها المؤثرة. لم تشأ أن تحمّل المشاهد همّاً جديداً، ولا أن تُغرقه بمشاعر الأسى والحزن.

فيفيان حداد (بيروت)

المؤلف البريطاني الأكثر مبيعاً نيل غيمان يرد على مزاعم الاعتداء الجنسي على نساء

المؤلف البريطاني الأكثر مبيعاً نيل غيمان يرد على مزاعم الاعتداء الجنسي على نساء
TT

المؤلف البريطاني الأكثر مبيعاً نيل غيمان يرد على مزاعم الاعتداء الجنسي على نساء

المؤلف البريطاني الأكثر مبيعاً نيل غيمان يرد على مزاعم الاعتداء الجنسي على نساء

أصدر المؤلف البريطاني الأكثر مبيعاً، نيل غيمان، بياناً، اليوم الأربعاء، ينفي فيه تورطه بممارسة الجنس مع أخريات بشكل قسري، وذلك بعد أن نقلت إحدى المجلات، هذا الأسبوع، مزاعم عن عدد من النساء، اتهمنه بالاعتداء الجنسي عليهن.

وجاء بيان مؤلف سلسلة كتب «ذا ساندمان» المصورة، ورواية «أميريكان جودز»، الذي يبلغ من العمر 64 عاماً، رداً على ما ورد في مقالٍ نُشر بمجلة تصدر في نيويورك، بشأن تفاصيل ما زعمته ثماني نساء بقيامه بالاعتداء عليهن والإساءة إليهن وإكراههن، وفق ما أوردت وكالة «أسوشييتد برس».

وكان قد جرى بث مزاعم أربع، من بين النساء الثماني، في يوليو (تموز) الماضي، في بودكاست «تورتويز ميديا».

وقال غيمان إنه شاهد، «بحالة من الرعب والذهول»، قصصاً بشأنه انتشرت على الإنترنت لعدة أشهر.

ويتعلق معظم مزاعم النساء بمناسبات بينما كان غيمان في الأربعينيات من عمره أو أكبر، وكان يعيش آنذاك متنقلاً بين الولايات المتحدة وبريطانيا ونيوزيلندا.