«بطن الحوت» يثير خلافاً بين «المهن التمثيلية» وسينمائيين في مصر

لقطة من مسلسل «بطن الحوت» (الشرق الأوسط)
لقطة من مسلسل «بطن الحوت» (الشرق الأوسط)
TT

«بطن الحوت» يثير خلافاً بين «المهن التمثيلية» وسينمائيين في مصر

لقطة من مسلسل «بطن الحوت» (الشرق الأوسط)
لقطة من مسلسل «بطن الحوت» (الشرق الأوسط)

نشب خلاف بين شعبة الإخراج بنقابة المهن السينمائية بمصر من جانب، ونقابة المهن التمثيلية من جانب آخر، بسبب رفض الشعبة القرارات التي أصدرتها النقابة بحق أحمد فوزي صالح مخرج مسلسل «بطن الحوت»، وتمثلت في منع التعامل معه، وفرض عقوبات مالية كبيرة على شركة الإنتاج لتعاقدها مع فنان غير مقيد بجداول نقابة الممثلين، في إشارة إلى ظهور التيك توكر «كروان مشاكل» في المسلسل الذي يعرض حالياً.

وأصدرت شعبة الإخراج بنقابة المهن السينمائية بياناً، تصدر محركات البحث على «غوغل»، الاثنين، موقعاً من عشرات المخرجين، أعلنوا فيه «رفضهم قرارات نقابة المهن التمثيلية، وتدخلها في عمل المخرجين». ووصف البيان القرارات بأنها «انفعالية وغير قانونية معلنين تضامنهم مع زميلهم المخرج أحمد فوزي صالح».

ولفت البيان إلى أنه «لا يجوز ولا يليق تحديد اسم زميل بعينه بعدم التعامل معه، لما في ذلك من شخصنة لا تليق بالكيانات المؤسسية».

وترى الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله، أن الأزمة بين شعبة المخرجين ونقابة المهن التمثيلية «لا تستحق كل تلك الضجة المثارة»، وعدت المخرج «صاحب الحق الأول والأخير في اختيار فريق عمله الفني».

كروان مشاكل في مسلسل «بطن الحوت» (صفحته على فيسبوك)

وقالت خير الله لـ«الشرق الأوسط»، إن «أزمة صانع المحتوى كروان مشاكل ليست لها أي أهمية بالنسبة لي، هو لا يقدم دور طبيب أو مهندس لكي تغضب نقابة المهن التمثيلية منه، بل يقدم دور بلطجي يروج للمواد المخدرة».

وكانت نقابة المهن التمثيلية قد أصدرت قرارات (الجمعة)، بهدف تنظيم المشاركات في الأعمال الدرامية، وفرض عقوبات على المخالفين، تمثلت في تغريم الشركة المنتجة للعمل مبلغ مليون جنيه (الدولار الأميركي يعادل نحو 30.90 جنيه مصري)، بالإضافة إلى منع أعضاء نقابة المهن التمثيلية من التعامل مع المخرج أحمد فوزي صالح مخرج مسلسل «بطن الحوت».

من جانبه أبدى السيناريست تامر حبيب احترامه الكامل لقرارات نقابة المهن التمثيلية، ولكن «دون الحجر على حرية المخرج في اختياراته»، وفق كلامه.

وقال لـ«الشرق الأوسط»، إنه كان على النقابة توجيه حديثها للشركة المنتجة فقط من دون مخاطبة المخرج، نظراً لأن عضويات الفنانين في النقابة أمر إداري وليس فنياً.

وأكد بيان شعبة المخرجين بنقابة المهن السينمائية على «الحق الأصيل للمخرج في اختيار فريق عمله أمام الكاميرا وخلفها، وعلى شركات الإنتاج استيفاء التصاريح اللازمة لفريق العمل قبل التنفيذ وفق آلية قانونية واضحة وشفافة».

وأشارت خير الله إلى أن الفن «لم يكن يوماً مهنة ووظيفة»، وقالت إن «الفنان الموهوب لا يحتاج أن يكون عضو نقابة»، ورأت أن «أحمد فوزي صالح نجح في توظيف كروان مشاكل»، مضيفةً: «حتى لا نبتعد كثيراً، أغلبية الفنانين الذين أصبحوا نجوماً الآن بعد أن تخرجوا من مسرح مصر كانوا يعملون في مهن لا تمت للفن بصلة، ولكن أصحاب الموهبة منهم أكملوا مشوارهم بنجاح».

ويتفق حبيب مع خير الله مؤكداً أن «الموهبة هي التي تفرض نفسها في عالم الفن وليس من لديه عضوية النقابة».

يذكر أن التيك توكر كروان مشاكل، كان قد ظهر خلال الحلقتين الأولى والثانية من مسلسل «بطن الحوت»، وكشف في حديث تلفزيوني أنه سيقدم خلال العمل ما يقرب من 20 مشهداً أمام عدد من الفنانين المصريين، أبرزهم باسم سمرة ومحمد فراج.


مقالات ذات صلة

«الشرق رياضة»... منصة متكاملة تُقدّم تغطية شاملة للأحداث الرياضية

رياضة عالمية «الشرق رياضة» تقدم تقارير مفصلة ومُحدثة بشكل مستمر حول آخر تطورات الأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

«الشرق رياضة»... منصة متكاملة تُقدّم تغطية شاملة للأحداث الرياضية

أطلقت «الشرق للأخبار» في عام 2022، إحدى أبرز خدماتها المتخصصة في مجال الرياضة تحت اسم «الشرق رياضة»، وهي منصة متكاملة تُقدّم تغطية شاملة للأحداث الرياضية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق من مخيّم البؤس إلى ملاعب البرازيل... الكرة تحقق حلم 4 لاجئين سوريين

من مخيّم البؤس إلى ملاعب البرازيل... الكرة تحقق حلم 4 لاجئين سوريين

يودّع أحمد وحافظ وعمر وقيس عائلاتهم في مخيّم الزعتري ويطيرون على أجنحة الحلم إلى البرازيل، حيث يبدأون رحلة احتراف كرة القدم.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق ماغي سميث في لقطة من عام 2016 (أ.ف.ب)

ماغي سميث سيدة الأداء الساخر

بأداء عملاق وخفة ظل وسخرية حادة تربعت الممثلة البريطانية ماغي سميث على قلوب معجبيها، كما جمعت بين الجوائز وبين حب الجمهور.

عبير مشخص (لندن)
يوميات الشرق فاخوري أول من كتب دراما الـ«سوب أوبرا» (فيسبوك)

شكري أنيس فاخوري لـ«الشرق الأوسط»: هم مترجمو قصص درامية وليسوا مؤلفين

في رأي شكري أنيس فاخوري أن التّكريم يبرهن على حب الناس للمكرَّم فيحفّزه ويعزّز ثقته بنفسه. وصار اسمه اليوم محفوراً في القلوب وفي التاريخ.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق جذبت «الشرق الوثائقية» اهتمام مئات الملايينِ وحققت أرقاماً استثنائية من المشاهدات عبر الوسائط المختلفة (الشرق الأوسط)

«الشرق الوثائقية»… عام من الإنجازات والأرقام الاستثنائية

 تحتفل «الشرق الوثائقية» بمرور عام على انطلاقها قدمت خلاله لمتابعيها عالماً شيّقاً من الوثائقياتِ التي أثارت الاهتمام والتقدير والمتعة معاً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«ودارت الأيام»... مسرحية مصرية تُحذّر من «تضحيات الزوجة المفرِطة»

الديكور جزء أساسي من مفردات العمل (إدارة مهرجان القاهرة للمونودراما)
الديكور جزء أساسي من مفردات العمل (إدارة مهرجان القاهرة للمونودراما)
TT

«ودارت الأيام»... مسرحية مصرية تُحذّر من «تضحيات الزوجة المفرِطة»

الديكور جزء أساسي من مفردات العمل (إدارة مهرجان القاهرة للمونودراما)
الديكور جزء أساسي من مفردات العمل (إدارة مهرجان القاهرة للمونودراما)

حين أطلق صُنّاع أغنية «ودارت الأيام» تحفتَهم الغنائية الخالدة عام 1970 لتصبح واحدة من روائع «كوكب الشرق» أمّ كُلثوم، ربما لم يخطر على بالهم أنها سوف تصبح اسماً لواحد من العروض المسرحية بعد مرور أكثر من نصف قرن.

وبينما تحفل الأغنية الشهيرة التي كتبها مأمون الشناوي، ولحّنها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، بالتفاؤل والنهاية السعيدة لجفوة قديمة بين حبيبَين التقيا بعد سنوات من الفراق، فإن المسرحية التي تحمل الاسم نفسه، وتُعرَض حالياً ضمن فعاليات مهرجان «أيام القاهرة للمونودراما الدّولي»، تحمل أجواءً حزينة مِلؤها الحسرة والأسى لزوجة تكتشف بعد فوات الأوان أنها خسرت كل شيء، وأن تضحياتها الزوجية عبر أحلى سنوات العمر ذهبت أدراج الرياح.

حالات متناقضة من المشاعر والانفعالات (إدارة مهرجان القاهرة للمونودراما)

تروي المسرحية قصة زوجة تستيقظ فجأةً على نبأ وفاة زوجها، بيد أن المصيبة هذه لم تأتِ بمفردها، بل جرّت معها مصائب متلاحقة، ليُصبح الأمر كابوساً متكامل الأركان، فالزوج لم يَمُت في بيت الزوجية، بل في بيت آخر مع زوجة أخرى اقترن بها سراً قبل نحو 15 عاماً، لتكتشف البطلة أنها عاشت مخدوعة لسنوات طوال.

محاولة لاستعادة الماضي بلا جدوى (إدارة مهرجان القاهرة للمونودراما)

تلك الصّدمة العاطفية الكُبرى شكّلت نقطة الانطلاق الحقيقية للعرض المسرحي الذي أخرجه فادي فوكيه، حين تأخذ البطلة التي جسّدت شخصيتها الفنانة وفاء الحكيم، في استرجاع ذكريات رحلتها الزوجية التي اتّسمت بتنازلها عن كثيرٍ من حقوقها بصفتها زوجة وأنثى، كما تروي مواقف عدّة، تقبّلت فيها معاملة زوجها المهينة ونظرته الدُّونية لها، وأنانيته وتغطرسه؛ إذ لم يكن يفكر إلا في نفسه، وكان يتعامل مع زوجته كأنها خادمة مسخّرة لتلبية رغباته، وليست شريكة حياة لها حقوق كما أن عليها واجبات.

عدّ الناقد المسرحي د. عبد الكريم الحجراوي، مسرح المونودراما الذي ينتمي إليه العمل «من أصعب أنواع القوالب الفنية؛ لأنه يعتمد على ممثّل واحد في مواجهة الجمهور، مطلوب منه أن يكون شديدَ البراعة ومتعددَ المواهب من حيث التّشخيص، والمرونة الجسدية، والاستعراض، والتحكم في طبقات صوته»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذا الممثل مُطالَب بالسيطرة على المتفرج، والإبقاء عليه في حالة انتباه وتفاعل طوال الوقت، ومن هنا تكمن الصعوبة، حيث لا وجود لشخصيات أخرى أو حوار.

ويضيف الحجراوي: «وجد ممثل المونودراما نفسه مطالَباً بالتعبير عن الصراع الدرامي بينه وبين الآخرين الغائبين، أو بينه وبين نفسه، فضلاً عن أهمية امتلاكه مرونة التعبير عن حالات مختلفة من المشاعر، والانفعالات، والعواطف المتضاربة التي تتدرّج من الأسى والحزن والشّجَن إلى المرح والكوميديا والسُّخرية، وهو ما نجحت فيه وفاء الحكيم في هذا العمل».

أداء تمثيلي اتّسم بالإجادة (إدارة مهرجان القاهرة للمونودراما)

ويُبرِز العمل الذي يُعدّ التجربة الأولى للمؤلفة أمل فوزي، كثيراً من محطات الخذلان والإحباط التي عاشتها الزوجة؛ فقد رفضت والدتها ذات الشخصية القوية، فكرة انفصالها عن زوجها في السنوات الأولى لحياتهما معاً، ومن ثَمّ رفضت الزوجة نفسها فكرة الانفصال بعد إنجاب أكثر من طفل، وتلوم البطلة نفسها بسبب قبولها لموضوع الزواج في سنٍّ صغيرة وهي لا تزال في بداية دراستها الجامعية، وعجزها عن التمرد بوجه زوجها حين رفض بإصرارٍ أن تُكمل دراستها، مخالِفاً بذلك وعدَه لها ولأسرتها أثناء فترة الخطوبة.

واللافت أن الزوجة لا تغار من الزوجة الثانية التي أنجبت هي الأخرى طفلاً من زوجهما المشترك، بل تلومُ نفسها على ضعف شخصيتها حيناً، وثقتها غير المبرّرة في زوجها أحياناً.