دراسة: الرجال يستفيدون من جاذبيتهم في مكان العمل أكثر من النساء

الرجال يستفيدون من جاذبيتهم في مكان العمل (شاترستوك)
الرجال يستفيدون من جاذبيتهم في مكان العمل (شاترستوك)
TT

دراسة: الرجال يستفيدون من جاذبيتهم في مكان العمل أكثر من النساء

الرجال يستفيدون من جاذبيتهم في مكان العمل (شاترستوك)
الرجال يستفيدون من جاذبيتهم في مكان العمل (شاترستوك)

توصّل اثنان من علماء الاجتماع؛ أحدهما يعمل في «جامعة أوسلو»، والآخر في «الأكاديمية البولندية للعلوم»، إلى أن الرجال يستفيدون من جاذبيتهم في مكان العمل أكثر من النساء.

وفي الدراسة، التي نُشرت بمجلة «Social Science Quarterly»، قام أليكسي غوغوشفيلي وغرزيغورز بولتزاك، بوصف وتحليل البيانات، استناداً لـ«الدراسة الوطنية التفصيلية لصحة المراهقين».

وتشير الأدلة الشفاهية المتداولة إلى أن المرأة تستفيد أكثر من كونها جذابة بشكل عام أكثر من الرجال. وقد ألمح بعض الدراسات إلى أن مثل هذه الأدلة قد ينطبق على سوق العمل، لكن لم تثبت صحة أي منها. وفي الدراسة الجديدة حاول الباحثان الوصول إلى الحقيقة من خلال دراسة بيانات مستمدة من «الدراسة الوطنية التفصيلية لصحة المراهقين»، وهي دراسة طويلة الأمد أُجريت في الولايات المتحدة تهدف إلى تتبع تطور المراهقين أثناء انتقالهم إلى مرحلة البلوغ، وتقييم العوامل التي تؤثر على نجاحهم أو فشلهم. في هذا البحث الجديد، ركز غوغوشفيلي وبولتزاك فقط على تأثير الجاذبية على درجة النجاح.

وتضمنت البيانات الواردة في «الدراسة الوطنية التفصيلية لصحة المراهقين» درجات جاذبية صرّح بها متطوعون آخرون بشكل سري. وقارن الباحثان تقديرات مستوى الجاذبية التي نالها عشرات المتطوعين في عمر 15 عاماً (قبل أن يبلغوا من العمر ما يكفي لتحسين مظهرهم) بنجاحهم أثناء انتقالهم إلى سوق العمل. كما حاول الباحثان مراعاة عوامل أخرى، مثل الخلفية العائلية والذكاء وسمات الشخصية عند قياس النجاح في سوق العمل.

ووجد الباحثان أن النساء الجذابات يتمتعن بميزة طفيفة على النساء الأخريات اللاتي يعتبرن أقل جاذبية منهن، وبدرجة أكبر أولئك اللاتي يعتبرن الأقل جاذبية على الإطلاق. إلا أنه فيما يخص الذكور، كان الفرق أكبر، فمجموعة الرجال الأكثر جاذبية كانت أكثر نجاحاً من الرجال متوسطي الجاذبية، ومجموعة متوسطي الجاذبية كانوا بدورهم أكثر نجاحاً ممن صُنّفوا على أنهم أقل جاذبية، مما يدل على أن الجاذبية، على الأقل بين الذكور، تلعب دوراً مهماً في النجاح بالعمل.

وأقرّ الباحثان بمحدودية دلالة بعض البيانات، مثل تأثير تأخر مرحلة البلوغ على البعض، وغيرها من العوامل غير المعروفة التي قد يكون لها تأثير على النجاح، ومن ثم هناك حاجة لمزيد من البحث لتأكيد النتائج التي توصلا إليها.


مقالات ذات صلة

قبل قبول عرض عمل... خطوات أساسية عليك اتخاذها

يوميات الشرق أحد أفضل الأوقات للتفاوض هو بعد تلقي عرض عمل مباشرة (رويترز)

قبل قبول عرض عمل... خطوات أساسية عليك اتخاذها

عندما يتعلّق الأمر بما هو مهم في الوظائف، فإن الناس لديهم العديد من الأولويات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق لفهم كيفية معالجة الآخرين للعالم بشكل أفضل حاول طرح أسئلة مدفوعة بالعاطفة عليهم (رويترز)

لإدارة مشروع جانبي وكسب المال... مهارة واحدة أساسية تحتاج إليها

تُظهر البيانات الحديثة أن أكثر من ثلث البالغين في الولايات المتحدة لديهم عمل جانبي... والأشخاص الذين يكسبون أكبر قدر من المال لديهم شيء مشترك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق لتعزيز الثروة من الضروري التركيز على أمر واحد لتكون الأفضل فيه (أ.ب)

مليونير عصامي: 5 عادات تساعدك على بناء ثروتك

كان آلان كوري في الثانية والعشرين من عمره يغمره الأمل في أن يصبح مليونيراً، لم يكن لديه علاقات أو مرشدون أثرياء، لكنه لم يتراجع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق نظام العمل الهجين يخفف الضغوط على الموظفين (بابليك دومين)

هيئة الإحصاء البريطانية: العمال عن بُعد ينامون أكثر ويعملون أقل

كشف تحليل رسمي أجرته هيئة الإحصاء البريطانية عن أن العمال الذين يعملون من المنزل يحققون توازناً أفضل بين العمل والراحة ولكنهم يعملون بمعدل أقل بمقدار 10 دقائق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق فهم طريقة عمل الذكاء الاصطناعي أمر مهم لكنه ليس المهارة الوحيدة اللازمة للنجاح في العمل (رويترز)

ليست البرمجة... مهارة أساسية تحتاج إليها للنجاح في عصر الذكاء الاصطناعي

يحتاج جميع الشباب للنجاح في مكان العمل، وسط انتشار الذكاء الاصطناعي، إلى مهارة أساسية، موجودة منذ آلاف السنين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».