مفاجأة غير مسبوقة... حفلٌ لـ«ميدل بيست» في مصنع قديم لتحلية المياه بجدةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/4689666-%D9%85%D9%81%D8%A7%D8%AC%D8%A3%D8%A9-%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D8%B3%D8%A8%D9%88%D9%82%D8%A9-%D8%AD%D9%81%D9%84%D9%8C-%D9%84%D9%80%C2%AB%D9%85%D9%8A%D8%AF%D9%84-%D8%A8%D9%8A%D8%B3%D8%AA%C2%BB-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D9%86%D8%B9-%D9%82%D8%AF%D9%8A%D9%85-%D9%84%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A7%D9%87-%D8%A8%D8%AC%D8%AF%D8%A9
مفاجأة غير مسبوقة... حفلٌ لـ«ميدل بيست» في مصنع قديم لتحلية المياه بجدة
أصوات الموسيقى المتنوعة امتزجت مع طبيعة المكان (تصوير: عدنان مهدلي)
في مفاجأة ثقافية غير تقليدية، أُقيم، الجمعة، حفل موسيقي في مصنع تحلية مياه قديم في جدة (غرب السعودية)، يُعد أحد أبرز معالمها، يعود تاريخه إلى عقود مضت؛ في تجربة غير مسبوقة باختيار مواقع العروض وساحاتها، لجذب عشاق الموسيقى والفن من مختلف أنحاء المدينة.
تضمَّن الحفل مجموعة من أجمل الإيقاعات والعروض الموسيقية، من منسقي أغنيات عالميين وإقليميين ومحليين، ضمن قائمة تشمل تيستو، وإريك كلابتون، وسباستيان إنغروسو، و39 كنغدوم، وذا إنجنيرز، وبينك باني؛ فامتزجت أصوات الموسيقى المتنوعة مع طبيعة المكان الفريدة، لخلق تجربة سمعية وبصرية لا تُنسى.
ووفَّرت التجربة لمحبي الموسيقى أجواء مغايرة عن السائد، تفاعل معها الجمهور، فحضر المتشوقون لاكتشاف المكان الجديد والاستمتاع بالموسيقى في بيئة غير تقليدية.
تعكس هذه الفعالية التزام المجتمع بإحياء التراث الثقافي، وتحويل المساحات القديمة إلى موارد حديثة ومُلهمة؛ ما دفع الحضور إلى إعلان رغبتهم في استمرارها، وتوفير مزيد من الفرص للفنانين للتعبير عن مواهبهم وإبداعهم.
استعاد المنظّمون والفنانون الحياة الجديدة في مصنع تحلية المياه القديم، الذي سيتحول لاحقاً إلى متحف استثنائي من المقرَّر افتتاحه عام 2028 يوثق الإرث الصناعي لمدينة جدة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز، حتى اليوم. ويتضمن منطقة مخصصة للتعريف بالأعمال الإبداعية والاستلهام منها، ومساحة مهيَّأة تتيح للمبدعين نشر أفكارهم وتطبيقها، واستوديوهات للإنتاج المرئي الإبداعي، إلى مساحات خاصة بالحرفيين للتعريف بحِرف المملكة قديماً وحديثاً، بجانب موقع لإقامة المعارض العامة، ليكون المتحف وسط جدة مزيجاً من الصناعة والثقافة والإبداع.
يأتي إطلاق فعالية «تحلية» بعد النجاح المبهر للفعاليات المبتكرة التي دشنتها «ميدل بيست» أخيراً في الرياض وجدة والعُلا، ضمن جهودها الريادية لصناعة شكل جديد للساحات الموسيقية في المملكة، بإطار استراتيجية تهدف إلى خلق مفاهيم جديدة للساحات والمراكز الموسيقية، بدءاً من الحفلات البسيطة، وصولاً إلى الفعاليات الموسيقية العالمية، بما يعزز مقومات الاقتصاد الإبداعي القائم على الترفيه الموسيقي في السعودية.
صعدت آمال ماهر إلى المسرح، وافتتحت عرضها بأغنيتها الشهيرة «اللي قادرة» بمشاركة عمر خيرت على البيانو، ثم تتابعت الأغاني بتألُّق صوتها وموسيقى الموسيقار المصري.
لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس، الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.
في حفل المايسترا اللبنانية الأخت مارانا سعد، يحدُث التسليم للحبّ. ليس بهيئته المُتدَاولة، بل بكينونته. بالعظمة الكامنة في نبضه وجوهره وسُلطته على العناصر.
«ليلة الأحلام» تُبهر جمهور جدة بتألُّق عمر خيرت وآمال ماهر
«ليلة الأحلام» جمعت عمر خيرت وآمال ماهر في جدة (بنش مارك)
في ليلة ساحرة خارج صخب يوميات الحياة، استمتع الحضور بحفل «ليلة الأحلام»، الجمعة، فاجتمع الموسيقار المصري عمر خيرت وابنة بلاده الفنانة آمال ماهر على خشبة مسرح «عبادي الجوهر أرينا» ليقدّما عرضاً استثنائياً ضمن فعاليات «موسم جدة 2024»، لتشكّل الأمسية رحلة إبداعية فريدة.
البداية بعرض فيديو للتمارين المكثَّفة التي جمعت الأوركسترا العالمية بقيادة الموسيقار وليد فايد والفنانة؛ فأشار فايد إلى أنّ صوت ماهر «يعزف ولا يغنّي»، فيما أبدى عازف الفلوت العالمي بيدرو أوستاش إعجابه الكبير به.
افتتح خيرت الأمسية بأداء مبدع، فقدَّم مقطوعات شهيرة مثل «قضية عم أحمد»، و«فيها حاجة حلوة»، و«عارفة» التي شاركه الجمهور بغنائها، بجانب «ليلة القبض على فاطمة»، و«ما طلعت شمس ولا غربت».
وفي ختام عرضه، سلَّمه رئيس «الهيئة العامة للترفيه» المستشار تركي آل الشيخ دعوة لتكريمه ضمن حفل ضخم يقيمه في «موسم الرياض 2024»، تقدَّم بها بالنيابة عنه رئيس مجلس إدارة شركة «بنش مارك» زكي حسنين.
علَّق خيرت في مؤتمره الصحافي على الدعوة قائلاً: «سعيد جداً بها، وبجمهور السعودية الذي أشعر بتجاوبهم العميق والكيمياء التي تجمعهم بالموسيقى».
وأشاد بتعاونه مع فنانين سعوديين منذ مدّة طويلة، مشدّداً على أنّ الأغنية مهمّة جداً، ولكن بجانب أهميتها، تأتي أيضاً أهمية الموسيقى: «وهذا ما حرصتُ عليه منذ صغري، أن تكون لدينا موسيقى مرافقة للغناء».
صعدت آمال ماهر إلى المسرح، وافتتحت عرضها بأغنيتها الشهيرة «اللي قادرة» بمشاركة عمر خيرت على البيانو، ثم تتابعت الأغاني: «كل ده كان ليه»، و«مش أنا اللي أشكي» لمحمد عبد الوهاب، و«إنت الحب» لأم كلثوم بتألُّق صوتها وموسيقى الموسيقار المصري.
كما قدَّمت أغنية «الرسايل» لمحمد عبده مع عازف الساكسفون العالمي ديفيد كوز وعازف البيانو العالمي راؤول دي بيلاسيو الذي أشاد بصوتها وإحساسها العميق بالموسيقى العربية.
وأيضاً شاركت عازفة التشيللو العالمية ماريكو موراناكا في أداء أغنيتَي «رايح بيّا فين» و«من غير ليه» لمحمد عبد الوهاب. وفي لمسة مُشابهة لما قدَّمه الفنان محمد منير في حفله السابق، قدَّمت ماهر أغنية «علّي صوتك بالغنا» بمشاركة عازف الفلوت بيدرو أوستاش وعازف الكمان ديفيد غاريت.
وختمت الحفل بأغنية «يا أنا يا أنا» لفيروز بمشاركة عازفَي الكمان غاريت وغارسيا وعازفة التشيللو ماريكو موراناكا. وبعد أكثر من ساعتين ونصف ساعة من الأداء المبهر، تحوّل الحفل واحداً من أجمل ليالي «موسم جدة 2024».
وفي حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، قال الموسيقار خيرت: «أعتزّ كثيراً بالدعوة لتكريمي في (موسم الرياض)، فقد بات من الفعاليات العربية التي تتميّز بأهمية خاصة؛ إذ يُعمِّق تفاعل الجمهور العربي مع الفنّ، ويضع الفنان المُشارك أمام مسؤولية كبيرة».
وأضاف: «الدعوة فرصة للاحتفاء بمشواري الفنّي، ومشاركتي في حفل (ليلة الأحلام) جعلتني أستعيد ذكريات عزيزة على قلبي».
وعن أغنيات الحفل، تابع: «حقَّق الفنان محمد عبد الوهاب نقلة كبيرة في الموسيقى المصرية، وأنا من عشاقه. ألبوم (الوهابيات) الذي قدّمته مع (صوت الموسيقى) في الثمانينات، من التجارب الفنّية المهمّة المتعلّقة بتقديم الموسيقى الشرقية في قالب أوركسترالي؛ فوزَّعتُ بعض أغنياته، منها (لأ مش أنا اللي أبكي)، و(كل ده كان ليه)، و(كنت فين)».
وأوضح أنّ «عبد الوهاب لم يكن يرفض التوزيعات الأوركسترالية، بل كان يحترمها ويحبّها، ومن المعروف أنّ موسيقار الأجيال خاض تجربة توزيع أغنيته (لأ مش أنا اللي أبكي) مع الفنان أندريه رايدر».
ومن الذكريات التي جالت في خاطره خلال العزف، إشادة تلقّاها من عبد الوهاب في شبابه، والتي يعدُّها تكريماً حقيقياً له في بداية مشواره: «فوجئتُ بعد عرض مسلسل (ضمير أبلة حكمت)، من بطولة فاتن حمامة وأحمد مظهر، بمكالمة هاتفية منه يهنئني على موسيقى المسلسل، قائلاً: (ربنا يخليك لمصر). كان لهذه الكلمات سحرٌ خاص على أذني، لأنها جاءت من موسيقار بحجمه، ولأنني أعشق تراب بلادي».
وعدَّ الفنان عمر خيرت الموسيقى جزءاً من تكوينه و«شفرته الجينية»، وفق تعبيره: «أراها إرثاً عائلياً نتناقله عبر الأجيال. فقد كان جدّي عاشقاً لها، وكان لأبي الفضل في استغراقي مبكراً في عالمها. كثيراً ما جلست أستمع إلى عزفه روائع الموسيقى العالمية على البيانو، لأتعلّم العزف مبكراً على هذه الآلة، إلى أن أتقنته بشكل أكاديمي ولم يتجاوز عمري 11 عاماً».
وأكمل استدعاء الذكريات: «أتذكر أنّ أبي اقتنع بإصراري على اختيار طريق الموسيقى، وأخذ أوراقي من الثانوية العامة لتقديمها لمعهد الموسيقى بنفسه، مؤكداً على تمتّعي بالموهبة. لقد شكَّل نموذجاً للآباء المتفهّمين حق الأبناء في تحديد مصيرهم».