وفاة محمد بن ددوش قيدوم الإعلاميين المغاربة بعد مسار إذاعي حافل

عاصر 3 ملوك... وعايش محطات مفصلية من تاريخ المغرب

محمد بن ددوش يتصفح مذكراته التي صدرت عام 2011 (صورة أرشيفية)
محمد بن ددوش يتصفح مذكراته التي صدرت عام 2011 (صورة أرشيفية)
TT

وفاة محمد بن ددوش قيدوم الإعلاميين المغاربة بعد مسار إذاعي حافل

محمد بن ددوش يتصفح مذكراته التي صدرت عام 2011 (صورة أرشيفية)
محمد بن ددوش يتصفح مذكراته التي صدرت عام 2011 (صورة أرشيفية)

توفي، الاثنين، في الرباط، محمد بن ددوش، قيدوم الإذاعيين المغاربة والمدير السابق للإذاعة الوطنية المغربية، وذلك عن 94 عاماً. وراكم الراحل خلال اشتغاله بالإذاعة المغربية، تجربة مهمة، غطى خلالها محطات ومناسبات مهمة في تاريخ المغرب المعاصر، على مدى ناهز 6 عقود.

وعايش بن ددوش ثلاثة ملوك، هم: الملكان الراحلان محمد الخامس والحسن الثاني والملك محمد السادس.

ولد بن ددوش سنة 1929 في تلمسان (الجزائر)، ودرس في جامعة القرويين بفاس، قبل أن يلتحق سنة 1952 بالإذاعة المغربية، حيث بدأ مسيرته المهنية، وارتقى في مناصب قبل أن يصبح مديراً لها ما بين 1974 و1986، كما شغل منصب مستشار إعلامي في ديوان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي.

وحصل الراحل على عدد من الأوسمة المغربية والدّولية. وضمّن تجربته المهنية في مؤلف، تحت عنوان «رحلة حياتي مع الميكروفون»، استعرض فيه الوقائع التي عاشها وواكبها، منذ بداية الاستقلال، معززاً بانطباعاته خلال تغطيته الصحافية شاهداً يؤرخ لأحداث كبرى عاشها المغرب.

بدأت رحلة بن ددوش الإعلامية الطويلة بترجمة نشرة الأخبار من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية، وإذاعتها، كما غطى عودة الملك الراحل محمد الخامس من المنفى، وانطلاق بناء الدولة المستقلة. كما كان الصوت الإذاعي الأول الذي أعلن مباشرة على الإذاعة المغربية، صباح يوم 6 نوفمبر (تشرين الثاني) 1975، انطلاق المسيرة الخضراء نحو الأقاليم الجنوبية للمغرب (الصحراء المغربية)، واجتيازها الحدود الوهمية التي فرضها الاستعمار على المنطقة. وتفاعل عدد من معارف الراحل، بينهم إعلاميون بارزون، مع رحيله.

وكتب الإذاعي رشيد الصباحي: ‏«إن العين لتدمع والقلب ليخشع وما نقول إلا ما يرضي الله... أستاذ الأجيال ومعلمنا جميعاً قدوتنا في العمل الإذاعي محمد بن ددوش يرحل إلى دار الخلود ويترك في أنفسنا حسرة كبيرة. عشنا معه أيام العمل الجميل وكان يوجهنا دائماً، كان من دون منازع قدوتنا رحمه الله وأسكنه فسيح جناته».

وكتبت الصحافية صباح بن داود، تحت عنوان: «رحيل القامات»: «الإذاعي الفذ، والصحافي المتمكن، ومدير الإذاعة المغربية السابق، وواحد ممن عاشوا مغرب الاستقلال وما بعده، ومن عبروا ومرّوا وظلوا في ذاكرة المغرب والمغاربة محمد بن ددوش في ذمة الله».

من جهتها، نعت «جمعية رباط الفتح» عضوها البارز المثقف الرصين والإعلامي اللامع والأديب المبرز»، وقالت: إنه «بهذا الفقد الأليم تكون الساحة الثقافية والفكرية والإعلامية والجمعوية قد فقدت عَلماً برز اسمه في كل هذه الميادين بحضور متميز قلّ نظيره».


مقالات ذات صلة

هنغاريا تدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي لتسوية نزاع الصحراء

شمال افريقيا وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة مستقبلاً نظيره الهنغاري بيتر سيارتو (إ.ب.أ)

هنغاريا تدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي لتسوية نزاع الصحراء

أعربت هنغاريا عن دعمها للجهود التي يبذلها المغرب لحل قضية الصحراء، ولمخطط الحكم الذاتي المقدم سنة 2007.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
رياضة عربية الظهير الأيمن المغربي أشرف حكيمي (إ.ب.أ)

حكيمي يجدّد عقده مع سان جيرمان حتى 2029

مدّد الظهير الأيمن المغربي أشرف حكيمي عقده مع باريس سان جيرمان بطل فرنسا لكرة القدم حتى عام 2029.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شمال افريقيا أعلام الجزائر ترفرف في أحد شوارع العاصمة (رويترز)

الخلافات السياسية تعرقل صادرات القمح الفرنسي إلى الجزائر

كانت الجزائر تستورد ما بين مليونين و6 ملايين طن قمح فرنسي سنوياً؛ مما جعلها من أكبر زبائن فرنسا. غير أن الكميات المستوردة انخفضت بشكل لافت في السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رضوان الحسيني مدير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بوزارة الشؤون الخارجية المغربية (الشرق الأوسط)

المغرب يؤكد «التزامه الراسخ» بمكافحة الإرهاب النووي والإشعاعي

المغرب يؤكد التزامه بالأهداف الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب النووي، التي تدعو إلى نهج استباقي ومتعدد الأبعاد، لمحاربة هذه الآفة.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
رياضة عربية زكريا أبو خلال لاعب تولوز انضم لتشكيلة منتخب المغرب (أ.ف.ب)

الركراكي يستدعي أبو خلال لتشكيلة المغرب بدلاً من أخوماش

أعلن الاتحاد المغربي لكرة القدم الثلاثاء أن وليد الركراكي مدرب المنتخب الأول استدعى زكريا أبو خلال لتعويض غياب إلياس أخوماش.

«الشرق الأوسط» (الرباط)

«القاهرة للسينما الفرانكفونية» يراهن على أفلام عالمية تعالج الواقع

تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
TT

«القاهرة للسينما الفرانكفونية» يراهن على أفلام عالمية تعالج الواقع

تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)

بالتضامن مع القضية الفلسطينية والاحتفاء بتكريم عدد من السينمائيين، انطلقت فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان «القاهرة للسينما الفرانكفونية»، الخميس، وتستمر فعالياته حتى الثاني من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بعرض 75 فيلماً من 30 دولة فرانكفونية.

وشهد حفل الافتتاح تقديم فيلم قصير منفذ بالذكاء الاصطناعي، للتأكيد على أهمية تطويع التكنولوجيا والاستفادة منها في إطار تحكم العقل البشري بها، بجانب عرض راقص يمزج بين ألحان الموسيقار الفرنسي شارل أزنافور احتفالاً بمئويته، وموسيقى فريد الأطرش في ذكرى مرور 50 عاماً على رحيله.

وكرّم المهرجان المخرج المصري أحمد نادر جلال، والإعلامية المصرية سلمى الشماع، إلى جانب الممثلة إلهام شاهين التي تطرقت في كلمتها للتطور الذي يشهده المهرجان عاماً بعد الآخر، مشيدة بالأفلام التي يعرضها المهرجان كل عام من الدول الفرانكفونية.

وأكد رئيس المهرجان ياسر محب «دعم المهرجان للشعب الفلسطيني في الدورة الجديدة»، مشيراً إلى أن السينما ليست بمعزل عما يحدث في العالم من أحداث مختلفة.

وأوضح أنهم حرصوا على تقديم أفلام تعبر عن التغيرات الموجودة في الواقع الذي نعيشه على كافة المستويات، لافتاً إلى أن من بين الأفلام المعروضة أفلاماً تناقش الواقع السياسي.

جانب من الحضور في حفل الافتتاح (حساب إلهام شاهين على «فيسبوك»)

وشهد حفل الافتتاح كلمة للمستشار الثقافي للسفارة الفلسطينية بالقاهرة ناجي الناجي، أكد فيها على دور الفن في دعم القضية الفلسطينية، مشيداً بدور الأعمال الفنية المتنوعة في التعبير عن القضية الفلسطينية وعرض 14 فيلماً عنها ضمن فعاليات الدورة الجديدة للمهرجان.

وتضمن حفل الافتتاح رسالة دعم ومساندة للشعب اللبناني من خلال عرض الفيلم التسجيلي «ثالث الرحبانية» عن حياة وإبداعات الموسيقار اللبناني إلياس الرحباني، وحظي بتفاعل كبير من الحضور.

وقال المنتج الفلسطيني حسين القلا الذي يترأس مسابقة الأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة لـ«الشرق الأوسط» إن «السينما ليست مجرد مشاهدة للأفلام فحسب، ولكن ربط بين الثقافات والحضارات المختلفة»، مشيراً إلى طغيان ما يحدث في غزة على كافة الفعاليات السينمائية.

ويترأس القلا لجنة التحكيم التي تضم في عضويتها الفنانة التونسية عائشة عطية، والفنان المصري تامر فرج الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «المهرجان ليس منصة فقط لعرض الأفلام السينمائية للدول الفرانكفونية، ولكنه مساحة للتعبير عن المبادئ التي تجمع هذه الدول، والقائمة على المساواة والأخوة والسعي لتحقيق العدل، الأمر الذي ينعكس على اختيارات الأفلام».

وعدّ الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين، المهرجان «من الفعاليات السينمائية المهمة التي تهدف لتعزيز التبادل الثقافي مع 88 دولة حول العالم تنتمي للدول الفرانكفونية، الأمر الذي يعكس تنوعاً ثقافياً وسينمائياً كبيراً»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المهرجان يركز على استقطاب وعروض أفلام متنوعة وليس (الشو الدعائي) الذي تلجأ إليه بعض المهرجانات الأخرى».

وعبر عن تفاؤله بالدورة الجديدة من المهرجان مع أسماء الأفلام المتميزة، والحرص على عرضها ومناقشتها ضمن الفعاليات التي تستهدف جانباً ثقافياً بشكل بارز ضمن الفعاليات المختلفة.