زواج أحمد الطنطاوي من الإعلامية رشا قنديل يُثير تفاعلاً مصرياً

لقطة من ظهور الطنطاوي مع رشا قنديل في برنامج «بلا قيود»
لقطة من ظهور الطنطاوي مع رشا قنديل في برنامج «بلا قيود»
TT

زواج أحمد الطنطاوي من الإعلامية رشا قنديل يُثير تفاعلاً مصرياً

لقطة من ظهور الطنطاوي مع رشا قنديل في برنامج «بلا قيود»
لقطة من ظهور الطنطاوي مع رشا قنديل في برنامج «بلا قيود»

أثار خبر زواج السياسي والصحافي المصري أحمد الطنطاوي من الإعلامية المصرية رشا قنديل، تفاعلاً لافتاً على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، إذ تصدر اسم الثنائي (الطنطاوي وقنديل) محركات البحث عبر (غوغل)، السبت، بالإضافة إلى تصدر اسميهما موقع «إكس».

وبينما علّق متابعون على الخبر بالتهنئة، وحصروه في إطار «الحياة الشخصية»، تناوله آخرون باعتبار الاثنين من الشخصيات العامة، مع الإشارة إلى «موقف السياسي الذي كان يعتزم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، لكنه لم يحصل على التوكيلات اللازمة لخوضه الانتخابات».

ويعدّ أحمد الطنطاوي أحد الوجوه البارزة في الأوساط السياسية المصرية، منذ كان عضواً في مجلس النواب بين عامي 2015 – 2020 ضمن تكتل (25 /30) الذي ضمّ أعضاء مؤثرين في ثورتي 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013.

وجاءت التعليقات على منصة «إكس» لتعكس هذا التفاعل، حيث كتب «سامح عسكر» على حسابه أن زواج المذيعة رشا قنديل، من السياسي أحمد الطنطاوي شأن يخصهما، متسائلاً: «ألا توجد قضايا أهم من زواج الناس وطلاقهم؟».

أحمد الطنطاوي (حسابه عبر «فيسبوك»)

وعدّ خالد البرماوي، الخبير في «السوشيال ميديا» اهتمام الناس بالمشاهير في السياسة والإعلام أمراً طبيعياً، وهو أمر قديم وليس جديداً.

وأوضح في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن عنصر الغرابة ينتفي في حالة الطنطاوي ورشا قنديل، فالاثنان أفكارهما متقاربة، وينتميان للاتجاه نفسه تقريباً، فهو لا ينتمي لليسار وهي لليمين مثلاً، بل يقف الاثنان على أرضية مشتركة. وفق تعبيره.

وكتب صاحب حساب على «إكس» يسمي نفسه أحمد بحيري، حواراً افتراضياً بين شخصين يتحدثان عن «زواج الطنطاوي» ويباركان له، في حين يُشار إلى الجنسية البريطانية التي تحملها الزوجة رشا قنديل، والتي قد تقضي على فرص الطنطاوي في الترشح للرئاسة مرة أخرى.

وتنصّ المادة 141 من الدستور المصري على أن «يشترط فيمن يترشح رئيساً للجمهورية أن يكون مصرياً من أبوين مصريين، وألا يكون قد حمل، أو أي من والديه أو زوجه جنسية دولة أخرى، وأن يكون متمتعاً بحقوقه المدنية والسياسية».

واعتبر السياسي المصري والعضو المؤسس بالحركة المدنية، مجدي حمدان، أن هذا الزواج «يضيع مجهود أحمد الطنطاوي وجهود كل الناس الذين كانوا معه»، مشيراً إلى أن «الجنسية الأخرى التي تحملها زوجته تمنع ترشحه مرة أخرى». وقال حمدان لـ«الشرق الأوسط» إن هذه «الزيجة ترسل رسائل كثيرة للداخل والخارج».

وأضاف موجهاً كلامه لطنطاوي: «لماذا أعطيت الناس الأمل وقلت إنك مستمر إلى نهاية الأمر أو نهايتي، في حين أنك لم تكمل المشوار؟» على حد تعبيره.

ورأى صاحب حساب يحمل اسم حسين سعد عبد الله، على منصة «إكس»، أن مثل هذه الأخبار تأتي من منطلق تشتيت انتباه الناس عن الموضوع الأساسي وهو ثبات المقاومة في غزة.

وأشار البرماوي إلى أن رشا قنديل حين استقالت من «بي بي سي» وانخرطت في إحدى وسائل الإعلام المحلية «مدى مصر» أصبحت مشتبكة مع الواقع المصري أكثر، ووُصف صعود هذا الخبر لدائرة الاهتمام بأنه «أمر عادي ولن يظل طويلاً».

رشا قنديل استقالت من «بي بي سي عربي» قبل عدة أشهر (فيسبوك)

وقدمت رشا قنديل أكثر من برنامج حواري وسياسي في قناة «بي بي سي» العربية، أبرزها برنامج «بلا قيود»، الذي استضافت فيه أحمد الطنطاوي في إحدى حلقاته العام الماضي، وعملت في موقع «مدى مصر»، وشاركت يوم 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، ضمن ندوة نظمتها الجامعة الأميركية بالقاهرة للحديث عن «جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة»، وتحدثت رشا قنديل في الندوة عن «دور الإعلام في المؤسسات المنحازة لإسرائيل».

رشا قنديل (حسابها على «فيسبوك»)

ورغم أن حمدان يصف نفسه بأنه «من المتعاطفين مع الطنطاوي»، وأنه «من الذين حرروا له توكيلاً» فإنه اعتبر «الظروف الحالية المحيطة بالطنطاوي والتوقيت الراهن غير مناسب لخطوة زواجه من رشا قنديل». حسب وصفه.



فك لغز الحركات البارعة للأخطبوط

تمتلك أذرع الأخطبوط أنظمة عصبية مجزأة لتمكينه من أداء حركات استثنائية (جامعة شيكاغو)
تمتلك أذرع الأخطبوط أنظمة عصبية مجزأة لتمكينه من أداء حركات استثنائية (جامعة شيكاغو)
TT

فك لغز الحركات البارعة للأخطبوط

تمتلك أذرع الأخطبوط أنظمة عصبية مجزأة لتمكينه من أداء حركات استثنائية (جامعة شيكاغو)
تمتلك أذرع الأخطبوط أنظمة عصبية مجزأة لتمكينه من أداء حركات استثنائية (جامعة شيكاغو)

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة شيكاغو الأميركية أن الدوائر العصبية التي تتحكم في حركة أذرع الأخطبوطات مجزأة، مما يمنح هذه المخلوقات تحكماً دقيقاً واستثنائياً عبر جميع أذرعها الثماني، وعبر مئات الممصات الموجودة على طول هذه الأذرع، لاستكشاف بيئتها والإمساك بالأشياء والتقاط الفرائس.

ووفق نتائج الدراسة التي نُشرت، الأربعاء، في دورية «نيتشر كومينيكيشين»، تحتوي كل ذراع من أذرع الأخطبوط على نظام عصبي ضخم، مع وجود عدد أكبر من الخلايا العصبية مجتمعة عبر الأذرع الثماني، مقارنة بدماغ الحيوان.

وتتركز هذه الخلايا العصبية في الحبل العصبي المحوري الكبير (ANC)، والذي يتعرج ذهاباً وإياباً أثناء انتقاله من الدماغ إلى أسفل الذراع.

وتتحرك أذرع الأخطبوط ببراعة لا تصدق، فتنحني وتلتف وتتراجع بدرجات لا نهائية من الدقة والحرية تقريباً.

وقال كليفتون راجسديل، أستاذ علم الأعصاب في جامعة شيكاغو والمؤلف الرئيس للدراسة، في بيان صادر الأربعاء: «نعتقد أنها سمة تطورت على وجه التحديد في رأسيات الأرجل ذات الجسم الرخو مع الممصات للقيام بهذه الحركات الشبيهة بحركات الديدان».

ويمكن للأخطبوطات أن تتحرك وتغير شكل ممصاتها بشكل مستقل. كما أن الممصات مليئة بمستقبلات حسية تسمح للأخطبوط بتذوق وشم الأشياء التي يلمسها -مثل الجمع بين اليد واللسان والأنف.

درست كاسادي أولسون، وهي طالبة دراسات عليا في علم الأعصاب الحاسوبي والتي قادت الدراسة، بنية الحبل العصبي المحوري واتصالاته بالعضلات في أذرع الأخطبوط ذي البقعتين الكاليفورني (Octopus bimaculoides)، وهو نوع صغير موطنه المحيط الهادئ قبالة ساحل كاليفورنيا.

وكانت هي والباحثة المشاركة بالدراسة جريس شولتز، وهي طالبة دراسات عليا في علم الأحياء التنموي والتجديدي والخلايا الجذعية، تحاولان النظر إلى المقاطع العرضية الدائرية الرقيقة للأذرع تحت المجهر، لكن العينات استمرت في السقوط من الشرائح. لقد جربوا شرائح طولية من الذراعين وكان حظهم أفضل، مما أدى إلى اكتشاف غير متوقع.

تمتلك الأخطبوطات ثماني أذرع ومئات الممصات على طول هذه الأذرع (جامعة شيكاغو)

وباستخدام العلامات الخلوية وأدوات التصوير لتتبع البنية والاتصالات بين أجزاء الحبل العصبي المحوري الكبير، رأوا أن أجسام الخلايا العصبية كانت معبأة في أعمدة تشكل أجزاء، مثل الأنبوب المموج. يتم فصل هذه الأجزاء عن طريق فجوات تسمى الحواجز، حيث تخرج الأعصاب والأوعية الدموية إلى العضلات القريبة. وتتصل الأعصاب من أجزاء متعددة بمناطق مختلفة من العضلات، مما يشير إلى أن هذه الأجزاء تعمل معاً في وحدة واحدة متسقة للتحكم في الحركة.

قالت أولسون: «بالنظر إلى هذا من منظور دراسات النمذجة الحاسوبية، فإن أفضل طريقة لإعداد نظام تحكم لهذه الذراع الطويلة والمرنة للغاية هي تقسيمها إلى أجزاء أصغر».

وأوضحت: «ولكن يجب أن يكون هناك نوع من الاتصال بين الأجزاء، مما يساعد في تنعيم أداء تلك الحركات بهذا الشكل الفريد».

وتشير النتائج إلى أن «الجهاز العصبي ينشئ خريطة مكانية أو طبوغرافية لكل ممص». ويعتقد الباحثون أن هذه «الخريطة الماصة»، كما أطلقوا عليها، «تسهل هذه القدرة الحسية الحركية المعقدة».

ولمعرفة ما إذا كان هذا النوع من البنية شائعاً بين رأسيات الأرجل ذات الجسم الرخو الأخرى، درسوا أيضاً نوعاً آخر شائعاً في المحيط الأطلسي من أنواع الحبار الساحلي طويل الزعانف، والذي يحتوي على ثماني أذرع ذات عضلات وممصات مثل الأخطبوط.

وفي حين انفصلت الأخطبوطات والحبار عن بعضهما البعض منذ أكثر من 270 مليون سنة، وفق نتائج دراسات التطور، فإن التشابهات في كيفية تحكمهما في أجزاء من أطرافهما باستخدام الممصات -والاختلافات في الأجزاء التي لا تفعل ذلك- تُظهر كيف يمكن التطور دائماً من إيجاد أفضل الحلول.

وهو ما علق عليه راجسديل: «إن الكائنات الحية التي تمتلك هذه الزوائد الممتلئة بالممصات والتي تتحرك مثل الديدان تحتاج إلى نوع مناسب من الجهاز العصبي. وقد تطورت لرأسيات الأرجل بنية مقطعية تختلف تفاصيلها وفقاً لمتطلبات بيئاتها».