«ذهب الفراعنة» يلمع في أستراليا

معرض مؤقت في سيدني يضم 182 قطعة أثرية

مجموعة من مقتنيات المعرض (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مجموعة من مقتنيات المعرض (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

«ذهب الفراعنة» يلمع في أستراليا

مجموعة من مقتنيات المعرض (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مجموعة من مقتنيات المعرض (وزارة السياحة والآثار المصرية)

فتح معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» أبوابه أمام الجمهور الأسترالي بالعاصمة سيدني، في رابع جولاته الخارجية، وسط توقعات مصرية باستقبال المعرض نحو مليون زائر، خصوصاً بعد إعلان المنظمين الأستراليين عن بيع 100 ألف تذكرة قبل موعد افتتاحه الرسمي بنحو شهر.

ويضم المعرض 182 قطعة أثرية من مقتنيات المتحف المصري في التحرير من عصر الملك «رمسيس الثاني»، حسبما ورد في بيان لوزارة السياحة والآثار المصرية، الخميس، كما يضم بعض القطع الأثرية التي اكتشفتها البعثة المصرية في منطقة البوباسطيون بسقارة في الجيزة (غرب القاهرة)، بالإضافة إلى مقتنيات من عصر الدولة الوسطى وحتى العصر المتأخر، تتمثل في مجموعة من التماثيل والحلي وأدوات التجميل واللوحات والكتل الحجرية المزينة بالنقوش، وبعض التوابيت الخشبية الملونة.

مجموعة من مقتنيات المعرض (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأبدى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصري، الدكتور مصطفى وزيري، إعجابه بطريقة العرض والدعاية التي انتشرت في شوارع العاصمة الأسترالية سيدني احتفاء بالمعرض المصري.

وقال وزيري، خلال كلمته في المؤتمر الصحافي بالمتحف الأسترالي الذي سبق افتتاح المعرض، إن «هذه الدعاية ستشجع جميع سكان مدينة سيدني وزائريها على زيارة المعرض، كما ستساهم في تربية أجيال من أحباء مصر وحضارتها الفريدة والعريقة».

وعدَّت مديرة المتحف الأسترالي، كيم ماكاي، عرض تابوت الملك رمسيس الثاني في المتحف ضمن مقتنيات المعرض «نجاحاً كبيراً للمتحف». وأوضحت، خلال المؤتمر الصحافي، أن «سيدني هي المدينة الثانية في العالم، بعد باريس، التي يُعرَض التابوت بها».

وزيري بجوار أحد التماثيل المعروضة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأشارت ماكاي إلى بيع 100 ألف تذكرة للمعرض قبل افتتاحه، وأكدت أن هذا المعرض «فرصة رائعة للجمهور الأسترالي لرؤية التابوت الملكي في الواقع مع بقية القطع الأثرية المتميزة».

ووصفت الدكتورة أماني كرورة، عميدة كلية الآثار السابقة في جامعة أسوان، معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» بـ«الواجهة المشرفة للآثار والحضارة المصرية، خصوصاً في أميركا وأوروبا وأستراليا».

وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن هذه المعارض «مهمة جداً» لتعريف الأجيال الجديدة بالحضارة المصرية، مؤكدة أن «بعض الجامعات الأجنبية تُدرّس الحضارة المصرية بوصفها أقدم الحضارات على مستوى العالم»، وفق تعبيرها.

تمثال رأسي للملك رمسيس الثاني (وزارة السياحة والآثار)

ووفق آثاريين مصريين، فإن فترة حكم الملك رمسيس الثاني الملقب بـ«ملك كل الملوك»، و«سيد البنّائين»، قد استمرت نحو 66 عاماً، عادّين إياها «أمجد وأعظم وأقوى عصور مصر».

وحسب كرورة، فإن الملك رمسيس الثاني هو «خير سفير للحضارة المصرية القديمة»، وأوضحت أنه «بنى الكثير من المعابد، وترك الكثير من الآثار في كل ربوع مصر، وبأحجام كبيرة للغاية».

وتذكرت كرورة حين أُخذت فرنسا مومياء الملك رمسيس الثاني لأغراض ترميمية وبحثية في منتصف سبعينات القرن الماضي، قائلة إنهم «استقبلوه بحفاوة كبيرة كملك مصري، وعزفوا السلام الجمهوري المصري والسلام الجمهوري الفرنسي».

افتتاح معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» بمتحف أستراليا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وكانت أولى محطات معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 بمدينة هيوستن الأميركية، ومن ثمّ عُرِض في أغسطس (آب) 2022 بمدينة سان فرانسيسكو في محطته الثانية، وفي أبريل (نيسان) 2023 كانت محطته الثالثة في باريس، حيث زار المعرض 817 ألف زائر خلال 5 أشهر، مدة عرضه هناك، حسب الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصري، الذي توقع استقبال معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» في سيدني حوالي مليون زائر.


مقالات ذات صلة

بينالي الفنون الإسلامية في جدة... حوار المقدس والمعاصر

يوميات الشرق جانب من بينالي الفنون الإسلامية بجدة في نسخته الأولى (واس)

بينالي الفنون الإسلامية في جدة... حوار المقدس والمعاصر

يجري العمل على قدم وساق لتقديم النسخة الثانية من بينالي الفنون الإسلامية بجدة في 25 من يناير القادم، ما الذي يتم إعداده للزائر؟

عبير مشخص (لندن)
يوميات الشرق المعرض يشهد استحداث ممر تكريمي للشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن (وزارة الثقافة)

تجلّيات الثقافة والفكر تُزيّن معرض الرياض الدولي للكتاب

المعرض يُعدّ تظاهرة ثقافية وفكرية سنوية بارزة بالمنطقة تجسّد منذ عقود الإرث الثقافي للمملكة وترسّخ ريادتها في صناعة الثقافة وتصدير المعرفة.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق أحد الأعمال في المعرض الاستعادي لعبد الهادي الوشاحي (الشرق الأوسط)

«فانتازيا الوشاحي»... معرض استعادي لـ«سلطان النحت الطائر»

جاء العرض البصري لـ«فانتازيا الوشاحي» بشكل يُتيح الاقتراب من عالم النحّات الراحل، إذ تُجاور أعماله الجوائز الدولية والمحلّية التي حصل عليها على مدى مشواره.

منى أبو النصر (القاهرة )
يوميات الشرق زائرات يشاهدن بعض لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

«سبيل الغاب» يناجي الصحراء في أبوظبي

يتقاطر محبو الفن التشكيلي، زرافاتٍ وفرادى، إلى «مَجمع 421 للفنون» في أبوظبي لمشاهدة لوحات وأعمال 19 فناناً من جنوب آسيا، وجنوب غربي آسيا، وأفريقيا.

مالك القعقور (أبوظبي)
يوميات الشرق الرئيس الفرنسي والمصوّر عمار عبد ربه

المصوّر السوري عمار عبد ربه يشارك في «نظرات على الإليزيه»

المصور السوري الفرنسي عمار عبد ربه مساهم منتظم مع «الشرق الأوسط»، يشتهر بقدرته على التقاط لحظات قوية بوضوح مدهش، وامتدت مسيرته المهنية لأكثر من 3 عقود.

«الشرق الأوسط» (باريس)

مصر تراهن على مشروع «التجلي الأعظم» في سيناء لاجتذاب السائحين

رئيس الوزراء المصري يتفقّد مشروع «التجلي الأعظم» (مجلس الوزراء المصري)
رئيس الوزراء المصري يتفقّد مشروع «التجلي الأعظم» (مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر تراهن على مشروع «التجلي الأعظم» في سيناء لاجتذاب السائحين

رئيس الوزراء المصري يتفقّد مشروع «التجلي الأعظم» (مجلس الوزراء المصري)
رئيس الوزراء المصري يتفقّد مشروع «التجلي الأعظم» (مجلس الوزراء المصري)

تُولي مصر أهمية كبيرة بمشروع «التجلي الأعظم» في مدينة سانت كاترين (جنوب سيناء)، حيث تسابق الحكومة المصرية الزمن للانتهاء منه وافتتاحه ووضعه على الخريطة السياحية في البلاد.

وبعد مرور أقل من 3 أعوام على بدء تنفيذ المشروع الذي تفقّده رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، صباح اليوم (السبت)، رفقة عدد من الوزراء والمسؤولين، فقد أوشك على الاكتمال.

ووضعت وزارة الإسكان مخططاً متكاملاً لمشروع «التجلي الأعظم»، بهدف «إنشاء مزار روحاني على الجبال المحيطة بالوادي المقدس؛ لتكون مقصداً للسياحة الروحانية والجبلية والاستشفائية والبيئية على مستوى العالم، بجانب توفير جميع الخدمات السياحية والترفيهية للزوار، وتنمية المدينة ومحيطها، مع الحفاظ على الطابع البيئي والبصري والتراثي للطبيعة البكر»، وفق وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، شريف الشربيني.

ويتضمّن المشروع إنشاء مركز الزوار الجديد في مدخل المدينة بموقع ميدان الوادي المقدس، بجانب إنشاء ساحة للاحتفالات الخارجية، ومبنى عرض متحفي متنوع، بالإضافة إلى مسرح، وقاعة مؤتمرات، وكافتيريا، وغرف اجتماعات في مبنى تحت الأرض؛ لعدم التأثير على البيئة الطبيعية للمنطقة.

جانب من المشروع (مجلس الوزراء المصري)

ويشمل المشروع فندقاً جبلياً يتمتع بإطلالات متعددة على دير سانت كاترين، وهضبة التجلي، ووادي الراحة، مع حديقة جبلية خلفية ذات تكوينات صخرية نادرة.

واستغلّ المشروع التجويف الكبير في الجبل بوادي الراحة لإنشاء الفندق الجبلي؛ ليضم مختلف المقومات التي تجعله فندقاً عالمياً يتمتع بإطلالات متعددة، وفق بيان مجلس الوزراء، اليوم (السبت).

وتراهن مصر على المشروع لتنشيط السياحة، فوفق مصطفى مدبولي فإن «الدولة المصرية بجميع وزاراتها وأجهزتها المعنية بذلت جهوداً كبيرة لتحويل هذه البقعة المقدسة التي شرّفها المولى -عز وجل- بالتجلي فوقها، وذلك من أجل تقديمها إلى الإنسانية وشعوب العالم أجمع، على النحو الذي يليق بها؛ تقديراً لقيمتها الروحية الفريدة التي تنبع من كونها حاضنة للأديان السماوية الثلاثة».

ويتضمّن المشروع إنشاء النُّزل البيئي الجديد «الامتداد» بمنطقة وادي الراحة، ويتكوّن من 7 مبانٍ، فضلاً عن إنشاء الحديقة الصحراوية بمحاذاة سفح الجبل، وتربط النُّزل البيئي الجديد بالفندق الجبلي وإنشاء ممشى «درب موسى»؛ ليحاكي المسار التاريخي لسيدنا موسى -عليه السلام- عبر وادي الراحة وصولاً لجبل التجلي، بالإضافة إلى تطوير «74 شاليه» بالنُّزل البيئي القائم.

ولاستيعاب الكثافة السكانية الجديدة المتوقعة في المدينة، تواصل وزارة الإسكان إنشاء الحي السكني الجديد في الزيتونة. كما يضم المشروع تطوير المنطقة السياحية، وإنشاء بازارات تجارية لدعم القاعدة الاقتصادية في المدينة.

تطوير «مطار سانت كاترين» (مجلس الوزراء المصري)

في السياق نفسه، يتضمّن المشروع تطوير منطقة وادي الدير -وهي إحدى أهم مناطق سانت كاترين- التي أُنشئ بها دير سانت كاترين الذي يظلّ مزاراً روحانياً وأثرياً على المستوى العالمي.

وتوفّر الحكومة المصرية جميع الخدمات والمرافق لإنجاح هذا المشروع الطموح، من خلال تمهيد الطرقات وتطوير «مطار سانت كاترين» لاستيعاب حركة الطيران المتوقعة والتوسعات المستقبلية للمدينة، بوصفها واجهة سياحية ودينية عالمية.

وتتضمن أعمال تطوير المطار إنشاء مبنى للركاب بسعة 600 راكب في الساعة بدلاً من 300، بجانب رفع كفاءة الممر القائم، ليكون إجمالي سعة المطار 11 طائرة.

وتهدف مصر إلى الترويج لسانت كاترين لتكون جزءاً من التجربة السياحية المتكاملة التي يقدّمها المقصد السياحي المصري، وهي: سياحة المغامرات، والسياحة الثقافية، وسياحة الاستجمام، وسياحة العائلات، بجانب جذب شرائح جديدة من السائحين في العالم من المهتمين بالسياحة الروحانية، والسياحة الاستشفائية؛ لما تتميز به المنطقة من مكانة وقيمة متفردة من حيث الموقع المتميز والمقومات السياحية والطبيعية.

«الفندق الجبلي» في سانت كاترين (مجلس الوزراء المصري)

مدينة سانت كاترين الواقعة بالقرب من منتجعات شرم الشيخ، ونويبع، ودهب، يبلغ ارتفاعها 1600 متر فوق سطح البحر، وتحيط بها جبال عدّة هي الأعلى في سيناء ومصر، مثل: سانت كاترين، وموسى، والصفصافة.

وأُعلنت سانت كاترين «محمية طبيعية» تزخر بمقومات سياحية فريدة، فضلاً عن الحياة البرية والحيوانات مثل: الغزلان والذئاب.

وتتولّى وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية تنفيذ مشروع «التجلي الأعظم» من خلال «الجهاز المركزي للتعمير»، بتكلفة إجمالية تُقدّر بنحو 4 مليارات جنيه (الدولار الأميركي يعادل 48.3 جنيه مصري).