هل يؤثر وزن الجسم في كيفية حرق الطاقة وتوقيته؟

الأشخاص يتعرّضون كل 24 ساعة لتغييرات تسببها الساعة البيولوجية

المصابون بالسمنة قد يحرقون طاقة أقل خلال النهار (بابليك دومين)
المصابون بالسمنة قد يحرقون طاقة أقل خلال النهار (بابليك دومين)
TT

هل يؤثر وزن الجسم في كيفية حرق الطاقة وتوقيته؟

المصابون بالسمنة قد يحرقون طاقة أقل خلال النهار (بابليك دومين)
المصابون بالسمنة قد يحرقون طاقة أقل خلال النهار (بابليك دومين)

كشفت دراسة أميركية أنّ «وزن الجسم يؤثر في كيفية حرق الجسم للطاقة وتوقيته أثناء ساعات الليل والنهار». وأوضح الباحثون في الدراسة التي نشرت نتائجها، الأربعاء، في دورية «السمنة» أنّ «مَن يتمتعون بوزن صحي يحرقون مزيداً من الطاقة خلال النهار، في حين يحرق المصابون بالسمنة مزيداً من الطاقة أثناء الليل».

وحرق الطاقة هو عملية استخدام الجسم للطاقة للقيام بالوظائف الأساسية والنشاطات الجسدية، بما فيها التنفّس والنمو والعمليات الخليوية الأخرى. وهي تختلف عن حرق السعرات الحرارية؛ العملية المحددة المتعلّقة بتحويل الطاقة من الطعام إلى حرارة، ويمكن تحقيقها عبر زيادة النشاط البدني. ويمكن أن تؤثر الجداول الزمنية ومواعيد نوم الأشخاص وتناول الطعام وممارسة الرياضة أيضاً في الصحة، إما عن طريق استكمال الإيقاعات اليومية الطبيعية للجسم أو مخالفتها.

ووفق الباحثين، فإنّ «الأشخاص يتعرّضون كل 24 ساعة لتغييرات عدّة تسببها الساعة البيولوجية لجسم الإنسان، وتحدث عادة في أوقات معيّنة من اليوم لتلبية حاجات الجسم على أفضل وجه في أي ساعة معيّنة». وركز الفريق البحثي على كيفية تأثير إيقاعات الساعة البيولوجية والنوم في جسم الإنسان من خلال مراقبة 30 شخصاً لـ6 أيام.

واتبعت الدراسة بروتوكولاً صارماً يتضمّن جدولاً مصمَّماً لجعل المشاركين مستيقظين وينامون في أوقات مختلفة طوال اليوم. وبعد كل فترة نوم، جرى إيقاظ المتطوّعين لتناول الطعام والمشاركة في مجموعة متنوّعة من الاختبارات للوقت المتبقّي من اليوم.

وفي أحد الاختبارات، تمرّن المشاركون أثناء ارتداء قناع متّصل بجهاز يقيس ثاني أكسيد الكربون المنبعث ويساعد في تقدير استخدام الطاقة، كما جُمعت عيّنات الدم لقياس مستويات السكر استجابة لوجبة مماثلة مقدَّمة خلال اليوم.

يقول الباحث الرئيسي للدراسة بجامعة أوهايو، الدكتور أندرو ماكهيل: «كان من المفاجئ معرفة مدى الاختلاف الكبير بين توقيت حرق الجسم للطاقة لدى مَن يتمتعون بوزن صحي، والمصابين بالسمنة». ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «وجدنا أنّ عملية حرق الطاقة كانت في أدنى مستوياتها خلال الليل لدى أصحاب الوزن الصحي عندما يكونون نائمين، لكن في المقابل لامست عملية حرق الطاقة لدى المصابين بالسمنة أدنى مستوياتها خلال ساعات النهار، عندما يكونون مستيقظين، وكانت لديهم مستويات أعلى من هرمون الأنسولين نهاراً، ويمكن أن يؤثر ذلك في حساسية الأنسولين وقابلية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني».

عن أهمية نتائج الدراسة، يوضح ماكهيل أنها «قد تمكن الأطباء والباحثين من مراعاة الوقت عند تطوير استراتيجيات العلاج لمن يعانون السمنة، ويمكن أن يؤدّي هذا النهج إلى زيادة فاعلية التدخلات التي تهدف للتحكم في الوزن أو السكر بالدم»، مشيراً إلى أنّ الفريق «يخطّط لإجراء مزيد من البحث لاكتشاف عادات الأكل والجوع لدى من يعانون من السمنة المفرطة، وإمكان أن يسهم حرق طاقة أقل خلال اليوم في الإصابة بها، أو يمكن أن يكون نتيجة لهذه السمنة».


مقالات ذات صلة

جمهوريون يتساءلون عمّا إذا كان اختيار ترمب لفانس ملائماً

الولايات المتحدة​ جيمس دي فانس نائب المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب في تجمع انتخابي بجامعة رادفورد في فرجينيا (أرشيفية - أ.ف.ب)

جمهوريون يتساءلون عمّا إذا كان اختيار ترمب لفانس ملائماً

لم تمض سوى أيام على اختيار جيمس دي فانس، نائباً للمرشح الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترمب، حتى بدأت الاعتراضات تتصاعد عن احتمال أن يكون هذا الاختيار خاطئاً.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن كامالا هاريس تتحدث للصحافة بعد اجتماعها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

3 طرق أمام ترمب لإنهاء «شهر عسل» هاريس

تعيش كامالا هاريس «شهر عسل» بشكل ملحوظ، وقد لا يدوم طويلاً، فماذا سيفعل ترمب وحملته؟

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة (وكالة الأنباء الفلسطينية- وفا)

الرئاسة الفلسطينية: الإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية المجازر اليومية بحق شعبنا

أعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن «الضوء الأخضر الذي حصل عليه بنيامين نتنياهو من الإدارة الأميركية جعله يستمر في عدوانه».

«الشرق الأوسط» (الضفة الغربية)
العالم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى جانب لنظيره الصيني وانغ يي في لاوس (أ.ب)

إشادة أميركية بمحادثات «صريحة وبناءة» مع الصين

أشادت الولايات المتحدة بالمحادثات «الصريحة والمثمرة» بين وزير خارجيتها أنتوني بلينكن ونظيره الصيني وانغ يي في لاوس اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ رجل في وسط حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)

حريق غابات ضخم يضرب كاليفورنيا (صور)

اضطر نحو 4 آلاف شخص إلى مغادرة منازلهم في كاليفورنيا بسبب حريق ضخم وعنيف.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)

فرقة «الحضرة» المصرية تدخل عامها العاشر بطموحات كبيرة

«الحضرة» تنشد على المسرح (الشرق الأوسط)
«الحضرة» تنشد على المسرح (الشرق الأوسط)
TT

فرقة «الحضرة» المصرية تدخل عامها العاشر بطموحات كبيرة

«الحضرة» تنشد على المسرح (الشرق الأوسط)
«الحضرة» تنشد على المسرح (الشرق الأوسط)

تحتفل فرقة «الحضرة» المصرية للإنشاد الديني بعيد ميلادها التاسع خلال فعاليات الموسم الصيفي للموسيقى والغناء في دار الأوبرا؛ بإحيائها حفلاً على «المسرح المكشوف» يمتدّ لساعتين، السبت 10 أغسطس (آب) المقبل.

يتضمّن البرنامج مجموعة قصائد تقدّمها للمرّة الأولى، منها «جدّدت عشقي» لعلي وفا، و«أحباب قلبي سلام» للشيخ سيدي الهادي من تونس، وقصيدة في مدح النبي، «يفديك قلبي»، لشاعرة فلسطينية، وفق نور ناجح، مؤسِّس الفرقة الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «سيكون الحفل مختلفاً واستثنائياً على جميع المستويات، فهو محطّة لاستقبال عامنا العاشر».

الفرقة تجمع منشدين ذوي ثقافة صوفية (الشرق الأوسط)

وستقدّم الفرقة مجموعة من أشهر أعمالها السابقة، هي 11 قصيدة مجمَّعة بطريقة «الميدلي»، منها «مدد يا سيدة»، و«أول كلامي بأمدح»، و«جمال الوجود»، و«هاتوا دفوف الفرح»، و«خذني إليك». ذلك إضافة إلى مجموعة من الأناشيد والابتهالات التي يُطالب بها الجمهور، مثل «إني جعلتك في الفؤاد محدّثي»، و«المسك فاح». ومن مفاجآت الحفل، وفق ناجح، استضافة مشايخ لمشاركتهم الإنشاد، منهم المنشد وائل فشني، وعلي الهلباوي، وراقص التنورة المصري - الإسباني المقيم في أوروبا، محمد السيد، الذي سيقدّم فقرة للأداء التعبيري، مصاحبةً لبعض القصائد.

إحياء التراث الصوفي المصري بشكل مختلف (الشرق الأوسط)

ويعدُّ ناجح «الحضرة» أول فرقة مصرية للإنشاد الصوفي الجماعي، التي كانت سبباً لانطلاق فرق أخرى مماثلة لاحقاً: «قدّمت مصر عمالقة في مجال الإنشاد والابتهالات، مثل نصر الدين طوبار، وسيد النقشبندي، ومحمد الهلباوي ومحمد عمران»، مشدّداً على أنّ «الإنشاد خلال الحقبات الماضية كان فردياً، فلم تعرف مصر الفرق في هذا المجال، على عكس دول أخرى مثل سوريا، لكنّ (الحضرة) جاءت لتغيّر ثقافة الإنشاد في البلاد؛ فهي أول مَن قدَّم الذِكر الجماعي، وأول مَن أدّى (الحضرة) بكل تفاصيلها على المسرح».

واتّخذ ناجح عبارة «الحضرة من المساجد إلى المسارح» شعاراً لفرقته، والمقصود نقل الحضرة الصوفية من داخل الجامع أو من داخل ساحات الطرق الصوفية والمتخصّصين والسهرات الدينية والموالد في القرى والصعيد، إلى حفلات الأوبرا والمراكز الثقافية والسفارات والمهرجانات المحلّية والدولية.

جمعت قماشة الصوفية المصرية في حفلاتها (الشرق الأوسط)

تحاكي «الحضرة» مختلف فئات الجمهور بمَن فيهم الشباب، والذين لا يعرف كثيرون منهم شيئاً عن أبناء الطرق أو عن الصوفية عموماً، وفق مؤسِّس الفرقة الذي يقول: «نجحنا في جذب الشباب لأسباب منها زيادة الاهتمام بالتصوُّف في مصر منذ بداية 2012، حدَّ أنه شكَّل اتجاهاً في جميع المجالات، لا الموسيقى وحدها».

ويرى أنّ «الجمهور بدأ يشعر وسط ضغوط الحياة العصرية ومشكلاتها بافتقاد الجانب الروحي؛ ومن ثَم كان يبحث عمَن يُشبع لديه هذا الإحساس، ويُحقّق له السلام والصفاء النفسي».

وأثارت الفرقة نقاشاً حول مشروعية الذِكر الجهري على المسرح، بعيداً عن الساحات المتخصِّصة والمساجد؛ ونظَّمت ندوة حول هذا الأمر شكّلت نقطة تحوُّل في مسار الفرقة عام 2016، تحدَّث فيها أحد شيوخ دار الإفتاء عن مشروعية ذلك. وفي النتيجة، لاقت الفرقة صدى واسعاً، حدَّ أنّ الشباب أصبحوا يملأون الحفلات ويطلبون منها بعض قصائد الفصحى التي تتجاوز مدّتها 10 دقائق من دون ملل، وفق ناجح.

فرقة «الحضرة» تدخل عامها العاشر (الشرق الأوسط)

وعلى مدى 9 سنوات، قدَّمت الفرقة أكثر من 800 حفل، وتعاونت مع أشهر المنشدين في مصر والدول العربية، منهم محمود التهامي، ووائل الفشني، وعلي الهلباوي، والشيخ إيهاب يونس، ومصطفى عاطف، وفرقة «أبو شعر»، والمنشد السوري منصور زعيتر، وعدد من المنشدين من دول أخرى.

تمزج «الحضرة» في حفلاتها بين الموسيقى والإنشاد، وهو ما تتفرّد به الفرقة على المستوى الإقليمي، وفق ناجح.

وتدخل الفرقة عامها العاشر بطموحات كبيرة، ويرى مؤسِّسها أنّ أهم ما حقّقته خلال السنوات الماضية هو تقديمها لـ«قماشة الصوفية المصرية كاملة عبر أعمالها»، مضيفاً: «جمعنا الصوفية في النوبة والصعيد والريف».

كما شاركت في مهرجانات الصوفية الدولية، وأطلقت مشروعات فنية، منها التعاون مع فرقة «شارموفرز»، التي تستهدف المراهقين عبر موسيقى «الأندرغراوند»، ومشروع المزج بين الموسيقى الكلاسيكية والصوفية مع عازفي الكمان والتشيلو والفيولا. وقدَّمت «ديو» مع فرق مختلفة على غرار «وسط البلد» بهدف جذب فئات جديدة لها.

يأمل نور ناجح، مع استقبال العام العاشر، في إصدار ألبومات جديدة للفرقة، وإنشاء مركز ثقافي للإنشاد الديني، وإطلاق علامة تجارية للأزياء الصوفية باسم «الحضرة».