«صوت وصورة»: قسوة الذكاء الاصطناعي حين يدمّر السُمعة

مسلسل مصري يشتبك مع الهموم اليومية تهمته «الإطالة»

مطاوع في لقطة من مسلسل «صوت وصورة» (الشركة المنتجة)
مطاوع في لقطة من مسلسل «صوت وصورة» (الشركة المنتجة)
TT

«صوت وصورة»: قسوة الذكاء الاصطناعي حين يدمّر السُمعة

مطاوع في لقطة من مسلسل «صوت وصورة» (الشركة المنتجة)
مطاوع في لقطة من مسلسل «صوت وصورة» (الشركة المنتجة)

حصد مسلسل «صوت وصورة» منذ حلقاته الأولى اهتمام المشاهدين في مصر، محتلاً المركز الأول بقوائم المشاهدة عبر منصة «Watch IT» التي تعرضه، بجانب قناة «DMC».

وهو يعتمد حبكة درامية مشوّقة تتناول مخاطر الذكاء الاصطناعي وتغَوّل مواقع التواصل وقدرتها على التأثير في الرأي العام؛ ويعرض إشكالية التحرّش في مكان العمل من خلال الزوجة والأم الشابة «رضوى» (حنان مطاوع)، التي، وإنقاذاً لزوجها من الديون، تعمل في عيادة طبيب معروف يتحرّش لها، فتُبلغ عنه لئلا يُكرر جريمته مع أخريات، لتنقلب حياتها الهادئة رأساً على عقب، وتلوك الألسن سيرتها، وينتقدها الجميع بمَن فيهم أسرتها، وسط قرار الزوج طلاقها.

تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً في تأجيج القضية عبر مقاطع فيديو يستعين بها الطبيب لتشويه سُمعة المتّهمة، ويهتمّ الرأي العام بقضيتها، فتحاصرها الاتهامات، لا سيما بعد مقتل المتحرّش، فتُزجّ في السجن. يتصدّى محامٍ للدفاع عنها، ويشكّك في أدلة إدانتها التي يمكن تزييفها عبر تقنية الذكاء الاصطناعي.

تتواصل أزمة البحث عن القاتل الحقيقي، والجميع في دائرة الشكوك؛ من زوجة الطبيب وابنه ومحاميته، وزوج المتّهمة، والممرضة العاملة في العيادة.

تدور الأحداث في 30 حلقة، من بطولة نجلاء بدر، وصدقي صخر، وناردين فرج، ووليد فواز، وعمرو وهبة، وفدوى عابد، ومراد مكرم، وعدد كبير من الممثلين، أمام كاميرا المخرج محمود عبد التواب.

الفنان المصري مراد مكرم في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

يؤكد المؤلّف محمد سليمان عبد المالك، أنه قدّم المسلسل بقالب درامي مبني على التشويق من خلال مشاركة الجمهور في البحث عن القاتل، لافتاً إلى أنّ العمل يشتبك مع هموم عدّة ومستجدات العيش اليومية، طارحاً تساؤلات مثل: «هل نحن مؤهلون للتعامل معها أم لا؟».

يضيف لـ«الشرق الأوسط» أنها «المرة الأولى التي تعرض فيها الدراما إشكالية التحرّش في مكان العمل»، وهو عمد إلى طرحها بشكل جدلي للتوصّل إلى سنّ تشريعات قانونية.

يتابع: «عنوان المسلسل يوحي برسالته، وهي أنه لا حقيقة مؤكدة. وإنْ قُدِّمت أدلة بالصوت والصورة، فنحن في عصر يسهل فيه التزييف عبر تقنيات حديثة تحوّل البريء إلى متهم».

يذكر عبد المالك أنّ المسلسل واجه تحديات عدّة لعرضه خارج الموسم الرمضاني، وتزامناً مع حرب غزة، ويرى أن تقديمه في 30 حلقة شكّل تحدّياً إضافياً، نافياً أن ينطوي على إطالة.

من جهتها، ترى الناقدة ماجدة خير الله أنّ الحلقات الأولى بدت قوية ومتماسكة، فتحمّست لمتابعة المسلسل لطرحه قدرة الذكاء الاصطناعي على تزييف الحقائق. وتضيف لـ«الشرق الأوسط»: «العمل فقد إيقاعه في نصفه الثاني، وثمة حلقات لجأ فيها المؤلّف إلى تطويل غير منطقي، مثل مشكلة شقيقة البطلة التي عنّفها زوجها وشغلت مساحة كبيرة بعيداً عن الحدث الرئيسي، ما جعلني أتوقف عن متابعته».

وتؤكد خير الله أنه «كان من الأفضل تقديم العمل في 15 حلقة فقط، حفاظاً على سرعة إيقاعه البوليسي، ولاعتماده على جريمة يحاول فكّ لغزها، بدلاً من التطويل الذي ساد حلقات النصف الثاني منه».

مطاوع في لقطة من «صوت وصورة» (الشركة المنتجة)

وتنتقد «لجوء المخرج إلى التصوير داخل شقق ومكاتب في مساحات ضيقة وديكورات محدودة، من دون الخروج بالكاميرا إلى الشارع، ما أفقد العمل حيويته، ليبدو كأنه مسلسل إذاعي»، لافتة إلى أنّ «التمثيل هو أفضل عناصر نجاح المسلسل، فحنان مطاوع قدّمت أداء هادئاً ورصيناً، ممسكة بتفاصيل الشخصية. كما قدّمت نجلاء بدر أداء جيداً مختلفاً عن أدوارها السابقة؛ وأيضاً صدقي صخر الذي أدّى دور المحامي بتلقائية شديدة، وفدوى عابد التي جسّدت شخصية سكرتيرة الطبيب».


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

3 نصائح بخصوص مقابلات العمل... «لا تصل مبكراً جداً»

رجل يخضع لمقابلة عمل في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
رجل يخضع لمقابلة عمل في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
TT

3 نصائح بخصوص مقابلات العمل... «لا تصل مبكراً جداً»

رجل يخضع لمقابلة عمل في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
رجل يخضع لمقابلة عمل في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

عند إجراء مقابلة عمل، سواء كانت وجهاً لوجه أو مقابلة افتراضية، يجب أن تتبع آداب السلوك المناسبة.

تقول إميلي ليفين، نائبة الرئيس التنفيذي في شركة «كارير غروب كامبانيز»: «تأكد من أنك تتواصل بعينك بشكل جيد، وإنك تعرف متى يكون من المناسب التحدث، ومتى يكون الوقت مناسباً لطرح الأسئلة».

أجرت ليفين، وفقاً لموقع «سي إن بي سي»، آلاف المقابلات خلال مسيرتها المهنية، غالباً من أجل مشاهير من الدرجة الأولى يبحثون عن مساعدين شخصيين أو رؤساء للموظفين.

هذه مجموعة من أفضل نصائح ليفين لتجنب إثارة علامات تحذير خلال مقابلة العمل.

لا تصل مبكراً جداً

من المهم أن تتأكد من الوصول إلى المقابلة في الوقت المناسب، خصوصاً إذا كانت مقابلة شخصية وليست افتراضية.

وتتابع ليفين: «إذا وصلت متأخراً جداً، فإنك تخاطر بفقدان جزء من مقابلتك، مما يضيع وقت المحاورين ويجعل الانطباع سيئاً. ولكن إذا وصلت مبكراً جداً، فهذا سيجعلك تبدو متحمساً جداً، وقد يجعل المحاور يشعر بالضغط».

وتؤكد ليفين: «الوصول قبل موعدك بعشر دقائق هو الوقت المثالي للدخول إلى مكتب المحاور».

قدم نفسك بأكثر طريقة احترافية ممكنة

تشدد لفين على أنه سواء كانت المقابلة عبر الإنترنت أو شخصية: «لا تمضغ العلكة، ولا ترتدي نظارات شمسية» أثناء المقابلة، مضيفة: «هذه الأمور غير رسمية وغير مهنية».

وتشير: «إذا كانت المقابلة وجهاً لوجه، فتأكد أن رائحة دخان السجائر لا تفوح منك ولا تضع عطراً فواحاً»، موضحة: «الكثير من الناس حساسين للروائح النفاذة».

لا تكشف عن معلومات سرية

تشدد ليفين على ضرورة تجنب التحدث بسوء عن أصحاب العمل السابقين، أو «الكشف عن الكثير من المعلومات السرية أو الخاصة بأماكن العمل السابقة».

تؤكد ليفين أن بعض عملائها يجعلون موظفيهم يوقعون اتفاقيات عدم الإفشاء، وعندما يخبرها أحد المرشحين أنه وقَّع على هذه الاتفاقية ومع ذلك يكشف عن معلومات سرية حول صاحب عمل سابق، فإنها تعد علامة مقلقة.