مصر: متحف «كوم أوشيم»... رحلة تاريخية لحضارات الفيوم

يحتفل بمرور 7 سنوات على إعادة افتتاحه

إحدى لوحات متحف كوم أوشيم بالفيوم  (وزارة السياحة والآثار المصرية)
إحدى لوحات متحف كوم أوشيم بالفيوم (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر: متحف «كوم أوشيم»... رحلة تاريخية لحضارات الفيوم

إحدى لوحات متحف كوم أوشيم بالفيوم  (وزارة السياحة والآثار المصرية)
إحدى لوحات متحف كوم أوشيم بالفيوم (وزارة السياحة والآثار المصرية)

يحتفل متحف كوم أوشيم الأثري بالفيوم (جنوب غرب القاهرة) بذكرى مرور 7 سنوات على إعادة افتتاحه، عبر عدد من الفعاليات والأنشطة خلال الأيام المقبلة.

ووفق الدكتور ممدوح الشوكي مدير عام المتحف، فإن الفعاليات تتضمن إقامة جولات إرشادية مجانية لزوار المتحف، بالإضافة إلى ورشة فنية لتلوين الجبس بزخارف من الفنون الإسلامية، ومحاضرة علمية عبر منصة «Zoom» عن الصور الجدارية الإسلامية وأساليب تنفيذها يقدمها دكتور محمود حلمي أخصائي ترميم بمتحف كوم أوشيم، حسب ما ذكره بيان صادر من وزارة السياحة والآثار المصرية مساء الأحد.

إحدى لوحات متحف كوم أوشيم بالفيوم (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويضم المتحف 312 قطعة أثرية معروضة، وفقاً للتسلسل التاريخي، بدءاً من العصر العتيق حتى العصر الإسلامي، ويتناول سيناريو العرض المتحفي عادات وتقاليد سكان محافظة الفيوم منذ أقدم العصور، وكذلك الفكر الديني الذي اعتنقه أهل المحافظة، وتفرد مدينة الفيوم بحرفها وصناعاتها منذ قديم الأزل إلى وقتنا الحاضر.

ويقع متحف كوم أوشيم عند مدخل قرية كرانيس الأثرية الشهيرة التي تزخر بالعديد من الآثار اليونانية والرومانية.

يقع المتحف بمنطقة أثرية عتيقة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأنشئ المتحف الذي يتميز بالبساطة عام 1974، وكان يضم حينها القطع الأثرية التي عُثر عليها بمنطقة كوم أوشيم. ثم زادت مساحة المبنى عام 1993 وأُلحق به دور علوي، وفي فبراير (شباط) عام 2006 تم غلق المتحف لتطويره، قبل إعادة افتتاحه مرة أخرى في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2016، بعد تطوير شامل للمبنى والعرض المتحفي الذي استهدف ربط سكان محافظة الفيوم بمتحف كوم أوشيم عن طريق عرض موضوعات متنوعة تختص بما توارثته الأجيال من مظاهر الحياة اليومية قديماً وحديثاً.

ويقابل زائري المتحف تمثالٌ من الغرانيت الأسود للمعبودة «سخمنت»، وهي من المعبودات المحاربات، وهو على هيئة سيدة برأس أنثى الأسد، وتمسك صولجاناً من نبات البردي، وكأنها تحرس ما بداخل المتحف.

كما يوجد تمثال آخر من الحجر الجيري الأبيض لمعبودة الحب والجمال «أفروديت»، وهي خارجة من إحدى الأصداف البحرية، يعود تاريخه إلى القرن 3-4 ق م.

إناء أثري يبرز الزخرفة الإسلامية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويبدأ العرض المتحفي في الطابق الأول من المتحف بإحدى الفتارين التي تحتوي على مجموعة من الحلي، من قلادات وأساور وغيرها، تعود إلى عهد القدماء المصريين الذين اهتموا كثيراً بالزينة الشخصية والحلي المشغول من الذهب والأحجار الكريمة.

معروضات المتحف ترصد الحضارات التي مرت على الفيوم (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتضم مدينة كرانيس الأثرية بالفيوم معبداً أثرياً كان مخصصاً لعبادة الإله سبيك، معبود الفيوم، وكانت تشتهر هذه المنطقة الأثرية بزراعة جميع أنواع الفاكهة والقمح والشعير، وظلت هذه المنطقة مجهولة حتى اكتشفت على يد العالم الأثري هانت خلال أول أعمال الحفائر في المنطقة، ثم توالت الاكتشافات وأعمال الحفائر منذ عام 1914 على مدار 21 عاماً.


مقالات ذات صلة

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

يوميات الشرق المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج بجنوب مصر.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
المشرق العربي الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)

«اليونيسكو» تحذر إسرائيل من استهداف آثار لبنان

أثمرت الجهود اللبنانية والتعبئة الدولية في دفع منظمة اليونيسكو إلى تحذير إسرائيل من تهديد الآثار اللبنانية.

ميشال أبونجم (باريس)
يوميات الشرق هضبة الأهرامات في الجيزة (هيئة تنشيط السياحة المصرية)

غضب مصري متصاعد بسبب فيديو «التكسير» بهرم خوفو

نفي رسمي للمساس بأحجار الهرم الأثرية، عقب تداول مقطع فيديو ظهر خلاله أحد العمال يبدو كأنه يقوم بتكسير أجزاء من أحجار الهرم الأكبر «خوفو».

محمد عجم (القاهرة )

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.