البازعي لـ«الشرق الأوسط»: الحراك المسرحي يغمر السعودية

مهرجان «النهام» قدَّم المعلومة التاريخية مع المتعة المشهدية وفن الحركة

المملكة نظّمت 20 مهرجاناً مسرحياً خلال الشهرين الماضيين (واس)
المملكة نظّمت 20 مهرجاناً مسرحياً خلال الشهرين الماضيين (واس)
TT

البازعي لـ«الشرق الأوسط»: الحراك المسرحي يغمر السعودية

المملكة نظّمت 20 مهرجاناً مسرحياً خلال الشهرين الماضيين (واس)
المملكة نظّمت 20 مهرجاناً مسرحياً خلال الشهرين الماضيين (واس)

أكد سلطان البازعي، الرئيس التنفيذي لـ«هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية»، أنّ «مهرجان النهام» حقّق النجاح المأمول منه في النسخة الأولى التي أقيمت بالمنطقة الشرقية.

وأضاف البازعي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنّ ثمة خطة لاستمرار المهرجان سنوياً في زمانه ومكانه، فيكون بصمة ثقافية للمنطقة، لافتاً إلى حرص الهيئة على اتّباع نهج تقريب فكرة المهرجانات من طبيعة المكان المُقامة فيه، «فأقمنا في بداية العام (مهرجان قمم الفنون الأدائية الجبلية) الذي تحوّل دولياً وفريداً من نوعه لجهتَي الفنون وحركة الجسد، شاركت فيه 14 دولة، على أن تُقام النسخة المقبلة في يناير (كانون الثاني) بمشاركة أوسع».

وفي سياق حديثه، أشار إلى أنّ إقامة المهرجانات الجبلية والمشارَكات فيها «تعتمد على الدول المهتمّة بذلك، وثمة فرصة للمقارنة بين الأماكن الجبلية حول العالم وإظهار القاسم المشترك بينها»، مضيفاً: «في المهرجان الأول بعسير، شاركت 22 فرقة من مختلف مناطق المملكة على امتداد جبال السروات، من ثَم تحوّل مهرجاناً دولياً».

وتطرّق إلى «مهرجان البحر الأحمر»، بالقول: «سيُعقد بمشاركة الدول المطلّة على البحر الأحمر، التي تمتاز بالفنون البحرية وتتميّز عن مهرجانات الدول المطلّة على الخليج العربي، ضمن مسعى لنقل الموسيقى والفنون بين الشعوب وإظهار التواصل الإنساني الذي يجمعها».

وعن مسرحية تحاكي معاناة الأجداد لتوفير العيش الكريم بالصيد واستخراج اللؤلؤ والمرجان وغيرهما من أعماق البحار، علَّق: «نالت تفاعلاً واسعاً في (مهرجان النهام)، فاكتظّت المدرجات بالحضور، وهذا لم يقتصر عليها فحسب، بل على جميع المسرحيات».

السعوديون يقبلون على فنون الأداء والتمثيل (واس)

وتناول البازعي، في حديثه، إقبال السعوديين على فنون الأداء والتمثيل، بالقول: «وصل عدد السعوديين والسعوديات المشاركين في المسرحية إلى 93 في المائة، سواء على المسرح أو الفنّيين العاملين لإنجاح العرض». وأشار إلى إقامة مهرجان للفنون الأدائية في الصحراء بحائل، لتُشكّل هذه الباقة «تنوعاً في المهرجانات التي تحمل سمة ثقافية مختلفة».

وفي سياق متصل، كشف عن تنظيم 20 مهرجاناً خلال الشهرين الماضيين، مشدداً على أنّ «رؤية 2030» ودعم الدولة الكبير، والخطط بعيدة المدى، تهدف إلى بناء مسرح مستدامٍ، فتتطوّر هذه الصناعة مع الحفاظ على الأصالة».

وأكمل حديثه بالتأكيد على أنّ الحراك المتعلّق بالفنون قائم، وسط مساعي مدن المملكة لتأهل «مهرجان الرياض للمسرح» المُقام في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بعد تأهّل 20 مسرحية في الجولة الأولى، عُرضت في مدن عدّة، على أن تنتقل 10 منها إلى المرحلة النهائية للمسابقة.

وأكد أنّ المهرجان الذي أقيم في الشرقية، قدَّم أيضاً معلومات تاريخية من التراث الخليجي، فتناول تاريخ الغوص في الخليج العربي قبل الإسلام، وصلة شعراء الجاهلية به. وختم بالإشارة إلى أنّ حجم إشادات كل مَن تابع هذا المهرجان يمثّل حافزاً قوياً للاستمرار، مبرراً قِصْر الفترة الزمنية لإقامته بارتباطات مسبقة للمشاركين فيه، ما منع التمديد وفق رغبة الجمهور.


مقالات ذات صلة

منة شلبي تخوض أولى تجاربها المسرحية في «شمس وقمر»

يوميات الشرق الفنانة المصرية منة شلبي تقدم أول أعمالها المسرحية (حسابها على «فيسبوك»)

منة شلبي تخوض أولى تجاربها المسرحية في «شمس وقمر»

تخوض الفنانة المصرية منة شلبي أولى تجاربها للوقوف على خشبة المسرح من خلال عرض «شمس وقمر» الذي تقوم ببطولته، ويتضمن أغاني واستعراضات.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق عرض مسرحي

مهرجان للمسرح في درنة الليبية ينثر فرحة على «المدينة المكلومة»

من خلال حفلات للموسيقى الشعبية الليبية والأغاني التقليدية، استقطب افتتاح المهرجان أعداداً كبيرة من سكان درنة، لينثر ولو قليلاً من الفرح بعد كارثة الإعصار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق مجموعة نشاطات فنّية يقدّمها الفريق في كل مركز (فضاء)

مؤسّسة «فضاء» تؤرشف للمسرح خلال الحرب

يختصر عوض عوض أكثر ما لفته في جولاته: «إنهم متعلّقون بالحياة ومتحمّسون لعيشها كما يرغبون. أحلامهم لا تزال تنبض، ولم تستطع الحرب كسرها».

فيفيان حداد (بيروت)

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)
هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)
TT

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)
هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، «تشريفاً تعتز به»، ومسؤولية في الوقت نفسه، مؤكدة أن «السينما العربية حققت حضوراً جيداً في المهرجانات الدولية». وأشارت، في حوارها مع «الشرق الأوسط»، إلى أنها تنحاز للأفلام التي تُعبر عن أصالة الفكرة وروح المغامرة، منوهة بعملها على فيلمها الطويل الأول منذ 3 سنوات، لكنها لا تتعجّل تصويره؛ كون الأفلام الطويلة تتطلّب وقتاً، ولا سيما الأفلام الأولى التي تحمل تحديات على صُعُد القصة والإنتاج والممثلين، مُشيدة بالخطوات التي قطعتها السينما السعودية عبر أفلام حقّقت صدى محلياً ودولياً على غرار «نورة» و«مندوب الليل».

بدأت هند الفهاد عملها عام 2012، فأخرجت 4 أفلام قصيرة شاركت في مهرجانات عدة وهي: «بسطة» الذي فاز بجائزة في «مهرجان دبي» 2015، و«مقعد خلفي»، و«ثلاث عرائس وطائرة ورقية»، و«المرخ الأخير» الذي جاء ضمن فيلم «بلوغ»، وتضمّن 5 أفلام قصيرة لـ5 مخرجات سعوديات، وشارك قبل 3 أعوام في «مهرجان القاهرة السينمائي».

وبين حضورها المهرجان في أحد أفلامها قبل سنوات، ومشاركتها بلجنة تحكيم العام الحالي، ترى هند الفهاد فرقاً كبيراً، موضحة: «أن أكون مشاركة في فيلم ويعتريني القلق والترقب شيء، وأن أكون أحد الأعضاء الذين يُسمّون هذه المشروعات شيء آخر، هذا تشريف ومسؤولية، إذ أشاهد الأفلام بمنظور البحث عن الاختلاف والتميز وأساليب جديدة لصناع أفلام في تناول موضوعاتهم، وأجدني أنحاز للأفلام التي تعبّر عن أصالة الفكرة وتقدم حكاية لا تشبه أي حكاية، وتنطوي على قدر من المغامرة الفنية، هذه من الأشياء المحفزة في التحكيم، وقد ترأستُ قبل ذلك لجنة تحكيم أفلام الطلبة في مهرجان أفلام السعودية».

لا تتعجل الفهاد فيلمها الطويل الأول (الشرق الأوسط)

وعن رؤيتها للسينما العربية بعد مشاهدتها أحدث إنتاجاتها في «مهرجان القاهرة»، تقول هند الفهاد: «لا شك في أنها قطعت خطوات واسعة في السنوات الأخيرة بحضورها في المهرجانات الكبرى؛ لأن لدينا حكايات تخصّنا، وهناك مخرجون ومخرجات أثبتوا حضورهم القوي عبر أفكار وأساليب متباينة، وأنا أقول دائماً إن الفكرة ليست في القصة، وإنما في كيف تروي هذه القصة ليتفاعل معها الجمهور في كل مكان».

وتكشف المخرجة السعودية عن استعدادها لتصوير فيلمها الروائي الطويل الأول الذي تعمل عليه منذ سنوات، قائلة: «كتبته المخرجة هناء العمير، ووصلنا أخيراً لنسخة السيناريو المناسبة، لكن الأفلام الطويلة، ولا سيما الأولى تحتاج إلى وقت للتحضير، خصوصاً إذا كان في المشروع تحديات على صُعُد القصة والممثلين والإنتاج».

وتتابع هند: «لم أحدّد بعدُ توقيت التصوير. وعلى الرغم من أنه مشروعي الأساسي، لكن هناك مشروعات أخرى أشتغل عليها، وفي تعدّدها أضمن استمرارية العمل لأكون حاضرة في المجال، فقد تكون هناك فكرة رائعة، لكن حين تُكتب نكتشف أنه من الصعب تنفيذها، لأسباب عدة».

وعن نوعية الفيلم تقول: «اجتماعيّ دراميّ، تدور أحداثه في غير الزمن الحالي. وانتهت مرحلة تطوير النص لفيلمي القصير، ووصل إلى النسخة المناسبة، وأنا، الآن، أختار أبطاله، وهو يروي حكاية تبدو في ظاهرها بسيطة، وتحمل أوجهاً عدّة، فأنا لا أُعدّ الأفلام القصيرة مرحلة وانتهت، بل أحب العمل عليها بشغف كبير في ظل ما أريده، والمعطيات من حولي وكيف أتقاطع مع هذه الأشياء».

وحاز مشروع فيلمها الطويل «شرشف» على منحة إنتاج من معمل البحر الأحمر، وترى هند الفهاد أن التّحدي الحقيقي ليس في التمويل؛ لأن النص الجيد والسيناريو المكتمل يجلبان التمويل، مُشيدة بتعدّد جهات الدعم في المملكة من منطلق الاهتمام الجاد بالسينما السعودية لتأسيس بنية قوية لصناعة السينما أوجدت صناديق تمويل متعددة.

وعلى الرغم من عمل هند الفهاد مستشارة في تطوير المحتوى والنصوص الدرامية، فإنها تواصل بجدية الانضمام إلى ورش السيناريو؛ بهدف اكتساب مزيد من الخبرات التي تُضيف لها بصفتها صانعة أفلام، وفق تأكيدها.

هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

بدأت هند الفهاد مشوارها قبل القفزة التي حققتها صناعة السينما السعودية. وعن ذلك تقول: «كنا نحلم بخطوة صغيرة فجاءنا بحرٌ من الطموحات، لذا نعيش لحظة عظيمة لتمكين المرأة ورعاية المواهب المحلية بشكل عام، وقد كنّا نتطلع لهذا التّحول، وأذكر في بداياتي أنه كان وجود السينما أَشبه بالحلم، لا شك في أن نقلة كبيرة تحقّقت، لكن لا تزال التجربة في طور التشكيل وتتطلّب وقتاً، ونحن مهتمون بتطوير المواهب من خلال مشاركتها في مشروعات عربية وعالمية لاكتساب الخبرات، وقد حقّقت أعمالٌ مهمة نجاحاً دولياً لافتاً على غرار (نورة) و(مندوب الليل)».

وتُعبر هند الفهاد عن طموحاتها قائلة: «أتطلع لأحكي قصصنا للعالم، فالسينما هي الصوت الذي يخترق جميع الحواجز».