«الوثائق الخاصة» لمحمد فوزي تكشف مفاجآت عن حياته

كتاب جديد في الذكرى الـ57 لرحيل الفنان المصري

غلاف الكتاب (الشرق الأوسط)
غلاف الكتاب (الشرق الأوسط)
TT

«الوثائق الخاصة» لمحمد فوزي تكشف مفاجآت عن حياته

غلاف الكتاب (الشرق الأوسط)
غلاف الكتاب (الشرق الأوسط)

كشف الكاتب والمؤرخ المصري أشرف غريب، عدداً كبيراً من الوثائق الخاصة والنادرة للفنان الراحل محمد فوزي لأول مرة في كتابه الجديد «محمد فوزي الوثائق الخاصة» في ذكرى رحيله الـ57، التي صحّحت عدداً من المعلومات المغلوطة عنه.

محمد فوزي (أرشيفية)

انقسم الكتاب الذي اقتربت صفحاته لـ400 ورقة، لعدد من الفصول تروي قصة حياة محمد فوزي بالوثائق، كان في بدايتها فصل «خارج السرب... طير بينا يا قلبي»، الذي دارت صفحاته حول حالتي الفن والغناء في مصر خلال الفترة التي سبقت ميلاد فوزي، والفترة التي ازدهر فيها فوزي بالغناء والإنتاج الفني، في حين كشف فصل «الجذور والطموح» عدداً كبيراً من المعلومات الخاصة عن طفولته ونشأته في قريته بمحافظة الغربية، وعلاقته بوالديه.

«كل المعلومات المنتشرة عن رفض اعتماده في الإذاعة المصرية مطرباً والاكتفاء به ملحناً حتى عام 1954، غير صحيحة بتاتاً، وأُثبت نفيها في الكتاب بوثيقة من الإذاعة المصرية تشير إلى أنه في 6 فبراير (شباط) عام 1938 تحديداً في تمام الساعة العاشرة وعشر دقائق ليلاً، أذيعت له أغنية»

الكاتب أشرف غريب

وتطرق الكتاب لحياته الشخصية، ومن بينها قصة زواجه الأول من السيدة هداية عبد المحسن، التي كانت تصغره بتسع سنوات، وإنجابهما ثلاثة أبناءٍ وهم، نبيل وسمير اللذين رحلا عن الحياة، ولم يتبقَ سوى دكتور منير محمد فوزي، وأيضاً قصة زواجه من الفنانة مديحة يسري، ولم يعش لهما أي أبناء، فقد توفيت ابنتهما وفاء بعد أيام من ولادتها، ورحل عمرو في حادث سير عن عمر ناهز الـ27 عاماً، بعد أن كان أحد أبطال مصر في لعبة «الكاراتيه».

محمد فوزي وزوجته مديحة يسري (أرشيفية)

يتحدث الكاتب أشرف غريب عن أبرز المفاجآت التي سردها في كتابه عن حياة محمد فوزي، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «أنفرد لأول مرة في الكتاب بنشر شهادة ميلاد محمد فوزي الحقيقية، التي تثبت أن تاريخ ميلاده الصحيح هو 19 أغسطس (آب) عام 1918، وليس كما هو متداول عبر شبكة الإنترنت 15 أغسطس عام 1918، كما نشرت لأول مرة مكان ميلاده الحقيقي وهو شارع الشيخ صباح في قرية كفر أبو جندي، إحدى قرى مدينة طنطا محافظة الغريبة، بالإضافة لشهادة ميلاد زوجته الأولى هداية عبد المحسن».

وأشار غريب إلى أن فوزي كان يهوى لعبة كرة القدم: «من المعلومات غير المتداولة عن الفنان الراحل، هو شغفه الشديد بممارسة كرة القدم، وعشقه لنادي الزمالك، وكان قائد فريق مدرسته في اللعبة، وسافر خلال تلك الفترة إلى عدد من القرى في بلدته من أجل ممارسة اللعبة، وكانت كرة القدم سبباً رئيسياً في ذيع صيته مطرباً، إذ كان يستغل فترات السفر مع فرقته الرياضية لأداء عدد من الأغنيات، إلى أن انتبه القائمون في المدرسة لموهبة فوزي الغنائية، وأصبح بعد ذلك مطرباً للمدرسة».

ونفى غريب في كتابه المعلومات المنتشرة حول رفض اعتماد الإذاعة المصرية فوزي مطرباً والاكتفاء به ملحناً، لضعف صوته، قائلاً: «كل المعلومات المنتشرة عن رفض اعتماده في الإذاعة المصرية مطرباً والاكتفاء به ملحناً حتى عام 1954، غير صحيحة بتاتاً، وأثبت نفيها  في الكتاب بوثيقة من الإذاعة المصرية تشير إلى أنه في 6 فبراير (شباط) عام 1938 تحديداً في تمام الساعة العاشرة وعشر دقائق ليلاً، أذيعت أغنية للمطرب فوزي (حبس الحو)، وهو الاسم الحقيقي لمحمد فوزي بعنوان (بين النخيل والبدر طالع) من كلمات عاصم مظهر وألحان سعيد فؤاد، وفي عام 1941 أذاعت الإذاعة المصرية أغنيات لفرقة فاطمة رشدي من ألحان محمد فوزي، هو يشير إلى أن الإذاعة المصرية اعتمدت محمد فوزي في البداية مطرباً ومن ثمّ ملحناً».

 

حقائق

80 في المائة

من رصيد محمد فوزي الغنائي كان في أفلامه وقد اعتمد بشكل كلّي على الغناء فيها، وقد وصل عدد أفلامه إلى 36 فيلماً.

وعن أبرز المحطات الفارقة في حياته، قال غريب: «أرى أن مرحلة توقفه عن الدراسة في معهد فؤاد الأول، والاكتفاء بالعمل في فرقة بديعة مصابني، كان محطة فارقة في حياته الفنية والمهنية، لأنه تعرف على أهم نجوم الفن في مصر والوطن العربي آنذاك، أمثال فريد الأطرش، وإسماعيل ياسين، وبشارة واكيم، وأبو السعود الإبياري، ومحمود شكوكو، وتحية كاريوكا، وسامية جمال، ومن المحطات المهمة في تاريخ فوزي، هو اعتماده بشكل كلّي على الغناء في أفلامه، إذ إن ما يقرب من 80 في المائة من رصيد محمد فوزي الغنائي كان في أفلامه التي وصل عددها إلى 36 فيلماً».

محمد فوزي وشقيقته الفنانة هدى سلطان (أرشيفية)

وأشار مؤلف كتاب «الوثائق الخاصة» إلى أن فوزي قطع صلته بشقيقته الفنانة هدى سلطان لمدة ثلاث سنوات: «ظلت القطيعة مستمرة بين محمد فوزي وهدى سلطان لأكثر من ثلاث سنوات، وذلك بسبب رفضه عملها في المجال الفني، إلى أن استغلّت هدى فترة مرضه أثناء زواجه من الفنانة مديحة يسري، وزارته رفقة زوجها الفنان فريد شوقي، وتصالحا ومنذ ذلك الوقت لم تتركه حتى لحظة وفاته».

وعن سبب عدم تلحين محمد فوزي لأم كلثوم على الرغم من إنتاجه لها، قال غريب: «محمد فوزي أسس شركة (مصرفون) عام 1957، وكان أول إنتاج له مع الفنان محمد قنديل، وحرّر أكبر عقد غنائي وقتها مع الفنانة أم كلثوم باحتكار صوتها لمدة 3 سنوات لتقديم 9 أغنيات بمعدل 3 أغنيات كل عام تتقاضى عن كل أغنية ألفي جنيه مصري، ومدة الأغنية تتراوح ما بين 15 إلى 30 دقيقة، وفى ذلك الوقت لم يكن هناك حاجة ملّحة للتلحين لها، خصوصاً أنه هو الذي ينتج لها، كما أنه كان السبب في تعرف أم كلثوم على الموسيقار الراحل بليغ حمدي حين قدم لها أغنية (حب إيه)».


مقالات ذات صلة

بيروت تحتفل بـ«التناغم في الوحدة والتضامن»... الموسيقى تولّد الأمل

يوميات الشرق يهدف الحفل إلى تزويد اللبنانيين بجرعات أمل من خلال الموسيقى (الجامعة الأميركية)

بيروت تحتفل بـ«التناغم في الوحدة والتضامن»... الموسيقى تولّد الأمل

يمثّل الحفل لحظات يلتقي خلالها الناس مع الفرح، وهو يتألّف من 3 أقسام تتوزّع على أغنيات روحانية، وأخرى وطنية، وترانيم ميلادية...

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق نجوم الغناء شاركوا في حفل تكريم رحيم (حساب الإعلامي ممدوح موسى بفيسبوك)

نجوم غناء يجتمعون في «ليلة حب» محمد رحيم بالأوبرا المصرية

اجتمع عدد من نجوم الغناء في احتفالية فنية كبيرة تحت عنوان «ليلة حب وتكريم محمد رحيم»، مساء الأربعاء في دار الأوبرا المصرية.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق لحظات ساحرة تشبه رحلات تعبُر بالمرء نحو أحلام لطيفة (الشرق الأوسط)

«كريسماس أون آيس» المُنتَظر... نجاةٌ بالأمل

حين غنّى آندي ويليامز «إنه أروع أوقات السنة»، صَدَق؛ وهذه الروعة تتجلّى بتعميم الجمال. فالفريق ذلَّل الصعاب، ولـ9 أشهر واصل التحضير.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق من «الأطلال» إلى «واللهِ أبداً»... جواهر اللغة العربية بأصوات أجيالٍ من المطربين

من «الأطلال» إلى «واللهِ أبداً»... جواهر اللغة العربية بأصوات أجيالٍ من المطربين

من أم كلثوم وفيروز وعبد الوهاب، مروراً بماجدة الرومي وكاظم الساهر، وصولاً إلى عمرو دياب. كيف أسهمَ نجوم الأغنية في إحياء اللغة العربية الفصحى؟

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق احتلّت الفنانة الأميركية بيونسيه المرتبة رقم 35 على قائمة أقوى نساء العالم (فيسبوك)

بثروتها الضخمة ونفوذها الواسع... بيونسيه تخترق قائمة أقوى نساء العالم

800 مليون دولار و32 جائزة «غرامي» ومسيرةٌ صنعت فيها نفسها بنفسها. مواصفاتٌ كانت كافية لتضع بيونسيه في المرتبة 35 من بين أقوى نساء العالم وفق تصنيف مجلة «فوربس».

كريستين حبيب (بيروت)

حفل لإحياء تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب بالأوبرا المصرية

تمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة (الشرق الأوسط)
تمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة (الشرق الأوسط)
TT

حفل لإحياء تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب بالأوبرا المصرية

تمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة (الشرق الأوسط)
تمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة (الشرق الأوسط)

في إطار استعادة تراث كبار الموسيقيين، وضمن سلسلة «وهّابيات» التي أطلقتها دار الأوبرا المصرية، ممثلة في عدة حفلات لاستعادة تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب، يستضيف مسرح معهد الموسيقى العربية حفلاً جديداً لتقديم أعمال الموسيقار الراحل.

ويأتي هذا الحفل ضمن خطة وزارة الثقافة المصرية لإعادة إحياء التراث الفني، حيث تقيم دار الأوبرا برئاسة الدكتورة لمياء زايد، حفلاً تُحييه الفرقة القومية العربية للموسيقى، بقيادة المايسترو حازم القصبجي لاستعادة تراث عبد الوهاب.

وفق بيان للأوبرا المصرية، يتضمن الحفل مجموعة من أعمال الموسيقار، التي تغنى بها كبار نجوم الطرب في مصر والوطن العربي، ومن بينها «لا مش أنا اللي أبكي»، و«يا خلي القلب»، و«سكن الليل»، و«الحب جميل»، و«تهجرني بحكاية»، و«توبة»، و«هان الود»، و«خايف أقول اللي في قلبي»، و«أيظن»، و«القريب منك»، و«كل ده كان ليه»، يقوم بغنائها آيات فاروق وإبراهيم رمضان ومي حسن ومحمد طارق.

وأوضح البيان أن سلسلة حفلات «وهابيات»، والتي تقام بشكل دوري، في إطار دور الأوبرا، تهدف إلى تنمية الذوق الفني في المجتمع، وتعريف الأجيال الجديدة بتراث الرموز الخالدة وروائع الموسيقار محمد عبد الوهاب.

حفل وهابيات لاستعادة أعمال موسيقار الأجيال (دار الأوبرا المصرية)

ويعدّ عبد الوهاب من أهم الموسيقيين العرب، وقد وُلد في حي باب الشعرية الشعبي بوسط القاهرة عام 1898، والتحق بفرق غنائية وموسيقية ومسرحية في بداية القرن العشرين، وعُرف بقربه من فنان الشعب سيد درويش، وشارك في فرقته المسرحية وعمل في مسرحيتي «الباروكة» و«شهر زاد»، وفق المعلومات الببليوغرافية في متحف محمد عبد الوهاب بمعهد الموسيقى العربية.

وعدّ الناقد الموسيقي المصري أحمد السماحي «إحياء التراث وسلسلة (وهّابيات) من الأدوار المهمة التي تقوم بها وزارة الثقافة ممثلة في دار الأوبرا المصرية»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذا التقليد ليس مصرياً فقط، ولكن عربياً وعالمياً، فكبار الموسيقيين العالميين مثل بيتهوفن وباخ وموتسارت يتم استعادة أعمالهم للأجيال الجديدة»، مضيفاً: «هذا التقليد مهم؛ لأن الأجيال الجديدة لا تعرف رموز الغناء والموسيقى، وأتمنى من الأوبرا أن تعيد أيضاً إحياء تراث كبار المؤلفين الموسيقيين، بداية من ميشيل يوسف وأندريه رايدر وفؤاد الظاهري وميشيل المصري، هؤلاء وغيرهم نحتاج إلى الاستماع لأعمالهم ليتعرف عليهم الأجيال الجديدة».

وعمل عبد الوهاب بالغناء والتمثيل إلى جانب التلحين، وغنى له كبار نجوم الطرب من أجيال مختلفة، ومن بينهم أم كلثوم وليلى مراد وفيروز وعبد الحليم حافظ وفايزة أحمد وشادية ووردة، وقدم عدداً من الأفلام ذات الطابع الغنائي مثل «الوردة البيضاء»، و«يحيا الحب»، و«يوم سعيد»، و«رصاصة في القلب».

وتابع الناقد الموسيقي أنه «كما يتم إحياء تراث كبار المطربين والموسيقيين مثل عبد الوهاب وعبد الحليم وفريد الأطرش ومحمد فوزي وغيرهم، أتمنى أيضاً إحياء تراث كبار المؤلفين والموزعين الموسيقيين؛ لأن ما قدموه يعدّ أحد الروافد التي تغذي الروح والوجدان في ظل الصخب الغنائي الذي نعيشه حالياً».

وحصل عبد الوهاب على العديد من الأوسمة والتكريمات، خصوصاً بعد قيامه بتوزيع النشيد الوطني لمصر، كما لحن النشيد الوطني الليبي في العهد الملكي، وحصل على وسام الاستحقاق من الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، وعلى الجائزة التقديرية في الفنون عام 1971.

يشار إلى أن عبد الوهاب رحل عن عالمنا في 4 مايو (أيار) عام 1991 عن عمر ناهز 93 عاماً، وودعته مصر في جنازة عسكرية؛ تقديراً لقيمته الفنية وإبداعاته التي امتدت على مدى أجيال.