بيروت تحتفل بـ«التناغم في الوحدة والتضامن»... الموسيقى تولّد الأمل

«مسرح المدينة» يستضيف الحدث لإحياء اللقاءات الثقافية بعد الحرب

يهدف الحفل إلى تزويد اللبنانيين بجرعات أمل من خلال الموسيقى (الجامعة الأميركية)
يهدف الحفل إلى تزويد اللبنانيين بجرعات أمل من خلال الموسيقى (الجامعة الأميركية)
TT

بيروت تحتفل بـ«التناغم في الوحدة والتضامن»... الموسيقى تولّد الأمل

يهدف الحفل إلى تزويد اللبنانيين بجرعات أمل من خلال الموسيقى (الجامعة الأميركية)
يهدف الحفل إلى تزويد اللبنانيين بجرعات أمل من خلال الموسيقى (الجامعة الأميركية)

يشهد «مسرح المدينة» في قلب بيروت، نشاطات مختلفة تصبّ في خانة إحياء اللقاءات الثقافية بعد الحرب. ويأتي حفل «التناغم في الوحدة والتضامن» لفرقة الموسيقى العربية لبرنامج زكي ناصيف في «الجامعة الأميركية» من بينها. وهو يُقام يوم 29 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بقيادة المايسترو فادي يعقوب، ويتضمَّن أغنيات وطنية وأناشيد خاصة بعيد الميلاد.

يوضح مدير برنامج زكي ناصيف في «الجامعة الأميركية»، الدكتور نبيل ناصيف، لـ«الشرق الأوسط»، أنّ الحفل يهدف إلى إرساء الوحدة بين اللبنانيين، والموسيقى تُسهم في تعزيزها. ويتابع: «الوحدة والتناغم يحضران بشكل ملحوظ. فالفرق الموسيقية والمُنشدة المُشاركة تطوّعت لإحيائه من جميع المناطق. لمسنا هذه الروح أيضاً من خلال مسابقة سنوية لفرق كورال المدارس، فلاحظنا تماسكها وحبّها الكبير لإعادة إحياء موسيقى زكي ناصيف. أجيال الشباب تملك علاقة وطيدة بوطنها وجذوره، عكس ما يعتقده البعض».

يستضيف «مسرح المدينة» في بيروت الحفل (الجامعة الأميركية)

يمثّل الحفل لحظات يلتقي خلالها الناس مع الفرح. يُعلّق ناصيف: «لا نقيمه من باب انتهاء الحرب، وإنما ليكون دعوة من أجل غدٍ مفعم بالأمل. فالحياة تستمرّ؛ ومع قدرات شبابنا على العطاء نستطيع إحداث الفرق».

يتألّف البرنامج من 3 أقسام تتوزّع على أغنيات روحانية، وأخرى وطنية، وترانيم ميلادية. في القسم الأول، ينشد كورال برنامج زكي ناصيف في «الجامعة الأميركية» تراتيل روحانية مثل «يا ربّ الأكوان»، و«إليك الورد يا مريم»، وغيرهما.

فريق المنشدين والعازفين ينتمون إلى «مجتمع الأميركية» (صور الجامعة)

وفي فقرة الأغنيات الوطنية، سيمضي الحضور لحظات مع الموسيقى والأصالة، فتُقدّم الفرقة مجموعة أعمال لزكي ناصيف وزياد بطرس والرحابنة. يشرح ناصيف: «في هذا القسم، سنستمع إلى أغنيات وطنية مشهورة يردّدها اللبنانيون؛ من بينها (وحياة اللي راحوا)، و(حكيلي عن بلدي)، و(اشتقنا كتير يا بلدنا)، و(غابت شمس الحق)، و(مهما يتجرّح بلدنا). اللبنانيون يستلهمون الأمل والقوة منها. فهي تعني لهم كثيراً، لا سيما أنّ بعضها يتسّم بالموسيقى والكلام الحماسيَيْن».

يُنظَّم الحفل بأقل تكلفة ممكنة، كما يذكر ناصيف: «لم نستعن بفنانين لتقديم وصلات غنائية فردية من نوع (السولو)، فهي تتطلّب ميزانيات مالية أكبر لسنا بوارد تكبّدها اليوم. وبتعاوننا مع (مسرح المدينة)، استطعنا إقامته بأقل تكلفة. ما نقوم به يشكّل جسر تواصل بين اللبنانيين والفنون الثقافية، وأعدّه جرعة حبّ تنبع من القلب بعد صمت مطبق فرضته الحرب».

تتألّف الأوركسترا المُشاركة من طلاب الدراسات الموسيقية في «الجامعة الأميركية»، وينتمي المنشدون في فريق الكورال إلى «مجتمع الجامعة الأميركية في بيروت»؛ من بينهم أساتذة وطلاب وموظفون، إضافة إلى أصدقاء تربطهم علاقة وثيقة مع هذا الصرح التعليمي العريق.

أشرفت على تدريب فريق الكورال منال بو ملهب. ويحضر على المسرح نحو 30 شخصاً، في حين تتألّف الفرقة الموسيقية من نحو 20 عازفاً بقيادة المايسترو فادي يعقوب.

يُقام حفل «التناغم في الوحدة والتضامن» يوم 29 ديسمبر (الجامعة الأميركية)

يعلّق الدكتور نبيل ناصيف: «من شأن هذا النوع من المبادرات الفنّية إحياء مبدأ الوحدة والتضامن بين اللبنانيين. معاً نستطيع ترجمة هذا التضامن الذي نرجوه. نتمنّى أن يبقى لبنان نبع المحبة لأهله، فيجمعهم دائماً تحت راية الوحدة والأمل. ما نقدّمه في حفل (التناغم في الوحدة والتضامن) هو لإرساء معاني الاتحاد من خلال الموسيقى والفنون».

ثم يستعيد ذكرى البصمة الفنية التي تركها الراحل زكي ناصيف، فيختم: «اكتشف مدى حبّ اللبنانيين للغناء والفنّ من خلال عاداتهم وتقاليدهم. تأكد من ذلك في مشهدية (الدلعونا) و(دبكة العونة)، وغيرهما من عناصر الفلكلور اللبناني، وارتكازها على لقاءات بين المجموعات بعيداً عن الفردية. متفائل جداً بجيل الشباب الذي يركن إلى الثقافة الرقمية ليطوّر فكره الفنّي. صحيح أنّ للعالم الافتراضي آثاره السلبية في المجتمعات، لكنه نجح في تقريب الناس مختصراً الوقت والمسافات».


مقالات ذات صلة

معرض «من القلب إلى الوطن» للبنانية غادة جمال: أماكن مألوفة تُثير التوقّعات

يوميات الشرق مشاعر الحنين إلى الوطن وذكريات الطفولة في أعمال غادة جمّال (الشرق الأوسط)

معرض «من القلب إلى الوطن» للبنانية غادة جمال: أماكن مألوفة تُثير التوقّعات

في معرضها «من القلب إلى الوطن» في غاليري «آرت أون 56» ببيروت، تُقدّم التشكيلية اللبنانية غادة جمّال لزائره مساحة حرّة، فيتلقف موضوع كل لوحة وفق رؤيته الخاصة.

فيفيان حداد (بيروت)
المشرق العربي نعيم قاسم الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني خلال إلقاء خطاب تلفزيوني (لقطة من فيديو) play-circle

نعيم قاسم: منع الطائرة الإيرانية من الهبوط في بيروت «تنفيذ للقرار الإسرائيلي»

قال نعيم قاسم، الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني، إن رئيس الحكومة نواف سلام اتخذ قراراً بمنع هبوط الطائرة الإيرانية في بيروت «تنفيذاً للقرار الإسرائيلي».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق «سيبانة رمضان» تقليد قديم يتبعه أهل بيروت (جمعية فانوسي)

«فوانيس الأمل»... عروضٌ مسرحية وموسيقية في رمضان ببيروت

يتضمّن برنامج «سيبانة فانوسي» هذا العام نشاطات ترضي جميع الأعمار. فيخصّص مساحة للمسرح الإنشادي وأخرى للدمى المتحرّكة. كما يطلّ الحكواتي...

فيفيان حداد (بيروت)
المشرق العربي قاضي التحقيق اللبناني في ملف انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار (الوكالة الوطنية للإعلام)

القاضي البيطار يستأنف التحقيق بملف انفجار مرفأ بيروت بعد توقف لأكثر من 3 سنوات

استأنف قاضي التحقيق اللبناني في ملف انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار تحقيقاته في القضية اليوم (الجمعة)، وذلك بعد توقف استمر أكثر من ثلاث سنوات.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق الحدث صحي مختلف يحمل رسالة إنسانية (مُنظِّمة الحفل)

«أصبح للرشاقة ملكة»... الصحة جمال الحياة

الشابات جمالُهنّ الأهم تختزله الإرادة. ومواجهتهنّ الأولى مع أنفسهنّ قبل المجتمع وأحكامه، والمرايا وما قد تعكسه من قسوة.

فاطمة عبد الله (بيروت)

الأرض «ستختنق»... كيف سيقضي نقص الأكسجين على الحياة على كوكبنا؟

الانخفاض الشديد في مستويات الأكسجين في الغلاف الجوي قد يخنق معظم أشكال الحياة على الأرض (رويترز)
الانخفاض الشديد في مستويات الأكسجين في الغلاف الجوي قد يخنق معظم أشكال الحياة على الأرض (رويترز)
TT

الأرض «ستختنق»... كيف سيقضي نقص الأكسجين على الحياة على كوكبنا؟

الانخفاض الشديد في مستويات الأكسجين في الغلاف الجوي قد يخنق معظم أشكال الحياة على الأرض (رويترز)
الانخفاض الشديد في مستويات الأكسجين في الغلاف الجوي قد يخنق معظم أشكال الحياة على الأرض (رويترز)

كشفت دراسة جديدة عن أن الانخفاض الشديد في مستويات الأكسجين قد يخنق معظم أشكال الحياة على الأرض.

ومن المحتمل ألا يحدث هذا قبل مليار سنة أخرى، ولكن حين يحدث، فسيكون ذلك بسرعة كبيرة، حسب ما نقله موقع «ساينس آليرت» العلمي.

وسوف يعيد هذا التحول الكوكب إلى ما يُشبه الحالة التي كان عليها قبل ما يُعرف بـ«حدث الأكسدة العظيم» (GOE) منذ نحو 2.4 مليار سنة، وهي الفترة الزمنية التي شهد فيها الغلاف الجوي للأرض ارتفاعاً في الأكسجين للمرة الأولى.

ووضع فريق الدراسة، التابع لجامعة توهو في اليابان، نموذجاً لكيفية تغير الغلاف الجوي للأرض بشكل مطرد.

وقال الفريق إن زيادة تدفق الطاقة من الشمس في أثناء سطوعها، والاحتباس الحراري والزيادة المستمرة في درجات الحرارة على الأرض، والانخفاض في مستويات ثاني أكسيد الكربون (الذي يعني انخفاض عدد الكائنات الحية التي تقوم بالتمثيل الضوئي)؛ هي كلها عوامل ستؤدي في النهاية إلى نقص شديد في مستويات الأكسجين على الكوكب، وستقضي في النهاية على أشكال وعلامات الحياة في الكون.

وأوضحوا قائلين، في دراستهم التي نُشرت في مجلة «نيتشر»: «عند هذه النقطة، سيكون هذا هو نهاية الطريق بالنسبة إلى البشر ومعظم أشكال الحياة الأخرى التي تعتمد على الأكسجين بشكل أساسي».

وأكد الفريق أنه يأمل أن يتوصل العلماء في مرحلة ما خلال المليار سنة المقبلة إلى كيفية الخروج من الكوكب والذهاب إلى كوكب آخر بديل صالح للعيش.