تجارب الطفولة المؤلمة تُسبّب صداعاً عند البلوغ

صدمات التهديد والحرمان عوامل خطر مهمّة

أحداث الطفولة المؤلمة قد تحمل آثاراً صحية خطيرة (بابليك دومين)
أحداث الطفولة المؤلمة قد تحمل آثاراً صحية خطيرة (بابليك دومين)
TT

تجارب الطفولة المؤلمة تُسبّب صداعاً عند البلوغ

أحداث الطفولة المؤلمة قد تحمل آثاراً صحية خطيرة (بابليك دومين)
أحداث الطفولة المؤلمة قد تحمل آثاراً صحية خطيرة (بابليك دومين)

حذَّرت دراسة أميركية من أنَّ الصغار الذين عانوا تجارب مؤلمة في مرحلة الطفولة، مثل سوء المعاملة، أو الإهمال، أو التفكُّك الأسري، هم أكثر عُرضة للإصابة باضطرابات الصداع عند البلوغ. وأوضحت الدراسة التي نُشِرت نتائجها في دورية «علم الأعصاب»، أمس (الأربعاء)، أن «الأحداث المؤلمة في مرحلة الطفولة يمكن أن تكون لها آثار صحية خطيرة في وقت لاحق من الحياة».

ووفق الدراسة، انقسمت الأحداث المؤلمة إلى نوعين؛ الأول «صدمات التهديد»، مثل الاعتداء الجسدي، والاعتداء الجنسي، والإساءة العاطفية، والتهديد بالعنف، والصراعات العائلية الخطيرة. والثاني «صدمات الحرمان»، مثل الإهمال، والشدائد الاقتصادية، وسجن أحد أفراد الأسرة، وطلاق الوالدين، أو وفاتهما، والعيش في أسرة تعاني مرضاً عقلياً، أو إعاقة مزمنة، أو تعاطي الكحول أو المخدرات.

وأجرى الفريق البحثي تحليلاً شمل نتائج 28 دراسة سابقة شارك فيها 154739 شخصاً في 19 دولة، لكشف العلاقة بين التعرُّض لأحداث الطفولة المؤلمة والصداع. إجمالاً، أبلغ 48625 شخصاً أو 31 في المائة عن حدث مؤلم واحد على الأقل في مرحلة الطفولة، وشُخصت إصابة 24956 شخصاً أو 16 في المائة بالصداع.

ومن بين المشاركين الذين تعرضوا لحدث مؤلم واحد على الأقل في مرحلة الطفولة، شُخصت إصابة 26 في المائة منهم باضطراب الصداع، مقارنة بـ12 في المائة من المشاركين الذين لم يتعرضوا لأحداث مؤلمة في مرحلة الطفولة. ووجد الباحثون أنَّ الأشخاص الذين تعرَّضوا لواحد أو أكثر من أحداث الطفولة المؤلمة كانوا أكثر عُرضة بنسبة 48 في المائة للإصابة باضطرابات الصداع من أولئك الذين لم يتعرضوا لتلك الأحداث. كما وجدوا أيضاً أنه كلما زاد عدد أحداث الطفولة المؤلمة، زادت أيضاً احتمالات الإصابة بالصداع.

على مستوى أنواع الصدمات، أشار الباحثون إلى أن صدمات التهديد ارتبطت بزيادة بنسبة 46 في المائة في حالات الصداع، كما ارتبطت صدمات الحرمان بزيادة بنسبة 35 في المائة في حالات الصداع.

ووفق الدراسة «ارتبط التعرض للإيذاء الجسدي والجنسي بزيادة خطر الإصابة بالصداع بنسبة 60 في المائة؛ ومن بين صدمات الحرمان، كان أولئك الذين عانوا الإهمال في مرحلة الطفولة أكثر عرضة للإصابة باضطرابات الصداع بمقدار 3 أضعاف تقريباً».

في هذا السياق، قالت الباحثة الرئيسية في الدراسة من كلية هارفارد تي إتش تشان للصحة العامة في بوسطن كاثرين كريتسولاس: «تؤكد النتائج أن الأحداث المؤلمة في مرحلة الطفولة هي عوامل خطر مهمة ولا يمكن تجاهلها، لاضطرابات الصداع في مرحلة البلوغ، بما في ذلك الصداع النصفي، وصداع التوتر، والصداع العنقودي، والصداع المزمن أو الشديد». وأضافت لموقع الأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب أن تحديد خطورة أنواع بعينها من تجارب الطفولة المؤلمة «قد يساعد في توجيه استراتيجيات الوقاية والعلاج من اضطرابات الصداع».


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق لا مانع من بعض العزلة للأطفال والحديث معهم عندما يكونون مستعدين لذلك (أرشيفية - وسائل إعلام أميركية)

طفلي لا يريد التحدث معي... ماذا أفعل؟

تنصح طبيبة نفسية بإعطاء الأطفال مساحتهم الخاصة عندما لا يريدون التحدث.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق يشجّع المهرجان الأطفال والشباب في مجال صناعة السينما (الشرق الأوسط)

الشيخة جواهر القاسمي لـ«الشرق الأوسط»: الأفلام الخليجية تنمو والطموح يكبُر

الأثر الأهم هو تشجيع الأطفال والشباب في مجال صناعة السينما، ليس فقط عن طريق الإخراج، وإنما أيضاً التصوير والسيناريو والتمثيل. 

إيمان الخطاف (الدمام)
صحتك إجراء بسيط ينقذ الأطفال الخدج من الشلل الدماغي

إجراء بسيط ينقذ الأطفال الخدج من الشلل الدماغي

تجدد النقاش الطبي في جامعة «بريستول» حول إمكانية حماية الأطفال الخدج (المبتسرين) من المضاعفات الخطيرة للولادة المبكرة، أهمها على الإطلاق الشلل الدماغي (CP)

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
يوميات الشرق النسبة المئوية للاعتداءات الجنسية على الأطفال المرتبطة بتطبيقات التواصل الاجتماعي ترتفع (رويترز)

كيف تحمي أطفالك من التعرض للأذى الجنسي على وسائل التواصل الاجتماعي؟

وجدت دراسة أن نسبة 7 % من الأطفال الذين عولجوا من الاعتداء الجنسي في أحد مستشفيات كاليفورنيا قالت إن وسائل التواصل الاجتماعي سهلت تواصلهم مع مرتكب الجريمة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

القبض على رجل في مطار مانشستر بسبب «صعوده على متن الطائرة الخطأ»

طائرة تابعة لشركة «إيزي جيت»... (رويترز)
طائرة تابعة لشركة «إيزي جيت»... (رويترز)
TT

القبض على رجل في مطار مانشستر بسبب «صعوده على متن الطائرة الخطأ»

طائرة تابعة لشركة «إيزي جيت»... (رويترز)
طائرة تابعة لشركة «إيزي جيت»... (رويترز)

قالت شركة الطيران البريطانية «إيزي جيت» إن رحلة جوية تأخرت بمطار مانشستر بعد أن صعد رجل إلى الطائرة «بشكل غير صحيح».

وعلمت «هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)» أن أحد الركاب المغادرين من المطار كان من المقرر أن يسافر على متن رحلة أخرى لشركة «إيزي جيت»، لكنه تمكن من الدخول إلى الرحلة المتجهة إلى ميلانو، مساء (الجمعة)، عن طريق الخطأ.

واضطر جميع الركاب إلى النزول من الطائرة، بينما أُجريت عمليات تفتيش أمنية إضافية وفقاً للإجراءات المتبعة.

وقالت شرطة مانشستر إن رجلاً «صعد على متن رحلة جوية دون الوثائق الصحيحة».

ولم يُعثر على أي شيء مشبوه على متن الطائرة، ولم تكن هناك أي إشارة إلى أن الأمر له علاقة بالإرهاب.

وقال متحدث باسم شركة «إيزي جيت» إن الرحلة «كانت عُرضة لفحوص أمنية إضافية، بما يتماشى مع الإجراءات؛ بسبب صعود أحد الركاب إلى الطائرة بشكل غير صحيح».

وأضاف: «السلامة والأمن هما الأولوية القصوى، ولذلك سنعمل الآن مع شريكنا الأرضي في مطار مانشستر لفهم كيفية تمكنه من ركوب الطائرة».

وقال متحدث باسم الشرطة إن رجلاً في العشرينات من عمره أُلقي القبض عليه للاشتباه في تعمد إخفائه لغرض «حمله على متن طائرة دون موافقة، والتسبب عمداً أو بتهور في حادث إزعاج عام».

وأوضح المتحدث باسم «إيزي جيت» أن الشركة «غير قادرة على تقديم مزيد من التفاصيل بينما (التحقيق مستمر)».