تفاؤل مصري بنجاح «رمسيس وذهب الفراعنة» في أستراليا

بعد بيع 100 ألف تذكرة قبل شهر من افتتاح المعرض في سيدني

تابوت الملك رمسيس الثاني (وزارة السياحة والآثار المصرية)
تابوت الملك رمسيس الثاني (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

تفاؤل مصري بنجاح «رمسيس وذهب الفراعنة» في أستراليا

تابوت الملك رمسيس الثاني (وزارة السياحة والآثار المصرية)
تابوت الملك رمسيس الثاني (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أبدى مسؤولون مصريون وأستراليون تفاؤلهم بنجاح المحطة الرابعة للمعرض الأثري المؤقت «رمسيس وذهب الفراعنة»، الذي سيُفتتح 17 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بمدينة سيدني في أستراليا، خصوصاً بعد إعلان المنظمين الأستراليين عن بيع 100 ألف تذكرة قبل ما يقرب من شهر على افتتاحه.

وأعرب الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، خلال المؤتمر الصحافي الذي عُقد الاثنين في المتحف للإعلان عن تفاصيل المعرض، عن سعادته بإعارة تابوت الملك رمسيس الثاني، الذي وصفه بأنه «إحدى أهم القطع الأثرية المعروضة في المتحف القومي للحضارة»، وعدّ ذلك «إضافة لقيمة المعرض لما لهذا الملك من شهرة واسعة»، على حد وصفه.

ورأى غنيم أن سفر هذا التابوت للمشاركة في المعرض «خير سفير لمصر القديمة وحضارتها الخالدة».

جانب من كنوز رمسيس الثاني (موقع متحف دي يونغ بسان فرانسيسكو)

واستقبل معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» منذ افتتاحه في محطته الأولى خارج مصر بمتحف هيوستن في الولايات المتحدة الأميركية عام 2021 مئات الآلاف من الزائرين، قبل انتقاله إلى مدينة سان فرانسيسكو عام 2022، التي شهدت زيادة طفيفة في أعداد الزيارات، لكن محطته الثالثة في قاعة «لافييت» بالعاصمة الفرنسية باريس في النصف الأول من العام الحالي شهدت طفرة في عدد الزيارات بلغت نحو 817 ألف زائر خلال خمسة أشهر، حسب مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.

حقائق

181 قطعة أثرية

يضمها المعرض من مقتنيات المتحف المصري في التحرير تعود لعصر الملك رمسيس الثاني، بالإضافة إلى بعض القطع الأثرية من مكتشفات البعثة المصرية في منطقة البوباسطيون بسقارة.

وثمّن وزيري «الاهتمام البالغ» الذي يوليه المتحف الأسترالي لاستضافة هذا المعرض والترويج له في سيدني، ما ينبئ عن نجاحه على غرار النجاح الكبير الذي حققه في باريس.

وتوقع الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن «يكون للمعرض مردود كبير وبالغ الأثر في الحركة السياحية الوافدة إلى مصر من أستراليا خلال الفترة المقبلة، إسوة بما شهدته الحركة السياحية الوافدة من فرنسا عقب المعرض نفسه في باريس».

المعرض الأثري استقبل مئات الآلاف في جولاته بأميركا وفرنسا (موقع متحف دي يونغ بسان فرانسيسكو)

ويضم المعرض 181 قطعة أثرية من مقتنيات المتحف المصري بالتحرير، تعود لعصر الملك رمسيس الثاني، بالإضافة إلى بعض القطع الأثرية من مكتشفات البعثة المصرية في منطقة البوباسطيون بسقارة.

«تابوت رمسيس الثاني سيكون أيقونة المعرض، وعرض هذا التابوت الذي يُعدّ عملاً قيمته لا تقدر بثمن ورمزاً قوياً لأحد أعظم قادة العالم القديم هو نجاح كبير للمتحف، وستكون سيدني المدينة الثانية فقط في العالم بعد باريس، التي سيُعرض التابوت فيها».

كيم ماكاي، المدير والرئيس التنفيذي للمتحف الأسترالي

ووصف زاهي حواس، عالم الآثار ووزير الآثار الأسبق، في كلمته خلال المؤتمر، الملك رمسيس الثاني بـ«ملك كل الملوك»، وعدّ فترة حكمه التي استمرت 66 عاماً «أمجد وأعظم وأقوى عصور مصر»، كما أنه عُرف أيضاً باسم «سيد البنائين»، حيث شيّد العديد من الآثار والمعابد والتماثيل والمسلات أكثر من أي ملك آخر في مصر القديمة.

زاهي حواس خلال المؤتمر الصحافي في متحف الحضارة المصري (وزارة السياحة والآثار المصرية)

من جهته، توقع جون نورمان رئيس الشركة المنظمة للمعرض، أن يحقق الحدث نجاحاً كبيراً حيث بيعت ما يقرب من 100 ألف تذكرة حتى الآن، قبل افتتاح المعرض في سيدني بنحو شهر.

وأشار كيم ماكاي المدير والرئيس التنفيذي للمتحف الأسترالي إلى أن «تابوت رمسيس الثاني سيكون أيقونة المعرض»، مضيفاً، أن «عرض هذا التابوت الذي يُعدّ عملاً قيمته لا تقدر بثمن، ورمزاً قوياً لأحد أعظم قادة العالم القديم، هو نجاح كبير للمتحف، إذ إن سيدني ستكون المدينة الثانية في العالم فقط، بعد باريس، التي سيُعرض التابوت فيها»، مؤكداً أنها «فرصة رائعة للجمهور الأسترالي لرؤيته في الواقع مع باقي القطع الأثرية المتميزة».

مقتنيات معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» (موقع متحف دي يونغ بسان فرانسيسكو)

وعن مقبرة الملك رمسيس الثاني في منطقة وادي الملوك بالبر الغربي في الأقصر (جنوب مصر)، التي تعرّضت خلال القرون الماضية لعدد من السرقات، والسيول والأمطار الغزيرة، التي تسببت في تدمير النقوش وتجمع الأوساخ التي سدّت ممرات وغرف المقبرة الداخلية بالكامل، قال حواس إن البعثة المصرية تمكنت من الكشف عن أسرار هذه المقبرة وطريقة بنائها وتصميمها ونقوشها، مؤكّداً أن «هذه المقبرة هي المقبرة الملكية الوحيدة المكتملة بالنقوش والزخارف والهندسة المعمارية في وادي الملوك»، آملاً في «نجاح البعثة بالعثور على النفق الذي يربط بين مقبرتي رمسيس الثاني ووالده الملك سيتي الأول».


مقالات ذات صلة

اليمن يسترد 14 قطعة أثرية ثمينة تعود للحقبة القتبانية

العالم العربي الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني خلال كلمته (سبأ)

اليمن يسترد 14 قطعة أثرية ثمينة تعود للحقبة القتبانية

في لحظة وصفت بـ«التاريخية»، أعلنت الحكومة اليمنية استرداد 14 قطعة أثرية ثمينة تعود للحقبة القتبانية، ووضعها بمتحف المتروبوليتان للفنون بمدينة نيويورك بشكل مؤقت…

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق دهشة الذكاء الاصطناعي (رويترز)

الذكاء الاصطناعي «نجم» رسوم عمرها 2000 عام في بيرو

تُعدّ خطوط نازكا، التي تعود إلى 2000 عام مضت، رسوم لنباتات وحيوانات، يمكن رؤيتها فقط من السماء. وقد أُعلنت ضمن مواقع التراث العالمي لـ«يونيسكو» عام 1994.

«الشرق الأوسط» (بوينس آيرس)
يوميات الشرق إطلالة على مدينة طرابلس اللبنانية من أعلى قلعتها الأثرية (الشرق الأوسط)

«جارة القلعة» تروي حكاية طرابلس ذات الألقاب البرّاقة والواقع الباهت

لا يعرف معظم أهالي طرابلس أنها اختيرت عاصمة الثقافة العربية لهذا العام، لكنهم يحفظون عنها لقب «المدينة الأفقر على حوض المتوسط».

كريستين حبيب (طرابلس)
شمال افريقيا مبنى المتحف القومي السوداني في الخرطوم (متداول)

الحكومة السودانية تقود جهوداً لاستعادة آثارها المنهوبة

الحكومة السودانية عملت على اتخاذ التدابير اللازمة لحماية وتأمين 76 موقعاً وصرحاً أثرياً تاريخياً في ولايات نهر النيل والشمالية، وجزء من ولاية الخرطوم.

وجدان طلحة (بورتسودان)
يوميات الشرق من أعمال التنقيب في موقع زبالا التاريخي المهمّ على درب زبيدة (واس)

السعودية... آمالٌ تُفعّلها المساعي لالتحاق مواقع بقائمة التراث العالمي

العمل قائم على تسجيل مواقع جديدة في القائمة الدولية للتراث العالمي، من أهمها دروب الحج القديمة، لا سيما درب زبيدة، بالإضافة إلى ملفات أخرى تشمل الأنظمة المائية.

عمر البدوي (الرياض)

مصر تراهن على مشروع «التجلي الأعظم» في سيناء لاجتذاب السائحين

رئيس الوزراء المصري يتفقّد مشروع «التجلي الأعظم» (مجلس الوزراء المصري)
رئيس الوزراء المصري يتفقّد مشروع «التجلي الأعظم» (مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر تراهن على مشروع «التجلي الأعظم» في سيناء لاجتذاب السائحين

رئيس الوزراء المصري يتفقّد مشروع «التجلي الأعظم» (مجلس الوزراء المصري)
رئيس الوزراء المصري يتفقّد مشروع «التجلي الأعظم» (مجلس الوزراء المصري)

تُولي مصر أهمية كبيرة بمشروع «التجلي الأعظم» في مدينة سانت كاترين (جنوب سيناء)، حيث تسابق الحكومة المصرية الزمن للانتهاء منه وافتتاحه ووضعه على الخريطة السياحية في البلاد.

وبعد مرور أقل من 3 أعوام على بدء تنفيذ المشروع الذي تفقّده رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، صباح اليوم (السبت)، رفقة عدد من الوزراء والمسؤولين، فقد أوشك على الاكتمال.

ووضعت وزارة الإسكان مخططاً متكاملاً لمشروع «التجلي الأعظم»، بهدف «إنشاء مزار روحاني على الجبال المحيطة بالوادي المقدس؛ لتكون مقصداً للسياحة الروحانية والجبلية والاستشفائية والبيئية على مستوى العالم، بجانب توفير جميع الخدمات السياحية والترفيهية للزوار، وتنمية المدينة ومحيطها، مع الحفاظ على الطابع البيئي والبصري والتراثي للطبيعة البكر»، وفق وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، شريف الشربيني.

ويتضمّن المشروع إنشاء مركز الزوار الجديد في مدخل المدينة بموقع ميدان الوادي المقدس، بجانب إنشاء ساحة للاحتفالات الخارجية، ومبنى عرض متحفي متنوع، بالإضافة إلى مسرح، وقاعة مؤتمرات، وكافتيريا، وغرف اجتماعات في مبنى تحت الأرض؛ لعدم التأثير على البيئة الطبيعية للمنطقة.

جانب من المشروع (مجلس الوزراء المصري)

ويشمل المشروع فندقاً جبلياً يتمتع بإطلالات متعددة على دير سانت كاترين، وهضبة التجلي، ووادي الراحة، مع حديقة جبلية خلفية ذات تكوينات صخرية نادرة.

واستغلّ المشروع التجويف الكبير في الجبل بوادي الراحة لإنشاء الفندق الجبلي؛ ليضم مختلف المقومات التي تجعله فندقاً عالمياً يتمتع بإطلالات متعددة، وفق بيان مجلس الوزراء، اليوم (السبت).

وتراهن مصر على المشروع لتنشيط السياحة، فوفق مصطفى مدبولي فإن «الدولة المصرية بجميع وزاراتها وأجهزتها المعنية بذلت جهوداً كبيرة لتحويل هذه البقعة المقدسة التي شرّفها المولى -عز وجل- بالتجلي فوقها، وذلك من أجل تقديمها إلى الإنسانية وشعوب العالم أجمع، على النحو الذي يليق بها؛ تقديراً لقيمتها الروحية الفريدة التي تنبع من كونها حاضنة للأديان السماوية الثلاثة».

ويتضمّن المشروع إنشاء النُّزل البيئي الجديد «الامتداد» بمنطقة وادي الراحة، ويتكوّن من 7 مبانٍ، فضلاً عن إنشاء الحديقة الصحراوية بمحاذاة سفح الجبل، وتربط النُّزل البيئي الجديد بالفندق الجبلي وإنشاء ممشى «درب موسى»؛ ليحاكي المسار التاريخي لسيدنا موسى -عليه السلام- عبر وادي الراحة وصولاً لجبل التجلي، بالإضافة إلى تطوير «74 شاليه» بالنُّزل البيئي القائم.

ولاستيعاب الكثافة السكانية الجديدة المتوقعة في المدينة، تواصل وزارة الإسكان إنشاء الحي السكني الجديد في الزيتونة. كما يضم المشروع تطوير المنطقة السياحية، وإنشاء بازارات تجارية لدعم القاعدة الاقتصادية في المدينة.

تطوير «مطار سانت كاترين» (مجلس الوزراء المصري)

في السياق نفسه، يتضمّن المشروع تطوير منطقة وادي الدير -وهي إحدى أهم مناطق سانت كاترين- التي أُنشئ بها دير سانت كاترين الذي يظلّ مزاراً روحانياً وأثرياً على المستوى العالمي.

وتوفّر الحكومة المصرية جميع الخدمات والمرافق لإنجاح هذا المشروع الطموح، من خلال تمهيد الطرقات وتطوير «مطار سانت كاترين» لاستيعاب حركة الطيران المتوقعة والتوسعات المستقبلية للمدينة، بوصفها واجهة سياحية ودينية عالمية.

وتتضمن أعمال تطوير المطار إنشاء مبنى للركاب بسعة 600 راكب في الساعة بدلاً من 300، بجانب رفع كفاءة الممر القائم، ليكون إجمالي سعة المطار 11 طائرة.

وتهدف مصر إلى الترويج لسانت كاترين لتكون جزءاً من التجربة السياحية المتكاملة التي يقدّمها المقصد السياحي المصري، وهي: سياحة المغامرات، والسياحة الثقافية، وسياحة الاستجمام، وسياحة العائلات، بجانب جذب شرائح جديدة من السائحين في العالم من المهتمين بالسياحة الروحانية، والسياحة الاستشفائية؛ لما تتميز به المنطقة من مكانة وقيمة متفردة من حيث الموقع المتميز والمقومات السياحية والطبيعية.

«الفندق الجبلي» في سانت كاترين (مجلس الوزراء المصري)

مدينة سانت كاترين الواقعة بالقرب من منتجعات شرم الشيخ، ونويبع، ودهب، يبلغ ارتفاعها 1600 متر فوق سطح البحر، وتحيط بها جبال عدّة هي الأعلى في سيناء ومصر، مثل: سانت كاترين، وموسى، والصفصافة.

وأُعلنت سانت كاترين «محمية طبيعية» تزخر بمقومات سياحية فريدة، فضلاً عن الحياة البرية والحيوانات مثل: الغزلان والذئاب.

وتتولّى وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية تنفيذ مشروع «التجلي الأعظم» من خلال «الجهاز المركزي للتعمير»، بتكلفة إجمالية تُقدّر بنحو 4 مليارات جنيه (الدولار الأميركي يعادل 48.3 جنيه مصري).