اعترف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني في مصر، الدكتور رضا حجازي، بأن مهارات القراءة والكتابة لدى 30 في المائة من تلاميذ المدارس دون المستوى، وفقاً لدراسة قومية أجريت لرصد تلك الظاهرة، التي عدّها الوزير من ضمن الأسباب التي تؤدي لـ«التسرب من التعليم».
وقال الوزير خلال كلمته ضمن ورشة عمل عقدت اليوم الأحد، تحت عنوان «تعزيز مهارات القراءة والكتابة باللغة العربية: خطة عمل قصيرة إلى متوسطة الأجل»، إن الوزارة لديها «مناهج مصرية بمعايير دولية على أعلى مستوى، يجب توظيفها لمعالجة تلك المشكلة».
وأكد أن المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي أعد دراسة قومية وكانت نتائجها أن 30 في المائة من الأطفال في مصر دون المستوى في القراءة والكتابة.
واتفق عميد كليتي التربية والتربية للطفولة المبكرة، الدكتور عيد عبد الواحد، مع تصريحات وزير التربية والتعليم، واعتبره من الوزراء الذين «لديهم الشجاعة للتكلم عن الواقع»، مشيراً إلى أن «تزييف الواقع غير مطلوب». وأوضح عبد الواحد في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن وجود 30 في المائة من الأطفال دون المستوى في القراءة والكتابة، يعود إلى أسباب عدّة من بينها، فترة «كورونا» التي أدت لتوقف ذهاب الطلاب إلى المدرسة، ما انعكس سلباً على مستواهم في القراءة والكتابة.
يُذكر أن العام الدراسي الماضي (2022 – 2023) ضمّ 25 مليوناً و494 ألفاً و232 طالباً وطالبة، في حين وصل عدد أعضاء هيئة التدريس إلى 958 ألفاً و753 معلماً ومعلمة، كما وصل عدد المدارس إلى 60 ألفاً و254 مدرسة، بإجمالي 551 ألفاً و815 فصلاً دراسياً، وفق آخر إحصائيات نشرتها وزارة التربية والتعليم.
الخبير التنموي أحمد عبد الفتاح، أحد مؤسسي مبادرة عنوانها «التعليم أمن قومي» قال إن هناك انطباعاً عاماً بأن الأطفال في التعليم الإلزامي ينجحون بشكل تلقائي، وهي حقيقة شئنا أم أبينا، ومن ثمّ لا يبذلون مجهوداً في إجادة القراءة والكتابة. وأشار في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أسباب كثيرة أدت لهذه الظاهرة، عادّاً أن «نسبة فاقدي مهارات القراءة والكتابة بين التلاميذ على أرض الواقع قد تصل لـ50 في المائة، لوجود نقص في المدرسين وفي المدارس، وعدم تفعيل النص الدستوري بتخصيص نسبة من الدخل القومي للتعليم والصحة».
وكان وزير التربية والتعليم والتعليم الفني قد وصف الطالب الذي ليست لديه قدرة على القراءة والكتابة بأن ثقته في نفسه ستكون ضعيفة، وأن هؤلاء الطلاب يكونون أكثر عرضة للتسرب من التعليم، لافتاً إلى ضرورة وضع أدوات تشخيصية لتحديد أسباب مشكلة تراجع مستوى القراءة والكتابة، والعمل على علاجها. وأكد أن هذه المشكلة لن تحل إلا بمشاركة جميع الجهات، بدءاً من الأسرة، مروراً بالمدرسة والإعلام والمجتمع المدني، وأخيراً كل الوزارات والجهات المعنية بالعملية التعليمية.
وكانت نسبة التسرب من التعليم في مصر قد بلغت في المرحلة الإعدادية 0.87 في المائة بنحو 43351 متسرباً، مقابل نسبة 0.2 في المائة بعدد 25380 متسرباً في المرحلة الابتدائية. وفق آخر إحصائية نشرها الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عام 2022.
ووصف الدكتور عيد عبد الواحد عدم قدرة الطلاب على القراءة والكتابة بأنه يؤدي إلى «إحساس سلبي وهجرة نفسية للمدارس، فهي تجعل المدرسة مكاناً غير محبب».