«بوابة الثقافة» واجهة رقمية لتوثيق الثروة الثقافية السعودية واستكشافها

تتضمن المنصة قطعاً أثرية اكتُشفت في السعودية (واس)
تتضمن المنصة قطعاً أثرية اكتُشفت في السعودية (واس)
TT

«بوابة الثقافة» واجهة رقمية لتوثيق الثروة الثقافية السعودية واستكشافها

تتضمن المنصة قطعاً أثرية اكتُشفت في السعودية (واس)
تتضمن المنصة قطعاً أثرية اكتُشفت في السعودية (واس)

تفتح الواجهة الرقمية التي أطلقتها وزارة الثقافة في السعودية، نوافذ لاستكشاف الثروة الثقافية للمملكة، وتعزيز حضورها في الفضاءين المحلي والدّولي بكل ما تحمله من تنوع وثراء وغِنى، يعكس ما تنطوي عليه المناطق السعودية في الفنون والتراث وألوان الحياة، ويشهد على النهضة الحديثة التي ازدهرت خلالها مختلف القطاعات الثقافية في السنوات القليلة الماضية.

وتسهل «بوابة الثقافة» التي انطلقت منصة إلكترونية، وصول الجمهور المحلي إلى كنوز التراث والفنون ونوادر المقتنيات والمخطوطات التي تحتفظ بها السعودية شاهداً على عراقة الأرض وتراث سكانها، في حين تلبي حاجة الجمهور الدّولي وتطلعاته لاكتشاف تفاصيل عن الثقافة السعودية من خلال قطاعات التراث والمتاحف وفنون المسرح والموسيقى والأزياء والأفلام، وألوان أخرى من مكونات وعناصر الثقافة السعودية الغنيّة.

وتعرض الواجهة الرقمية، خريطة تفاعلية تكشف عن حجم الغنى والثروة الثقافية والتراثية التي تنتشر في أنحاء السعودية، وتمكّن الزائر من قضاء جولة ممتعة وغنيّة في المتاحف والمكتبات والمسارح والمواقع الأثرية والإسلامية، ومواقع التراث العمراني والقطع الأثرية التي اكتُشفت على أراضي المملكة، وكانت مؤشراً على موقعها الحيوي في مسيرة التاريخ، الذي عَبَر أو أقام مديداً في مناطق مختلفة منها، وخلّف آثاراً وقطعاً ولُقى بقيت شاهدة على التاريخ ونابضة بعبقه القديم.

تتضمن المنصة قطعاً أثرية اكتُشفت في السعودية (واس)

منصة واحدة وشاهدة على ثراء السعودية

قاعدة بيانات شاملة للقطاع بأصوله وبُناه التحتية، ومؤسساته، وآثاره ومنجزاته، تضمّها منصة «بوابة الثقافة» الإلكترونية، تُغطي الأصول في مختلف القطاعات الثقافية، وتفتح المجال للمهتمين في رصد ونقل كل المتعلقات الثقافية إلى المنصة، وزيادة نموّها.

وتتضمن المنصة أيضاً، الأعمال المكتوبة​، ومن ذلك جهود «المرصد السعودي للترجمة»​ من خلال مجموعة من الكتب التي نُقلت إلى العربية​، ومجموعة من الكتب التراثية السعودية والمواقع الأثرية في المملكة، بالإضافة إلى المخطوطات العربية التاريخية​، الغنيّة بمعلوماتٍ وقيم تاريخيّة عابرة من العصور القديمة؛ إذ تحتفظ السعودية في ذخائرها بثروة معرفية كبيرة تصل إلى أكثر من 27 في المائة من مجموع المخطوطات العربية والإسلامية الأصلية في الدول العربية، كما تعرض المنصة، المواقع الطبيعيّة​ والثقافية السعودية وتاريخها الغني.

وعلى صعيد الثقافة الحيّة، تعرض المنصة فنوناً من صنع الإنسان في المملكة، تشمل الأعمال الحرفية السعودية التقليدية التي تناقلتها الأجيال، والممارسات الثقافية​ التقليدية والشائعة على مرّ التاريخ السعودي، ونظرة شاملة على فنون الطهي​ والأكلات والتوابل العربية التقليدية، وفنون النقوش الصخرية التي توثّق حياة الشعوب العربيّة وثقافاتهم في العصور القديمة، واكتشافات تاريخية لقطع وكنوز أثرية تعكس التراث السعودي العريق. ​بالإضافة إلى السجلات الثقافية مثل المتاحف​ والمكتبات​ والمسارح، وما حوته كل واحدة منها من ألوان الثقافة والتراث والفنون، وكنوز المعرفة والفكر والأدب.​

قاعدة بيانات شاملة للقطاع الثقافي (وزارة الثقافة)

توثيق القطاعات الثقافية ورصدها

قادَت وزارة الثقافة السعودية منذ إطلاق استراتيجيتها في مختلف القطاعات، جهوداً لمسابقة الوقت في حفظ ورصد وتوثيق تفاصيل ثقافية وتراثية من المناطق السعودية، كما سخّرت جهودها لترشيح الكثير من المواقع الطبيعية والتراثية إلى القوائم الدّولية، ولفت انتباه العالم إلى قيمتها الاستثنائية وأهميتها التاريخية.

وعُنيت وزارة الثقافة إلى جانب تجديد المشهد الثقافي من خلال إطلاق المبادرات المتعددة لتنشيط الحقول الأدبية والفنية والإبداعية، إلى تنفيذ أعمال الحفاظ على التراث التاريخي للمملكة، في إطار السعي لبناء مستقبل ثقافي غنيّ تزدهر فيه مختلف أنواع الثقافة والفنون، في إطار برنامج تحوّل طموح تعيشه السعودية ضمن «رؤية 2030»، يسهم القطاع الثقافي بدور كبير في تحقيق مستهدفاته، وتعزيز حضور الثقافة كنمط حياة، والثقافة من أجل النمو الاقتصادي، والثقافة من أجل تعزيز مكانة المملكة الدولية. ومن ذلك جهود القطاع الثقافي السعودي في الحفاظ على التراث الإنساني الثقافي المادي وغير المادي، ونجاحه في تسجيل 11 عنصراً ثقافياً محلياً وعربياً في قائمة التراث غير المادي، و7 مواقع للتراث الطبيعي والثقافي في القائمة الدولية، وتمكّن هيئة التراث من تسجيل ما يقرب من 5 آلاف حِرفيّ وحرفية في السجل الحرفي الوطني، وتنفيذ عدد من المشروعات في مجال حصر الحرف اليدوية وتوثيقها، في حين تأتي «بوابة الثقافة» في إطار جهود الوزارة لجمع الموارد الثقافية السعودية في منصة واحدة؛ ليستفيد منها المتلقي والراغب في رصد الحراك الثقافي ومتابعة نشاطه، إضافة إلى سعيها لخلق منصة رقمية شاملة، وجامعة لمختلف تلك الأصول في المملكة لحفظ الثروة الثقافية ونشرها محلياً ودولياً.


مقالات ذات صلة

مصر تحتفي باللغة القبطية وتوثيق الحضارة الفرعونية 

يوميات الشرق الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)

مصر تحتفي باللغة القبطية وتوثيق الحضارة الفرعونية 

احتفت مصر باللغة القبطية التي يجري تدريسها في المعهد العالي للدراسات القبطية التابع للكنيسة الأرثوذكسية المصري، وذلك بمناسبة مرور 70 عاماً على إنشاء المعهد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)

المتحف المصري الكبير يحتفي بالفنون التراثية والحِرف اليدوية

في إطار التشغيل التجريبي للمتحف المصري الكبير بالجيزة (غرب القاهرة) أقيمت فعالية «تأثير الإبداع» التي تضمنت احتفاءً بالفنون التراثية والحِرف اليدوية.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج بجنوب مصر.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )

فيلمان سعوديان يحصدان جوائز في «الفيوم السينمائي» بمصر

خالد ربيع خلال تسلّمه جائزة الفيلم السعودي (إدارة المهرجان)
خالد ربيع خلال تسلّمه جائزة الفيلم السعودي (إدارة المهرجان)
TT

فيلمان سعوديان يحصدان جوائز في «الفيوم السينمائي» بمصر

خالد ربيع خلال تسلّمه جائزة الفيلم السعودي (إدارة المهرجان)
خالد ربيع خلال تسلّمه جائزة الفيلم السعودي (إدارة المهرجان)

اختُتمت، مساء الجمعة، فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة الذي أُقيم بمحافظة الفيوم (100 كيلو جنوب القاهرة)، بحفل بسيط على بحيرة قارون، بحضور عدد من صنّاع الأفلام وأعضاء لجان التحكيم؛ حيث جرى إعلان جوائز مسابقات المهرجان الثلاث.

ومنحت لجنة تحكيم «المسابقة الدولية للفيلم الطويل» تنويهاً خاصاً للفيلم السعودي «طريق الوادي» للمخرج خالد فهد الذي تدور أحداثه حول شخصية الطفل «علي» الذي يعاني من متلازمة الصمت، فبعد أن ضلّ طريقه في أثناء توجهه لرؤية طبيب في قرية مجاورة، ينتهي به المطاف وحيداً في مكان ناءٍ، إلا أن سلسلة العقبات والتحديات لم تمنعه من اكتشاف العالم الذي ينتظره؛ حينها فقط أدركت عائلته أن ما يعانيه «علي» ليس عائقاً وإنما ميزة، منحته سيلاً من الخيال والتخيل.

ونال الفيلم المغربي «الثلث الخالي» للمخرج فوزي بنسعيدي جائزة أفضل فيلم بالمسابقة، وهو الفيلم الذي حصد جائزة أفضل إخراج بجانب حصول بطلَيه فهد بنشمسي، وعبد الهادي الطالبي، على جائزة أفضل تمثيل، في حين نال الفيلم الإيراني «كارون الأهواز» جائزة لجنة التحكيم الخاصة.

وحصد الفيلم السعودي «ترياق» للمخرج حسن سعيد جائزة «لجنة التحكيم الخاصة للفيلم الروائي القصير»، في حين حصل الزميل عبد الفتاح فرج، الصحافي بـ«الشرق الأوسط»، على جائزة أفضل فيلم تسجيلي قصير، عن فيلمه «العشرين»، الذي صوّره في شارع العشرين بحي «فيصل» في القاهرة الكبرى، وتدور أحداثه في 20 دقيقة.

الزميل عبد الفتاح فرج خلال تسلّم الجائزة (إدارة المهرجان)

ويتضمّن فيلم «العشرين» بشكل غير مباشر القضايا البيئية المختلفة، وجرى تصويره على مدار 5 سنوات، رصد خلالها فترة مهمة بعيون أحد قاطني الشارع، متناولاً الفترة من 2018 وحتى عام 2023، واحتضن المهرجان عرضه الأول في مصر.

وتسلّم عضو لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة بالمهرجان الناقد السعودي خالد ربيع جوائز الفيلمين السعوديين نيابة عن صناع العملين الفائزين، في حين عبّر لـ«الشرق الأوسط» عن سعادته بالتعاون مع باقي أعضاء اللجنة خلال مشاهدة الأفلام، مشيداً بالأنشطة والفعاليات المتنوعة التي تضمّنها المهرجان.

وشهد المهرجان مشاركة 55 فيلماً من 16 دولة، من أصل أكثر من 150 فيلماً تقدّمت للمشاركة في الدورة الأولى، في حين شهد الاحتفاء بفلسطين بصفتها ضيف شرف، عبر إقامة عدة أنشطة وعروض فنية وسينمائية فلسطينية، من بينها أفلام «من المسافة صفر».