«ذا كريتور»: ملحمة خيال علمي «مذهلة» ترصد تهديدات الذكاء الاصطناعي

الفيلم لا يقدّم إجابات واضحة عمّا سيحمله المستقبل

فيلم «ذا كريتور» يؤكد الجانب الإنساني للروبوتات (أ.ب)
فيلم «ذا كريتور» يؤكد الجانب الإنساني للروبوتات (أ.ب)
TT

«ذا كريتور»: ملحمة خيال علمي «مذهلة» ترصد تهديدات الذكاء الاصطناعي

فيلم «ذا كريتور» يؤكد الجانب الإنساني للروبوتات (أ.ب)
فيلم «ذا كريتور» يؤكد الجانب الإنساني للروبوتات (أ.ب)

تأتي ملحمة الخيال العلمي «ذا كريتور» للمخرج البريطاني الشهير غاريث إدواردز، في وقت يحاول فيه العالم التصالح مع حقيقة أنّ المستقبل سيتشكل بواسطة الذكاء الاصطناعي، إلى حد كبير؛ وذلك بعد مرور 7 أعوام على إطلاق آخر أعماله، وهو فيلم «روج وان: إيه ستار وورز ستوري»، عام 2016.

ووفق «وكالة الأنباء الألمانية»، تأخذنا أحداث العمل السينمائي الدرامي المثير للإعجاب وذي الطبقات المتعدّدة، إلى عام 2065، لاستكشاف المزايا والتهديدات الناجمة عن انتشار تقنية الذكاء الاصطناعي.

الممثلة البريطانية غيما تشان تجسّد شخصية مايا مهندسة الذكاء الاصطناعي (أ.ب)

وفي إطار سياق شيّق، يُقتل مليون شخص في انفجار نووي يقع في لوس أنجليس، وتشنّ الولايات المتحدة حرباً ضدّ الذكاء الاصطناعي، إلا أنها لا تكتفي بحظر التقنية المثيرة للجدل وتدميرها على أراضيها، بل ترسل مجموعة من القوات الخاصة على متن مركبة فضائية عملاقة تحمل اسم «نوماند»، لتدمير جميع صور الحياة الاصطناعية في العالم، ضمن مهمّة إمبريالية مناهضة للذكاء الاصطناعي.

في الوقت عينه، يمثّل الذكاء الاصطناعي جزءاً مهماً من الحياة اليومية في دولة تحمل اسم «آسيا الجديدة»، حيث تعمل روبوتات بشرية في الحقول، أو في قيادة سيارات أجرة؛ ويصل الأمر إلى أنها تُستخدم أيضاً في تربية الأيتام.

وعندما يُرسل العميل الخاص الأميركي «غوشوا» (يجسّد دوره الممثل الأميركي جون ديفيد واشنطن) إلى «آسيا الجديدة» للعثور على «نيرماتا»، المهندس الغامض للذكاء الاصطناعي المتقدّم، يقع في حب مهندسة الذكاء الاصطناعي «مايا» (تجسّد دورها الممثلة البريطانية غيما تشان). إلا أنّ غطاءه ينكشف وتختفي «مايا» خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من حملها.

مخرج الفيلم غاريث إدواردز يقول إنّ الإجابات غير مثيرة للاهتمام أبداً (أ.ب)

وبعد 5 أعوام، يعلم «غوشوا» المكلوم فجأة أنّ «مايا» لا تزال حيَّة، ويوافق على الذهاب في مهمة أخرى إلى «آسيا الجديدة» لتدمير سلاح غامض طوّره «نيرماتا»؛ يُقال إنه قادر على إنهاء الحرب بالقضاء على البشرية.

ولكن عندما يكتشف وقواته الخاصة السلاح الغامض، يجدون أنه الذكاء الاصطناعي، ولكن على هيئة فتاة قادرة على اختبار المشاعر، فيأخذها «غوشوا» ليرعاها، في إطار فكرة مكرَّرة يُستعان بها عادة في الأفلام التي تستكشف العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والبشرية. ثم لا يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى يصير شديد التعلّق بها.

إلى بطلي العمل البارزين، واشنطن وتشان، يضمّ طاقم الممثلين مجموعة من ألمع النجوم، من بينهم النجمة الأميركية الحائزة «أوسكار»، أليسون جاني التي تجسّد دور العميلة الخاصة «هاويل» التي لا رحمة لديها في القتال ضدّ الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى الممثل الياباني كين واتانابي الذي يجسّد دور الروبوت «هارون».

وبالنسبة إلى أماكن التصوير، اختار المخرج وكاتب السيناريو البريطاني غاريث إدواردز (48 عاماً) التصوير في أماكن ذات مناظر طبيعية خلابة، في كمبوديا ونيبال وإندونيسيا وتايلاند واليابان، بدلاً من التصوير في استوديوهات مكلفة.

ورغم إضافة المشهد المستقبلي الخاص بعام 2065 لاحقاً، فإن الفيلم يبدو مذهلاً حقاً، وبميزانية مُعلن عنها تبلغ 80 مليون دولار فقط.

الممثل الأميركي جون ديفيد واشنطن يجسّد دور غوشوا العميل الخاص الأميركي (أ.ب)

وفي حديث لـ«وكالة الأنباء الألمانية» في لندن، يقول إدواردز: «أعتقد بأنه من المحتمل جداً أنّ الذكاء الاصطناعي سيصير أمراً جيداً بالنسبة إلى البشرية. كما أنني متأكد من أنه ستكون هناك بعض الأمور السيئة (الناجمة عنه). ولكن عادة، كلما نظر المرء إلى تطوّرات التكنولوجيا الكبيرة من حوله، وكان هناك أمر سيئ، فلن يكون بسبب التكنولوجيا، ولكن بسبب سوء استخدام البشر لها».

وينعكس هذا النهج في فيلم «ذا كريتور»، الذي يؤكد الجانب الإنساني للروبوتات. ووفق إدواردز: «إننا لسنا الأخيار»، مضيفاً أنّ الفيلم لا يقدم إجابات واضحة عمّا سيحمله المستقبل: «ليست لدي الإجابات. إن الإجابات غير مثيرة للاهتمام أبداً».

وإلى الموسيقى التصويرية للفنانَين هانز زيمر وستيف مازارو، يمثل التصوير المذهل أجواء جذابة وساحرة، رغم أنه ليس بالضرورة أن يعلم المشاهد أنّ زيمر يشارك في العمل.

ويضيف إدواردز: «كانت الفكرة تقديم موسيقى تصويرية لا تبدو في الواقع مثل أحد أعمال زيمر».


مقالات ذات صلة

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

سينما  مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» بمفاجأة رائعة

محمد رُضا‬ (القاهرة)
سينما دياماند بوعبّود وبلال حموي في «أرزة» (مهرجان أفلام آسيا الدولي)

شاشة الناقد: فيلمان من لبنان

أرزة هي دياماند بو عبّود. امرأة تصنع الفطائر في بيتها حيث تعيش مع ابنها كينان (بلال الحموي) وشقيقتها (بَيتي توتَل). تعمل أرزة بجهد لتأمين نفقات الحياة.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق الفنان المصري أحمد زكي قدم أدواراً متنوعة (أرشيفية)

مصر تقترب من عرض مقتنيات أحمد زكي

أعلن وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو عن عرض مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، ضمن سيناريو العرض الخاص بمركز ثروت ‏عكاشة لتوثيق التراث.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق وصيفات العروس يبتهجن في حفل زفافها بالفيلم (القاهرة السينمائي)

«دخل الربيع يضحك»... 4 قصص ممتلئة بالحزن لبطلات مغمورات

أثار فيلم «دخل الربيع يضحك» الذي يُمثل مصر في المسابقة الدولية بمهرجان «القاهرة السينمائي» في دورته الـ45 ردوداً واسعة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من مهرجان «القاهرة السينمائي» (رويترز)

أفلام فلسطينية ولبنانية عن الأحداث وخارجها

حسناً فعل «مهرجان القاهرة» بإلقاء الضوء على الموضوع الفلسطيني في هذه الدورة وعلى خلفية ما يدور.

محمد رُضا (القاهرة)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)
حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)
TT

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)
حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير الذين اختفوا عن حفل الختام الذي أقيم في قصر ثقافة مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء.

ووفق نقاد، فإن التضارب الذي يحدث بين مواعيد انعقاد مهرجانات مصرية على غرار «شرم الشيخ المسرحي» و«القاهرة السينمائي» هو السبب وراء اختفاء نجوم الشاشات والمسرح عن حضور فعاليات المهرجان.

ورغم استمرار انعقاد مهرجان القاهرة السينمائي المعروف بكثافة فعالياته، جرى تكريم بعض نجوم الفن والسينما، عبر حفل «غولدن غلوب» ومجلة «Enigma»، بأحد الفنادق الكبرى على النيل، كان من بينهم الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، والفنانة يسرا، اللذان تم منحهما جائزة «عمر الشريف».

وشهد حفل ختام «شرم الشيخ المسرحي» حضور عدد قليل من الفنانين والمسرحيين، من بينهم الفنان سيد خاطر، وكيل وزارة الثقافة المصرية الأسبق، وأحمد بو رحيمة، مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة بالشارقة، والفنان علاء مرسي، والفنان والبروفيسور الروسي ميخائيل جوريفوري، والمخرج الروماني قسطنطين كرياك، رئيس مهرجان سيبيو الدولي، والفنانة حلا عمران، والفنانة اللبنانية مروة قرعوني، والفنان أحمد وفيق، والمخرج السوري ممدوح الأطرش، والكاتبة فاطمة المعدول، والدكتور سعيد السيابي من سلطنة عمان، والمخرج عصام السيد، والفنانتان المصريتان عزة لبيب، ومنال سلامة.

حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي (شرم الشيخ المسرحي)

وسيطرت مصر على جوائز حفل الختام؛ إذ حصل شباب مسرحها على جائزة أفضل عرض متكامل بمسرحية «هجرة الماء» وشهادتي تقدير لجودة العمل في مسابقة مسرح الطفل والنشء، كما حصل المصري أحمد بيلا على جائزة لجنة التحكيم في مسابقة الشارع، عن عرض «خلف النافذة»، أما عن أبرز الجوائز العربية فحصل العرض الإماراتي «حكايات صامتة» على جائزة أفضل أداء جماعي في مسابقة مسرح الطفل والنشء، وحصل العرض العماني «فضيلة عبيد» على جائزة لجنة التحكيم في مسابقة الشارع.

وأعلن المخرج مازن الغرباوي، مؤسس ورئيس المهرجان، أن دولة كوريا الجنوبية ستكون ضيف شرف المهرجان في الدورة المقبلة التي ستحمل اسم الفنانة المصرية القديرة إلهام شاهين، لمسيرتها المهمة في المسرح المصري والعربي.

وأعرب المخرج السوري ممدوح الأطرش عن سعادته البالغة لتكريمه في مصر، موضحاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «أتابع المهرجان منذ انطلاقه قبل 9 سنوات، وأراه يتطور سنة تلو الأخرى».

ممدوح الأطرش خلال حفل الختام (شرم الشيخ المسرحي)

وعن أعماله الفنية التي يحضر لها خلال الفترة المقبلة، قال الأطرش: «أجهز لفيلم سينمائي عن حياة الفنانة الراحلة أسمهان، نجري حالياً تشاورات ونقاشات عدة حوله، حتى يخرج بالصورة الرائعة التي تُمثل قيمة أسمهان بصفتها فنانة عالمية، مع سرد سريع لقصة عائلة الأطرش».

يُذكر أن الدورة التاسعة من المهرجان كانت تحمل اسم المخرج الكبير الراحل جلال الشرقاوي، وشهدت مشاركة 36 دولة، ومنح الفنانة السورية حلا عمران درع «سميحة أيوب»، بجانب تكريم الفنان علاء مرسي، والفنان الروسي ميخائيل جوريفوي، والمخرج السوري ممدوح الأطرش.