اكتشاف ديناصور عملاق طويل العنق من نوع «تيتان»

اكتشاف ديناصور عملاق طويل العنق من نوع «تيتان»
TT

اكتشاف ديناصور عملاق طويل العنق من نوع «تيتان»

اكتشاف ديناصور عملاق طويل العنق من نوع «تيتان»

أظهرت حفريات جديدة أن ديناصورًا ضخمًا لم يسبق له مثيل كان يجوب ما يعرف الآن بإسبانيا منذ حوالى 122 مليون سنة.

ويشير الشكل غير المعتاد لعظامه إلى أن «العملاق» الموصوف حديثًا كان بدائيًا للغاية، ما قد يساعد العلماء على فهم أفضل لتطور هذه الديناصورات العملاقة ذات العنق الطويل.

وتم اكتشاف الأنواع التي تم تحديدها حديثًا، والتي تسمى Garumbatitan morellensis، أثناء عمليات تنقيب بموقع الحفريات Sant Antoni de la Vespa بالقرب من مدينة موريلا بين عامي 2005 و2008. كما اكتشف الباحثون بقايا ثلاثة أفراد على الأقل في الموقع، بما في ذلك فقرات ضخمة وأرجل طويلة وعظام مجموعتين شبه مكتملتين من القدم؛ وهو اكتشاف نادر للغاية بالنسبة إلى الصربوديات، وذلك وفق ما ذكر موقع «لايف ساينس» العلمي.

ويعود تاريخ الحفريات إلى العصر الطباشيري المبكر (قبل 145 مليونا إلى 66 مليون سنة).

وقد وصف الباحثون G. morellensis في دراسة جديدة نشرت بـ 28 سبتمبر(أيلول) الماضي بمجلة «علم الحيوان» أن هذه الديناصورات تتراوح أعمارها بين 50 و85 عامًا شأنها شأن الصربوديات، كديبلودوكس وبراكيوصور، وهي ديناصورات عاشبة ذات أربع أرجل ولها أعناق وذيول يمكن أن تصل إلى أحجام هائلة.

وينتمي G. morellensis إلى مجموعة فرعية من الصربوديات المعروفة باسم تيتانوصور، والتي كانت من أضخم الصربوديات والسلالة الوحيدة التي بقيت على قيد الحياة حتى ضرب الكويكب الذي قتل الديناصورات قبل حوالى 66 مليون سنة.

وبناءً على العظام المتاحة، لا يستطيع الباحثون تحديد الحجم الدقيق الذي يمكن أن يصل إليه G. morellensis. لكن أحد الأفراد «يتميز بحجمه الكبير، مع فقرات يزيد عرضها على متر واحد (3.3 قدم)، وعظم فخذ يمكن أن يصل طوله إلى مترين (6.6 قدم)، وفق ما يقول المؤلف الرئيسي للدراسة بيدرو موتشو عالم الحفريات بجامعة كاليفورنيا.

من جانبها، قالت جامعة لشبونة في بيان لها «بناءً على حجم هذه العظام، من المحتمل أن يكون G. morellensis متوسط الحجم على الأقل بالنسبة للتيتانوصورات، والتي غالبًا ما كانت تنمو إلى حجم ملعب كرة السلة تقريبًا».

,يناقش العلماء أي الأنواع كانت الأثقل، لكن من المحتمل أن يكون وزنها 70 طنًا على الأقل (63.5 طنًا متريًا).

ويقترح الباحثون أن اكتشاف هذا النوع البدائي من السمفوسبونديلان في إسبانيا يشير إلى أن أوروبا يمكن أن تكون المكان الذي تجولت فيه لأول مرة. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة لإثبات ذلك.

ويعتقد فريق الدراسة أيضًا أن سان أنتوني دي لا فيسبا، بالإضافة إلى مواقع أخرى في شبه الجزيرة الأيبيرية، يمكن أن تكون المفتاح لمعرفة المزيد عن تطور الصوربود. ففي عام 2022، كشف العلماء عن بقايا ديناصور ضخم مجهول الهوية في البرتغال، ينافس أكبر حفرية ديناصور معروفة في أوروبا، والتي يعود تاريخها إلى 150 مليون سنة.


مقالات ذات صلة

أي طقوس مارسها السكان الأصليون في أستراليا قبل 12 ألف عام؟

يوميات الشرق الكهف خزّان الآثار (أ.ف.ب)

أي طقوس مارسها السكان الأصليون في أستراليا قبل 12 ألف عام؟

من النادر جداً أن تتبَّع أدلّة أثرية تعود إلى آلاف السنوات رمزية تصرّفات أفراد مجتمعات لم تكن تمارس الكتابة بعد.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
يوميات الشرق إنها واحدة من أطول الأشجار المُزهرة في نيوزيلندا (جمعية الأشجار)

جائزة لـ«الشجرة السائرة» منذ عام 1875 في نيوزيلندا

حصلت شجرة راتا، الوحيدة التي يبدو أنها تتجوّل عبر المناظر الطبيعية، على الميدالية الذهبية ضمن مسابقة «شجرة العام» في نيوزيلندا.

«الشرق الأوسط» (ويلينغتون (نيوزيلندا))
يوميات الشرق تجلس مهى العاني أمام مشغلها في الهواء الطلق وترسم (الشرق الأوسط)

العراقية - اللبنانية مهى العاني ترسم التعلُّق بالجذور وسطوة المكان

الطبيعة هنا مُحرِّك، تحاكي مكوّناتها لتوكيد العلاقة بالنور والظلّ والعتمة والضوء. وعلى عكس صخب المدينة، تنعم بسلامها وتُطوِّر اللوحة باستمداد الصفاء من المحيط.

فاطمة عبد الله (دوما (شمال لبنان))
يوميات الشرق جمال قلعة ميدلهام التاريخية (شاترستوك)

قلعة طفولة الملك ريتشارد الثالث أمام لحظة حرجة

أكّدت الوثائق أنّ التطوير المُقتَرح كُشِف عنه للمرة الأولى منذ أكثر من عقد، ونال الموافقة عام 2021، لكنها أُلغيت لاحقاً لمشكلات تعوق الوصول إلى الموقع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق المنحدرات الواقعة بجنوب غربي إنجلترا حيث اكتُشف الغابة (بي بي سي)

عمرها 390 مليون سنة... اكتشاف «أقدم غابة في العالم»

اكتشف العلماء ما يعتقدون أنها بقايا أحفورية لـ«أقدم غابة متحجرة معروفة في العالم» في منحدرات واقعة على ساحل بجنوب غربي إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«سوق ديانا» في القاهرة تبيع أنتيكات برائحة «الزمن الجميل»

التحف والمقتنيات القديمة أبرز معروضات السوق (الشرق الأوسط)
التحف والمقتنيات القديمة أبرز معروضات السوق (الشرق الأوسط)
TT

«سوق ديانا» في القاهرة تبيع أنتيكات برائحة «الزمن الجميل»

التحف والمقتنيات القديمة أبرز معروضات السوق (الشرق الأوسط)
التحف والمقتنيات القديمة أبرز معروضات السوق (الشرق الأوسط)

التحقت سارة إبراهيم، 35 عاماً، بزحام سوق «ديانا» بوسط القاهرة، في إرضاء لشغفها بـ«اقتناء» السّلع والتّحف والعملات القديمة التي تتخصص هذه السوق في القاهرة بعرضها، وتُعرف كذلك بـ«سوق السبت» نسبةً لليوم الأسبوعي الوحيد الذي يستقبل جمهوره فيه.

يُطلق على هذه السوق اسم «ديانا» نسبةً إلى سينما «ديانا بالاس» العريقة التي تقع في محيط الشوارع المؤدية إليها.

تقول سارة إنها تعرّفت على السوق منذ نحو عامين، رغم أنها كانت تسمع عنها منذ سنوات: «بدأ الأمر صدفة، خلال جولة لي مع صديقة، فانبهرنا بكمية المعروضات التي لم نجدها سوى في هذه السوق، وصرت أولاً أقصدها للتنزّه بها من وقت لآخر. وقد اشتريت منها اليوم صوراً قديمة من أرشيف فيلم (معبودة الجماهير)، وصدف بحر عملاقاً لم أرَ مثله من قبل، وكذلك علبة معدنية قديمة مرسوم عليها (روميو وجولييت) كالتي كانت تستخدمها الجدات قديماً لحفظ أغراض الخياطة، وجميعها بأسعار معقولة، وتحمل معها زمناً قديماً لم نعشه»، كما تقول في حديثها مع «الشرق الأوسط».

الأسطوانات القديمة إحدى السلع التي يبحث عنها زوار السوق (الشرق الأوسط)

رغم حرارة الطقس، كان زوار السوق ومرتادوها يتدفقون ويتحلقون حول المعروضات التي يفترشها الباعة على الأرض بكميات كبيرة، ويبدو تأمل تلك المعروضات في حد ذاته ضرباً من المتعة، يمكن أن ينطبق عليه المثل الشعبي المصري المعروف: «سمك لبن تمر هندي» بما يدّل على التنوّع المدهش في نوعية السلع، بداية من الساعات القديمة، إلى أطباق الطعام التي تحمل طابعاً تاريخياً، فيحمل بعضها توقيع «صنع في ألمانيا الغربية»، الذي يعود إلى ما قبل إعادة توحيد ألمانيا، ويمكن مشاهدة زجاجة مياه غازية فارغة تعود للفترة الملكية في مصر، يشير إليها أحمد محمود، بائع المقتنيات القديمة بالسوق.

عملات وتذكارات معدنية (الشرق الأوسط)

يقول محمود: «يمكن على تلك الزجاجة رؤية شعار علم مصر القديم (الهلال والنجمات الـ3 ولونها الأخضر)، وتحمل اسم (كايروأب) التي كانت إحدى شركات المياه الغازية في مصر في عهد الملك فؤاد، وما زال هناك زبائن إلى اليوم يهتمون كثيراً باقتناء مثل تلك التذكارات التي تحمل معها جزءاً من تاريخ الصناعة في هذا الوقت، علاوة على شكلها وتصميمها الجمالي الذي يعكس تطوّر التصميم»، كما يشير في حديثه مع «الشرق الأوسط»، ويضيف: «جمهور هذه السوق هو الباحث عن اقتناء الذكريات، عبر تذكارات تحمل معها جزءاً من تاريخهم الشخصي أو الذي لم يعيشوه، فمثلاً يُقبل الجمهور هنا على شراء ملصقات سينما قديمة، أو حتى صابونة مُغلّفة تعود للخمسينات تُذكرهم بمصانع الفترة الناصرية، ويشترون كروت الشحن القديمة التي كانت تُستخدم في كابينات التليفون بالشوارع قبل انتشار الهاتف المحمول، وهي ذكريات يعرفها جيل الثمانينات والتسعينات بشكل خاص ويستعيدونها مع معروضات السوق».

معروضات نوستالجية تجذب الجمهور (الشرق الأوسط)

تظهر صور الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في وسط المعروضات، كما تظهر بورتريهات لعبد الحليم حافظ، وملصقات لنجوم كرة القدم في السبعينات، تُجاور شرائط كاسيت قديمة يشير البائع لإحدى الزبونات إلى أن سعر أي شريط كاسيت لمحمد عبد الوهاب 25 جنيهاً، فيما تُعرض أسطوانات التسجيلات القديمة بكميات كبيرة يبدأ سعرها من 50 جنيهاً، وكذلك الكاميرات التي تتراوح في تاريخها، وتبدأ من 200 جنيه وحتى 2000 جنيه (الدولار يعادل 48.6 جنيه)، ويعرض أحمد مهاب كثيراً من أجهزة التليفون القديمة التي تلفت أنظار الزوار.

يشير مهاب لأحد تلك الأجهزة التقليدية ذات القرص الدوّار ويقول عنه: «سعر هذا التليفون ألف جنيه مصري؛ وذلك لأنه يعود لفترة الخمسينات ولأن لونه الأحمر نادر، في حين أبيع الجهاز نفسه باللون الأسود بـ500 جنيه لأنه أكثر انتشاراً، فيما تقلّ أسعار تلك الهواتف الأرضية كلما كانت أحدث، فالتليفون ذو القرص الدوار الذي يعود لفترة التسعينات يُعرض للبيع بـ300 جنيه، وعلى الرغم من سطوة أجهزة الجوّالات المحمولة فلا يزال هناك جمهور يبحث عن تلك الأجهزة، إما لرخص سعرها نسبياً عن أجهزة التليفون الأرضي الحديثة، أو رغبة في اقتنائها بوصفها قطع أنتيكات للديكور»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط».

هواتف قديمة ونادرة تلفت أنظار الزوار (الشرق الأوسط)

أما باعة العملات والأوراق النقدية القديمة، فيبدو جمهورهم في ازدياد على مدار ساعات السوق؛ حيث يحتفظون بالعملات المعدنية التي تتراوح بين الفضية والنحاسية في أكوام ضخمة، سواء عملات مصرية أو عربية يختلف سعرها حسب تاريخها الزمني، ينادي البائع لطفي عبد الله على الزبائن: «الواحدة بـ10 جنيه» في إشارة منه لعملة «النصف جنيه» المصري وعملة «الربع جنيه» التي أصبحت جزءاً من التاريخ بعد انهيار قيمتها الشرائية، فيما يشير إلى عملات أخرى أجنبية يحتفظ بها داخل «كاتالوغ» مُغلّف، تظهر على عملة كبيرة الحجم صورة ملكة بريطانيا الراحلة إليزابيث تعود لفترة السبعينات، وعملة أخرى منقوش عليها شعار بطولة الألعاب الأولمبية في مونتريال 1976 التي يعرضها للبيع بـ2600 جنيه مصري، ويقول عنها: «تلك عملة من الفضة الخالصة وثقيلة الوزن، ولها قيمتها التاريخية التي يبحث عنها كثيرون من المقتنين، فجمهور العملات النادرة هم أقدم جمهور لهذه السوق، التي كانت في بداياتها تعتمد على بيع العملات وشرائها، ثم بدأ في التوسع التدريجي ليشمل مختلف المعروضات النادرة والمقتنيات القديمة»، كما يقول لـ«الشرق الأوسط».

شرائط كاسيت قديمة لكوكبة من نجوم الغناء (الشرق الأوسط)

ويبدو أن جمهور سوق «ديانا» لا يقتصر فقط على المصريين، فهو بات جزءاً من الجولات السياحية للكثير من السائحين من جنسيات مختلفة، منهم لي شواي، سائحة صينية، تتحدث مع «الشرق الأوسط» وتقول: «أزور مصر في رحلة عمل، وهذه أول مرة لي في هذه السوق، وما لفتي كثيراً أن هناك معروضات وتحفاً عليها نقوش ورسوم صينية شعبية، لم أكن أعرف أنهم في مصر مهتمون بالفنون والخطوط الصينية القديمة التي تظهر على اللوحات وأطباق التزيين هنا».

السوق تشهد حراكاً واهتماماً من الزوار (الشرق الأوسط)

ويُبدي عبد الله سعداوي، بائع في سوق ديانا، انتباهه لما يصفه بـ«الجمهور الجديد للسوق»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «زاد الجمهور بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، وجزء كبير من هذا الأمر يعود لانخفاض الأسعار من جهة والميل لشراء السلع المستعملة كبديل للسلع الجديدة مرتفعة الثمن، بما فيها السلع الاستعمالية كالحقائب والنظارات وأطقم المائدة، وكذلك بسبب كثافة الفيديوهات التي صار يصوّرها المؤثرون عبر منصات التواصل الاجتماعي عن السوق وتجربة الشراء فيها، وهو ما جعل جمهوراً أكبر من الشباب يأتي بفضول لاستكشافها».