الاحترار العالمي المفرط قد يمحو البشر

الشمس ستزداد توهجاً (شاترسوك)
الشمس ستزداد توهجاً (شاترسوك)
TT

الاحترار العالمي المفرط قد يمحو البشر

الشمس ستزداد توهجاً (شاترسوك)
الشمس ستزداد توهجاً (شاترسوك)

في واقعة تعد الأولى من نوعها، حذرت نماذج المناخ الكومبيوترية العملاقة من أن الاحترار العالمي المفرط يمكن أن يمحو البشر في نهاية الأمر.

وحذر علماء من أن درجات الحرارة قد تصل إلى 70 درجة مئوية (158 فهرنهايت)، الأمر الذي سيحول الأرض إلى «بيئة معادية خالية من الغذاء والماء». وصدر التحذير بناءً على أول نماذج مناخية مستقاة من كومبيوتر عملاق يجري نشرها، وتوقعت «مستقبلاً شديد القتامة على المدى البعيد» للبشرية، حسب «سكاي نيوز».

وكشفت دراسة علمية جديدة أن الارتفاع الهائل في درجات حرارة الكوكب من المحتمل أن يتسبب في محو جميع الثدييات ـ ومن بينها البشر ـ من فوق الأرض في غضون 250 مليون سنة.

وحذرت الدراسة من أن درجات الحرارة قد تصل إلى 70 درجة مئوية (158 فهرنهايت)، الأمر الذي سيحول الكوكب إلى «بيئة معادية تخلو من الغذاء والماء».

ومن المحتمل أن ترتفع درجات الحرارة على ظهر الكوكب لدرجة ستجعل من المستحيل على الكثير من الثدييات البقاء على قيد الحياة. أما قارات العالم، فستندمج معاً لتكون قارة واحدة عملاقة ساخنة وجافة وغير مواتية للحياة.

وتعتمد هذه التوقعات المفزعة على أول نماذج مناخية مستقاة من كومبيوتر عملاق على الإطلاق.

وتوحي هذه النماذج بأن الشمس ستزداد توهجاً، مع إطلاق الحركات التكتونية كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون في الهواء خلال الانفجارات البركانية.

وعليه، ستصبح الأرض شديدة الحرارة لدرجة أنه من المتوقع أن ما بين 8 بالمائة و16 بالمائة فقط من القارة العملاقة المتوقعة سيكون صالحاً للسكن والحياة.

ويذكر أن الثدييات ـ ومنها الإنسان ـ أكثر قدرة على التكيف مع العيش في البرد، وأقل قدرة على التعامل مع الحرارة المفرطة.

ومن جانبه، قال الدكتور ألكسندر فارنسورث، من جامعة بريستول البريطانية، والمسؤول الأول عن الدراسة: «سيتمخض عن القارة العملاقة الناشئة ضربة ثلاثية، تتمثل في تأثير القارية وارتفاع حرارة الشمس وانطلاق المزيد من غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي، ما يتسبب في ارتفاع درجات الحرارة بالكثير من أرجاء الكوكب. أما النتيجة، فبيئة معادية خالية في الجزء الأكبر منها من مصادر الطعام والماء للثدييات.

وأضاف: «سيؤدي ارتفاع درجات الحرارة لما بين 40 و50 درجة مئوية على نطاق واسع، بجانب ارتفاع معدلات الرطوبة، إلى القضاء علينا نهاية المطاف».

وحذر من أن «البشر ـ وكذلك الكثير من الأجناس الأخرى ـ سيفنون جراء عجزهم عن التخلص من الحرارة عن طريق العرق، حيث تبرد حرارة أجسادهم».

وعبّر القائمون على الدراسة عن اعتقادهم أن مستويات ثاني أكسيد الكربون سترتفع من نحو 400 جزء لكل مليون اليوم لأكثر من 600 جزء لكل مليون بحلول وقت تشكُل القارة العملاقة التي أطلق عليها العلماء بانغيا أولتيما.

بيد أن ما ينبغي الانتباه له أن هذه الأرقام تفترض توقف الإنسان عن حرق الوقود الحفري ـ «وإلا فسنعاين هذه الأرقام في وقت أكثر تبكيراً بكثير»، وفق ما حذر البروفيسور بنجامين ميلز، الذي تولى تقدير مستويات ثاني أكسيد الكربون مستقبلاً في إطار هذه الدراسة.


مقالات ذات صلة

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

يوميات الشرق رجل يركب دراجة نارية وسط ضباب كثيف بالقرب من نيودلهي (إ.ب.أ)

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

مع تفاقم الضباب الدخاني السام الذي يلف نيودلهي هذا الأسبوع، فرضت السلطات في العاصمة الهندية مجموعة من القيود الأكثر صرامة على حركة المركبات والسكان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
يوميات الشرق النسخة الأولى من المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير أقيمت في 2022 (واس)

السعودية تنظِّم «المعرض والمنتدى الدّولي لتقنيات التّشجير»

يهدف المعرض إلى الاستفادة من التّقنيات الحديثة في تشجير البيئات الجافة وتدهور الأراضي، وإتاحة منبرٍ لمناقشة المشكلات البيئية الحالية، والبحث عن حلول لها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق دجاج (أ.ف.ب)

الدجاجة أم البيضة؟ علماء يتوصلون أخيراً إلى إجابة لغز «من الذي جاء أولاً»

قالت صحيفة إندبندنت البريطانية إن علماء من جامعة جنيف قدموا، في دراسة، إجابة للغز الشائع «مَن الذي جاء أولاً الدجاج أم البيضة؟» استندت إلى اكتشاف كائن حي متحجر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من التحضيرات للجلسة الافتتاحية لقمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (أ.ف.ب)

وزير البيئة السعودي: المملكة تركز على أهمية معالجة تحديات الأمن الغذائي

نوّه وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي المهندس عبد الرحمن الفضلي، بريادة المملكة في دعم جهود «مجموعة العشرين»، لتحقيق أهداف تحديات الأمن الغذائي.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
الاقتصاد رئاسة «كوب 16» الرياض ستخصص منطقة خضراء لتنظيم 7 أيام للمحاور الخاصة لتحفيز العمل العالمي لمواجهة تحديات تدهور الأراضي والجفاف والتصحر (الشرق الأوسط)

تحديد 7 أيام في «المنطقة الخضراء» بـ«كوب 16» لتقديم حلول تدهور الأراضي

أعلنت رئاسة «كوب 16» عن إقامة منطقة خضراء وتنظيم 7 أيام للمحاور الخاصة، مشيرة إلى أن هذا البرنامج غير المسبوق يأتي في إطار الجهود التي تبذلها السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (الرياض)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».