«الجونة السينمائي» يكشف تفاصيل دورته السادسة في أكتوبر

منظمو مهرجان الجونة خلال المؤتمر الصحافي (إدارة مهرجان الجونة)
منظمو مهرجان الجونة خلال المؤتمر الصحافي (إدارة مهرجان الجونة)
TT

«الجونة السينمائي» يكشف تفاصيل دورته السادسة في أكتوبر

منظمو مهرجان الجونة خلال المؤتمر الصحافي (إدارة مهرجان الجونة)
منظمو مهرجان الجونة خلال المؤتمر الصحافي (إدارة مهرجان الجونة)

كشف مهرجان «الجونة السينمائي» تفاصيل دورته السادسة التي تقام خلال الفترة من 13 إلى 20 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، في مؤتمر صحافي أقيم الاثنين في القاهرة، أعلن خلاله عن تصور جديد، حيث سيطلق «سوقاً للفيلم» لأول مرة، ويقيم عدة مبادرات جديدة، من بينها مبادرة «الجونة السينمائية للشباب».

فيلم «وداعاً جولي» ينافس بمسابقة الأفلام الروائية الطويلة (إدارة مهرجان الجونة)

وتشهد الدورة عودة «مهرجان الجونة» بعد توقفه العام الماضي، ونفى انتشال التميمي رئيس المهرجان، خلال المؤتمر، أن توقف المهرجان قد أثر عليه سلبياً، مؤكداً أن هذا التوقف أكد أهمية المهرجان في المشهد السينمائي، كما أن الفراغ الذي تركه والفرحة التي سادت بعودته عكسا النجاح الذي حققه على مدى دوراته الخمس، لافتاً إلى أنه قام على أسس صحيحة منذ انطلاقه عام 2017، ومشيراً إلى وجود أسماء كبيرة مثلت دعماً قوياً للمهرجان بلجنته الاستشارية الدولية.

وشدد على تمسكه بالحفاظ على قوة البرنامج على الرغم من وجود منافسة بين المهرجانات العربية الدولية التي تبدأ بالجونة وتنتهي بـ«البحر الأحمر» وتتركز في توقيت متقارب، منوهاً إلى أن ضم عناصر جديدة بالبرمجة تمثل إضافة مهمة ضمن الفريق الفني للمهرجان.

تشمل مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 14 فيلماً سينضم لها لاحقاً أحدث أفلام المخرج مارتن سكورسيزي «قتلة زهرة القمر»، ويشارك بها من مصر: «آل شنب»، و«بيرد لاند» من المغرب، و«تشريح سقوط»، و«دوغمان» من فرنسا، و«مايو... ديسمبر» من الولايات المتحدة، و«وداعاً جوليا»، السودان، و«سعادة عابرة» من العراق.

ترأس لجنة تحكيمها المخرجة البوسنية ياسميلا جبانيتش، كما تضمُ مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة 12 فيلماً، وتشهد مسابقة الأفلام الروائية القصيرة مشاركة 21 فيلماً، ويعرض بالقسم الرسمي خارج المسابقة 17 فيلماً.

ويتنافس على جائزة «سينما من أجل الإنسانية» 13 فيلماً، فيما تتنافس 5 أفلام على جائزة «نجمة الجونة الخضراء» التي تقدم لأفضل فيلم يتناول قضايا البيئة.

ولفت المهندس نجيب ساويرس، مؤسس المهرجان، خلال المؤتمر الصحافي، إلى أن «مدينة الجونة هي أساس نجاح المهرجان»، قائلاً إن «السينما تصنع الفرح، ونحن في حاجة لذلك»، معبراً عن حبه لمشاهدة الأفلام وأنه يشاهد 4 أفلام يومياً، وأشار نجيب إلى أن المهرجان نجح منذ الدورة الأولى بحسن النيات وجهود فريق العمل.

ماريان خوري المديرة الفنية تتحدث خلال المؤتمر (إدارة مهرجان الجونة)

وأعلنت ماريان خوري المديرة الفنية للمهرجان، مشاركة 80 فيلماً، بعضها حاز جوائز عالمية، كما أشارت إلى أن منطلق الجونة السينمائي تقدم له 160 مشروعاً، تم اختيار 20 منها، ومن بينها 13في مرحلة التطوير، و7 في مرحلة ما بعد الإنتاج، كما كشفت عن عرض 14 فيلماً من أفلام المهرجان بسينما «زاوية» في توقيت المهرجان نفسه، حتى يتمكن جمهور القاهرة من متابعتها، فيما دعت الفنانة يسرا عضو اللجنة الاستشارية الدولية، الإعلام، للاهتمام بأنشطة المهرجان المهمة على غرار الورش والأفلام والفعاليات العديدة مثلما يجري الاهتمام بـ«الريد كاربت»، مؤكدة أن السينما ضمير المجتمع.

نجيب وسميح ساويرس مع يسرا وعمرو منسي خلال المؤتمر (إدارة مهرجان الجونة)

وقال عمرو منسي، الرئيس التنفيذي للمهرجان، إنه يراهن على دورة مختلفة تخدم صناعة السينما وتوازن بينها وبين السياحة، وأضاف: «كنا نشعر بقلق بسبب الظروف الاقتصادية، ونخشى قلة الرعاة، لكننا لمسنا حماساً كبيراً للمهرجان من الرعاة الأصليين ومن الرعاة الذين انضموا لنا للمرة الأولى».

حضر المؤتمر المخرج مروان حامد الذي سيُمنح جائزة «الإنجاز الإبداعي»، كما يلقي محاضرة في صناعة الأفلام، وحضره المخرج عمرو سلامة، الذي يشارك بفيلم «60 جنيه» بمسابقة الأفلام القصيرة، ويتضمن جسر الجونة السينمائي حواراً مع الفنانة هند صبري، ومحاضرة عن الإنتاج للمنتج الأميركي تيد هوب، إلى جانب عدد من الحلقات النقاشية، من بينها إعادة رسم صورة الشرق عالمياً، وصناعة الأفلام المؤثرة، والسرد القصصي والمناخ، وما وراء حدود الإنتاج المشترك، والسينما المصرية أين نحن الآن.


مقالات ذات صلة

هند صبري: صُنّاع السينما العربية يخشون المجازفة ببطولات نسائية

يوميات الشرق صبري تُعدّ نفسها ممثلة عصامية (الجونة السينمائي)

هند صبري: صُنّاع السينما العربية يخشون المجازفة ببطولات نسائية

قالت الفنانة التونسية هند صبري إنها تُعد نفسها ممثلة «عصامية»، فهي لم تدرس التمثيل لكنها تؤدي مشاهدها بإحساس فطري.

انتصار دردير (الجونة (مصر))
يوميات الشرق لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

«أثر الأشباح»... يُوثّق مطاردة لاجئ سوري لـ«جلّاده» في فرنسا

ضحية يبحث عن جلاده للانتقام، لكن مع وصوله إليه تتغير نظرة الضحية للتعامل مع جلاده الذي لم يشاهد وجهه خلال التعذيب.

أحمد عدلي (الجونة (مصر))
يوميات الشرق يسرا جلست في مقعد المذيعة لمحاورة إسعاد يونس (الجونة السينمائي)

يسرا وإسعاد يونس تستعيدان «أيامهما الحلوة» في «الجونة السينمائي»

استعادت النجمتان يسرا وإسعاد يونس «أيامهما الحلوة» في مهرجان الجونة السينمائي؛ حيث أدارت يسرا جلسة حوارية مع إسعاد يونس كشفت عن صداقتهما القوية.

انتصار دردير (الجونة (مصر))
يوميات الشرق هاني أبو أسعد خلال الندوة (إدارة المهرجان)

هاني أبو أسعد: أسدد ثمن دفاعي عن القضية الفلسطينية

أكد المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد ترحيبه بسداد ثمن دفاعه عن القضية الفلسطينية في أعماله ومشروعاته السينمائية.

أحمد عدلي (الجونة (مصر))
يوميات الشرق لقطة من فيلم الافتتاح الكرواتي «الرجل الذي لم يستطع أن يبقى صامتاً» (إدارة المهرجان)

أزمة منع «آخر المعجزات» تخيّم على افتتاح «الجونة السينمائي»

قدمت المخرجة إيناس الدغيدي الفنان محمود حميدة قبل ظهوره على المسرح، مشيدة باختياراته الفنية وقدرته على تقديم أدوار متباينة ودعمه بصفته منتجاً للسينما.

انتصار دردير (الجونة (مصر))

«يوميات القاهرة» تُلهم 5 تشكيليين مصريين لاكتشاف السعادة والمعاناة

«الحزن» لوحة للفنان فتحي علي (الشرق الأوسط)
«الحزن» لوحة للفنان فتحي علي (الشرق الأوسط)
TT

«يوميات القاهرة» تُلهم 5 تشكيليين مصريين لاكتشاف السعادة والمعاناة

«الحزن» لوحة للفنان فتحي علي (الشرق الأوسط)
«الحزن» لوحة للفنان فتحي علي (الشرق الأوسط)

يمكن للمشاهد، الذي لا يعرف تفاصيل القاهرة، أو لم تسبق له زيارتها من قبل، أن يسبر أغوارها، ويتزوّد بكثير عن زخمها الإنساني وثرائها الاجتماعي، من خلال تأمّل أعمال هذا المعرض الجماعي الذي يبوح ببعض أسرارها وحكاياتها، مستكشفاً جماليات الأحياء القديمة في المدينة.

يضمّ المعرض، المُقام بعنوان «30 في 30... يوميات المدينة» في غاليري «أرت كورنر» بحي الزمالك، نحو 150 لوحة لـ5 فنانين هم: رضا خليل، وفتحي علي، وحنان عبد الله، وإنجي محمود، ومحمد وهبة، فضلاً عن ضيف الشرف فريد فاضل.

«عامل البناء» للفنان فتحي علي (الشرق الأوسط)

ويستند المعرض إلى فكرة جديدة تقوم على تقديم كل فنان 30 لوحة تجسّد 30 موضوعاً مُتّفقاً عليها بشكل مُسبق بمقاس 30 في 30، على أن تسرد الأعمالُ يوميات القاهرة وناسها. ومن الموضوعات التي التزم بها الفنانون الحارة المصرية، والبيوت القديمة، والأبواب، والشُّرفات، وبائع الخبز، وعربة الفول، والمقهى، وعمال اليومية، والمراكب، والحزن، والاحتفال بالمناسبات السعيدة، والورشة، والمطعم، وغير ذلك.

رجال حوّلوا قفصاً لطاولة طعام صغيرة.. لوحة فتحي علي (الشرق الأوسط)

تعاطى الفنانون المشاركون، من خلال أعمالهم، مع حالات إنسانية موزعة ما بين الرضا والألم والسعادة والمعاناة والعمل والراحة، وكل ما يمتُّ إلى الحالات والمشاعر بصلة؛ فقد طغى تجسيد البشر على اللوحات.

وحتى عندما قام الفنانون برسم بعض تفاصيل المكان، أو احتفوا بالتّصميم الداخلي والطُّرز المعمارية، فقد جاء ذلك محمّلاً بروح الناس ورائحتهم، مسكوناً بأحاديثهم وحكاياتهم أيضاً؛ لذا فإن أحد الجوانب الأكثر لفتاً للانتباه في أعمال المعرض هي حشد الشخوص، وسيطرة روح الجماعة على الأجواء.

وكأن الفنانين تعمّدوا تأكيد أن ثَمّة روابط اجتماعية قوية لا تزال تجمع أهل القاهرة، وهو ما أسهم في نقل مشاعر الحميمية والتعاون والحنين، وزاد من ذلك أن خطوط اللوحات وحركاتها وألوانها تبثّ جملة من الأحاسيس الدافئة التي تستثير الذكريات واللحظات العاطفية لدى المتلقي، سيما ذلك الذي عاش طويلاً في الأحياء العتيقة والمدن العريقة، حتى لو لم تكن القاهرة أو المدينة التي يعنيها المعرض.

«الجميلة والعصافير» لوحة للفنان فتحي علي (الشرق الأوسط)

«تُجسّد الأعمال أحوال المدينة ويوميات ناسها، من خلال مشاهدات الفنان وذكرياته الشخصية، وبأسلوبه وأدواته الخاصة»، وفق تعبير الفنان فتحي علي، الذي يقول، لـ«الشرق الأوسط»: «بالنسبة لي، تركز لوحاتي الـ30 على ذكرياتي القديمة، فقد وُلدت في الستينات من القرن الماضي، وعشت حياة مليئة بالزخم الإنساني، ونشأت في حي قاهري عريق هو حي (الجمالية)، الذي أعشقه، وأقدّر عطاءه الحضاري اللامحدود للمدينة بأَسرها».

تُقاسم الأرجوحات الخشبية الطعام في حاوية مشتركة على أقفاص وُضعت بعناية على الرصيف، والجميلة التي تحاول لمس العصافير برقّة، وعامل البناء الذي يعمل في صمتٍ وإتقان سعياً وراء لقمة العيش، والسيدات اللاتي يتّشحن بالسواد في طريقهن للمقابر، والرجال المتوجهين للصلاة في المسجد، والأطفال الذين يلعبون الكرة في الشارع، ذلك كله بعض من مشاهدَ جسّدها علي في لوحاته، ناقلاً نبض الحي الذي يَعدّ طقوسه اليومية نفسها من أهم علامات مدينته.

«الحارة المصرية» لوحة للفنانة حنان عبد الله (الشرق الأوسط)

في لوحات الفنانة حنان عبد الله بالمعرض، نعيش لحظات «قاهرية» من الماضي والحاضر معاً، فمن خلال أعمالها كأننا نستمع بوضوح لرنّة الصاجات بإيقاعها الموسيقي تُجلجل في زحام شوارع القاهرة، ونَجري مع الصغار إلى الشرفة، أو نُسرع إلى مصدر الصوت، لنشاهد من أين تأتي هذه الرّنات التي تجعل الصغار يرقصون فرحاً.

المشاهد اليومية التي ترى الفنانة أن تجسيدها في لوحات صغيرة أدى إلى تكثيف الفكرة التي يتناولها الفنان في عمله، وقالت، لـ«الشرق الأوسط»: «وكأننا كنا نعمل (كروب) أو (زووم) على اليوميات التي نُعبّر عنها، ومن ثمّ ظهرت الفكرة واضحة، واللقطة صادقة».

لوحة «البيانولا» للفنان رضا خليل (الشرق الأوسط)

مشاهد قديمة في القاهرة من الماضي اختار الفنان رضا خليل أن يجسدها في بعض لوحاته بالمعرض، تثير شجن كثيرين ممّن يفتقدونها أو يَعدّونها جزءاً من طفولتهم في المدينة، وأمام لوحة «البيانولا» قال، لـ«الشرق الأوسط»: «كنت في الرابعة من العمر عندما وجدت إخوتي يتّجهون نحو الشرفة، ويصيحون (البيانولا)، وكانت هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها (صندوق البيانولا)».

ويضيف خليل: «كان المشهد مدهشاً لطفلٍ صغيرٍ يرى رجلاً متواضع الحال يحمل صندوقاً خشبياً يُصدر ألحاناً مبهجة، تخرج عند إدارة ذراع في جانب الصندوق، ويجتمع الصغار والكبار، في حين يجمع مساعده قروشاً قليلة، لكن مع مرور السنوات وتغيّر الأحوال، اختفى الرجل وصندوقه، إلّا من قلوب قليلين، وأنا منهم».

«من يوميات سكان المدينة» للفنانة إنجي محمود (الشرق الأوسط)

أما الفنانة إنجي محمود فتتناول الازدحام في الشوارع و المواصلات وأماكن العمل، وأبرزت فكرة قوة التواصل وقِصر المسافات بين البشر في العاصمة المصرية، مستخدمة الأحبار الملوّنة. وكعادته، عبّر الفنان محمد وهبة عن الواقع من خلال الإسكتشات وفن «الكوميكس»، بلغةٍ فنية بسيطة وجاذبة للمتلقّي، في حين تنقّلت ريشة طبيب العيون، الفنان فريد فاضل، في لوحاته بين روعة المكان والإنسان في القاهرة، بمشاهد مُفعمة بالمشاعر الدافئة والرّصد الجمالي.